موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

10 - شرح تجلي المعية

 

 


10. متن تجلي المعية

ولما كان الإنسان نسخة جامعة للموجودات . كان فيه من كل موجود حقيقة . فتلك الحقيقة تنظرإلى ذلك الموجود وبها تقع المناسبة وهي التي تنزل عليه .

فمتى أوقفك الحق مع عالم من العوالم وموجود من الموجودات فقل لذلك الموجود بلسن تلك الحقيقة معك بكليتي ليس عندي غيرك بالعرض فإنه يصطفيك ويعطيك جميع ما في قوته من الخواص والأسرار هكذا مع كل موجود ولا يقدر على هذا الفعل إلا حي يحصل في هذا التجلي التي هي معية الحق تعالى مع عباده

قال تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ " [الحديد : 4] . فإذا تجلى في هذه المعية عرفت كيف يتصرف فيما ذكرته لك .

10 - إملاء ابن سودكين:

"قال إمامنا رضي الله عنه في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

لما كان الإنسان نسخة جامعة وكانت له معية من الحق سبحانه، فكذلك للإنسان معية مستصحبة مع كل رقيقة في العالم.

فإذا تحقق العبد بتجلي المعية ، من باب الأذواق، وعرف حكمها فيه فإنه يرث من ذلك قوة سارية في وجوده، يعرف كيف يصحب به جميع الموجودات .

فيخاطب حينئذ كل موجود من الموجودات بلسان الرقيقة الجامعة بينه وبينه.

فيقول له: أنا معك بكليتي وليس معي غيرك.

وذلك حق، لأنه ليس لتلك الرقيقة المناسبة لذلك الموجود تعلق بالغير وليس عندها غيره ؛ وإنما اللسان مترجم عن تلك الحقيقة.

ومتى خاطبت هذا الموجود من العالم بهذا اللسان وأقبلت عليه هذا الإقبال، فإنه يعطيك جميع ما في قوته، لصحة مقابلتك له من جميع وجوهه. فهذه فايدة هذ التجلي .

وهذا يسري معك في الكون وفي السماء الإلهية. والحمد لله رب العالمين. ولم قال سبحانه: "وهو معكم أينما كنتم" علمنا أن لكل موجود حكماً من هذه المعية ليس هو للآخر. إذ لو كانت نسب المعية كلها تصح أن تكون لشخص واحد لكان محلاً لاجتماع الأضداد، وهو محال.

فلا بد أن يكون لكل موجود نسبة مخصصة ولما كان الإنسان مفطوراً على الصورة كان له هذا الحكم في الوجود. والله أعلم ".

10 - شرح تجلي المعية

176 - يريد بها معية الإنسان بنسبة ما وخصوصية ما مع كل شيء.

ولتحقيقها أسس قدس سره قاعدة كشفية وضابطة ذوقية تنتهي إلى هذا المقصود، فقال : (ولما كان الإنسان نسخة جامعة للموجودات) كما أنبأ عنه قوله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"53 سورة فصلت.

م (كان فيه من كل موجود حقيقة) مخصوصة ؛ وهي فيه منتهى رقيقة مناسبته إياه من وجه يناسبه، والإنسان (بتلك الحقيقة ينظر إلى ذلك الموجود وها تقع المناسبة) بينهما.

بل هي ما به الاتحاد إذ لكل شيء وجه به يتحد بكل شيء. ومن هنا يظهر الشيء بصفة ضده . ومن هذا الباب "قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا "69 الانبياء.

ومن هنا : "وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ"110 سورة المائدة.

و "مرضت" و"جعت"و"ظمئت". فافهم .

(وهي) أي تلك الحقيقة التي بها تقع المناسبة هي (التي تنزل عليه) أي تنزل ذلك الموجود على الإنسان، الذي له معيتان :

معية من الحق، ومعية من جميع ما في العالم .

177 - (فمتى أوقفك الحق) يخاطب ؛ قدس سره ؛ المسترشد بلسان التربية، (مع عالم من العوالم أو موجود من الموجودات، فقل لذلك الموجود، بلسان تلك الحقيقة) التي بها وقعت المناسبة بينك وبين ذلك الموجود، ولسانها هو لسان تجده ذوقا، بقدر محاذاتك إياه ومناسبتك له، (أنا معك بكليتي) إذ لا معية لذاتي مع شيء من الأشياء من حيثية رقيقتي المناسبة لذاتك أصلا ؛ فإن ذاتي التي مع كل شيء بالرقائق المناسبة له، بكلية معيتها من هذه الحيثية، هي معك .

(وليس عندي) من هذه الحيثية المذكورة. (غيرك) إذ لا تعلق لرقيقة مناسبتي لك بغيرك. فلا يكون غيرك إذن، من حيثية هذ التعلق، عندي .

فإذا ادعيت، أيها المسترشد، بهذه الدعوى أصبت وأنت صادق لا عوج فيما قلت . وقال أيضا : أنا معك بالذات، فإن ذاتك هي الحق الظاهر بتعينك وتعينات كل شيء. فكلية ذاتك، بإيقاف الحق ومن حيثية المناسبة أيضا واقفة ومحاذية له حينئذ دون غيرك.

فأنت حينئذ بحكم الإيقاف والمناسبة والمحاذاة القاضية بوجود ما به الاتحاد وكمال ظهوره معه بالذات ومع غيره (بالعرض) فإن معيتك مع غيره، بمجرد المناسبة (فإنه) الضمير العالم من العوالم أو الموجود، (يصطفيك) أي يخصصك بحكم كمال المحاذاة والمناسبة، ويقدر إيقاف الحق، (ويعطيك جميع ما في قوته من الخواص والأسرار) .

178 - (هكذا تفعل مع كل موجود) إلى أن تعود فطرتك بحرا ولمحتك دهرا .
(ولا يقدر على هذا الفعل) وهو إتيانك بقولك بلسان تلك الحقيقة، (أحد إلا حتى يحصل في هذا التجلي) يعني (التي هي معية الحق تعالى مع عباده) .

عموما قال الله تعالى :" وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ" 4 سورة الحديد.

فإذا تجلى لك الحق تعالى (في هذه المعية) التي أنت بها مع كل شيء وكل شيء بها معك، (عرفت كيف تتصرف فيما ذكرته لك) من الإيقاف والقول مع الموجودات بألسنة حقائقها



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!