موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة روح القدس في مناصحة النفس

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[الشيخ أبو يعقوب بن يوسف الكومي]

 

 


ومنهم (رضي اللّه عنهم) شيخنا وإمامنا أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي العبسي (رضي اللّه عنه) صحب أبا مدين (رضي اللّه عنه) ولقي رجالا بهذه البلاد سكن ديار مصر مدة وتأهل بمدينة إسكندرية رغب في مصاهرة أبي طاهر السلفي عرضت عليه ولاية فاس فأبى. له في الطريق قدم راسخة، كان أبو مدين (رضي اللّه عنه) لسان هذه الطريقة ومحييه ببلاد المغرب يقول في هذا أبو يعقوب هو مثل موسى القوي للسفينة كان كثير الأوراد يخفي صدقته يكرم الفقير ويذل الغني ويسارع في قضاء حاجة الفقير بنفسه دخلت تحت أمره فربى وأدب فنعم المؤدب ونعم المربي رواه صاحبنا بدر الحبشي وبات عنده. سمعته يقول إذا شاء الشيخ أخذ بيد المريد من أسفل سافلين وألقاه في عليين في لحظة واحدة كان كبير الهمة الغالب عليه طريق الملامتية.

قط ما تلقاه إلّا مقطب الوجه وإذا أبصر فقيرا تبرق أسارير وجهه رأيته يدني الفقير من نفسه حتى يجلسه على فخذه يخدم أصحابه بنفسه رأيته في النوم وقد انشق صدره وفيه مصباح يضئ كأنه الشمس يقول يا محمد هات فأتيته بحقين أبيضين كبيرين فتقي فيهما لبنا حتى ملأهما ثم قال أشرب فشربت.

جل ما أنا فيه من بركته وبركة أبي محمد المروزي وسآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى أول مسألة ألقاها علي في أول ساعة رأيته فيها وقد أقبل علي بكليته أن قال ما الذنب الذي يأتيه المار بين يدي المصلّي حتى يود أن يقف أربعين خريف فأجبته على ذلك على حد ما وقع لي فسر بذلك، فكنت إذا قعدت بين يديه وبين يدي غيره من شيوخنا أرعد مثل الورقة في يوم الريح الشديد ويتغير نطقي وتتخدر جوارحي حتى يعرف ذلك في حالي فيؤنسني ويطمع أن يباسطني فلا يزيدني ذلك إلّا مهابة وإجلالا كان (رضي اللّه عنه) يحبني ولا يظهر ذلك لي ويقرب غيري ويطردني ويصوب كلام غيري ويوبخني في المحافل والمجالس ويشتمني حتى كان أصحابي الذين معي ينسبوني إلى قلة الهمة وهم معي تحت نظره وخدمته فما برع من تلك الجماعة غيري وللّه الحمد. وكان الشيخ (رضي اللّه عنه) يقول ذلك. ومم شاهدته منه (رضي اللّه عنه) ولم أكن قط رأيت رسالة القشيري ولا غيرها ولا كنت أدري لفظة التصوف على ماذا تنطلق فركب يوما فرسه وأمرني وآخر من أصحابه أن نخرج إلى المنتيار - وهو جبل عال على فرسخ من إشبيلية - فخرجت أنا وصاحبي عند فتح باب المدينة وفي يد صاحبي رسالة القشيري وأنا لا أعرف ما القشيري ولا رسالته، فصعدنا الجبل فوجدناه سبقن وغلامه ممسك فرسه فدخلنا مسجدا في أعلى ذلك الجبل فصلينا واستدبر القبلة وأعطاني الرسالة، وقال لي إقر فلم أقدر أن أضم كلمة إلى أخرى والكتاب يسقط من يدي من الهيبة، فقال لصاحبي إقر فأخذه صاحبي وقرأه وتكلم عليه الشيخ فلم نزل كذلك حتى صلّينا العصر فقال الشيخ ننزل إلى المدينة فركب فرسه وألزمت يدي ركابه فجعل يحدثني بفضائل الشيخ أبي مدين وكراماته (رضي اللّه عنه) وأنا قد فنيت في كلامه فلا أحس بنفسي وأرفع إليه وجهي في أكثر الأوقات فأراه ينظر إلي ويبتسم ويهمز فرسه فيسرع وأسرع معه ثم وقف وقال لي أنظر م تركت خلفك فنظرت فرأيت الطريق الذي مشيت كله شوك يصل إلى معقد الأزار وشوكا آخر منبسطا في الأرض، قال أنظر إلى قدميك فنظرت إلى قدمي فلم أر بهما أثر قال أنظر إلى ثوبك فلم أر أثرا قال هذا من بركة ذكرنا أبا مدين (رضي اللّه عنه) ألزم الطريق يا بني تفلح وهمز فرسه وتركني.

أخذت منه مسائل كثيرة ورأيت عنده ما لم أر من غيره إذا أعطى المجاهدة للمريد يعملها معه وكذلك للاثنين والثلاثة يعمل مع هذا ومع هذا فتراه لا يفتر. قعدت معه بعد العصر فرآني أتعلق للخروج فقال لي ما شأنك فقلت له علي أربع حوائج أريد أن أقضيها ولي أيام أروم قضاءها وأتعمل فيها ولا أجد الأشخاص الذين الحوائج بأيديهم فتبسم وقال إن تركتني ومشيت ما تنقضي لك منها حاجة فاقعد معي أذكر لك من أحوال أبي مدين (رضي اللّه عنه) وأنا أضمن قضاءها فقعدت فلما حان وقت المغرب قال لي أخرج الساعة إلى منزلك فإنك لا تصلّي المغرب حتى تنقضي الحوائج كلها فخرجت والشمس قد غربت فوصلت إلى منزلي ومؤذن المغرب يؤذن فو اللّه ما أحرمت بالصلاة للمغرب حتى انقضت حوائجي. وكان من صدقي في صحبته أني اتمناه في بيتي لمسألة تخطر فأراه أمامي فاسأله ويجيبني ثم ينصرف فأخبره بذلك بكرة ويتفق لي معه هذا بالنهار في منزلي إن اشتهيته.

ومناقبه وكراماته وإشاراته أكثر من أن تحصى، فلنضرب عنها في الرسالة صفح.

ومن شعري فيه حين فارقته وأنا متوجه إلى مراكش وهو بـ"سيلي قاطن“.

إذا قيل من في الوجود أشرف * يوسف بن يخلف، ربّ المعالي قلب المعاني * أرق شخص قلبا والطف، أكرم من في الوجود كفا * أعظمهم رأفة وأعطف، أثبتهم في النزال جأشا * أشدهم سطوة وأعنف، أكبرهم همة وحالا * أشدهم للعلا واكشف، أوسعهم في العلوم باعا * أشرحهم باطنا واعرف، أكملهم نسبة ونعتا * أرفعهم نصبة وأشرف، أولهم في العلا ذراعا * أعلاهم غاية وأوقف، الطفهم في القلوب معنى * أوصلهم حكمة وأوصف، قد يكسف البدر في علاه * وبدر مولاي ليس يكسف، والقصيدة طويلة أودعتها كتاب “ إنزال العيوب على مراتب القلوب “ فيما لن في هذه الطريقة من نظم ونثر خاصة أفادني شيخنا هذا مسألة الوصال وأنا سيد ولد آدم وآدم ومن دونه تحت لوائي والتدبير نصف العيش وإذا أحب اللّه عبد ابتلاه وقلب القرآن يس ولم يسبقه أحد إلى هذه المسألة في بلادنا وغير ذلك مما ل أتذكره الآن (فرضي اللّه عنه وأرضاه). ومنهم (رضي اللّه عنهم) صالح العدوي (رضي اللّه عنه) كان باللّه عارفا ومع اللّه في كل حالة واقعا تاليا لكتاب اللّه العزيز آناء الليل وأطراف النهار ولم يتخذ مسكنا قط ولا تداوي قط كان يعمل على مقام السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب كان لا يكلم أحدا يجالسه يأتي عليه أوقات يدخل في صلاة الضحى فل يزال واقفا في الركعة الأولى حتى يقال له قد زالت الشمس كان إذا قام للصلاة في اليوم الشديد البرد يلقي عنه ثيابه حتى يبقى في قميص واحد وسروال وهو يتصبب عرقا كأنما هو في ديماس له في صلاته زئير وهمهمة ل يفقه ما يقول لا يدخر شيئا لغد البتة ولا يقبل ما لا يحتاج إليه لا لنفسه ول لغيره كان يأوي ليلة إلى مسجد أبي عامر المقدي صاحبته سنين لا أكاد أعد كلامه معي من قلته كان في بعض السنين يفقد من البلد إذ قرب عيد الأضحى فأخبرني فقيه شاهد من شهود البلد أنه يحضر الموسم بعرفات أخبره بذلك من شاهده كان له بنا تعلق وإلى جهتن تأمل انتفعنا به، أخبرني بأمور في حقي مما يتفق لي في المستقبل فرأيتها كلها ما غادرت منها كلمة خدمة أبو علي الشكاز لم يزل بإشبيلية على هذه الحالة أربعين سنة حتى مات فغسلناه ليل وحملناه على رقابنا إلى مقبرته وتركناه وانفصلنا عنه حتى صلّى عليه ودفنه الناس لم أر بعده على حاله مثله كانت حالته تشبه حالة أويس، وله أخبار كثيرة يطول ذكره.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!