المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
رسالة نسب الخرقة و إلباسها للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
بسم اللّه الرحمن الرحيم
و به الإعانة
الحمد للّه الذي خلع على عباده- أهل العناية- أسماءه الحسنى، ليحلّهم بذلك المحل الأشرف الأسمى، فعرج من عرج بها- ممن اصطفاهم لعبادته و اصطنعهم لنفسه- إلى قاب قوسين أو أدنى، فعاشوا بذلك القرب الإلهي العيش الأرغد الأهنى، [لتعلموا أنه من كان منا، لا يجوز له أن يأخذ عن أحد إلا عنا] فمنهم المستريح في معراجه و إن لم يتبنى، و منهم المكابد في إسرائه و المعنى، و لا يبالي ما لقي من المشقات إذا حصّل المعنى، و منهم من اتخذ صفيا و نجيا و خدنا، و الكل سابق الغاية، سادات أهل أمانة أمنا، و هنالك ينتهي الواقف مع الروح الإلهي، و الواقف مع من كان من منيّ تمنّى، فما ثمّ إلا قبضتان، قبضة يسار يسرى، و قبضة يمين يمنى، فوسعت الرحمة منهم كلا، و كذلك ألحق اللّه البعيد بالقريب إذا تمنى، و كأن الحق يقول في سر و بلسان الحال ما حصل لك ذلك إلا برحمة منا، و صلى اللّه على رسوله المصطفى الذي لم يزل بالقرآن يتغنى.
أما بعد، فأقول بعد الحمد و الصلاة، على ما جاءنا به من جزيل الصلات، و اعتصاما باللّه و ملاذا، الحمد للّه الذي هدانا لهذا، و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، فكان مما جاء به الرسول الكريم، من العلي الحكيم، في الكتاب المنزل الذي هو القرآن العظيم يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً، وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ فالضرورة من اللباس الظاهر ما يستر السوءة، و هو لباس التقوى من الوقاية، و الريش ما يزيد على ذلك مما يقع به الزينة، التي أخرج لعباده من خزائن غيوبه، و جعلها خالصة للمؤمنين في الحياة الدنيا و يوم القيامة، فلا يحاسبون عليها، و إذا لبسوها و تزينوا بها من غير هذه النية و لا هذا الحضور و لبسوها فخرا و خيلاء، فتلك زينة الحياة الدنيا، فالثوب واحد و يختلف الحكم عليه باختلاف المقاصد، ثم أنزل في قلوب العباد الأخيار لباس التقوى، و هو خير لباس، و هو على صورة لباس الظاهر سواء، فمنه لباس ضروري يواري سوءات الباطن، و هو تقوى المحارم مطلقا، و منه ما هو مثل الريش في الظاهر، و هو لباس مكارم الأخلاق، مثل نوافل العبادات، فقد تحقق لباس الباطن أنه على صورة لباس الظاهر شرعا، و كما يختلف الظاهر بالقاصد و النيات، كذلك يختلف لباس الباطن بالنيات و المقاصد.
و لما تقرر هذا في نفوس أهل اللّه، أرادوا أن يجمعوا بين اللبستين، و يتزينوا بالزينتين، ليجمعوا بين الحسنيين، فيثابوا من الطرفين، فسبب لباس هذه الخرقة المعلومة عندهم، تنبيه على ما يريدونه من لباس بواطنهم، و جعلوا ذلك صحبة و أدبا، و أصل هذا اللباس عندي على ما ألقي في سري، أن الحق لبس قلب عبده، فإنه قال: «ما وسعني أرضي و لا سمائي و وسعني قلب عبدي» فإن الثوب وسع لابسه، فظهر الجمع بين اللبستين، من زمان الشبلي و ابن خفيف إلى هلم جرّا، فجرينا على مذهبهم في ذلك فلبسناها من أيدي مشايخ جمة، سادات، بعد أن صحبناهم و تأدبنا بآدابهم، ليصح اللباس ظاهرا و باطنا، و مذهبنا في لباس مريد الزينة، هو على غير ما هو عليه اليوم الأمر، و ذلك أن الشيخ ينظر في المريد الذي يريد أن يلبسه، فأي حال يكون للمريد فيه نقص، فإن الشيخ يتلبس بذلك الحال حتى يتحقق و تغمره، فتسري قوة ذلك الحال في الثوب الذي يكون على الشيخ، فيجرده في الحال و يكسوه ذلك المريد، فيسري فيه سريان الخمر في أعضائه، فيغمره و يتم له الحال، و هذا اليوم عزيز.
فلما قصرت همم الناس عن مثل ما ذكرناه، رجعوا إلى منزلة العامة، لكنهم شرطوا فيها شروطا، و شرط هذه الخرقة المعروفة على صورة ما أظهرها الحق من ستر السوءات:
فيستر سوءة الكذب بلباس الصدق، و يستر سوءة الخيانة بثوب الأمانة، و الغدر بلباس الوفاء، و الرياء بخرقة الإخلاص، و سفساف الأخلاق بخرقة مكارم الأخلاق، و المذام بخرقة المحامد، و كل خلق دنيّ بخرقة كل خلق سنيّ، و ترك الأسباب بتوحيد التجريد، و التوكل على الأكوان بالتوكل على اللّه، و كفر النعمة بشكر المنعم، ثم يتزين بزينة اللّه من ملابس الأخلاق المحمودة، مثل الصمت عما لا يعنيه، و غض البصر عما لا يحل إليه النظر، و تفقد الجوارح بالورع، و ترك سوء الظن بالناس، و تصفح ما مضى أو ما مضت به من الأيام من أفعالك، و ما تنظر الكتبة الكرام عليك، و القناعة بيسير الرزق، و تفقد أخلاق النفس، و تعاهد الاستغفار، و قراءة القرآن، و الوقوف مع الآداب النبوية، و تعرف أخلاق الصالحين، و المنافسة في الدين، وصلة الرحم، و تعاهد الجيران بالرفق، و بذل العرض، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ألا يستطيع أحدكم أن يكون كأبي ضمضم؟ كان إذا أصبح يقول:- اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك» و سخاء النفس و هو أن تبذلها في قضاء حوائج الخلق، و اصطناع المعروف إلى الصديق و العدو، و التواضع، و احتمال الأذى، و التغافل عن زلة الإخوان، و ترك مجالسة الغافلين إلا أن تذكّرهم أو تذكر اللّه فيهم، و الكف عن الخوض في الأعراض، و في آيات اللّه، و ترك الطعن على المذنبين من أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و ترك الغضب إلا في انتهاك محارم اللّه، و ترك الحقد و الغل من الصدر، و الصفح عن المسيء و هو أن لا تغضب لنفسك، و إزالة عثرات أهل المروءة ذوي الهبات، و الاتقا على أهل الستر، و تعظيم العلماء و أهل الدين، و إكرام ذي الشيبة، و إكرام كريم القوم، كان من مسلم أو كافر، و كل ذلك على الحد المشروع مما يجوز لك أن تكرم به ذلك الشخص، و حسن الأدب مع اللّه و مع كل أحد من حيّ و ميت، و حاضر و غائب، ورد الغيبة عن عرض المسلم، و إياك و كثرة الكلام و التصنع و التشدق، فإن كثرة الكلام يؤدي إلى سقطه، و عليك بتوقير الكبير، و الرفق بالضعيف، و إفشاء السلام، و التحبب إلى الناس على الحد المشروع، و لا تكن لعّانا و لا طعّانا و لا عيّابا و لا سخابا، و لا تجز أحدا بالسيئة إلا إحسانا، و النصيحة للّه و لرسوله و لائمة المسلمين و عامتهم، و لا تنتظر الدوائر بأحد، و لا تسب أحدا من عباد اللّه- على التعيين- من حيّ و لا ميت، فإن الحي لا يعرف إن كان كافرا بما يختم له، و إن كان مؤمنا بما يختم له، و لا تعيّر أحدا من أهل الشهوات بشهواتهم، و لا تود الرياسة على أحد، و لا خدمة عن أمرك، و إياك أن تترك الناس يقولون في أذنك بنقل ما يسرك عنك و عن غيرك، و لتحب المؤمنين كلهم مسيئهم إليك و محسنهم، لحبهم اللّه و رسوله، و لا تبغضهم لبغضهم إياك أو من كان، ممن عزّ اللّه و رسوله، فهذا أوصاني به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام و قال لي: لم أبغضت فلانا؟ فقلت له: لبغضه و طعنه في شيخي، فقال لي 7: ألست تعلم أنه يحب اللّه و يحبني؟ قلت له: بلى، قال:
فلم لا تحبه بحبه إياي و أبغضته لبغضه شيخك؟ فقلت له: يا رسول اللّه من الساعة، فما أحسنك من معلم، لقد نبهتني عن أمر كنت عن مثله غافلا. و لا تفرح بما ينشر في العامة من ذكرك بما تحمد و إن كنت عليه، فإنك لا تدري هل يبقى عليك أو يسلب عنك، و لا تتميز عن المؤمنين بخلق غريب محمود يعرف منك، إلا إن كنت ممن يقتدى به، و لا تظهر الخشوع في ظاهرك بجمع أكتافك و أطرافك إلى الأرض، إلا أن تكون في باطنك كذلك، و لا ترد التكثر من الدنيا، و لا تبال بجهل من جهل قدرك، بل لا ينبغي أن يكون لنفسك عندك قدر، و لا ترغب لإنصات الناس لكلامك، و لا تحوج للجواب بما لا يسرك في حقك، و اصبر نفسك للحق و مع الحق، وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً، وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ و أنصف من نفسك، و لا تطلب الإنصاف من أحد في حقك، و سلم على المسلمين ابتداء، ورد السلام على من سلم عليك حتى يسمع، و إياك و الطعن على الأغنياء إذا بخلوا، و على أبناء الدنيا إذا تنافسوا فيها، و لا تطمع فيها في أيديهم، و ادع للملوك و ولاة
الأمر، و لا تدع عليهم و إن جاروا، و جاهد نفسك و هواك فإنه أكبر أعدائك، و لا تكثر المجالسة في الأسواق و لا المشي فيها، و كف ضررك عن أئمة الدين، و اترك الشهادة على أهل القبلة بما يؤدي عند فهم السامع إلى الخروج عنها، و الإمساك عن الخوض فيما شجر بين الصحابة، بل عن الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا، و ترك المراء في القرآن و القدر، و ترك مجالسة أهل الأهواء و البدع القادحة في الدين و الملك، و عليك بإخراج الحرص و الحسد و العجب من القلب، و أن تصرف هذه الصفات في مواطنها المشروعة، و عليك بالدخول في الجمعة و الجماعة فإن الذئب لا يأكل إلا القاصية، و إياك و العجلة في أمورك إلا في خمس: الصلاة لأول وقتها، و الحج عند وجود الاستطاعة، و تقديم الطعام للضيف قبل الكلام، و تجهيز الميت، و تجهيز البكر إذا أدركت؛ و بذل المجهود في نصح عباد اللّه- من مسلم و كافر و مشرك- بعلم و سياسة، و قطع أسباب الغفلة، و المحافظة على إقامة الصلاة و تحسين نشأتها، و القيام على النفس بالحسبة، و الخروج من الجهل بطلب العلم، و أن تستوصي بطالب العلم خيرا، و الندم في التفريط في استعمال الخير، و التجافي عن الشهوات و دار الغرور، و اعتقاد مقت النفس، و إن النفس في اصطلاحنا كل خاطر مذموم، ورد المظالم و إصلاح المطعم، و السعي في إصلاح ذات البين، و إسقاط الرتب، و الحذر الدائم و الخشية، و الهم في اللّه و الحب و البغض، و موالاة الصالحين، و كثرة البكاء، و التضرع إلى اللّه، و الابتهال ليلا و نهارا، و الهرب من طريق الراحات، و التذلل في كل حال إلى اللّه تعالى، و مراقبة الكمد، و تنغيص العيش بالفكر فيما يتعين عليك من شكر المنعم فيما أنعم به عليك، و القصد إلى اللّه في كل حال منك، و التعاون على البر و التقوى، و نصرة المظلوم، و إجابة الصارخ، و إغاثة الملهوف، و تفريج الكرب عن المكروب، و صوم النهار، و قيام الليل و إن كان بالتهجد فهو أولى، و ذكر الموت، و تعاهد زيارة القبور، و الصلاة على الجنائز و اتباعها، و مسح رأس اليتامى، و عيادة المرضى، و بذل الصدقات، و محبة أهل الخير، و دوام الذكر و المراقبة، و محاسبة النفس على الأفعال الظاهرة و الباطنة، و الأنس بكلام اللّه، و أخذ الحكمة من كلام متكلم، بل من نظرك في كل منظور، و الصبر على أحكام اللّه، و التعرض لكل شيء مقرب إلى اللّه، و استفراغ الطاقة في محاب اللّه و مراضيه، و الرضا بالقضاء لا بكل مقضي به، بل بالقضاء به، و تلقي ما يرد من اللّه تعالى بالفرح، و موالاة الحق بأن تكون معه، فهو مع عباده أينما كانوا، و التبري من الباطل، و الصبر في مواطن الامتحان. و الزهد في الحلال، و الاشتغال بالاهم في الوقت، و طلب الجنة بالشوق إليها، لكونها محل رؤية الحق تعالى، و مجالسة أهل البلايا بالاعتبار، و محادثة المساكين و القعود معهم في محافل فقرهم، و معاونة من يطلبك حاله بإعانته، و سلامة الصدر، و الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب، و خدمة الفقراء، و أن تكون مع الناس على نفسك، فإنك إذا كنت عليها فإنك لها، و السرور بصلاح الأمة، و الغم بفسادها، و تقديم من قدّم اللّه تعالى و رسوله، و تأخير من أخر اللّه تعالى و رسوله، فيما قدّمه و فيما أخره، فإذا لبست هذه الملابس، صلح لك أن تقعد في صدور المجالس عند اللّه تعالى، و تكون من أهل الصفوف الأول، فهذه ملابس أهل التقوى الذي هو خير لباس، فاجهد أن تكون هذه ملابسك أو أكثرها، فعليه الجماعة.
و عليه ألبس شقيق البلخي حاتما الأصم و أمثاله، فعلى مثل هذه الأخلاق درجوا في لباسهم و حليتهم، و عليها لبست و ألبست من ألبسته للّه الحمد على ذلك، فألبستك أيها الولي الحميم- موفق الدين أحمد بن علي بن أحمد بن العبسي الإشبيلي- هذا اللباس من الصحبة و الأدب من يدي، و لبست أنا من يدي الشيخ جمال الدين يونس بن أبي الحسن العباسي العطار بمكة بالحرم الشريف، تجاه الكعبة المعظمة، بعد أن صحبته و تأدبت به، و لبسها يونس من يدي شيخ الوقت عبد القادر أبي صالح بن عبد اللّه الجيلي، و لبسها عبد القادر من يدي أبي سعيد المبارك بن علي المخزومي، من يد علي بن الحسن، من يد علي بن محمد بن يوسف الهادي، من يدي أبي الفرج الطرسوسي، و لبس أبو الفرج من يد أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، و لبس أبو الفضل من يد أبي بكر محمد بن خلف بن جحدر الشبلي، و الشبلي صحب أبا القاسم الجنيد و تأدب، و الجنيد صحب خاله سريا السقطي و تأدب به، و سري صحب معروفا فيروز الكرخي و أخذ عنه و تأدب به، و معروف صحب عليا بن موسى، و على بن موسى صحب أباه و تأدب به و أخذ عنه، و موسى صحب أباه جعفر بن محمد و تأدب به و أخذ عنه، و جعفر صحب أباه محمد بن علي بن الحسين و تأدب به و أخذ عنه، و محمد صحب أباه عليا بن الحسين و تأدب به، و على صحب أباه الحسين بن علي و تأدب به و أخذ عنه، و الحسين صحب جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحب أباه عليا بن أبي طالب، و علي بن أبي طالب صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و تأدب به و أخذ عنه، و محمد صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ عن جبريل 7 أخذ عن اللّه تعالى، فقلت للشيخ يونس ما أخذته عنه؟ فقال: سألت أو سئل الشيخ عبد القادر ما أخذ عنه؟ قال: أخذ عنه العلم و الأدب.
و كذلك ألبستك أيضا الخرقة التي لبستها من يد أبي عبد اللّه محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي الفاسي و من يد تقي الدين بن عبد الرحمن بن على ابن ميمون و قالا لي: إنهما لبساها من يد أبي الفتح محمود بن أحمد بن محمود المحمودي، و لبسها المحمودي من يد أبي الحسين علي بن محمد البصري، و لبس البصري من يد أبي الفتح بن شيخ الشيوخ، و لبس أبو الفتح من يد أبي إسحق بن شهربان المرشد، و لبس المرشد من يد حسن أبو حسين الأكار، و لبس الأكار من يد أبي عبد اللّه بن خفيف، و ابن خفيف صحب جعفر الخذا، و الخذا صحب شيخه أبا عمران و الأصطخري، و صحب أبو عمران شيخه أبا عمرو، و صحب أبو عمرو شيخه أبا تراب النخشبي، و صحب أبو تراب شيخه شقيقا البلخي، و صحب شقيق إبراهيم بن أدهم، و صحب إبراهيم موسى بن يزيد الراعي، و صحب الراعي أويسا القرني، و صحب أويس القرني عمر بن الخطاب و عليا بن أبي طالب، و صحب عمر و علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كذلك ألبستك أيضا الخرقة التي لبستها من يد أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن جامع، و لبسها ابن جامع من يد الخضر و صحبه و تأدب به، و أخذ عنه، و كذلك صحبت أنا أيضا الخضر و تأدبت به، و أخذت عنه التسليم لمقالات الشيوخ نصا من فيه إلى فيّ، و غير ذلك من العلوم، فليلبس الولي- وفقه اللّه- من شاء و أحب من صغير و كبير، و ذكر و أنثى، هذه الخرقة التي ألبسته على الشرط المذكور، من رجال و نساء، و صغير و كبير من المؤمنين، بالسند المذكور، و ليس من شرط لباس هذه الخرقة الصحبة أن لا يلبسها إلا من واحد، هذا لم يشترط عن أحد، بل ثبت عن بعضهم أنه قال: من أراد أن يرى ثلاثمائة رجل في رجل واحد فليرني، فإني صحبت ثلاثمائة شيخ، و أخذت عن كل شيخ خلقا، و انظر إلى رسالة القشيري عند ذكره من ذكر منهم، فما يذكر رجلا إلا و يقول صحبت فلانا و فلانا، و ليس الخرقة إلا الصحبة و الأدب، و ذلك غير محمود، و إنما قنعت طائفة جهلا منهم، لا علم لهم، فتخيلوا أن الإنسان لا يجوز له اللبس إلا من شخص واحد، و لم يقل بذلك أحد من الناس، و اللّه الموفق، لا رب غيره.
تمت الرسالة بحمد اللّه و عونه و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]