المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب المضادة بين الظاهر والباطن
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الحكمة الباهرة، الذي نوع شؤونه في المظاهر الباطنة والظاهرة، فأعجز عن كنه أسرار معرفة أهل الدنيا والآخرة وتجلى بمعاني أسمائه بمظاهرها بما خصصته الإدارة القاهرة، وأشهدنا الأحكام بالتضادد في الخرج لما سبق لعلمه وهي في الحقيقة غير متضاددة، وهو الأول في كل شيء بإيجاده، والآخر في اعدام كل شيء ونفاده، والظاهر في كل شيء بتخصيص مراده، والباطن في كل شيء في لبسره وامداده، فجعل بعضنا البعض فتنة، ونعمة ونقمة، ونورا وظلمة وجهلا وحكمة وعذابا ورحمة، وهو في الجملة تعرف بخلقه وله في ذلك أي حكمة، فإنه ركب الكائنات من أجزاء متضاددة "وفي التضاد آيات" وخلق الخلق من عناصر متضاددة، بأسرار وبينات، وعلق معرفته على معرفة التضادد من الآيات البينات، فقال جل من قائل: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، وقال: “وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم معرضون"، ثم قال: “وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، منها ان الله خلق الإنسان من صلصال من عنصر متضاددة وهي النار والماء والتراب والهواء ثم ركب الجسد ونفخ فيه الروح من غير جنسه وهي تتضادد من وجوه شتى منها أن الجسد مركب وهي بسيطة والجسد ثقيل وهي خفيفة والجسد محصور وهي لا تنحصر والجسد ينقس وهي لا تنقسم والجسد يطلب الرجوع إلى أصله وهو العالم السفلي وهي تطلب الرجوع إلى أصلها وهو العالم العلوي إلى غير ذلك من هذا القبيل مما يطول شرحه ثم جعل الإنسان بجملته بين أمور متضاددة بين صيف وشتاء وخريف وربيع وعلم وجهل وطاعة ومعصية وشيطان وملك ونفس وقلب ودنيا واخرى وجنة ونار وصحة وسقم ونوم ويقظة ونور وظلمة وقبض وبسط وسرو وحزن وفرح وهم وفقر وغنا وعز وذل وراحة وتعب وعدو وصديق وجوع وشبع وشباب وهرم وقوة وضعف ومشاكل هذه الأمور التي ابتلى بها هذا الجسد المظلم المركب من اجزاء الأركان المتضاددة والمؤلف من الأخلاط الأربعة والأحوال المتعاقبة بما اقتضته حكمة الباري جل ثناؤه مما احتوى عليه هذا التركيب العجيب ولقد عدلنا عن تفضيل كثير مما هو في هذا الهيكل الإنساني من التضادد بحسب التجليات والمشاهد والاطوار والأحوال والأخلاق والواردات بغير ذلك مما هو مدرك نقلا وعقلا وشهودا بما لانهاية له إلا في علم الله عز وجل ويعلم بعض فلك أهل الخصوصية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله يختص برحمته من يشاء وهو لا يسئل عما يفعل فمن جملة ما في النقس من الآيات ما يوجد في الباطن من الخلاف والتضادد تارة يجد الإنسان في باطنه واردا يحضه على حب الدنيا والعاجل من حطامها ومتاعها وتأسفا وندما على ما فاته من ذلك ويقول له لم لا تكون مثل فلان وفلان أما ترى كيف تعبوا وحصلوا ما هو كذا وكذا انت غير شكل عنهم ما انت من الناس ويشير له بذلك إلى أبناء الدنيا ليتأسى بهم وتارة يجد في باطنه واردا يحضه على حب الآخرة ويقول له إلى متى هذا الإعراض والمخالفة قد ذهب العمر في المعاصي والبطالة ويندمه على ما فات من آخرته لم لا تكون مثل فلان وفلان أما ترى كيف اجتهد وصار وقام وكان من شأنه ما هو كذا وكذا ويشير له بذلك إلى أبناء الآخرة وما هم عليه من الخير والصلاح وهذا وأمثاله في بعض معاني سر قوله تعالى: “قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار"، فافهم ومما يوجد في باطن العبد من التصرف بجوارحه شيء يقول انظر في الحرام وضده ينهي عن ذلك وشيء ويقول له اسمع الحرام وضده ينهي عن ذلك وقس على هذا سائر الجوارح الظاهرة والجوارح الباطنة ومثل هذا
وامثاله مما يوجد في باطن سائر الموجودات من الخلاف والتضادد أسرار وحكم وأحكام تعرف بها لخلقه ليعرفوه وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد وما يعقلها إلا العالمون كما قيل
خلق الخلق وما يعملون ... وكل في فلك يسبحون
بحكمة للذات تجري بهم ... أحكامها يعقلها العاقلون
يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فأطلع أهل الظاهر على الظاهر وأهل الباطن على الباطن وجمع لأهل حضرته من الخاصة الكمل بين الظاهر والباطن يختص برحمته من يشاء وكل في فلك يسبحون وإن كانوا في القسمة متفاوتون ولا يسأل عما يفعل وهم يسئلون إذا تناهت عقول
العقلاء انتهت إلى الى الحيرة ما قدروا الله حق قدره فافهم والاسلم تسلم وقل كل يعمل على شاكلته كل إلينا راجعون كما قيل
هو الأول بلا أول قديم ... هو الآخر بلا آخر مقيم
هو الظاهر بلا ظاهر خفي ... هو الباطن بلا باطن عظيم
فنزه غم وحد لا تعطل ... ولا تجسم حل عن الرسوم
قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: “هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم" هو الأول قبل كل شيء وهو الآخر بعد كل آخر وهو الظاهر في كل ظاهر بلا ظاهر وهو الباطن في كل باطن بلا باطن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هو الأول قبل كل شيء هو الآخر بعد كل شيء هو الأول في إيجاد كل شيء وهو الآخر في إعدام كل شيء هو الأول المبدئ لكل شيء وهو الآخر المعيد لكل شيء هو الأول في ابتداء كل شيء وهو الآخر في انتهاء كل شيء هو الظاهر في كل شيء بصنعه الباطن في كل شيء بسره الظاهر في كل شيء بآلائه الباطن في كل شيء بأسمائه الظاهر في كل شيء بآياته الباطن في كل شيء ببيناته الظاهر في كل شيء بأحكامه الباطن في كل شيء بحكمه الظاهر في كل شيء بإيجاده الباطن في كل شيء بإمداده الظاهر في كل شيء بتصويره الباطن في كل شيء بتدبيره الظاهر في كل شيء بتقديره الباطن في كل شيء بتسخيره الظاهر في كل شيء بحسن خلقته الباطن في كل شيء بإتقان حكمته الظاهر في كل شيء بإسباغ نعمته الباطن في كل شيء بالعدل في قسمته لا يسئل عما يفعل وهم يسألون ماذا تصف الواصفون في معاني آياته وقد قال جل من قائل:" ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" بل وأضعاف ذلك وأضعاف أضعافه إلى ما لانهاية له ما نفدت كلمات الله فإن الغنا لا يكون الا فيما له حد والله تعالى منزه عن الحد لا حد لذاته ولا لصفاته ولا لأسمائه فكيف ينتهي في تفسير أو تأويل أو تدبر أم كيف تحصى المعاني بغاية وليس للموصوف نهاية أم كيف ينكر من انتهى بحسب عن مقامه إلى حد معلوم في تفسير آية على من فهم معانيها غير ما وصل إليه من علمه ويقول هذا قال في القرآن بداية مع علمه أن الله تعالى قال: “كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك" وقال: “يؤتي الحكمة من يشاء" وقال: “يختص برحمته من يشاء" إلى غير ذلك من الآيات المناسبة لهذا المعنى وفي بعض كتب الغزالي إن الله تعالى ما تجلى لولي في صورتين ولا لوليين في صورة ولذلك خلقهم الآية فافهم ولا ينبئك مثل خبير ثم تأملت في سر قوله تعالى ولذلك خلقهم فإذا لله تعالى في تضادد الأشياء حكمة بل حكم بالغة لا يعلم كنه حقيقتها إلا الحكيم سبحانه وتعالى ثم دفقت الفكر في ذلك وإذا في وجودي تضادد واختلاف ومناظرة عجيبة لظهور بعض حكم من بعض معاني الآيات المشار إليها في قوله تعالى: “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" وقوله تعالى:"وفي أنفسكم أفلا تبصرون فرأيت ظاهري ينكر على باطني حسدا منه إذ السر فيه وباطني ينكر على ظاهري عجبا وتيها عليه مما فيه فقال ظاهري لباطني اخرج إلى عندي لترى ما في الظواهر من المظاهر والأمر والنهي والتفصيل والآيات فتعذرني وأنشد يقول:
أنا الظاهر مجمل كل ظاهر - بأوصاف تزينت المظاهر
وتفصيلي بأمر ثم نهي - من الآيات محكمة زواجر
فلو عاينت ما عندي حقيقا - لتعذرني بما أنا فيه ظاهر
أنا المشهور بين الناس طرا - وذكري قد علا فوق المنابر
وما أنت كالعباد وصفا - وبين الخلق مالك ذكر شاهر
قال باطني لظاهري: في الظهور كشف المستور وفي كشف الستور قصم الظهور ولكن ادخل أنت إلى عندي لتشهد أنت ما في الباطن من المعاني البواطن والأسرار والكشف والتجليات وتصدقني ثم قال:
أنا الباطن خفيت عن النواظر
ولي معنى خفي بكل ظاهر
وبي قد قامت الأعيان جمعا
وسرى قد سرى في كل ظاهر
فلولا كشف ستري في ظهوري
وقصم المظهر كنت بديت ظاهر
فادخل أنت إلى عندي لتشهد
معان قد تجلت في المظاهر
تصدقني بنور الكشف جهر
وتشهد أنني سر الظواهر
فقال الظاهري أنا سفينة مركبة من أجزاء مختلفة وأنت بحر والسفينة إذا دخلت البحر انحل تركيبها وظهرت عيوبها اما تخشى أن يقال لك أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا نكرا ولكن أنت بحر بسيط غير مركب وإن قيل فيك بالفضل العبرة بالأصل والأصل واحد وقايل غير هذا لأحد أو جاحدا إنما الله إله واحد ادخل إلى باطن أجزائي لأخبرك عن سالف أدواري وأنبائي وأعرفك بعلمي ودائي وحيرتي وغوائي لعلي أن يكون على يدك هداي من اغوائي وشفائي من علتي ودائي وأنشد:
أنا السفينة أجزاء مركبة
وأنت بحر بسيط كيف تغريني
أخشى الغرق إذا دخلت البحر ذانكر
ويفسد الماء أجزائي وتركيبي
وقد رأيت هلاكي لا محال في
قصدي الدخول وهذا عين تعذيبي
ادخل إلى باطن الأجزاء تعذره
تنبيك عن سالف الأدوار تجريبي
عسى يكون هدائي والشفا فرج
على يديك فإني زاد همي بي
فقال باطني لظاهري البحر ملك من خالفه
هلك ومن وافقه سلك والسفينة قرية وفيها مساكين يعملون في البحر أما سمعت قوله تعالى: “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" أما تخشى أن يقال لك إنك لن تستطيع معي صبرا ثم قال:
إن الملوك لهم بأس إذا دخلو
في قرية أفسدوها ذا بتجريبي
من كان معهم سلك حقا بلا حرج
ومن عصاهم هلك من غير مكذوب
فكيف تدخل أما تخشى أن يقال ألم
تصبر على ما معي من نيل مطلوبي
فاصبر وصابر ورابط واتقي لتقي
سلم لتسلم وتشرب صرف مشروبي
جاهد وأخلص وخلص تهتد فيه به
أيضا وتشهد حقا سر محبوبي
فقال ظاهري لباطني:
عندي الشريعة والأحكام قد حكمت
بالأمر والنهى والآيات قد ظهرت
كذا الدليل وبرهان وعلته
مع القياس وإجماع به جمعت
فقال باطني لظاهري:
عندي الحقيقة والإلهام قد جمعت
كل المعاني بها منها لها اجتمعت
ان النجوم وانجلت مطالبه
لولا ضياء الشمس فيها قط ما طلعت
فقال ظاهري لباطني:
كل حقيقة لا شريعة لها فهي عاطلة لا لها عادية من الفروع وأنشد يقول:
حقيقة بلا فروع عاطلة - لأنها من الكمال عارية
وفي الفروع حكمة معلومة- ترى الثمار من علاها بادية
فقال باطني لظاهري كل شريعة لا حقيقة لها فهي باطلة لأن الحقيقة هي الأصل وعليه ينبني كل فرع أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها الآية وكل فرع لا أصل له كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار الآية وما حرم من حرم الوصول إلا بتضييع الأصول وما يعقلها إلا العالمون فقال ظاهري لباطني أنا عندي الدليل والبرهان فقال باطني لظاهري وأنا عندي الكشف والإيقان فقال ظاهري لباطني أنا عندي الحديث والقرآن فقال باطني لظاهري وأنا عندي الشهود والأعيان فقال ظاهري لباطني وأنا عندي أستمسك بالأسباب فقال باطني لظاهري وأنا أرى المسبب من غير حجاب وأنشد يقول:
شريعة بلا أصول باطلة
لأنها من الحقيقة خالية
كشجرة من غير أصل أنبتت
وأما الحقيقة بالأصول ثابتة
فقال ظاهري لباطني
أنا في السمع والبصر واللسان وساير الجوارح الحسان وأنشد يقول:
في اللسان وفي السمع والبصر
مع الجوارح والأعضاء والصور
لي الفصاحة في التفصيل بالغة
مع الملاحة والألحان والصور
فقال باطني لظاهري
بي تسمع وبي تبصر وأنت لي ترجمان
وعلى الأصل تسبق الأغصان
وأنشد يقول:
لولاي ما كان لك سمع ولا بصر
وأنت لي ترجمان تبلغ الخبر
إن الفروع بسر الأصل قد سبقت
لولا المعاني لم يوجد لها أثر
فقال ظاهري لباطني أنا الظاهر في الظواهر
برونقي الظاهر وقد أحدقت إلى النواظر من كل ناظر ثم أنشد يقول:
في كل ناظر بدا لي رونق زهر
وبالنواظر والأحداق لي نظر
وقد تبدى جمالي وانحلى بحلى
اسما الجمال بريح طيب عطر
فقال باطني لظاهري فرحت برونقك الزاهر واغتررت بأحداق الخلق إليك بالنواظر وقد جاء في الحديث الشريف عن السيد الطاهر: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم" وقد أجمع على هذا أهل الباطن والظاهر وأنت مكابر ثم أنشد يقول:
دخل عليك الريا والعجب والخطر
تلاحظ الخلق غرك منهم النظر
قد صح في النقل ان الله خالقن
ينظر إلى القلب لا ينظر إلى الصور
فقال ظاهري لباطني كيف الخلاص فقال باطني لظاهري بالإخلاص فقال ظاهري لباطني بماذا يكون الوصول قال باطني لظاهري بحفظ الأصول قال ظاهري هل أتبعك ويكون لك أجري فقال باطني إنك لن تستطيع معي صبرا قال ظاهري كيف أصل إلى مقصودك فقال باطني بصرف موجودك والفنا عن شهودك وبذل مجهودك وترك وجودك قال ظاهري كيف الغنا عن سمعي فقال باطني بشهود السامع فيك ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم قال ظاهري كيف الغنا عن بصري فقال باطني بشهود الناظر فيك ألم نجعل له عينين ولسانا قال ظاهري كيف الغنا عن نطقي فقال باطني برجوعك إلى من أنطقك أول مرةقال ظاهري كيف الغنا عن يدي فقال باطني يد الله فوق أيديهم قال ظاهري كيف الغنا عن سعي فقال باطني هو الذي يسيركم في البر والبحر قال ظاهري كيف الغنا عن علمي فقال باطني والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وعلمك ما لم تكن تعلم الآية فقال ظاهري كيف الغنا عن عملي فقال باطني والله خلقكم وما تعملون قال ظاهري كيف الخروج عن مالي فقال باطني ليس لك من الأمر شيء وما بكم من نعمة فمن الله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه قال ظاهري ما الذي أبقي لعيالي فقال باطني وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لانسا لك رزقا قال ظاهري أخشى من الناس فإن آذوني فقال ياطني واصبر وما صبرك إلا بالله قال ظاهري إن قتلوني فقال باطني ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء قال ظاهري متى يكون هذا فقال باطني واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال ظاهري ضيقت علي فقال باطني إذا ضاق الأمر اتسع حتى إذا ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا قال ظاهري ظني في الله جميل فقال باطني الرجا ما قارنه عمل وإلا فهو منية حديث شريف قال ظاهري أين الصلاح قال باطني والله يعلم المفسد من المصلح قال ظاهري لا بد في شيء من الصلاح قال باطني صلاحك من بعض صلاحي ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب قال ظاهري أنا رضيت بمقام العوام إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما قال باطني اجتنب الكبائر الجلية ولم اجتنب الخفية وهي الأكبر والعجب والرياء وما أشبه ذلك قال ظاهري كيف السلامة من هذه الملامة وحصول الكرامة ثم أنشد:
كيف السلامة والوصول إلى المن
بإزالة البأس الشديد مع العن
قد حرت في أمري ولم أدري بم
يكن الوصول إلى الكرامة والثن
قال باطني بترك الظاهر وحطامه والوقوف على حدود الله وحفظ أحكامه ومحاسبة النفس على الذرة فضلا عن القلامة وتتق الله بوسيلة إليه تدعى به يوم القيمة يوم يدعى كل اناس بامامهم ويدعى كل واحد بامامه إن أكرمكم عند الله أنقاكم فيالها من كرامة ثم أنشد:
يا من يأمل أن يفوز بوصلن
من غير حفظ للعهود ولا عن
والنفس فيما تشتهيه مع الهو
ارجع وتب وأخلص لنا تحظى بن
قال ظاهري من هم أهل الوسائل قال باطني رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قال ظاهري بماذا يعرفون وقال ما الوسايل صف لي كيف وصفهم بين الأنام بماذا يعرفون همو أهل ننجو بهم يوم غدا فضلا وجدوا واحسانا إذا رحموا فقال باطني لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وهم من خشيته مشفقون يخافون ربهم ويفعلون ما يؤمرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملونلمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وأنشد
قوم مع الله عاهدوا وصدقو ... شوقا وتعلو لهم في ذكره الهمم
عن المضاجع تتجافى جنوبهم .خوفا وطمعا واخلاصا بذا رحمو
قال ظاهري لا يقدر على هذا الأمن جعل الموت بين عينيه ثم أنشد يقول:
الموت أهون مما قد امرت به ... فليس لي طاقة في حمله أبد
ظني بربي لا يخيبني ... لعل يجعلني من جملة السعد
فقال باطني موتوا قبل أن تموتوا الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناسوهو أهون عليه ثم أنشد يقول:
موت النفوس حياة ثم يقظته
من المنام لترقى رتبة السعد
وتؤمت نورا به تمشي وتهدى إلى
الأسنا ويجعل لها من أمرها رشد
فقال ظاهري لباطني أنت تدعي وليس في طريق أهل الباطن دعوى ثم قال:
خل الدعاوي ولا تحتج إلى الاهوى
نفوس أهل الهوى ماتت عن الدعوى
أهل الطريق دعوا لم يدعوا أبد
واخلصوا وارتقوا للغاية القصوى
فقال باطني وما أبرؤ نفسي ولكن علي البينة والله يعلم المفسد من المصلح فإنه يعلم السر والنجوى فإن الأعمال بالنيات وإذا قامت البينة صحت الدعوى فإن البينة على المدعي هكذا قال من لا ينطق عن الهوى ثم أنشد يقول:
وحق من يعلم السر والنجوى
اني نصحتك لا تفهم بهي دعوى
وما ابرؤ نفسي بعد بينة
من جاء ببينة نزه عن الدعوى
فقال ظاهري هل لي زلة أعرف بها قال باطني كثير من أقل من ذلك رضاك عن نفسك وتزكيتك لها ورؤية عملها مع معرفتك بعيبها فقال ظاهري كيف أطرح عملي ولا أرجوا عليه عمالة مع قوله ولا تبطلوا أعمالكم ولقد خلقنا الإنسان من سلالة وجعل يقول:
ورد عمن أتانا بالرسالة ... بأن لنا من الله لعمالة
ويجزينا على الحسنة بعشر ... فكيف وقد خلقنا من سلالة
فقال باطني لظاهري فهمت عن الله بوصفك عدم رؤية العمل مع شهود اسماء الفاعل في وجود العامل لا تبطل العمل وإنما يبطل بالمن والأذى والمن في هذا المحل رؤية الانية والأذى هو الأذى والكبر وعدم الإخلاص يمنون
عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم فقد تبين بهذا الإعتبار انك آلة فكيف ترى لنفسك عملا أم كيف تطلب عليه عمالةوأنت آلة وإن كان خلقك من سلالة والله خلقكم وما تعملون فمن لم يشهد المفضل في أعماله من الله فهو هالك لا محالة ثم أنشد يقول:
وجود العبد في الأعمال آلة
أما يستحي أن يطلب عمالة
فمن لم يشهد المعنى ويخلص
هلك بالمن عجيبا لا محالة
فقال ظاهري أنا اكمل منك فإن نفعي متعدى في الوجود وأنا الظاهر المشهود وانت مختفي عن الشهود لا ترى بالعين في الوجود وليس لك موجود وأظنك زنديق مطرود ويخاف على من تبعك من الجحود ونكث العهود قد جادلتني
فأكثرت جدالي وأبطلت كثيرا من أعمالي وشتت حالي وهدمت مناري العالي وجعل يقول:
أنا الكامل بنفعي في وجودي ... وأنت قد اختفيت عن الشهود
تجادلني بزندقة وفضلي ... يرى بالعين موجودا بجودي
وكل من اقتدى بك فهو غر ... يخاف عليه من نكث العهود
فقال باطني لظاهري نفعك المتعدى إلى الوجود من بعض جودي وظاهرك المشهود بعض وجودي وإن كنت ترى بالأبصار أنا المشهود بالبصائر ولو كان الظاهر الموجود أكمل من الباطن المشهود لما اختص الباري جل وعلا بالاختفاء عن الأبصار وهو مع ذلك معبود وظنط أني زنديق من عدم التحقيق الظن السيئ بأهل الباطن من أهل الطريق ويخاف على من كان هذا حالم أن يهوى به الهوى في مكان سحيق لأن هذه الصفة تشعوبعدم التوفيق بل ظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا فبس الفريق ثم أشار ويقول
وجودك في الوجود ببعض وجودي
وأنت ترى وجود في الشهود
فلو كان الظهور به كمال
لكان الحق ظاهرا للعبيد
ولو حققت ما ظنيت سوء
سيبدو الحق في يوم الوعيد
فقال ظاهري امرنا ان نحكم بالظاهر وأنا مؤمن موحد وأنشد يقول:
لنا الظاهر به يحكم علين
ولله البواطن والسرائر
وها أنا مؤمن قدر اجتهادي
وفيه كفاية عن ذي المخاطر
فقال باطني لكل حق حقيقة فبما حققت ليمانك وماذا يفيد توحيدك مع تعظيمك لنفسك واتباعك لهواها في مألوفاتها وشهواتها كما قيل:
رضوك عن نقص قم وبادر ... ولا تتبع هواك فالكل ظاهر
لكل حقيقة حق فماذا ... حقيقة ما تقول إن كنت باهر
فقال ظاهري إن الحسنات يذهبن السيئات وهذه الشهوات والمألوفات من المباحات قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق وجعل يقول:
إذا كان التنعم بالمباح ... فلا حرج علي ولا جناح
وبالحسسنات تذهب السيئات
كذا جاء بالكتب الصحاح
فقال باطني قد أومئت الآية إلى الصواب لمن تدبر سر الخطاب بدليل قوله تعالى قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة للذين آمنوا الإيمان الكامل في الحياة الدنيا ثم زهدوا في المباح رغبة فيما عند الله عز وجل الوجه الثاني إن هذه الآية نزلت في حق أناس كانوا يطوفون في البيت عراة ويحرمون الطعام على أنفسهم في بعض الأيام من عند أنفسهم الوجه الثالث إن الطيب هو الحلال السالم الوجه الرابع إن الحلال السالم إذا كان لغير الله حرم اتخاذه مثال ذلك أن اللباس الحسن إذا كان من الحلا السالم أصلا وفضلا ثم لبسه صاحب العجب والرياء والخيلاء فقد حرم زينة الله على نفسه بنيته الفاسدة وكذلك الطيب إذا كان من الحلال المحض واستعمل بالغفلة وصرف في المعاصي حرم لعلته لا لعينه وقد قيل في معنى ذلك
نعم قد جاء في الكتب الصحاح ... يتجويز التنعم بالمباح
بشرط سلامة من حظ النفس ... وإلا ليس من المباح
فقال ظاهري أنا لا ألبس عجبا ولا رياء ولا خيلاء وأنشد يقول:
علي بنفسي لا علي سواي ... وألبس بلا عجب ولا برياء
ولكن بإظهار التجمل قداتي ... حديث صحيح ليس فيه مراء
فقال باطني طلب الآخرة مبني على الزهد تخفيفا للحساب لقوله عليه الصلاة والسلام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبو
ما من أحد يؤتى شيئا من الدنيا إلا وكان له نقص في الآخرة وإن كان عبدالله كريما وميل النفس إلى الأعلى دون الأدنى ليس لعلة والحكم يدور مع العلة وجودا وعدما ثم قيل في معنى ذلك:
إذا زكى نفسه بمرء ... فهو متعجب ومتكبر ومراء
هي النفس مودى كل سوء ... محنة بطلت لذة من دائي
فقال ظاهري إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده وأنشد يقول: ألا إن مولانا يحب يرى النعم على عبده إظهارا للجود والكرم جميل وإظهار الجمال مراده ومن خالف النقل الصحيح فقد ظلم.
فقال باطني نعم ولكن ما فهمت المراد من الحديث بل فهمت بوصف نفسك فإن الجمال على قسمين جمال ظاهر وجمال باطن إن قلت الجمال هو ظاهر فيلزم من قولك أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب إلى شيء محبوب إلى الله تعالى ولم يفعله ولا أصحابه من بعده ولا غالب السلف الصالح فإنهم ما لبسوا مثل هذه الملابس ولا أكلوا مثل هذا المأكل وكان زمانهم خير من زماننا وأمواله أجل من أموالنا وأنفسهم أزكى من نفوسنا والأدلة على مثل هذا المعنى كثيرة فإن عوايدهم عبادات ونحن عبادتنا عادات فدل على أن المراد من الحديث الجمال الباطن بدليل أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ونياتكم فكان الباطن أحق بالجال لأنه محل النظر وقوله أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده أيما أحب إلى الله الزعد في النعمة لله وإظهارها على ظاهر العبد الزهد أحب إلى الله وإلى رسوله وإلى أهل الله من الكمل ظاهرا وباطنا وأدلة هذا لا يخفى إلا على معاند ومجادل على نفسه وقد قال الله تعالى ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن يحادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا الزهد في حق الناقص أفضل وفي حق الكامل أولى وأكمل لأنه يقتدى به وأن لا يتمنى الزيادة من لا يصل إليها بسببه وقد حذرنا مولانا من الوقوع في هذه العلة أو في بعضها قال جل من قائل:"فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحيوة الدنيا ياليت لنا مثل ما وتي قارون إنه لذو حظ عظيم" ومثل هذا من خرج في زينة مباحة على من لا يصل إليها ثم وقع في قلب العاجز عن مثلها تأسفا وحزنا وتعرضا على الله تعالى حيث لم يعطى مثل هذا فكان للزاهد في الدنيا أجر من تأسى به أو نوى ذلك كونه كان سببا له في ذلك كذلك على الخارج في زينته مثل وزر من تأسى به أو نوى ذلك من باب من سن سنة سيئة في الإسلام فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيمة ثم قال:
نعم صح تشريعا لمن كان مخلصا
تجمل لكن الجمال قد انقسم
تجمل بالأعمال والقلب باطنا
كما صح في الأخبار عن منبع الحكم
وأصحابه من بعده ثم تابع
ومن كان من أهل الكمال بذي حكم
فقال ظاهري الزينة المباحة ليس هي سنة سيئة وأنشد يقول:
إن المباح مباح ليس سيئة
حتى يكون لفاعليه ذنوب
متساوي الطرفين في أحكامه
قد صح في المنقول والمكتوب
فقال باطني قد يكون المتأسي بك لا يقدر على مثل هذه الزينة من وجه مباح وإن قدر عليها من وجه مباح لا يوجد له نية صالحة في تزينه اما انت السبب له في ذلك الثاني أن هذا من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين وأنشد يقول:
من كان متخذ المباح لعلة
فبهذه النية يصير ذنوب
أو كان ذا سبب الوقوع لغيره
في مثل علته خطر وذنوب
فقال ظاهري ما علي من غيري فقال باطني أما جاء في الحديث الشفقة على خلق الله من رحمة الله وفي رواية تعظيما لأمر الله
إنما يرحم الله من عباده الرحماء كن عونا لأخيك على نفسه ولا تكن عونا لها عليه كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه فقال ظاهري إذا كان الأمر كذلك فغالب الناس هالك وجعل يقول :
انصح يا صاح ما تقول ... فغالب الناس هو الخمول
وكلنا ذلك المسمى ... في حيرة محض ما السبيل
ففال باطني يا ايها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وقال صلى الله عليه وسلم ابدأ بنفسك وقولك فغالب الناس هالك من أين لك ذلك علتنا عينية وعلة الناس حكيمة وإزالة العينية أهم من التلفت إلى الحكيمة رحم الله عبدا شغلته عيوبه عن عيوب الناس وقال:
انرمت تنجو من الخمول ... اعمل بما جاء به الرسول
وخالف النفس في هواها ... وامشي على النص والدليل
فقال ظاهري لباطني كيف الحال من هذا الأمر العجيب وأنشد يقول:
فكيف الحال في الأمر العجيب
وكيف خلاصنا من ذي الكروب
تحيرنا ولم نهد سبيل
ولكن حسبنا فضل المجيب
فقال باطني كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل وعد نفسك في الموتى إذا أمسيت لا تنتظر الصباح وإذا أصبحت لا تنتظر المساء فإن أوان الموت قريب فإن ترى الدنيا ميتته وأنت كالمضطر تأخذ منها قدر الكفاية وتسد به الجوعة وتستر به العورة كل وقت بوقته وتعد نفسك أسير حتى يلقاك الله عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده وأنشد يقول:
إذا رمت النجاة من الكروب ... ففي دنياك كن مثل الغريب
وكن فيها كمضطر أسير ... ليأتي النصر بالفتح القريب
فقال ظاهري إن فعلت هذا تذمني الناس ويقولون هذا مجنون ثم قال:
إذا خالفت قومي عيروني ... ويرموني بأنواع الجنون
وقدري عندهم يبقى حقيرا ... وأخشى بعد هذا يهجروني
فقال باطني هذه ملاحظة للخلق والخلق لا يضرون ولا ينفعون وترك العمل لأجل الناس شرك وقولهم أنك مجنون صدقوا وأن العاقل من عقل عن الله وأمره ونهيه ومن عقل عن الله وأمره ونهيه لا يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة ولا يخاف مذمة الناس له في طاعة الله ولا يرجو الثناء منهم عليه يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم وجعل يقول : تخاف الناس تخشاهم وتنسى
آلها قال في الذكر اتقوني
وخوف الناس إشراك خفي
ترى هل فوق هذا من جنون
فقال ظاهري لباطني لا أفقه كثيرا مما تقول ولا قدرة لي عليه فابق أنت ما أنت عليه وأنا ما أنا عليه حتى يجمع الله بيننا ونقف بين يديه والأمر إليه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد توكلنا عليه وأنشد يقول:
طال الجدال ولم أفقه كلامك لي
بل هو كلام فلك عملك ولي عملي
بيني وبينك حجاب لا نفاد له
أمري إلى الله ما لك في الملام ولي
ما شاء يفعل ويحكم ما يريد بن
هو الكريم وفيه غاية الأمل
فقال باطني لظاهري اغترار نفسك بالآجل واعتمادك عليه هو الذي أوقعك في حب العاجل واكبا بك عليه بالتسويف ليوم تقف بين يديه فهذا هو الحجاب الكثيف الذي لا مزيد عليه يا مسكين اما أنت الآن بين يديه وقد خاطبك بقوله يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون وفي الحديث حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا بأي حجة تحتج عليه إذا وقفت بين يديه وقد قال تعالى لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد لكن صدق الله العظيم حيث قال فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتيهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولون على الله الا الحق ودرسوا ما فيه الآية وأنشد يقول:
إن الحجاب هو التسويف بالعمل
مع البقاء على العصيان والزلل
وأنت بين يديه الآن وهو يرى
فكيف تغتر بالعاجل مع الأمل
انظر لنفسك ماذا قدمت لغد
قبل الحساب مع التوبيخ والخجل
فقال ظاهري لباطني كلمة واحدة قل كل يعمل على شاكلته فقال باطني لظاهري هذا فراق بيني وبينك ساءنئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا والله يعلم المفسد من المصلح وما ابروء نفسي اذ كلنا تحت القهر وهو القاهر فوق عباده من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وعلى الله قصد السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]