موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

09 - شرح تجلی رد الحقایق

 

 


09 - متن تجلی رد الحقایق

هذا التجلي إنما يتحقق به من ليس له مطلب سوى الحق من حيث تعلق الهمة لا من حيث الكسب والتعشق بالجمال المطلق فتبدو له الحقائق في أحسن صورة بأحسن معاملة بألطف قبول فيقول :

ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ

وما هي باطل ولكن غلب عليه سلطان المقام كما قال عليه السلام : " أصدق بيتٍ قالته العرب " : ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل

والموجودات كلها وإن كانت ما سوى الله فإنها حق في نفسها بلا شك لكنه من لم يكن له وجود من ذاته فحكمه حكم العدم وهو الباطل .

وهذا من بعض الوجوه التي بها يمتاز الحق سبحانه وتعالى من كونه موجوداً عن ساءر الموجودات أعني وجوده بذاته .

وإن لم يكن على الحقيقة بين الحق والسوى اشتراك من وجه من الوجوه حتى يكون ذلك الوجه جنساً يعم فيحتاج إلى فصلٍ مقوم، هذا محال على الحق أن يكون ذاته مركبة من جنسٍ وفصل .

9 - إملاء ابن سودكين في هذا الفصل: "قال شيخنا وإمامنا رضي الله عنه، في أثناء شرحه لهذا التجلي م هذا معناه :
هذا التجلي إنما يتقيد به من ليس له مطلب سوى الحق سبحانه من حيث الهمة لا من حیث الکسب والتعشق و الجمال المطلق .

فتقیده بکونه قصر همته علی الحق دون الحقائق .

ومن شأن الهمة استدعاء ما ليس مكسوبا بالأعمال.

وقد اختلف العارفون في باب "الكسب" و"الوهاب".

فمنهم من آعطي میزانا یزن به العمل ویزن به النتیجة المناسبة له، و مهم زاد علی ذللی سماه وهبا.

و منهم من زادت معرفته فنظر إلى هذا الزائد؛ فإن كان من لوازم النتيجة فهو مكسوب أيضا وإن لم يتعين طلبه ابتداء وإن لم یکن من اللوازم یثبته وهبا.

ولما کان الانسان علی هیئة یصح معها قبول تجلي الحق و الحقائق، سمین هذا الموضع الأول وهب وما عدا ذلك سميناه كسبا .

ومن نظر هذا النظر كان كل شيء يفتح له عن الاستعداد كسبا له؛ إذ في الإنسان حقايق مناسبة لما يرد عليها من جميع التجليات.

فقصاراه أن يجلو الصدى عن محله، وجلاء الصدى عبارة عن محو صور الكون عن المحل ليتفرغ لقبول الفيض الدايم الذي لا منع فيه ولا يصح فيه المنع، لكون دايرة الألوهية مصمتة لا علل فيها لمنع أصلا.

والإنسان يتوجه إلى القبول فيكتسب الفيض دائماً فمن نظر من هذا الوجه سمى كل شيء يقبله كسباً. والتعشق بالجمال المطلق يعطي عدم التخصيص والتقييد لسريان الأحدية في كل شيء فالوجود كله مناظر للحق.

ومتى قال الحق لصاحب التقييد : أنا الحق.

فقال له: إنما أنت بالحق حق، فإنه إن غاب عنه كان ذلك مكراً به أن بقي على حجابه.

وإن لطف به أعطاه علم المشهد على ما هو عليه وعرفه بمرتبة التجلي وم يقتضيه حضرتها.

و عرف القائل والسامع والقابل . فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام.

شرح الله صدورنا ويسر أمورنا وأتم لنا نورنا بمنه وفضله .

09 - شرح تجلی رد الحقایق

173 - یرید :ردها عن ذهابها و انطماسه فی جلیة الجمال المطلق الذي إذا ظهر من حيثية علوه استبطنها في تلألؤ نوره، وأظهره إذا ظهر من حيثية دنوه .

(هذا التجلي إنما يتحقق به من ليس له مطلب سوى الحق، من حيث تعلق الهمة) القاضية باستدعاء ما ليس مكسوبا بالعمل والاجتهاد.

ولذلك قال : (لا من حيث الكسب) فإنه قاصر عن الجمع بين شهود الحق والحقائق معا، من غير مزاحمة؛ (و) لا من حيث (التعشق بالجمال المطلق) القاضي، من حيث تعلیة اطلاقه، بعدم التخصیص والتقیید فیفوت اذن عن التوسل بالکسب والتعشق شهود الحق في الحقائق، لقصور الكسب وانطماس كل شيء في شروق أحدية الجمال المطلق.

والهمة شأنها استدعاء مالیس مکسوبا بالعمل، و استبقاء ما استنبطه اجمال الطلق .

فذو الهمة لا یقتصر علی شهود الحق دون الحقائق، بل شأنه جمع تفصيلها في الحق، وتفصيل جمعها في المراتب والأطوار والأحوال والأدوار.

174 - (فتبدو له) آي لمن لیس له مطلب سوی الحق، (الحقایق) مع الحق (فی احسن صورة) قائمة بأحسن تقويم شاملة، في حيازته لجمعي الحق والحقائق.

والظاهر أنه قدس سره كنى بهذه الصورة عن النشأة الوسطية الكمالية القلبية ؛ فإنها في حالة كمالها مرآة تبدي مع وحدة الحق كثرة الحقائق من غير مزاحمة.

ولذلك قال : (بأحسن معاملة) فإن القلب في طور المعاملات يطرح عنه ما يشعر بتقيده ويأخذ ما يثمر له التحقق بسعته وإطلاقه، والتمكن في وسطية يتداعى له ما بطن وظهر.

ولذلك أتبعه بقوله : (بألطف قبول) وذلك هو قبول الحق والحقائق جمعاً وتفصيلاً ولطافة كل شيء جهة سعته، وكثافته جهة ضيقه.

فإذا بدا الحق والحقائق جمعاً، على مقتضى استدعاء الهمة، تبدو له حقائق كل شيء، (فيقول) إذن نظراً إلى الحقائق الإمكانية الباقية حالة اتصافها بالوجود على عدميتها : (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) فإن وجود الحق لذاته، ووجود السوى ليس كذلك.

ثم قال قدس سره نظراً إلى كون الحقائق الإمكانية بالحق :

(وما هي باطل) فإنها موجودة به، وإن كانت معدومة بنفسه (لكن غلب عليه) أي على حقائق السوى (سلطان المقام) القاضي بكمون الحقائق وكثرتها في سطوع جلية الجمال المطلق، حتى جوز العقل والشهود أن يقال بأنها معدومات.

(كما قال عليه السلام) على مقتضى هذا المقام (أصدق بيت قالته العرب:ألا كل شيء ما خلا الله باطل) وقد أراد، صلى الله عليه وسلم، بالباطل المعدوم .

175 - (والموجودات کلها، وان کانت ما سوی الله) محکوماً علیها، تحت سلطنة المقام، بكونها باطلاً، (فانها حق في نفسها بلا شك) يعني من حيث وجودها بالحق لا بنفسها،.

ولذلك قال: (لكنه من، یکن له وجود من ذاته) کوجود الحق تعالی .

(فحكمه حكم العدم وهو الباطل) الزاهق، عند تجلي الجمال المطلق بأحديته. (وهذ) أي كون الموجودات حقاً باعتبار "ما".

(من بعض الوجوه التي يمتاز ها الحق سبحانه من كونه موجوداً عن سائر الموجودات) .

وقد ظهر بقوله : (أعني وجوده بذاته) الإمتياز والفرقان، فإن الموجودات وجودها بالغير.

ولما ذکر قدس سره وجه الإمتیاز بین موجودیة الحق و موجودیة السوی، استشعر بأن الامتیاز مترتب على الاشتراك.

ولا اشتراك بين الحق والخلق بوجه ما، ولذلك قال : (وإن لم يكن على الحقيقة بین الحق والسوی اشتراك من وجه من الوجوه، حتى یکون ذلك الوجه جنساً یعم) الحق والسوى.

(فيحتاج) الحق تعالى حينئذ (إلى فصل مقوم) به يمتاز الحق عما سواه.

و (هذا محال على الحق أن تكون ذاته مركبة من جنس وفصل) فلا يكون منزهاً عن مماثلة المحدثات الكونية فی ترکیبها منهما. فافهم .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!