المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر
وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
[الباب التاسع والخمسون وخمسمائة في معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة]
(و قال) : لا تجعل زمامك إلا بيد ربك اختيارا لا اضطرارا، فإن ناصيتك بيده شئت أم أبيت وذلك لأن ثمرة الاختيار أرجح من ثمرة الاضطرار. وقال: عليك بنسب التقوى فمن اتقى اللّه فقد صح نسبه. وإياك والنسب الطيب فإنه غير معتبر كما أشار إليه علي بن أبي طالب القيرواني بقوله: الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقال: خشية الناس وهيبتهم منك على قدر خشيتك للّه بظهر الغيب سواء. فإياك أن تطلب من الناس أن يهابوك مع وقوعك في الرذائل بينك وبينه وأنت أعرف بنفسك. وقال: لا تجعل لبيتك الذي هو قلبك سقفا فيحول بينك وبين السماء فتحرم الرؤية ولا يصل إليك من غيث السماء شيء. والغيث رحمة من اللّه رحم بها عباده ولا تسكن من البيوت إلا أضعفها جدارا وذلك لأن الخراب يسرع إليها فتبقى في حفظ اللّه لا في حفظ البيت. وقال: مجالسة الرسل بالاتباع ومجالسة الحق بالإصغاء إلى ما يقول فكن سامعا لا متكلما. (قلت) : وقد منّ اللّه علي في هذا المقام بلذة لا يقدر قدرها حين أكون سامعا وأما إذا كنت أنا التالي فلا أجد تلك اللذة وما ثم عندي الآن نعيم قط في دار الدنيا ألذ عندي من سماع القرآن فالحمد للّه على كل حال. وقال: كل ما سوى اللّه معلول والمعلول ممراض ضرورة فملازمته الطبيب فرض لازم.
وقال: كل عمل عملته من أعمال أهل النار فاختمه بالتوحيد يأخذ بيدك يوم القيامة لأن التوحيد يرجح على كل عمل ولو بعد وقوع العقوبات. وقال: احذر أن تقول كما قال العاشق أنا من أهوى ومن أهوى أنا، فإنك أنت أنت وهو هو، وانظر هل قدر من قال ذلك أن يجعل العين واحدة؟ لا واللّه ما قدر لأنه جهل والجهل لا يستطاع. ولا بد لكل عارف من غطاء ينكشف فلا تغالط نفسك. وقال: إذا سمعت القرآن فاسمع بسمع نفسك لا بسمع الحق في مقام المحبة لك فإن الحق لا يأمر نفسه ولا ينهاها وهذا من مزلات الأقدام لمن صار الحق سمعه من المحبوبين، وقال: لا سجود إلا عن قيام ولا قيام للكون فإن القومية للّه وحده.
قال: وما عرفنا نقصان مقام سهل بن عبد اللّه إلا من قوله بسجود قلبه وما أخبر أنه رآه ساجدا كما هو الأمر عليه وإنما أخبر أنه يسجد ولا سجود إلا عن شهود قيام قبل ذلك كما مر. وقال: إنما كان كل حزب بما لديهم فرحون بمالهم ولو علموا ما لهم لحزن من ينبغي له أن يحزن.
(و قال) : كلام الحادث محدث وكلام اللّه له الحدوث والقدم فله عموم الصفة، لأن له الإحاطة وحدوثه وروده علينا كما يقال: حدث عندنا اليوم ضيف ولو كان عمره ألف سنة.
وقال: لا يضاف الحدوث إلى كلام اللّه إلا إذا كتبه الحادث وتلاه، ولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به اللّه عند من أسمعه كلامه كموسى عليه السلام ومن شاء اللّه من عباده في الدنيا والآخرة. وقال: في حديث «أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟» إلى آخره: أن كان العماء كالعرش فالسؤال باق من السائل وإذا قصد بالخلق كل ما سوى اللّه فما هو العماء قال: وهي مسألة في غابة الخفاء، وقال: باستوائه تعالى على العرش صح نزوله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ومع هذا فهو مع عباده أينما كانوا. وقال لآدم: على النساء درجة ولمريم على عيسى درجة لا على الرجال فالدرجة لم تزل باقية فما ثم مساواة. وقال: الدنيا والآخرة أختان وقد نهى اللّه تعالى عن الجمع بين الأختين وجوز الجمع بين الضرتين، وما هما ضرتان حقيقة ولكن لما كان في الإحسان إلى أحد الأختين بالنكاح إضرار بالأخرى لذلك قيل فيهما ضرتان فافهم. وقال: من علامة العلم المكتسب دخوله في ميزان العقول وعلامة العلم الموهوب أن لا يقبله ميزان إلا في النادر وترده العقول من حيث أفكارها. وقال: خزائن اللّه تعالى صدور المقربين وأبواب تلك الخزائن ألسنتهم فإذا نطقوا أغنوا السامعين إن كانت أعين أفهامهم غير مطموسة. وقال في الكلام بعد الموت: هل هو بحرف وصوت؟ : اعلم أن الكلام بعد الموت يكون بحسب الصورة التي ترى نفسك فيها فإن اقتضت الحرف والصوت كان الكلام كذلك وإن اقتضت الصوت بلا حرف كان وإن اقتضت الإشارة والنظرة وما كان فهو ذاك وإن اقتضت الذات أن تكون عين الكلام كان، فإن جميع ذلك تقتضيه حضرة البرزخ قال: وإن رأيت نفسك في صورة إنسان حزت جميع المراتب في الكلام فإنه المقام الجامع لأحكام الصور. وقال: إنما جعل اللّه لنا النوم في هذه الدار لنألف حالنا في البرزخ بعد الموت فإن حال الميت كحال النائم لا أن علاقة تدبيره الهيكل باقية في النوم والموت لا علاقة له في التدبير. وقال: إذا رأيت من يتبرأ من نفسه فلا تطمع في صحبته فإنه منك أشد تبرأ. وقال: إذا كنا نجهل ما سبق لنا في علم اللّه فلا ثقة لنا بحال فيا لها من مصيبة. قال: إياك والتأويل فيما أنت به مؤمن فإنك ما تظفر بطائل ومتعلق الإيمان إنما هو ما أنزل اللّه لا ما أوله عقلك آمَنَ اَلرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ واَلْمُؤْمِنُونَ [البقرة: 285] الآية. وقال: إذا قرآت مِثْلَ مٰا أُوتِيَ رُسُلُ اَللّٰهِ [الأنعام: 124] فإن انقطع نفسك على الجلالة كان وإلا فاقصد ذلك ثم ابتدئ اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ [اونعام:124] . وقال: احذر أن تفي بعهدك ليفي الحق تعالى لك بعهده بل أوف أنت بعهدك ودع الحق يفعل ما يريد فإن من وفى بعهده ليفي الحق له بعهده لم يزده على ميزانه شيئا فاعمل على وفائك بعهدك من غير مزيد. وقال: إذا ناجيت ربك فلا تناجه إلا بكلامه واحذر أن تخترع من عند نفسك كلاما فتناجيه به فلا يسمعه منك ولا تسمع له إجابة فتحفظ من ذلك فإنه مزلة قدم.
(قلت) : فلا يليق وضع الأحزاب التي يقرؤها المريدون إلا من الكمل الذين يأخذون عن الحق والرسول صلى اللّه عليه وسلم من الوجه الخاص، كما قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي اللّه عنه: أخذت حزب البحر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حرفا بعد حرف واللّه أعلم. وقال: الزم ذكر الاسم المركب وهو الرحمن الرحيم فإنه ببعلبك ورامهرمز.
![]() |
![]() |
البحث في نص الكتاب
البحث في كتاب الفتوحات المكية
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]