موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب إنشاء الدوائر والجداول

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

في الوجود والعدم

 

 


واعلموا وفّقكم اللّه لطاعته وجعلكم من الفائزين بمعرفته برحمته أنّه لمّا كان الغرض في هذا الكتاب أين مرتبة الإنسان في الوجود ومنزلته في حضرة الجود وبروزه من غيبه بعينه وهل كان متّصفا بحال قبل كونه احتجنا أن نتكلّم على العدم والوجود ولم ذا يرجعان وهل بين ذلك الوجود والعدم ما لا يتّصف بهما أمّ لا .

فجعلت هذا الفصل لهذا الأمر ومعرفته ثمّ بعد ذلك إن شاء اللّه ننشئ الدوائر والجداول ونمدّ الرقائق والحبائل ونبرز الأصول والفروع ونفرق بين المفروق والمجموع وما يتعلّق بهما من الأسماء.

وأين الأرض من الإنسان والسماء وكيفيّات التجليّات وترتيبها على المقامات كلّ ذلك وأشباهه في أبواب مبوّبة في هذا المجموع وأشكال منصوبة بصناعة عمليّة ليقرب على الطالب مأخذ الفوائد والمعاني منها ويتصوّر المعني في نفسه صورة ما نجسّده تسهل عليه العبارة عنها لقوّة حصولها في الخيال.

ويحرص الناظر على استيفاء النظر حتّى يقف على كلّيّته معانيها إن المعني إذ أدخل في قالب الصورة والشكل تعشّق به الحسّ وصار له فرجة يتفرّج عليها ويتنزّه فيه فيؤدّيه ذلك إلى تحقيق ما نصب له ذلك الشكل وجسّدت له تلك الصورة.

فلهذا ما أدخلناه في التصوير والتشكيل فاعلم أنّ الوجود والعدم ليسا بشيء زائد على الموجود والمعدوم لكن هو نفس الموجود والمعدوم لكنّ الوهم يتخيّل أنّ الوجود والعدم صفتان راجعتان إلى الموجود والمعدوم ويتخيّلهما كالبيت والموجود والمعدوم قد دخلا فيه.

ولهذا تقول قد دخل هذا الشيء في الوجود بعد أن لم يكن وإنّما المراد بذلك عند المتحذلقين أنّما معناه أنّ هذا الشيء وجد في عينه.

فالوجود والعدم عبارتان عن إثبات عين الشيء أو نفيه ثمّ إذا ثبت عين الشيء أو انتفى فقد يجوز عليه الاتّصاف بالعدم والوجود معا وذلك بالنسبة والإضافة فيكون زيد الموجود في عينه موجودا في السّوق معدوما في الدار.

فلو كان العدم والوجود من الأوصاف الّتي ترجع إلى الموجود كالسواد والبياض لاستحال وصفه بهما معا بل كان إذا كان معدوما لم يكن موجودا.

كما أنّه إذا كان أسود لا يكون أبيض وقد صحّ وصفه بالعدم والوجود معا في زمان واحد هذا هو الوجود الإضافيّ والعدم مع ثبوت العين.

فإذا صحّ أنّه ليس بصفة قائمة بموصوف محسوس ولا بموصوف معقول وحده دون إضافة فيثبت أنّه من باب الإضافات والنسب مطلقا مثل المشرق والمغرب واليمين والشمال والأمام والوراء فلا يخصّ بهذا الوصف وجود دون وجود.

فإن قيل كيف يصحّ أن يكون الشيء معدوما في عينه يتّصف بالوجود في عالم ما أو بنسبة ما فيكون موجودا في عينه معدوما بنسبة ما فنقول نعم لكلّ شيء في الوجود أربع مراتب إلّا اللّه تعالى .

فإنّ له في الوجود المضاف ثلث مراتب المرتبة الأولى وجود الشيء في عينه وهي المرتبة الثانية بالنظر إلى علم الحقّ بالمحدث.

والمرتبة الثانية وجوده في العلم وهي المرتبة الأولى بالنظر إلى علم اللّه تعالى بنا .

والمرتبة الثالثة وجوده في الألفاظ.

والمرتبة الرابعة وجوده في الرقوم ووجود اللّه الحقّ تعالى بالنظر إلى علمنا على هذه المراتب ما عدا مرتبة العلم.

هذا هو الإدراك الّذي حصل بأيدينا اليوم ولا أدرى إذا وقعت المعاينة البصريّة المقدّرة في الشرع هل يحصل في نفوسنا علم إثبات أو مزيد وضوح في جنس العلم الّذي بأيدينا اليوم منه في علمنا به سبحانه.

فإن كان كذلك فليس له إلّا ثلث مراتب وإن كان يوجب النظر إثباتا في الدار الآخرة أو حيث وقعت المعاينة لمن وقعت فقد نصفه بالمرتبة الرابعة فتحقّق هذه الإشارة في علمنا باللّه سبحانه ، فإنّها نافعة في الباب ثمّ هذه المراتب بالإضافة إلينا كم قدّمنا بتقدّم وجود العين أو وجود ما يماثل العين أو وجود أجزاء العين مبدّدة غير مجموع بعضها إلى بعض بالإضافة إلى شكل ما يخترعه العاقل.

كلّ هذا لا بدّ من تقديمه أعني واحدا منها ثمّ بعد هذا ينضبط في العلم ويتصوّر في الذهن هذا بالإضافة إلينا وبالإضافة إلى اللّه تعالى .

إنّما العلم متقدّم من غير زمان بالشيء قبل عينه فوجود الشيء المحدث في علم اللّه تعالى قبل وجود الشيء في عينه ومتقدّم عليه.

غير أنّ ثمّ سرّا سنؤمى إليه في هذا الفصل إن شاء اللّه تعالى ونبيّن لك أنّ وجود العين يتقدّم على وجود العلم بالمرتبة ويساويه في الوجود أزلا لا من جهة كونه محدثة وهذا في حقّ الحقّ وأمّا في حقّ الخلق فسنبيّن لك أنّ إدراك الحقّ للموجود في عينه تفصيلا أنّه قد كانت له حالة ما بالنظر إلى أمر ما لا يتّصف فيها بالوجود ول بالعدم مع عدمه في عينه.

ثمّ نرجع ونقول فامّا تبيين تلك المراتب الأربع المتقدّمة فهي أن نقول زيد باللسان فنعقل معناه أو نرقمه في الكاغد زيد فنعقل معناه أو يظهر في عينه فنعقل معناه أو نتخيّله في أنفسنا وهو غير حاضر فنعقل معناه.

وهذا هو الوجود في العلم فكلّ واحدة من هذه المراتب متّحدة المعني لم يزد باختلافها معني في زيد فكلّ شيء قديم أو محدث لا يخلو من أن يكون في بعض هذه المراتب أو في كلّها.

فإذا تقرّر هذا وثبت أنّه الحقّ فنقول أنّ الإنسان قديم محدث موجود معدوم أمّ قولنا قديم فلأنّه موجود في العلم .

القديم متصوّر فيه أزلا وهي من بعض مراتب الوجود المذكورة وأمّا قولنا محدث فإنّ شكله وعينه لم يكن ثمّ كان فيخرج من هذا أنّ زيدا موجود في العلم موجود في الكلام معدوم في العين أزلا مثلا فقد تصوّر اتّصافه بالوجود والعدم أزلا.

فصحّ من هذا أنّ الوجود ليس بصفة للموجود وإذ قد تقرّر هذا فبقي لنا أن ننظر بم ذا يتعلّق العلم هل بالموجود أو بالمعدوم ولا نعلم ذلك ما لم نعلم ما هو العلم وإلى ما ذا تنقسم المعدومات.

فنقول أوّلا أنّ العلم عبارة عن حقيقة في النفس تتعلّق بالمعدوم والموجود على حقيقته الّتي هو عليها أو يكون إذا وجد فهذه الحقيقة هي العلم.


AgB6Yh_tf9w

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!