موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الغايات فيما ورد من الغيب في تفسير بعض الآيات

تنسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ:]

 

 


*** قال تعالى: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس:40] تحسن البهائم بواطنهم بخلاف بني آدم، فشموسهم هي أرواحهم، في البرد يكون وهيج الأنفاس للباطن، ويتقي البرد ظاهرًا، فيكون الباطن سخنًا حارًّا، لتحفيظ الطبائع التي هي تقسيمة في كل إنسان، فيعطي كل أحد ما يحتاج من وهيج أنفاسه، ثم إنها تقسم الروح على ابن آدم فيكون برداً، فيمتزج وهيج الأنفاس مع تقسم الأرواح، فتصلح به هذه البنية لكون ظاهرها بارداً، وباطنها حرّا، ومع الامتزاج يكون الدم كله مكفوفا بها غير جاري، فيكون الآدمي غير ممتزج، كذلك يكون في الشتاء قليل الأمراض؛ لأن الدم غير جار، فإذا قوي البرد يجمد الدم؛ وذلك غير الدم الجوهري، فإذا جاء أوان الإزهار فحينئذ يجري الماء في انتظام، فعند ذلك يجري في ابن آدم، وكما تدور الشمس تحرر في عالمها، كذلك الروح تحرق في عالم الآدمي فيذوب الدم الروي، فيأتي وقت الدم دافئ أيام الجوهر من الأنفاس؛ لأن وهجها ظاهر فالروح نسيمها للباطن، فيه تقضى حكمة حكيم، وقدرة قادر هكذا شمس الدنيا، لا تزال ببرج الفلك التي هي فيه إلى أن يصير وهجها في ظاهر الدنيا، وبردها في باطن الأرض، فتشق بها أصول النبات، وتنبع من باطن الشمس في أصول الشجر ندى، فيحسن به طعم الفاكهة، وريحها ثم تطلع مجراها، ويطيب الثمر جميعه وتنضجه.

أما تنظر الشمس تَحرق ولا تُحرق، وتلحق ولا تُلحق، فهي تلحق أعلاها من الدنيا لأنها كسوتها، فالقرص نور ونار وهواء وماء؛ لأنه أصله الماء، وماؤه الملك لأجل هذا تعبد، فلما كانت ماء، كان ضياؤها مثل ضياء الجوهر، ثم انضاف إليها النار؛ أي: نار العظمة، حتى امتزج النار بالنور، والماء ذاتها ما كان أحد يقدر يطيقها من حرها، فلما مازجها الهواء اعتدلت، ففي أيام الحر يكون هواء ونار ونور، وفي أيام البرد ماء ونور، ولو استجمع الماء والهواء لكان زمهريرًا، ولو كان النار والشمس لأحرر الوجود جميعه، فإذا كان يوم القيامة تكون نار ونور، فالشعاع نور حرق الأمر والنهي، فالأمر حرق للنفوس والنهي للعقول فالأمر للعبودية، والنفس لم تزل عبداً، ولو صفت ورقت لابد لها من ثوب البشرية، وهو لضرها لا لنفعها، وهو فيها أخفى من الخفاء، فالحق هو السرّ، وأخفى هو الفهم، فالسر يذوبها والفهم يحل رموزها، فعند تأييد السرّ لها، وفك الفهم رمزها، تعرف سيدها حقَّ معرفته، فيكون الأمر عليها سعادة، فتزداد أنفاسها معرفة ويزداد سرّها ترقّيًا.

والثوب الذوقي فيها من البشرية ما به تقرّ فيه بالعبودية وبه تأمن من المكر، ونهي العقول هو إذا لم يدعوه في مقام لا يسلكوه، وإذا قويت أسرارهم أنارت بصائرهم، وانشقت أسماءهم سمعوا.

فما زال الأمر ينادي به النهي، كذلك النهي، فلا يسمعوه إلا إذا زالت [الغمامات] عن قلوبهم، والعقالات عن ألسنتهم، [والغمامات] التي على القلوب وهي من الغفلة، فإذا استولت عليها الغفلة تتبع الكبر من سويداء القلب؛ فلهذا لا يسمع النداء، وكسوة اللسان بالصدر، وهو كلام الإنسان حقا، وإن تكلم بالباطل فكلامه كالميتة، إن لم يضر لا ينفع؛ فلهذا هو التنعم؛ أي: نعمك في الدنيا بطاعة جوارحك، وفي الآخرة النظر، وعنه التنقل بالرحمة، لكن النظر يختلف، وهو واحد فنظر كل أحد من حيث هو.

وأضرب لك مثلاً في الشمس، ثم يكون في شعاعها، وثم يكون في قرصها، نورها على الجدار كنظر أهل الجنة والذين هم كالقاع أهل محبته أي معرفته، وأما الذين هم في القرص الندماء، فيتنعم كل أحد من حيث هو، فافهم الإشارة في العبارة فعبارتك نفسك، وإشارتك روحك.


vdo5J5JSl9w

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!