موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب التاسع والستون في معرفة أسرار الصلاة وعمومها]

(و قال) : الذي أقول به إن صلاة الناسي والنائم إذا تذكرها وصلاها أداء لا قضاء لأن النائم والناسي غير مخاطب بتلك الصلاة في حال نسيانه ونومه، وليس ذلك وقتها في حقهما  حتى يكون قضاء في غير وقتها وأطال في تفاصيل ذلك فراجعه. قلت: ذكر الشيخ في البابالثاني والثلاثين وخمسمائة أن كل صلاة لا يحصل فيها حضور قلب فهي ميتة لا روح فيها وإذا لم يكن فيها روح فلا نأخذ بيد صاحبها يوم القيامة قال: وهذه هي صلاة المنافق المصور الذي يقال له يوم القيامة: أحيّ ما خلقت؟ فلا يقدر، وإيضاح ذلك أن الحق تعالى ما شرع العبادات لمجرد إقامة نشأة صورتها الظاهرة فقط وإنما شرعها لما تدل عليه وتعطيه من المعرفة بالحق تعالى واللّه تعالى أعلم.

(و قال) : الذي أقول به: إن تارك الصلاة عامدا لا قضاء عليه لأنه ممن أضله اللّه على علم وبذلك قالت طائفة مع الإجماع على أنه آثم فينبغي له أن يسلم إسلاما جديد ه‍، فليتأمل ويحرر. وقال: لا أصل لمشروعية ترتيب الصلوات المنسيات يرجع إليه فإن أوقات الصلاة المنسيات مختلفة ولا يكون الترتيب في القضاء إلا في الوقت الواحد الذي يكون بعينه وقتا للصلاتين معا وهذا لا يتصور إلا في مذهب من يقول بالجمع بين الصلاتين فيكون لذلك أصل يرجع إليه في نظره ه‍. فليتأمل ويحرر. وقال في سجود السهو الذي أذهب إليه في موضع السجود للسهو أن المواضع التي سجد فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل السلام يسجد فيها قبل السلام والمواضع التي سجد فيها بعد السلام يسجد فيها بعد السلام. قال: وأما غير ذلك مما سها فيه المصلي فهو مخير إن شاء سجد، لذلك قبل السلام وإن شاء بعد السلام.

(قال) : والمواضع التي سها فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تشريعا لأمته خمس شك فسجد قام من اثنتين ولم يجلس فسجد سلم من اثنتين ولم يجلس فسجد سلم من اثنتين فسجد سلم من ثلاث فسجد صلى خمسا ساهيا فسجد. قال: واختلف الناس في سجوده هل سجد للزيادة، والنقصان ولسهوه فمن قائل لسهوه ومن قائل للزيادة والنقصان، والذي أقول به إنه سجد لهما سجدة لسهوه والثانية للزيادة والنقصان.

(و قال) : إنما شرع للمصلي أن يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثا لتكون واحدة لحسه وواحدة لخياله وواحدة لعقله فهو ينزه الحق في محل القرب أن يكون مدركا بحس وخيال وعقل فيرغم بذلك الشيطان.

(و قال) : إنما شرع جبر السهو بالسجود دون غيره من أفعال الصلاة وأقوالها لأن السهو أغلبه من الشيطان فلا يصح الجبر إلا بصفة لا يتمكن للشيطان أن يدنو من العبد حال تلبسه بها، وهو السجود، إذ الساجد في حال سجوده محفوظ من الشيطان لقربه من شهود ربه، فلو أن الشيطان كان يقترب من العبد في سجوده للسهو لسها في سجوده سهوه وكان يتسلسل الأمر. قال: ولهذا لم يرد لنا شرع فيمن سها في سجود سهوه، ثم إنه لو وقع فلا يتعين أن يكون من الشيطان وإذا لم يكن من الشيطان فلا يكون ترغيما له بخلاف ما إذا كان السهو من فعل الشيطان والغيبة فإن السجود يكون ترغيما على ترغيم الترغيم الأول من كونه سجودا والترغيم الثاني من حيث كون وسواسه لم يؤثر فيه نقصا حيث جبر بالسجود فعلم أن السهو لا يلزم أن يكون ولا بد من الشيطان، وإنما شبيه مغيب المصلي عن عبادته فنفس غيبته عنها يكون عنها السهو فإن من أسباب السهو من غير الشيطان غلبة مشاهدة عجائب أحكام اللّه عز وجل حين تلاوة كلامه من غلبة توحيد وخوف مزعج وغير ذلك. وقال: الذي أقول به: إن الإمام لا يحمل سهو المأموم وبه قال مكحول خلافا للجمهور وذلك لأننا ما رأينا الشارع فرق بين الإمام والمأموم في الأمر بسجود السهو، وإنما ذكر المصلي خاصة ولم يخص حالا دون حال وقال تعالى: ولاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ [الإسراء: 15] لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً [البقرة: 48] وكُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ( 38 ) [المدثر: 38] قال: فمن بحث عن هذا المعنى علم أن الإمام لا يحمل سهو المأموم وأن مكحولا كحل عينه في هذه المسألة بكحل الإصابة فانجلت عين بصيرته.

(و قال) : الذي أقول به: إن الإنسان إذا رفع عنه التكليف لغلبة حال وجنون وصبا لم يزل عنه خطاب الشرع وخالفني في ذلك الجمهور. قال: وإيضاح ما قلته أنه ما ثم حال ولا صفة في مكلف تخرج عن حكم الشرع فإن الشارع قد أباح للمجنون والصبي ونحوهم التصرف فيما يخطر له ولا حرج عليه فكيف يقال: زال عنه حكم الشرع وهو حكم له بالإباحة كما حكم على المكلف بالإجماع بالإباحة فيما أبيح له والحكم للشرع لا للعقل فما خرج أحد عن حكم الشرع ومعلوم أن أحوال الشرع مبنية على الأحوال لا على الأعيان كما أفتى الإمام مالك بتحريم أكل خنزير البحر تبعا للاسم وأطال في ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!