موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

08 – شرح تجلي الالتباس

 

 


08 – متن شرح تجلي الالتباس

هذا التجلي يعرف الإنسان منه دقائق المكر والكيد وأسبابه .

ومن أين وقع فيه من وقع .

ويعرف أن الإنسان يتحليه بما هو عليه من الأوصاف .

فليحذر ومما يحجبه عن الله تعالى .

ومن هذا التجلي قال من قال " سبحاني " ومنه قال عليه السلام : " إنم هي أعمالكم ترد عليكم " .

وصورة اللبس هو الذي يكون فيه الإنسان يعتقد أن أعماله وفعله ليس هو خلقة عليه .

وأنه أمر يعرض ويزول .

فمن وقف على هذا المنزل وشاهد هذا التجلي فقد آمن من المكر وعرف كيف يُمكر .

لكنه حتى يحصل في الموطن الذي يقتضي المكر والكذب .

كقوله صلى الله عليه وسلم : " الحرب خُدعة " .

وكالإصلاح بين الرجلين، وكقوله : " هي أختي " . وما أشبه ذلك .

فلهم الخروج عن هذه المراتب المباح فيها الكذب والمكر مسالك غيرها تخرج عليها .

ولا يتجلى بهذا الوصف ولا يغتر بقوله، ويمكر الله، وشبه ذلك .

فإن مكرهم هو العائد عليهم تجليه . فهو مكر لله بهم .

فتحقق في هذا التجلي وقف حتى تُحصّل ما فيه .

08 - إملاء ابن سودكين:

"قال إمامنا رضي الله عنه عند شرحه لهذا التجلي في أثناء فوائده، ما هذ معناه :
من هذا التجلي يعرف الإنسان دقائق المكر ويعرف الإنسان حليته بما عليه من الأوصاف.

وصورة اللبس الذي فيه كون الإنسان يعتقد أن عمله وفعله ليس هو خلعة عليه وأنه أمر يعرض ويزول.

فمن وقف علی هذا المیزان وشاهد هذا التجلي أمن المکر و عرف کیف يمکر، لکنه لایمکر حتی ینظر فی المواطن التي تقتضي المكر والكذب. والله أعلم.

ومن تجلي الالتباس أيضاً:

أنه إذا تجلى أمر ينافي هذا المقام فإنه يتجلى بتجل يخالف المطلوب المعين، ويحصل للمتجلي له أن هذا هو عين الحق فيكون ذلك التباساً .

ومعنى المكر والالتباس عدم العلم والشعور بالمكر كذا قال الله تعالى : وهم لا يشعرون، أي لا بشعرون بالمكر.

والحق سبحانه وتعالى تارة يتقيد في التجلي وتارة يتنزه عن التقييد .

ومن كانت هذه حقيقته صحبه المكر بظهوره في كل صورة.

ومن عجائب تجلي المكر، أنه سبحانه، يتجلى في تجلي ما، ويعطيك العلم بأن هذ هو الحق .

ثم يأتي في ثاني زمان تقوم بينك وبينه صورة مطابقة لذلك التجلي، بحيث لا تشعر بها أصلاً؛ فيقع إدراكك وخطابك لها ؛ وأنت تعتقد وتقطع أنك تأخذ عن الحق فهذا سر المكر.

وأما التجلي الأول فمحقق بالحق، وهذا حكم الخواطر الأول وجميع الأوليات فهو حق محض لا ريب فيه.

ولهذا من تحقق بمعرفة الخاطر الأول عرف كيف يأخذ عن الحق.

وإنما يقع الالتباس في الخاطر الثاني والزمن الثاني من زمان التجلي .

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل".

08 – شرح تجلي الالتباس

169 - أضيف التجلي إلى الالتباس بملابسة كونه سبباً لمعرفته ومعرفة مواقعه ؛ فإن (هذا التجلي يعرف الإنسان منه دقائق المكر والكيد وأسبابه. ومن أين وقع فيه من وقع) فإن كل ذلك من مواقع الالتباس .

إذ المقصود لعينه في المكر والكيد والخديعة ونحوها، ملتبس بما هو المقصود بالعرض.

ومن مواقعه أيضاً، معرفة كون الإنسان في تحليته بصفات التنزيه، هل هو متحلل بصفة الحق أو بصفة نفسه.

ولذلك قال قدس سره : (ويعرف أن الإنسان بتحليه بما هو عليه من الأوصاف) فإن الإنسان إذا وحد أو نزه، عاد توحيده وتنزيهه إليه وقام به، إذ الحاصل من الحادث لا يقوم بالقديم ؛ (فليحذر) الإنسان، (مما يحجبه عن الله تعالى) فإنه إذا أضاف إلى الحق مالیس له ولایلیق به حجبه جهله عنه تعالی .

170 - (ومن هذا التجلي، قال من قال: سبحاني) فأضاف التنزيه الحاصل له بالتقديس العلمي والعملي والوهبي، إلى نفسه حيث ارتفع الالتباس بهذا التجلي في حقه حتى عرف أن التنزیه الحاصل لالحادث یتنع تحلیة القدیم به .

و کذلك التوحید. فتنزیهه وتوحیده تعالی ایاه، تنزيهه وتوحيده.

(ومنه) أي من هذا التجلي القاضي بزوال الالتباس.

(قال عليه السلام: إنما هي أعمالكم ترد عليكم) والعلة ما ذكر في التنزيه ورده إلى المنزه ؛ (وصورة اللبس هو الذي فيه) أي في الإنسان، من حيث تحليته بما هو عليه من الأوصاف والأفعال، (كون الإنسان يعتقد أن عمله) الصادر منه بالعلاج، (وفعله) الصادر منه بغیر العلاج .

(لیس ھو خلقه علیه) عن ذاته ومقتضى حقيقته، بل يعتقد أنه بالأصالة لغيره، (وأنه أمر يعرض) عليه وقتاً، بسبب خارج عنه (ويزول) عنه وقتاً آخر، بسبب غير السبب الأول.

وليس الأمر في الحقيقة كذلك، بل الأعمال والأفعال هي الآثار النفسية الظاهرة عليها، إما بالقصد والتعمد، أو بالخاصية من قوتها العاملة والفاعلة.

وهي في قيامها عليها كالخلعة الظاهرة ؛ ولذلك ترد عليها، فإنها أصله ومنشؤها.

171 - (فمن وقف على هذا المنزل وشاهد هذا التجلي، فقد أمن من المكر) إذ لم يلتبس عليه، في المكر، ما هو المقصود لعينه بما هو المقصود بالعرض .

والمكر إنما يقع في حق من يكون في لبس منه، لا فيمن يعرف سببه ومواقعه ومدافعه ؛ (وعرف) أيضاً؛ (كيف يمكر) خيراً کان مکره آوشراً، (لکنه) من حیث کونه عارفاً بسببه و کیفیته و مواقعه خیراً آوشراً، (لا يمکر) ول يعطى الرخصة لنفسه في الإتيان به، (حتى في المواطن التي تقتضي المكر والكذب) لمصالح يجب عليها جلبها ولمفاسد تستدعي الضرورة دفعها، (كقوله صلي الله عليه وسلم : الحرب خدعة) إذ القصد دفع الهلاك عن النفس ؛ (وكالإصلاح بين الرجلين) حيث يجد بينهما فتنة تفضي إلى الفساد ؛ (وكقوله:هي أختي) حيث رام التباس الأختية الإسلامية بالأختية النسبية، لمصلحة ودفع ملمة .

(وما أشبه ذلك) مما تستدعيه الضرورة (فلهم ) أي لأهل الخبرة في المكر والخديعة ونحوها ومواقعه (في الخروج عن هذه المراتب) المكرية، (المباح فيها الكذب والمكر، مسالك غيره) أي غير تلك المراتب المكرية، إن قصدوا التنزه عن الوقوع في مثلها.

فحينئذ كل منه (يخرج عليه) أي على المسالك التي هي غير المراتب المكرية.
(ولا يتحلى هذا الوصف) أي وصف المكر والكذب ونحوهما، فإن اتصاف الإنسان بم فيه شبهة المنقصة نقص فيه.

172 - (ولا يغتر) كل منهم، ( بقوله تعالى: "مكر اًلله " 99 سورة الأعراف، وشبه ذلك، فإن مكرهم) على مقتضى ردود الأعمال إلى منشئها، (هو العائد عليهم تجليه) كم أشير إليه آنفاً فإذا مكروا ولم يخرجوا إلى مسالك غير المكر،عاد عليهم مكرهم (فهو) حينئذ (مكر الله بهم) برد عملهم عليهم من حيث لا يشعرون .
(فتحقق) أيها السائر في مناهج الارتقاء إلى أعلى الغايات، الناتجة لك منه وفيها أغلى الأمنيات، (في هذا التجلي) حتی تطلع علی ما یرفع الالتباس عن مواقع المكر، (وقف حتى تحصل ما فيه) من الدقائق المكرية، المجدية لك في مواقع المکر منك، ومن غیرك علیك.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!