موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة روح القدس في مناصحة النفس

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[الشيخ أبو عبدالله محمد بن جمهور]

 

 


ومنهم (رضي اللّه عنهم) أبو عبد اللّه محمد بن جمهور (رضي اللّه عنه) كان من أقران أبي علي الشكاز وأبي عبد اللّه الخياط الذي ذكرناه في السن والحال وكان مجتهدا في العبادة وكان يقرأ القرآن والعربية لم يقر شعرا قط أخبرني أبو الحسن العثماني قال كنت وأنا صغير أقرأ القرآن عليه فسمع دف يضرب فجعل أصابعه في أذنيه فسكت فقعد ساعة ثم قال لي هدأ هد الدف أم لا فقلت لا فلما استمر ذلك قام وأصابعه قد سد بها أذنيه وانصرف إلى داره وأرسل إلي فجئت إليه ودخلت عليه وأتممت عليه جزئي. كان (رحمه اللّه تعالى) إذا سمع من يقرأ عشرا في المسجد ليسأل به أو يسمع سائلا في المسجد يسد أذنيه كان من الراكعين الساجدين حتى قبضه اللّه وكان قوي القلب ضعيف البدن مصفر اللون شديدا على نفسه فيقال له أرفق عليها فيقول للرفق أجهد وكان يقوم إلى حزبه من الليل فيقوم حتى يسقط من قامته ويضع خده لينام فيقول يا خد إنك أن توسد لينا وسدت بعد الموت صم الجندل، ثم يثب كأن أفعى قد لدغته إلى مصلاه فلا يزال هكذا حتى يصبح فلقد مات وأن في خدمة أبي يعقوب الكوفي فأخذه الذي أنزله في القبر وجعل الجندل تحت خده فعلمت أن اللّه صدقه في قوله يا خد إنك أن توسد لينا وكان (رحمه اللّه) كثير النفور من الخلق يحب الخلوة والعزلة ورعا زاهدا عارفا باللّه واقفا مع اللّه شديد المعاملة طلبا للمواصلة يحب أهل اللّه أهل القرآن توفاه اللّه صغير السن في عنفوان شبابه ونار اجتهاده يقول لنفسه لا زال دأبي ودأبك هذا حتى أموت، ما فاقه أحد في العبادة.

ومنهم أبو علي الشكاز (رضي اللّه عنه) كان عندنا بإشبيلية وبها مات وهو الذي خدم صالحا العدوي شيخنا حتى مات كان كثير الدمعة لا تزال عينه تهطل أبدا كان لي عم أخو والدي وكان من أهل اللّه وخاصته وكان أبو علي يلازمه فكنت أبيت معه فألقي الحصير الجديد له يصلّي عليها فتجري دموعه قد تعفن كله وانتثر عاشرته من وقت دخولي في هذه الطريقة حتى مات كان مولعا بالنكاح جدا ل يستغني عنه فأراد شيخنا السبريلي يأخذه لإبنة أخيه فمشت إليه أم الزهراء فقالت يا أبا علي إن أبا الحجاج يحب أن يعطيك بنت أخيه وكان هذا يوم الأحد، فقال أنا كنت من أحب الناس في مصاهرته ولكن قد تزوجت وبعد خمسة أيام من يومنا هذ أدخل بزوجتي عروس فقالت له بنت من تزوجت قال لها ستري ذلك الوقت، وانصرف إلى منزله ولازم فراشه حتى أنقضت خمسة أيام فمات (رحمه اللّه تعالى). كان يمد يده إلى م وجد من نبات الأرض من أعظمه مرارة فيطعمك إياه كأنه حلوا رأيت له بركات كثيرة انتفعت بصحبته كان قد عمل على الأربعين السهلية وكان شجاعا يعيش من عمل يده رآه أخوه بعد موته فقال ما فعل اللّه بك فقال يعطيني كل يوم عمل ثمانية أيام كان دائم الصيام والمواصلة كثير القيام منقبضا عن الناس غير مجالس لهم يحن إلى جنسه كان مليح الدعابة يمزح ولا يقول إلّا حقا وكان يعجبه المزح بالحق ويكره الكذب وأهله ول يحتمله خرج يوما إلى دور بني صالح بجلود له لينقعها في النهر ويبسطها في الشمس فمرت به امرأة من أهل إشبيلية وفيهم وفي نسائهم حلاوة وظرافة فقالت لصاحبتها تعالي ي أختي نمازح هذ الرجل فإنه شكاز - والشكاز عندنا المشتغل بهذه الجلود الرقاق على نوع ما ويبيضها ويلينها كثيرا بعد شدتها فاتخذ أهل البلدة هذه اللفظة لفظة الشكاز لقبا للرجل - لا يقوم بالنساء أي لين العضو مثل الجلد الذي يعمله فوقعت عليه وهو يذكر اللّه تعالى وكان هو كثير الذكر لا يفتر فقالت السلام عليك يا أخي فقال عليك السلام ورجع إلى ذكره فقالت له ما صنعتك وما حرفتك فقال لها خل عنك هذا وعلم ما تريد فقالت له لا بد من هذا فتبسم وقال لها أنا رجل أبل اليابس وألين الشديد وانتف الشعر فولت وهي تضحك وقالت أردنا أن نرميه فرمان، وكان جليل الشأن سليم الصدر ما أضمر شيخنا لأحد قط لا يعلم ما الناس فيه وما يتخيل أن في الوجود من يعصي اللّه.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!