موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب عقلة المستوفز

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

باب خلق الدني

 

 


ثمّ انصرف النظر والتوجّه الإراديّ الإلهيّ بعد خلق ما ذكرناه إلى النّفس الّذي هو الملك الكريم .

فأوحى اللّه تعالى أن ينحدر بالتدبير في عمق الجسم إلى أقصاه وذلك نقطة مركزه المعبّر عنها بعجب الذّنب الّذي تقوم عليه النشأة.

وهو جزء لا يبلى وهو محل نظر العنصر الأعظم الّذي خلق العقل من التفاتته فانحدر الملك الكريم بإذن العزيز العليم إلى أن انتهى إلى المركز فوجد نظر العنصر الأعظم إليه .

وأنّ أمر الكون المدبّر كلّه منه صدر وإليه يعود حكمة بالغة.

فأدار كرة الأرض ابتداء وكانت هذه الحركة من هذا الملك بطالع السرطان وهو الملك الكريم الّذي ذكرناه في سماء البروج.

وجعل ممّا يلي المركز صخرة عظيمة كريّة وفي نقطة تلك الصخرة الصّمّاء حيوانا في فمه ورقة خضراء يسبّح اللّه ويمجّده وهو الحيوان الأشرف .

ولنا فيه كلام طويل فإنّ مقامه من أعجب المقامات وعمّر هذه الأرض بصنف من الملائكة يقال لهم الناشرات.

وقد نبّه الشرع عليها أنّ الملائكة تنشر أجنحتها لطالب العلم وهم هؤلاء فإنّ الأرض إنّما هي لعباده الصالحين وهم العلماء باللّه.

وجعل فيها مقدّما من الملائكة عظيما اسمه قاف وإليه ينسب الجبل المحيط بالأرض جبل قاف .

فإنّه مقعد هذا الملك وبيده حكم الأرض وحكم الزّلازل والرّجفات والخسف وكلّ م يحدث في الأرض منها بيد هذا الملك زمامه.

وجعل هذه الأرض محلّ أكثر المولّدات وهي المقصودة من بين سائر الأركان وفيه ينزل الخليفة وعليها ينزل الأمر الإلهيّ .

ولمّا كانت المقصودة لم تتنزّل الكتب إلّا بذكرها.

فقال في غير موضع "السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" و"السَّماءِ وَالْأَرْضِ".

وقال :" وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها "

وقال :"خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْن " . ِثمّ قال :"ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ ".

ولم يذكر من الأركان غيرها فدلّ ذلك على أصالتها وعلى أنّها المقصودة.

ثمّ الكشف يعطى بأنّها هي الّتي خلقت أوّلا .

وأنّها أوّل الأركان خلقها قبل بقيّة الأركان وفيها خلاف كثير بين العلماء وقبل السماوات وما فيها . ومنها يكونون في الجنّة وعليها يحشر الناس.

غير أنّ نعوتها تتبدّل فتكون الخاصّيّة في الحشر الساهرة أي لا ينام عليها لهذه الخاصّيّة.

وقال :" يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ " والجنّة مبنيّة كلّها وخلقها من نفائس معادنها من اللؤلؤ والمرجان والجوهر والدّر والياقوت والذهب والفضّة والزمرّد والمسك والعنبر والكافور وما أشبه ذلك.

وإذا وقفت في الأخبار على أنّ مراكب الجنّة من درّ وياقوت ومرجان وحوره وولدانها وجميع ما فيها فافهم من ذلك ما فهمت .

من "أنّ آدم خلق مِنْ تُرابٍ "، "ومِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ " وأنّك مخلوق "ِمنْ ماءٍ مَهِينٍ "،

فهو تنبيه على الأصل وكما كانت الأرض للجنّة من حيث ما ذكرناه.

فمنها أيضا للنار كلّ معدن خسيس مثل الكبريت والحديد والرّصاص والنّحاس والنّار والقطران وكلّ نتن وقذر .

وقد عبّر الشارع فقال: " سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ، ولَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ "

وصبّ في أذنيه الآنك ويجعل لمن كان يسجد اتّقاء ورياء وهو المنافق ظهره طبقة نحاس وقد نبّه بوادي جهنّم بالبيت المقدّس وبطن محسّرا.

وبالأرض الملعونة وبشجرة الغرقد فقسم هذه الأرض وفصّلها بين الجنّة والنار فللنار منها جزء وللجنّة منها جزء .

وأخبر ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة إلّا أنّها لا تتبدّل بالصفات وقد ذكرنا في كتاب الجنّة ما يشفى .

في ذلك وفي كتاب النار ما يشفى في ذلك فالأصل الأرض خلقها بما فيها في أربعة أيّام وهي أربعة آلاف سنة كلّ يوم من الأيّام ألف سنة عنده فعيّن فيها أماكن الخير وأماكن الشرّ مقدّرة .

ثمّ إنّ اللّه تعالى وتقدّس خلق الأفلاك الثابتة دائرة بالتوجّه نحو الكمال والكائنات يوجدها الحقّ عند دورانها كما يوجد الشّبع عند الأكل.

وليس ذلك بمقصود للأفلاك وحلّل في جوف كرة الأرض منها ما حلّل وسخف ولطف فكان ماء نتنا وهو البحر العظيم الّذي يعذّب به أهل الشّقاء وهو ماء أسود وكثيرا ما يظهر آثاره في الأماكن المخسوفة ينفخ له منفس .

فيظهر منه على وجه الأرض ما يظهر ومنه منبع المياه الرديئة كلّها الّتي لا يلائم مزاج الإنسان والحيوانات فدار هذا الماء بالصخرة وصارت الأرض عليه.

ثمّ حلّل سبحانه منه ما حلّل ولطّفه ممّا يلي المركز فكان الهواء المظلم وهو اليحموم فدار ذلك الهواء بالمركز الّذي هو الصخرة .

واشتدّت حركة هذا الهواء فامتسك هذا الماء عليه والأرض فوق هذا الماء وتموّج الماء بهذه الريح المظلمة السّموميّة فمادت الأرض.

فرأت الملائكة ميد الأرض وقد حصل لهم التعريف من اللّه بأنّها محلّ خلق يخلقون منها على نشأة مخصوصة لا يمكن معها التصرّف إلّا على ساكن.

فقالت يا ربّنا كيف استقرار عبادك على هذه الأرض.

فأبدى لهم تجلّيا أصعقهم به وخلق من الأبخرة الغليظة المتراكمة الكثيفة الصاعدة من الأرض الجبال فقالبها عليها فسكن ميد الأرض وذهبت تلك الحركة الّتي لا يكون معه استقرار.

وطوّق هذه الأرض بجبل محيط بها وهو من الصخرة الخضراء وطوّق به حيّة عظيمة اجتمع رأسها بذنبها.

رأيت من صعد هذا الجبل ومن عاين هذه الحيّة وكلّمها.

وقالت سلّم مني إلى أبى مدين وكان من الأبدال من أصحاب خطوة .

يقال له موسى السّدرانيّ وكان محمولا له فسأله يوسف بن يحلف عن طول هذا الجبل في الهواء.

فقال صلّيت الضّحى في أسفله والعصر في أعلاه فأنا بهذه المثابة يعني من اتّساع الخطوة .

ثمّ أفاق الملا الأعلى من صعقتهم فرأوا من قدرة اللّه تعالى ما هالهم.

فقالوا : ربّنا هل خلقت شيئا أشدّ من هذه الجبال؟.

فقال نعم الحديد ..

فقالوا :ربّنا فهل خلقت شيئا أشدّ من الحديد؟.

فقال : نعم النار.

فقالوا ربّنا فهل خلقت شيئا أشدّ من النار؟.

قال : نعم الماء.

فقالوا ربّنا فهل خلقت شيئا أشدّ من الماء ؟

قال : نعم الريح.

فقالوا ربّنا فهل خلقت شيئا أشدّ من الريح؟

قال : نعم الإنسان يتصدّق بصدقة فلا تعرف شماله ما تنفق يمينه.

فهذا هو الّذي ملك الهواء ، فمن ملك هواه فهو أشدّ من الهواء.

وهو الّذي ينبغي أن يقال له إنسان ومن لم يحكم هذا المقام فهو حيوان صورته صورة الإنسان لا غير.

فقالت سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك أي ما عرفناك حقّ معرفتك إذ تكلّمنا بما ل ينبغي لنا أن نتكلّم به فإنّك أنت العليم القدير.

ولمّا كان وجود هذه الأرض وقد دارت الأفلاك الثابتة.

تخيّل القدماء الفلاسفة أنّ الأفلاك السماويّة مخلوقة قبل الأرض وأنّه يتنزّل الخلق إلى أن ينتهى إلى الأرض فأخطئوا في ذلك غاية الخطاء

لأنّ ذلك صنعة حكيم وتقدير عزيز عليم يفتقر العلم بذلك إلى إخباره باللسان الصادق والعلم الضروريّ .

وإقامة المثل بكيفيّة الأمر وليس للقدماء في هذه الطريقة كلّها مدخل فأجالو الفكر على علم لا يتحصّل بالفكر فأخطئوا من كلّ وجه.

ثمّ إنّ اللّه تعالى أدار بالأرض من جهة سطحها كرة الماء بتسخيف من الأرض وتحليل وعمر هذه الكرة بملائكة يقال لهم الساريات وعليهم مقدّم يسمّى الزاخر.

وخلق العالم الملكيّ الّذي هو عالم الذكر بين الماء والأرض فلهم شركة في الماء والأرض.

ثمّ أدار بالماء الهواء وجعل عمّاره من الملائكة الزاجرات وعليهم ملك يسمّى الرّعد وجعل بين الماء والهواء من الملائكة عالم الحياة.

ثمّ أدار بالهواء كرة الأثير وهو النار وجعل عمّاره من الملائكة السابقات وعليهم ملك كريم هو مقدّمهم لا أعرف له اسما فإني ما عرّفت بذلك.

وجعل عالم الشوق ممزوجا من الهواء والأثير ومن سطح الأرض إلى سطح هذه الكرة اثنان وسبعون سنة.

ثمّ أدار بكرة الأثير السماء الدنيا وجعل عمّاره من الملائكة السابحات وعليهم ملك يسمّى المجتبى.

وفيه خلق القمر وهو الإنسان المفرد وفيه أسكن روحانيّة آدم عليه السلام بعد موته وجعل بينه وبين كرة الأثير علم الخوف من الملائكة.

ثمّ أدار بالسماء الدنيا هواء نورانيّا وجعل عمّاره من الملائكة ملائكة المزج.

ثمّ أدار بذلك الهواء السماء الثانية وعمّرها بالملائكة الناشطات وعليهم ملك يسمّى الروح وفيه خلق اللّه كوكبا يسمّى عطارد وهو الكاتب.

ثمّ أدار بالسماء الثانية هواء عجيبا جعل عمّاره صنفا من الملائكة يقال لهم عالم الحفظ والحافظات.

ثمّ أدار بالهواء السماء الثالثة وعمّره بالملائكة القانتات وعليهم ملك يسمّى الجميل وفيه خلق اللّه كوكبا يسمّى الزّهرة وأدار به هواء أسكنه عالم الأنس.

ثمّ أدار بذلك الهواء السماء الرابعة وعمّره من الملائكة بالصافّات وعليهم ملك يسمّى الرفيع وفيه خلق الشمس.

ثمّ أدار بهذه السماء هواء عمّره بعالم البسط ثمّ أدار بهذا الهواء السماء الخامسة وعمّرها من الملائكة بالفارقات وعليهم ملك يسمّى الخاشع وفيه خلق اللّه كوكبا يقال له الأحمر.

ثمّ أدار بهذه السماء هواء عمّره بعالم الهيبة ثمّ أدار بهذا الهواء السماء السادسة وعمّره من الملائكة بالملقيات وعليهم ملك يسمّى المقرّب وخلق اللّه فيها كوكبا يقال له المشترى .

ثمّ أدار بهذه السماء هواء عمّره بعالم الجمال.

ثمّ أدار بهذا الهواء السماء السابعة وعمّره من الملائكة بالنازعات عليهم الملك الكريم وفيه خلق اللّه كوكبا يسمّى كيوان .

ثمّ أدار به هواء إلى مقعّر فلك الكواكب الثابتة عمّره بعالم الجلال وفي هذا الهواء أسكن مالكا خازن النار وعزرائيل الّذي هو ملك الموت وفيه سدرة المنتهى الّتي أغصانها في الجنان وأصولها في أسفل السافلين فهي الزّقّوم لأهل النار والنعيم لأهل الجنان .

ومعني قولنا خلق في هذه الأكرّ كلّها عالم كذا وعمّره بكذا إنّما أريد أنّ اللّه هيّأ فيها مراتب خلقها وكوّن فيها أجسامها النورانيّة وأعدّها لقبول الأرواح والحياة وأسرار هذه الاستعدادات كلّها في حركات الأفلاك الأربعة الثابتة .

فخلق السماء الأولى سماء القمر على طبع الماء باردة رطبة فجعل بينها وبين النار منافرة طبيعيّة حتّى لا تستحيل نارا فكان يبطل ما يراد بها من التحريك والأدوار الّتي يهب اللّه تعالى المولّدات والصّور عند دورانها في عالم الأركان.

ورتّب مسالك خلقها فيها ومقاماتهم ودار هذا الفلك دورة قسريّة فصّل مكانه بها من الجسم الكلّى فظهر الهواء الّذي بينه وبين الفلك الّذي يوجد فوقه.

وهكذا فعل في كلّ سماء من السبع.

فالسماء الأوّلى والثالثة على طبيعة واحدة وهي البرودة والرطوبة .

والرابعة والخامسة على طبيعة واحدة وهي الحرارة واليبوسة .

والسماء الثانية ممزوجة.

والسماء السادسة حارّة رطبة.

والسماء السابعة باردة يابسة.

ثمّ توجّه الحقّ سبحانه وتعالى على هذه السماوات والأرض وما بينهما بخلق الأرواح في صورها المعبّر عنه بالنفخ.

فقبلت الأرواح على قدر استعدادها فظهرت أعيان العوالم الّذين ذكرناهم من الملائكة وحييت الأفلاك والأركان فدارت.

واتّصل العمران وشهدت وأحبّت البقاء والكمال فتحرّكت في دورانها حركة الشوق إلى ذلك.

ولا تشعر هذه الأفلاك ما أودع اللّه من الأسرار في دورانها.

فإذا وقّت الطبيعة ما في قوّتها ممّا جبلها اللّه عليه في هذا العالم وحصل المنع في الأركان عن القبول عادت آثار حركات الأفلاك عليها.

لمّا لم تجد فيها ما تنفذ فتصادمت تصادم الأشخاص هنا فانفطرت ورجعت إلى أصل المبدإ وحدث الليل والنهار بحدوث الشمس في السماء الرابعة.

وتميّز اليوم بها عندنا وجعل اللّه تعالى حركات هذه الأفلاك كلّها على طريقة واحدة من الشرق إلى الغرب.

كحركات الأفلاك الثابتة بخلاف ما يقول أصحاب علم الهيئة.

وذلك أنّهم يرون السّيّارة تقطع في فلك الكواكب الثابتة من النّطح إلى البطين.

ومن الحمل إلى الثور فيرون حركتها كأنّها بالعكس من حركة فلك الكواكب الثابتة

فيجعلون حركتها من الغرب إلى الشرق وليس الأمر كذلك.

ولكنّ حركة فلك الكواكب على مقدار يعطيه تركيبه وطبعه من السرعة وأفلاك السيّارة معه في ذلك الدور غير أنّه يمشى عنها على قدر قوّته بالوزن المعلوم الّذي قدّره خالقه.

فيظهر تأخّر القمر وغيره من السيّارة عن منزل النّطح إلى منزل البطين.

وعن برج الحمل إلى برج الثور وهو تأخّر صحيح ولكن ليس بتأخّر حركة ضدّيّة تقابله.

وكلّ من قال أنّ حركات الأفلاك مع حركات الفلك المحيط على التقابل فما عنده علم من شبهة ما ذكرناه والقهقرة الظاهرة في بعض السيّارات لسرعة تكون في فلكه في ذلك الوقت أعطاها تركيب ذلك الفلك وطبعه الّذي خلقه اللّه عليه.

وكان هذا الإنشاء العجيب من حضرة الهواء المغيب وهو غيب الغيب ولم يقع منه للَّه تعالى إنشاء إلّا وقد جعل سبحانه توجّهات للملك الكريم المعبّر عنه بالنّفس واللوح إلى هذا الإنشاء وتوجّهات للملك الكريم .

الّذي هو العقل والقلم بالوهب الّذي له كما جعل الأدوار للأفلاك.

وسكتنا عن إيضاح تحقيق الأسباب لئلّا يتخيّل الناضرة فيها منّا أنّا ممّن يجعل الفعل لغير اللّه ، أو ممّن يجعل الفعل للَّه بمشاركة السبب .

ولسنا من أهل هذين المذهبين وإنّ مذهبنا أن يقدّم

اللّه ما شاء من خلقه ويؤخّر ما شاء من خلقه ويخلق الشيء من كونه شيئا سببا إن شاء ولا يجعله سببا إن شاء لكن قد شاء وقد سبق في علمه أنّه لا يخلقها إلّا هكذ كما ذكرناه فمحال أن تكون إلّا هكذا لأنّ خلاف المعلوم محال.

فلهذا سكتنا عن ذكر سببيّة القلم واللوح ولا سيّما.

وقد قال بذلك من يعتقد فيه القائلون بالشرع أهل الحقّ أنّهم كفّار وهم القائلون بالعلّة والمعلول فالعاقل من نظر لنفسه وعامل الوقت بما يليق به.

وتجنّب مواطن التّهم عند أصحاب وقته الّتي يؤدّى السلوك فيها عندهم إلى الخروج عن الدين فيما يزعمون وإن لم يكن الأمر كذلك وجهلوا ولا قدرة لك على ردّهم عن ذلك.

وللحقّ وجوه كثيرة فخذ منها ما يوافق الوقت ويؤدّى إلى سلامة الدين والدني والمعتمد الدين فإن كان الوقت لا يقتضي في تمشية سلامة الدين فاختر لنفسك أن تظهر الحقّ والدين حتّى تموت مجاهدا.

وإن شئت سترت نفسك ودينك وتظهر لهم فيما هم بسبيله بظاهرك إذا جبروك على ذلك فاضطررت إليه واعتزل عنهم ما استطعت في بيتك لإقامة دينك من حيث لا يعلمون.

فقد كان بدء الإسلام على هذه الصورة من التكتّم وقد جاء في القرآن إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ .

كما قال أيضا في المجاهدين :" وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ " .

فانظر لنفسك من حيث دينك فإنّ إليه مردّك وهو الّذي يبقى لك والدنيا عرض زائل وعرض ماثل وهو ما لا يبقى عليك ولا تبقى عليه واصرمه قبل أن يصرمك وكن من حزب اللّه ولا تيأس من روح اللّه .


dgxfqOkBdpk

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!