موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المبحث الثاني والثلاثون: في ثبوت رسالة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم وبيان أنه أفضل خلق اللّه على الإطلاق وغير ذلك

اعلم أن رسالة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم، ثابتة بالكتاب المعجز والسنة والإجماع وكذلك أجمعت الأمة على أنه بلغ الرسالة بتمامها وكمالها وكذلك تشهد لجميع الأنبياء أنهم بلغوا رسالات ربهم، وقد خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في حجة الوداع فحذر وأنذر وأوعد وما خص بذلك أحدا دون أحد، ثم قال: أل هل بلغت فقالوا: بلغت يا رسول اللّه، فقال: اللهم اشهد.

(فإن قيل): إن بعضهم يقول: إنه سقط من القرآن حين جمعوه بعض آيات وعلى هذا فينبغي للعارف أن يبحث عنها من طريق كشفه ليتلوها فيثاب على تلاوتها فهل ذلك صحيح.

(فالجواب): هذا أمر لا يوافق هذا القائل عليه أحد. وقد قال جمهور المحدثين: يجب تأويل قول عائشة: كانوا يقرءون فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة: 184] متتابعات فسقط متتابعات. وقالوا: المراد بالسقوط النسخ. فيحتمل أن يكون المراد بالسقوط في كلام هذا البعض النسخ إن صح النقل.

(فإن قيل): هل الدليل على تصديق الرسول في ادعائه أنه رسول ينسحب في الدلالة على ما جاء به من الأخبار والأحكام أو يفتقر إلى دليل آخر ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والأربعين من « الفتوحات » أنه لا يفتقر إلى دليل آخر، بل ينسحب في الدلالة على ما جاء به صلى اللّه عليه وسلم.

(فإن قلت): أيهما أكمل شهادتنا بما جاءنا من طريق الوحي أو شهادتن بالمعاينة ؟

(فالجواب): إن شهادتنا بالوحي أتم من شهادتنا بالعين والمشاهدة كم شهد خزيمة للنبي صلى اللّه عليه وسلم، بأنه ابتاع الجمل من الأعرابي ولم يكن خزيمة حاضرا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: بم تشهد يا خزيمة، قال: بتصديقك يا رسول اللّه، فحكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، بشهادة خزيمة وحده لكونها شهادة بالوحي ولو أن خزيمة كان شهد شهادة عين لم تقم شهادته مقام اثنين وبه حفظ اللّه تعالى علينا قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة: 128] إلى آخر السورة فإن جامع القرآن من الصحابة كان لا يقبل آية منه إلا بشهادة رجلين فصاعدا إلا هذه الآية فإنها ثبتت بشهادة خزيمة وحده انتهى.

(فإن قيل): فما أول ما ظهر من الموجودات بعد فتق العماء.

(فالجواب): كما قاله الشيخ تقي الدين بن أبي المنصور أن أول ما ظهر بعد فتق العماء هو محمد صلى اللّه عليه وسلم، فاستحق بذلك الأولية للأوليات فهو أبو الروحانية كلها كما كان آدم عليه الصلاة والسلام، أبا الجثمانيات كلها انتهى. وسيأتي قريبا تحقيق الأولية في كلام الشيخ محيي الدين وأن أول ما خلق اللّه الهباء فراجعه.

(فإن قلت): فما معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم: « كنت نبيا وآدم بين الماء والطين » والنبي هو المخبر عن اللّه وكيف صح إخباره صلى اللّه عليه وسلم، قبل أن يخلق وقبل وجود من يخبرهم ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الخامس وثلاثمائة من « الفتوحات » معناه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، كان يعرف ذاته بذاته بإذن اللّه في غير مجلى قبل أخذ الميثاق وهو الحال التي كان فيها صلى اللّه عليه وسلم، يعرف نبوته وذلك قبل خلق آدم كما أشار إليه الحديث المذكور فكان له صلى اللّه عليه وسلم، التعريف في ذلك الحال فإن النشأة الإنسانية كانت مبثوثة في العناصر ومراتبها إلى حين وجودها لكن من الناس من أعطي في ذلك الموطن شهود نفسه ومرتبته إما على غاياته بكمالها وإما بأن

يشهد صورة ما من صورة وهي عين تلك المرتبة التي له في الدنيا فيعلمه ليحكم على نفسه بها وهنا شاهد صلى اللّه عليه وسلم، نبوته ولا ندري هل شهد صور جميع أحواله أم لا. قال تعالى: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها [فصلت: 12] فما من فلك من الأفلاك التسعة إلا وللإنسان صورة فيه فيحفظها ذلك الفلك إلى وصول وقتها فوجودها كوجود الصورة الواحدة في المرايا الكثيرة المختلفة الأشكال، من طول وعرض واستقامة وتعويج واستدارة وتربيع وتثليث وصغر وكبر، فتختلف صور الأشكال باختلاف المجلى والعين واحدة، فلذلك قلنا: إنه صلى اللّه عليه وسلم، كان يعرف ذاته بذاته من غير مجلى بإذن اللّه تعالى ، وإذا كان بهذه المثابة لم تؤثر فيه المراتب إذا نالها قال صلى اللّه عليه وسلم وهو في المرتبة العليا: « أنا سيد ولد آدم ولا فخر ». فلم تحكم فيه المرتبة. وقال في وقت آخر وهو في مرتبة الرسالة والخلافة: إنما أنا بشر مثلكم فلم تحجبه المرتبة عن معرفة نشأته وسبب ذلك أنه رأى لطيفته ناظرة إلى مركبها العنصري وهو متبدد فيها، فشاهد ذاته العنصرية فعلم أنها تحت قوة الأفلاك العلوية ورأى المشاركة بينها وبين سائر الخلق الأناسي والحيواني والنبات والمعدن، فلم ير لنفسه من حيث نشأته العنصرية فضلا على أحد ممن تولد عنه، بل رأى نفسه مثلا لهم وهم أمثال له. فقال: أنا بشر مثلكم وكان يتعوذ من الجوع فما افترق عنها إلا بقوله: « يوحى إليّ » فقد عرفت معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم: « كنت نبيا وآدم بين الماء والطين »، وأن هذا القول إنما كان بلسان تلك الصورة التي هو فيها مما هو معدود من صور تلك المراتب. فترجم لنا في هذه الدار عن تلك الصورة. قال الشيخ رحمه اللّه تعالى: ولنا أيضا صورة فوق ما ذكرناه لا تدرك بعقل ولا بالاسترواح من نقول الشرع فسكتنا عنها، وذلك أن لنا صورة في الكرسي، وصورة في العرش، وصورة في الهيولى، وصورة في الطبيعة، وصورة في النفس، وصورة في العقل المعبر عنه باللوح والقلم. وصورة في العماء، وصورة في العدم، هذا كله مرئي لأصحاب الكشف وهو الذي يتوجه عليه خطاب اللّه القديم لعباده في مكنون علمه فافهم.

(فإن قلت): فهل كان لآدم عليه الصلاة والسلام، علم عند أخذ الميثاق بما يحتوي عليه ظهره من الصور ؟

(فالجواب): لم يكن له علم كما أنه لا علم لفلك من الأفلاك التي فيه صورة من صورنا بها.

(فإن قيل): فلم كان الأخذ من الظهر دون غيره ؟

(فالجواب): أنه إنما خص الظهر بالأخذ لأن الظهر كان غيبا لآدم عليه الصلاة والسلام، ولو أنه تعالى أخذنا من بين يدي آدم لكان عرفنا وذلك لأن له عليه الصلاة والسلام، معنا صورة في صورة فشهد كما شهدنا. قال الشيخ محيي الدين: وم نحن على يقين بأنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بما أخذ منه أو يعلمه، ولكنا لم رأينا الحضرات التي تقدمت من الأفلاك لا تعلم بصورة ما فيها. قلنا: ربما يكون الأمر في آدم كذلك فرحم اللّه من اطلع على أن آدم كان يعلم الصور التي أخذت من ظهره فألحقه بهذا الموضع من هذا الكتاب.

(قلت): قد أخبرني أخي أفضل الدين رحمه اللّه أن اللّه تعالى أطلعه على عدد السعداء الذين كانوا في ظهر آدم عليه الصلاة والسلام، دون الأشقياء قال: وعدتهم ما تحصل من ضرب تسعمائة ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف تسع مرات وتسعمائة وتسعة وتسعين ألفا ونصف ذلك وثلث ذلك مضروب جميعه في الأصول التي ذكرناه فما يحصل من ذلك فهو عدد من كان في ظهر آدم من السعداء لا يزيدون واحدا ولا ينقصون وهو حساب، لا يتعقله العقل وإنما طريقه الكشف انتهى. واللّه تعالى أعلم.

* - قال الشيخ محيي الدين ومن بعد عن فهمه: تصور ما ذكرناه من أن لنا في كل فلك صورة ليس إحداهما أحق بنا من الأخرى فلينظر في خبر الترمذي مرفوعا وقال فيه: حسن غريب إن اللّه تعالى تجلى لآدم ويداه مقبوضتان. أي: كما يليق بجلاله. فقال له: يا آدم اختر أيهما شئت. فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة ففتحها فإذا آدم وذريته فنظر آدم عليه الصلاة والسلام، إلى شخص من أضوئهم. فقال: من هذا يا رب ! فقال اللّه تعالى له:

هذا ابنك داود ؟ فقال: يا رب كم كتبت له من العمر. فقال: أربعين سنة. فقال: يا رب وكم كتبت لي. فقال اللّه تعالى: ألف سنة. فقال: يا رب قد أعطيته من عمري ستين سنة. قال اللّه له: أنت وذاك فما زال آدم يعد لنفسه حتى بلغ تسعمائة وأربعين سنة فجاءه ملك الموت ليقبض

روحه فقال له آدم: قد بقي من عمري ستون سنة، فقال اللّه تعالى: ي آدم إنك قد وهبتها لولدك داود فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: « فمن ذلك اليوم أمر اللّه تعالى بالكتاب والشهود ». انتهى. فهذا آدم وذريته صورة قائمة في قبضة الحق كما يليق بجلاله وهذا آدم خارج عن تلك اليد وهو يرى صورته وصورة ذريته في يد الحق تعالى . فما بالك يا أخي تقربه في هذا الموضع وتنكر علينا في قولنا بتعدد الصور في الأفلاك فلو كان هذا محالا لنفسه لم يكن واقعا ولا جائزا نسبة إذ الحقائق لا تتبدل. قال وأكثر من هذا التأنيس لك فلا أقدر عليه فلا تكن ممن قال اللّه تعالى فيهم: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) [البقرة:

18] وقد أطال الشيخ الكلام على ذلك في الباب السادس وأربعين وثلاثمائة.

(فإن قلت): فهل أعطي أحد النبوة وآدم بين الماء والطين غير محمد صلى اللّه عليه وسلم ؟

(فالجواب): لم يبلغنا أحدا أعطي ذلك إنما كانوا أنبياء أيام رسالتهم المحسوسة.

(فإن قلت): فلم قال: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين، ولم يقل كنت إنسانا أو كنت موجودا ؟

(فالجواب): إنما خص النبوة بالذكر دون غيرها إشارة إلى أنه أعطي النبوة قبل جميع الأنبياء. فإن النبوة لا تكون إلا بمعرفة الشرع المقدر عليه من عند اللّه تعالى .

(فإن قلت): فما معنى قولهم: إنه صلى اللّه عليه وسلم، أول خلق اللّه هل المراد به خلق مخصوص ؟ أو المراد به الخلق على الإطلاق ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السادس: أن المراد به خلق مخصوص وذلك أن أول ما خلق اللّه الهباء وأول ما ظهر فيه حقيقة محمد صلى اللّه عليه وسلم، قبل سائر الحقائق وإيضاح ذلك أن اللّه تبارك وتعالى لما أراد بدء ظهور العالم على حد ما سبق في علمه انفعل العالم عن تلك الإرادة المقدسة بضرب من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية، فحدث الهباء وهو بمنزلة طرح البناء الجص ليفتتح فيه من الأشكال والصور ما شاء، وهذا هو أول موجود في العالم ثم إنه تعالى تجلّى بنوره إلى ذلك الهباء والعالم كله فيه بالقوة، فقبل منه كل شيء في ذلك الهباء على

حسب قربه من النور كقبول زوايا البيت نور السراج فعلى حسب قربه من ذلك النور يشتد ضوؤه وقبوله ولم يكن أحد أقرب إليه من حقيقة محمد صلى اللّه عليه وسلم، فكان أقرب قبولا من جميع ما في ذلك الهباء فكان صلى اللّه عليه وسلم، مبدأ ظهور العالم وأول موجود. قال الشيخ محيي الدين: وكان أقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه الجامع لأسرار الأنبياء أجمعين انتهى. وقول الشيخ في الإمام علي رضي اللّه تعالى عنه: إنه جامع لأسرار الأنبياء قد نقل أيض عن الخضر عليه الصلاة والسلام، في حق الشيخ أبي مدين التلمساني. فقال فيه حين سئل عنه أنه جامع لأسرار المرسلين: لا أعلم أحدا في عصري هذا أجمع لأسرار المرسلين منه فعلم كما قاله الشيخ محيي الدين في « الفتوحات » إن مستمد جميع الأنبياء والمرسلين من روح محمد صلى اللّه عليه وسلم، إذ هو قطب الأقطاب كم سيأتي بسطه في مبحث كونه خاتم النبيين فهو ممد لجميع الناس أولا وآخرا فهو ممد كل نبي وولي سابق على ظهوره حال كونه في الغيب وممد أيضا لكل ولي لاحق به فيوصله بذلك الإمداد إلى مرتبة كماله في حال كونه موجودا في عالم الشهادة وفي حال كونه منتقل إلى الغيب الذي هو البرزخ والدار الآخرة. فإن أنوار رسالته صلى اللّه عليه وسلم، غير منقطعة عن العالم من المتقدمين والمتأخرين.

(فإن قلت): قد ورد في الحديث أول ما خلق اللّه نوري وفي رواية أول ما خلق اللّه العقل فما الجمع بينهما ؟

(فالجواب): أن معناهما واحد لأن حقيقة محمد صلى اللّه عليه وسلم، تارة يعبر عنها بالعقل الأول وتارة بالنور.

(فإن قلت): فما الدليل على كونه صلى اللّه عليه وسلم، ممد الأنبياء السابقين في الظهور عليه من القرآن ؟

(فالجواب): من الدليل على ذلك قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90] . أي: إن هداهم هو هداك الذي سرى إليهم منك في الباطن فإذا اهتديت بهداهم فإنما ذلك اهتداء بهداك إذ الأولية لك باطنا والآخرية لك ظاهرا ولو أن المراد بهداهم غير ما قررناه لقال تعالى له صلى اللّه عليه وسلم، فبهم اقتده وتقدم حديث كنت نبيا وآدم بين الماء والطين، فكل نبي

تقدم على زمن ظهوره، فهو نائب عنه في بعثته بتلك الشريعة ويؤيد ذلك قوله صلى اللّه عليه وسلم، في حديث وضع اللّه تعالى يده بين ثديي أي كما يليق بجلاله فعلمت علم الأولين والآخرين، إذ المراد بالأولين هم الأنبياء الذين تقدموه في الظهور عند غيبة جسمه الشريف وإيضاح ذلك أنه صلى اللّه عليه وسلم أعطي العلم مرتين مرة قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام، ومرة بعد ظهور رسالته صلى اللّه عليه وسلم، كما أنزل عليه القرآن، أولا من غير جبريل ثم أنزل عليه به جبريل مرة أخرى ولذلك قال تعالى له:

وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه: 114] أي: لا تعجل بتلاوة ما عندك منه قبل أن تسمعه من جبريل، بل اسمعه من جبريل وأنت منصت إليه كأنك ما سمعته قط وقد عملت التلامذة الموقنون بذلك مع أستاذيهم ذكر ذلك الشيخ في الباب الثاني عشر من « الفتوحات » وفي غيره من الأبواب.

(قلت): وفي تصريح الشيخ بأن القرآن أنزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قبل جبريل نظر ولم أطلع على ذلك في حديث فليتأمل.

(فإن قلت): فإذا روح محمد صلى اللّه عليه وسلم، هي روح عالم الخير كله وهي النفس الناطقة فيه كله.

(فالجواب): نعم والأمر كذلك كما ذكره الشيخ في الباب السادس وأربعين وثلاثمائة فحال العالم المذكور قبل ظهوره صلى اللّه عليه وسلم، بمنزلة الجسد السوي وحاله بعد موته صلى اللّه عليه وسلم، بمنزلة النائم وحال العالم حين يبعث يوم القيامة، بمنزلة الانتباه من النوم فالعالم اليوم كله نائم من حين مات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، إلى أن يبعث انتهى.

(فإن قلت): فما الدليل على كونه صلى اللّه عليه وسلم، أفضل من أبيه إبراهيم مع أنه صلى اللّه عليه وسلم، أمرنا أن نسأل اللّه أن يصلي عليه كما صلى على إبراهيم والقاعدة أن يكون المشبه به أفضل من المشبه ؟

(فالجواب): ليس المراد ما يتبادر من ذلك إلى الأذهان وإنما النكتة في قوله: كما صليت على إبراهيم كونه صلى اللّه عليه وسلم، كان مسؤولا في تعليم الصحابة كيفية الصلاة عليه، فلما قالوا به: كيف نصلي عليك ما وسعه إلا التواضع. فقال: قولوا كما صليت على إبراهيم وأنت إذا قلت لإنسان علمني ألفاظا أفخمك بها لا يقدر ينطق لك بألفاظ تعطي التفخيم مع كونك أقل حياء من

الشارع صلى اللّه عليه وسلم، بيقين فافهم.

(فإن قلت): فلم كان محمد صلى اللّه عليه وسلم، أفضل من أبيه آدم صلى اللّه عليه وسلم، وأقوى استعدادا منه مع أنه فرع من آدم عليه الصلاة والسلام ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الخامس من « الفتوحات » أنه إنما كان أفضل من أبيه آدم عليه الصلاة والسلام، لأن آدم عليه الصلاة والسلام، كان حاملا لألفاظ الأسماء ومحمد صلى اللّه عليه وسلم، كان حاملا لمعانيها وهي جوامع الكلم المشار إليها بحديث: « أوتيت جوامع الكلم » فمن حصل على الذات حصل على الأسماء وكانت تحت حيطة علمه ومن حصل على الأسماء لا يكون محصلا للذات الذي هو المسمى قال: ولهذا فضلت الصحابة فإنهم حصلوا الذات ونحن حصلنا الاسم ولكن لم راعينا الاسم مراعاتهم للذات ضوعف لنا الأجر لحسرة الغيبة التي لم تكن لهم فكان لنا التضعيف بذلك فنحن الإخوان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهم الأصحاب وهو صلى اللّه عليه وسلم، إلينا بالأشواق وما أفرحه بلقاء واحد منا وللعامل منا أجر خمسين ممن يعمل مثل عمل أصحابه كما ورد انتهى. وأما كونه صلى اللّه عليه وسلم، أقوى استعدادا من أبيه آدم فلأنه خلق من امتزاج الأبوين لا من واحد منهما بل من المجموع حسا ووهما فجمع صلى اللّه عليه وسلم، استعداد الاثنين لهذا كان كماله أعظم من كمال أبيه ذكره الشيخ في الباب الثاني والسبعين في أسرار الحج من « الفتوحات ». قال: ومن هنا اختص محمد صلى اللّه عليه وسلم، بالكمال على آدم وإبراهيم لكونه ابنا لهما وكل ابن له في النشأة هذا الكمال إلا أن الناس يتفاضلون فيه لأجل الحركات العلوية والطوالع النورانية والاقترانات السعادية وإن لم يكن له عندنا أثر في التخليق انتهى.

* - وقال الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلاثمائة في حديث لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني: اعلم أنه صلى اللّه عليه وسلم، نبي الأنبياء للعهد الذي أخذ على الأنبياء بسيادته عليهم ونبوته في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ [آل عمران: 81] الآية.

فعمت رسالته وشريعته كل الناس فلم يخص نبي بشيء إلا إن كان ذلك الشيء لمحمد صلى اللّه عليه وسلم، بالأصالة انتهى. فكل نبي تقدم على زمن ظهوره فهو نائب له صلى اللّه عليه وسلم، في بعثته بتلك الشريعة ذكره الشيخ تقي الدين السبكي ونقله عنه الجلال السيوطي في أول الخصائص.

(فإن قلت): قد تقدم أن القرآن أنزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، جملة قبل أن ينزل عليه تفصيلا فما الحكمة في ذلك ؟

(فالجواب): إنما أنزل عليه صلى اللّه عليه وسلم، القرآن إجمال ليفرق بين تنزيله عليه وتنزيل العلوم على الأولياء وذلك أن التدريج في الأمور إنم هو للتعمل ولا تعمل للإرسال بخلاف الأولياء لا تنزل عليهم العلوم إلا وهي مفصلة فقط لأن منها جهة الترقي والتكسف. فالنبوة وهب والولاية كسب.

* - وقال في الباب العاشر من « الفتوحات » في قوله صلى اللّه عليه وسلم: « أنا سيد ولد آدم ولا فخر »، إنما كان صلى اللّه عليه وسلم، سيد ولد آدم لأن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، نواب له صلى اللّه عليه وسلم، من لدن آدم إلى آخر الرسل وهو عيسى عليه الصلاة والسلام كما أبان عن ذلك حديث « لو كان موسى وعيسى حيين ما وسعهما إل اتباعي » وصدق صلى اللّه عليه وسلم، في ذلك، فإنه لو كان موجودا بجسمه من لدن آدم إلى زمان وجوده لكان جميع بني آدم تحت شريعته حسا وهذا لم يبعث نبي إلى الناس عامة إلا هو خاصة فجميع شرائع الأنبياء هي بالحقيقة شرعه صلى اللّه عليه وسلم.

(فإن قلت): فهل يكون نسخ شريعته لكل شريعة تقدمت يخرج تلك الشرائع عن كونها شرعا له ؟

(فالجواب): لا يخرجها ذلك النسخ عن كونها من شريعته فإن اللّه تعالى قد أشهدنا النسخ في شرعه الظاهر مع اجتماعنا واتفاقنا على أنه شرعه الذي نزل عليه فنسخ المتقدم بالمتأخر ومما يشهد لكون جميع الأنبياء نوابا له صلى اللّه عليه وسلم، كون عيسى عليه الصلاة والسلام، إذا نزل إلى الأرض لا يحكم بشرع نفسه الذي كان عليه قبل رفعه وإنما يحكم بشرع محمد صلى اللّه عليه وسلم، الذي بعث به إلى أمته ولو أن الشرع الذي يحكم به عيسى إذا نزل كان له بالأصالة لما كان يحكم إذا نزل إلى الأرض إلا به.

(فإن قلت): قوله صلى اللّه عليه وسلم: « لا تفضلوني على يونس » الحديث هل هو منسوخ أو قاله تواضعا ؟

(فالجواب): هو تواضع منه صلى اللّه عليه وسلم، وإلا فهو يعلم أنه أفضل خلق اللّه تعالى ، وذلك ليصح له تمام الشكر، فإنه أشكر خلق اللّه تعالى للّه ولا يكون ذلك إلا بمعرفته كل ما أنعم اللّه به

عليه، فافهم ؟ ومعنى الحديث: لا تفضلوني من ذوات نفوسكم لجهلكم بالأمر وليس معناه لا تفضلوني مطلقا فإنه من فضله بتفضيل اللّه عز وجل له فقد أصاب.

(فإن قلت): فهل للعارف أن يفضله صلى اللّه عليه وسلم، بحسب ما تحمله الألفاظ ؟

(فالجواب): نعم له ذلك ولكن الكامل لا يعتمد في جميع ما يقوله إل على ما يلقيه اللّه تعالى عنده لا على ما تحتمله الألفاظ واللّه أعلم.

(فإن قلت): فهل جميع مقاماته صلى اللّه عليه وسلم، تورث لأتباعه من الأنبياء والأولياء أو يختص صلى اللّه عليه وسلم، بمقامات لا يصح لأحد منهم أن يرثها منه ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع والثلاثين وثلاثمائة يختص صلى اللّه عليه وسلم، بمقامات لا يشاركه فيها أحد من الأنبياء. منها أنه أعطاه ضروب الوحي كلها من وحي البشارات وإنزاله على القلب والإذن وبالعروج به إلى السماء ونحو ذلك، ومنها أنه أعطاه علم الأحوال كلها لكونه أرسل إلى جميع الناس كافة ومعلوم أن أحوالهم مختلفة فلا بد أن تكون رسالته تعم الكل بجميع أحوالهم ومنها أنه أعطاه علم إحياء الأموات معنى وحسا بخلاف غيره فحصل صلى اللّه عليه وسلم، العلم بالحياة المعنوية وهي حياة العلوم وحصل أيضا الحياة الحسية وهو ما أتى في قصة إبراهيم تعليما وإعلاما لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو قول تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ [هود: 120] ومنها أنه أعطاه علم الشرائع المتقدمة كلها وأمره أن يهتدي بهدي الأنبياء، لا بهم ومنها أنه اختص بشرع لم يكن لغيره كم أشار إليه حديث أعطيت ستا لم يعطهن نبي قبلي فهذه أمور خص بها لم يعطها أحد غيره. ومما خص به أيضا لواء الحمد في المقام المحمود الذي يقام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يوم القيامة باسمه الحميد.

(فإن قلت): فهل لواء الحمد واحد أو هو متعدد ؟

(فالجواب): هو سبعة ألوية تسمى بألوية الحمد تعطى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وورثته المحمديين وفي تلك الألوية أسماء اللّه التي يتمنى به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ربه عزّ وجلّ، إذا أقيم في المقام المحمود يوم القيامة وهو قوله صلى اللّه عليه وسلم، إذا سئل في الشفاعة فأحمد اللّه تعالى

بمحامد يعلمنيها لا أعلمها الآن. أي: أثني عليه تعالى بهذه الأسماء التي يقتضيها ذلك الموطن ومعلوم أنه صلى اللّه عليه وسلم، لا يثني على اللّه إلا بأسمائه الحسنى وهي لا يحاط بها علما وذلك أنا نعلم أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ونعلم أننا لا نعلم أيضا ما أخفي لنا من قرة عين وما من شيء من ذلك إلا وهو مستند إلى الاسم الإلهي الذي أظهره بخلاف الاسم الإلهي الذي امتن اللّه تعالى علينا بالاطلاع عليه فلا بد أن يثنى عليه به ونحمده به إما ثناء تسبيح وإما ثناء إثبات. قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والثلاثين وثلاثمائة:

وقد سألت اللّه تعالى أن يطلعني على عدد تلك الأسماء المرقومة في الألوية فقيل لي: إن قدرها ألف اسم وستمائة اسم وأربعة وستون اسما قد رقم في كل لواء منها تسعة وتسعون اسما من أحصاها في موطن القيامة دخل الجنة يعني: قبل الناس وليس إحصاؤها إلا للرجل الكامل من نبي أو ولي. انتهى.

(فإن قلت): فما حكمة جعل اللواء بيده صلى اللّه عليه وسلم ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب الرابع والسبعين أنه إنما جعل بيده ليجتمع إليه الناس، إذ هو علامة على مرتبة الملك وعلى وجود الملك وإنما سمي لواء لأنه يلتوي على جميع المحامد فلا يخرج عنه حمد، كما أشار إليه حديث: آدم ومن دونه تحت لوائي، وإيضاح ذلك أن آدم عليه الصلاة والسلام، عالم بالأسماء وم ظهر بعلمها إلا بحكم النيابة عن محمد صلى اللّه عليه وسلم، في عالم الملائكة لتقدمه بالنبوة وآدم بين الماء والطين فلما ظهر جسم محمد صلى اللّه عليه وسلم، كان هو صاحب اللواء فيأخذ اللواء من آدم يوم القيامة بحكم الأصالة فيكون آدم فمن دون تحت لوائه.

(فإن قلت): فهل يدخل تحت لوائه صلى اللّه عليه وسلم، أيضا الملائكة ؟

(فالجواب): نعم لأنها كانت تحت ذلك اللواء في زمان آدم فكذلك يكونون في الآخرة تحته حين يحمله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهناك يظهر لجميع الخلق سيادة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وخلافته على الجميع انتهى.

(فإن قلت): فأين منزلة محمد صلى اللّه عليه وسلم، يوم الموقف الأعظم ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ في الباب السابع وثلاثين وثلاثمائة: إن منزلته على يمين حضرة الرحمن حين التجلي على العرش وأما منزلته يوم القيامة فهي بين يدي الحكم العدل لتنفيذ الأوامر الإلهية في العالم فالكل عنه يأخذ في ذلك الموطن وهو صلى اللّه عليه وسلم، وجه كله يرى من جميع جهاته وله من كل جانب إعلام من اللّه يفهم عنه يرونه لسانا ويسمعونه صوتا وحرفا انتهى.

(فإن قلت): فهل الوسيلة مختصة به فلا تكون لغيره ؟ أم يصح أن تكون لغيره لقوله في الحديث: لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد اللّه وأرجو أن أكون أنا هو. فلم يجعلها له صلى اللّه عليه وسلم نصا ؟

(فالجواب): كما قاله الشيخ محيي الدين في الباب الرابع والسبعين في الجواب الثالث والتسعين: أن الذي نقول: به إنه لا يجوز لأحد سؤال الوسيلة لنفسه أدبا مع اللّه تعالى في حق رسوله صلى اللّه عليه وسلم، الذي هدانا اللّه به وإيثارا له أيضا على أنفسنا وما طلب منا أن نسأل اللّه له الوسيلة إلا تواضعا منه صلى اللّه عليه وسلم، لنا، وتأليفا لنا نظير المشاورة فتعين علينا أدبا وإيثار ومروءة ومكارم أخلاق أن الوسيلة لو كانت لنا لوهبناها له صلى اللّه عليه وسلم، وكان هو الأولى بأفضل الدرجات لعلو منصبه ولما عرفناه من منزلته عند اللّه تعالى . ومما يؤيد تحريم سؤالنا الوسيلة لأنفسنا ما ذكره العلماء في الخصائص من تحريم خطبة المرأة التي عرض عليه الصلاة والسلام، لوليها بتزويجها له ولذلك امتنع أبو بكر من إجابة عمر حين سأله عمر أن يتزوج ابنته حفصة وقال أبو بكر إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يذكرها انتهى.

(وقد رأيت): في نسخة من نسخ « الفتوحات » بمصر ما نصه: يجوز لكل مسلم أن يسأل لنفسه الوسيلة لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لم يعينها لنفسه ولعلها من النسخ المدسوس فيها على الشيخ أو مرجوع عنها بدليل قوله رضي اللّه عنه، في الباب السابع وثلاثين وثلاثمائة: إن منزلته صلى اللّه عليه وسلم في الجنان هي الوسيلة التي يتفرع منها جميع الجنان وهي في جنة عدن دار المقامة ولها شعبة في كل جنة من الجنان ومن تلك الشعبة يظهر محمد صلى اللّه عليه وسلم، لأهل تلك الجنان وهي في كل جنة أعظم منزلة فيها انتهى. فإياك أن تضيف إلى الشيخ ما في النسخة المدسوسة ثم

تعترض عليه واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!