موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الغايات فيما ورد من الغيب في تفسير بعض الآيات

تنسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[خلق الذرّة:]

 

 


وأمّا الذرّة لما خلقها الله تعالى كانت مثل حجر الياقوت فبقيت وهو نار، فلما نظر الحق تعالى إليها، اضطربت بالشرر الذي كان وهو الخوف، فلما تنفس عليها بنفس العظمة اتّقدت فخرج منها الدخان فهي هذه النار، فمن شررها تولد الخوف للخلق، وأما التي بقيت القدرة، فإبليس من شرارها تصور، وخرج منها وزن حبة، فمنه ظهر الحر عند تمازج الجنة بالشمس وجزء منها في التوحيد، وجزء منها في الخلق، فالحر الذي في التوحيد هو الذي يحرر ما في الإنسان من الشك والشرك فيكمل به توحيده، والجزء الذي في الخلق هو العقل والدخان صورته وبقي النفس، فمنه جزء التوحيد وجزء المحبة وجزء العقل، ولكن النار هي مكمونة في كل إنسان، فلا تظهر إلا في وقت سعادته حين توبته، فحينئذ تشتعل النار، وإن النار المخلوقة محرقة، تطفأ بهذه النار التي هي من [أنفاس العظمة] فلا تطفأ؛ لأنه سلطان، ما تطفأ إلا على مرتبة أسفرت عن محياها وهي الشمس، فإذا كانت في وجه الغر فمنه يكون الحر، وإذا كانت في وسطه فمنه يكون البرد والحر.

والذرّة من ذلك الجزء، وهي المحبة فإذا بها لما كان ماء مكنونًا، وتربت في الدهور حتى وصلت للبحر المسجور، فكلمت فأعجبت بنفسها، وما خلق أقوى منها، فنزل عليها جزء من الشمس وذوبها، فلما ذابت ظنت أنها أنا، قال ت لها النفس: إنما أنا من أنفاس النار الذي ظننت أنه أنا، فضجت ضجيجًا عظيمًا لهيب من نفسها، قيل للنفس الذي فتح رتقها [محبوسة] والنار الذي خرج منها إبليس هو الدخان، وبينها عرف وفرعها عرف أصلها، فإبليس لو كان من النار التي بقيته ما مكر به، وإنما كانت ناره عر فمكر به لكن الذكر يطفيه والغفلة تحييه، فيتلون تلون النار ساعة دخانًا وساعة رماداً وساعة نارًا.

فأما الدخان للعباد؛ لأجل ذلك يحال بينهم وبين بصائرهم، والنار مع الغفلة والغفلة مع الجهل، والرماد في حق العارفين؛ لأنهم نارهم أحرقت ناره، فالخلق على وراثة أبيهم، فعند غفلة [أبنائه] كان رماداً، وإبليس كان عرضًا، و آدم عليه السلام جوهرًا، هكذا النار ما تحرر من الخشب والحطب والعشب إلا من نسي الذكر، لكن حرر النار لطيف؛ لدقّة سرّه، وهو ملصوق به لطيف لدقّة السرّ؛ لأنّه من نفس الملك، رقيقة الإشارة حقيقة فدقت إشارتها من قوة سقط المرأة، وحقيقة العبارة؛ أي: ما يعبر عنها، إلا كشف له عنه؛ أي: عن مرادفات علمها، فما هي بلمس ولا بلبس فلمسها؛ أي: هي حية، فمن لمسها قتلته بس مها، لكن اللمس في حق من ليس له بصيرة، فيخط يده على ما يضره، وإن من رأى شيئاً عيانًا يعرا كيف يتصرف به، لكن الحية هي الحياء؛ لأنها من نفس النار، فمنها يتقدم كل مليح، ومنها تتجلى الصور الملكوتية في لوحك المحفوظ وهو العلم اللدني، الذي ما يوجد بقياس ولا بوسوسة نفس، ولا بوهم عقل فاللبس للتطفل، ولا يحتمل إلا في ذلك الموطن، لكن رقباء وأمناء.

فإن مناهم محط المعرفة، فمتى جلأت لتدخل بثوب ليس لك خلعه عنك، والرقباء هو السر الذي به المفاتيح، مفاتيح الخزانة، فإذا جلأت تتطفل على ما ليس لك فيه مركب بنشاب البحر، والملطوف من هي نار الدنيا، ولولا الشرار الذي خرج مع الدخان، ما استنفع بها أحد أبداً، فالحرق حتمي لكن الحتم كمال، وكمال التوحيد لكن فيه إثبات ومحبوب الإثبات في الأزلية والمحو في البشرية، فالإثبات فرد نفس فمن ثبت مع النفس، فقد واصل بواسطة هي التوحيد، فهو مستشرف وبالوحدة فهو خاصيته التوحيد، لكن يعطي به التصريف فيه، وما فوقه يعطي له فيه النظر بلا تعريف ولا يكشف، فهو في حق الأرواح كمال، وهي حق المخلوقات جمال، وهم الشمس والنار والماء والقمر والنجوم.

والشمس حرف لكنها قرصها هو روحها، وشعاعها أنفاسها، فقرصها قدرة وعظمة ورحمة، لكن طلوعها بالقدرة، وغيوبها بالعظمة، وشعاعها رحمة، ثم إنها تطلع بالقدرة في أيام الحر بالقدرة، وأيام الشتاء بالعظمة من أجل وهيج القرص من تحت الأرض، لكن تنقسم أجزاء: فوجهًا في جميع النباتات التي لها أصل، وكل على قدرة من الأصول، والنباتات على قدرتها في الأصول لتكوّن الثمر؛ لأن ينكح الأصل نكحًا، ذلك الوهج يشبه ما يشرب أنشاف الماء، كذلك البهائم وهيجًا تستقر بواطنهم فيه ويطردون جزءًا.


vdo5J5JSl9w

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!