وفيه: أوصيك بألا تعجل في شيء، ومتى خطر لك أمر من الأمور خذ فيه ثلاثة أمور في ثلاثة أيام، ثم بعده قل: اللهم يا قادر يا مقتدر أقدرني على نفسي، يا قوي يا حي أحيي روحي بقدرتك وقوتك على سماع الحق، وتفهم أن القلب له سبعة وجوه، وهي الأبواب وهي كلها محجوبة، إلا فرد وجه هو وجه الإسلام، فوجه منه الكشف، و خر للمحبة، ووجه للعلم، ووجه للمعرفة، ووجه للحكمة، ووجه لرؤية النفس والعقل، ثم من يكشف له وجه بعد وجه، ويسمونه العلماء مقامات ومراتب وعبادات ومحبات، والكل من وجه القلب وليس كما يقولون، فثم من يرفع الحجاب الذي للعبادات والعلم، فهما مقامات.

والوجه الذي للنفس هو أن يكون للقلوب والخلق السوء والجهل، والوجه الذي هو للمحبة هو الشوق، ومنه يقع التولّه والسُّكْر، والوجه الذي هو الكشف منه فتكون الحيرة، وهي لكثرة الأنواع، فيحتاج ثم بصرًا قو يًا وفه مًا حاضرًا، فإذا انفتح الكشف انفتح الكل للخيال وغيره، وهو من تخليط البشرية، ومن الخواطر فيها ما يصح وفيها ما لا يصح، وهي مثل المقامات؛ لأن الإنسان إذا كان متديّنًا في الدنيا فيكون له مقامات حسنة، هكذا إذا كان مستقي مًا تكون الخواطر صحاح شبه القلب بالنظر الأعلى، ووجوهه الأبواب، والسر قائم في سرمدية، فعلى قدر ما يفتح لك تكشف وتبصر.