موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة روح القدس في مناصحة النفس

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[الشيخ أبو جعفر العريني:]

 

 


فمنهم وهو أول من لقيته في طريق اللّه أبو جعفر العريني (رضي اللّه عنه) وصل إلينا إلى أشبيلية في أول دخولي إلى معرفة هذه الطريقة الشريفة فكنت أول من سارع إليه فدخلت عليه فوجدت شخصا مشتهرا بالذكر فتسميت له وعرف حاجتي منه، فقال لي عزمت على طريق اللّه تعالى ، فقلت له أما العبد فعازم والمثبت اللّه فقال لي سد الباب واقطع الأسباب وجالس الرهاب يكلمك اللّه من دون حجاب فعملت عليها حتى فتح لي وكان بدويا أميا لا يكتب ولا يحسب وكان إذا تكلم في علم التوحيد فحسبك أن تسمع. كان يقيد الخواطر بهمته ويصدع الجود بكلمته لا تجده أبدا إلّا ذاكرا على طهارة مستقبل القبلة أكثر دهره صائما أسرته الفرنج، وكان قد أعلم بذلك وقال لأهل القفل غدا يؤخذ الكل أسرى فصبحهم العدو فأخذهم عن آخرهم فأكرم مثواه ونظفت له دار حسنة وخدم بها ثم تقاطع مع العلج الذي كان عنده على خمسمائة دينار فجاء عندنا فقيل له نجمع لك من شخصين أو ثلاثة، فقال لا إنما أريدها من أشخاص كثيرة لو قدرت أن آخذها من كل إنسان ذرة فعلت فإن اللّه تعالى أخبرني أن كل نسمة وزنت فيها شيئا عتقت من النار فاستغنم الخير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن أخباره أنه قيل له وهو بإشبيلية عندنا إن أهل قصر كتامة يحتاجون إلى المطر فسر إليهم فاستسق لهم لعل اللّه أن يسقيهم فخرج لذلك وخرج معه خادمه محمد وبيننا وبينهم البحر ومسيرة ثمانية أيام فقال له بعض أصحابه أدع اللّه لهم من هنا قال أمرت بالخروج إليهم، فخرج من عندنا فلما وصل قصر كتامة وأشرف عليه منع من دخوله فاستسقى لهم وهم لا يشعرون فسقاهم اللّه في الحين فرجع من ذلك الموضع ولم يدخل البلد حتى وصل إلين فقال لنا محمد خادمه الذي مشى معه لما سقاهم اللّه ونزلت الأمطار كان الغيث ينزل عن يميننا ويسارنا وأمامنا وخلفنا ونحن نمشي لا يصيبنا منه شيء فقلت للشيخ عز علي حيث لم تصبك رحمة اللّه عزّ وجلّ فصاح وقال فزت بها يا محمد يا حسرة لو تذكرتها هناك. ودخل عليه رجل ومعه ابنه وأنا إلى جانبه جالس فسلم عليه وقال لابنه سلم عليه وكان الشيخ قد ذهب بصره فقال له الرجل يا سيدي إن ابني هذا من حملة القرآن يحفظه فتغير الشيخ وصار وطرأ عليه حال وقال القديم يحمل المحدث القرآن يحمل ابنك ويحملنا ويحفظ ابنك ويحفظنا فهذا كان من حضوره (رضي اللّه عنه) وكان قويا في دين اللّه لا تأخذه في اللّه لومة لأئم كنت إذا دخلت عليه يقول مرحب بالابن البار كل ولدي نافق علي وجحد نعمتي إلّا أنت فإنك مقربها معترف لا أنساه اللّه لك سألته ما اتفق له مع اللّه تعالى في أول بدايته فقال كان قوت أهلي في السنة ثمانية أعدال تينا والعدل مائة رطل فلما جلست مع اللّه في الخلوة صاحت علي المرأة وسبتني وقالت لي قم وأخدم وسق ما يقوم بأولادك لعامهم فشوشت علي خاطري فقلت يا رب هذه تحول بيني وبينك ول تزال تتعبني فإن كنت تريد لي مجالستك فأرحني من همها وأن كنت لا تريدني فعرفني قال فناداني الحق في سري يا أحمد أجلس معنا ولا تبرح فما يذهب النهار حتى نأتيك بعشرين عدلا تينا قوت عامين فلم تكن إلّا ساعة وإذا بصارخ وعلى عنقه عدل من تين هدية فقال لي الحق هذ واحد من عشرين فما غربت الشمس حتى أكمل عندي عشرين عدلا فسرت المرأة والأطفال وشكرتني المرأة ورضيت عني. وكان (رضي اللّه عنه) كثير التفكر مبسوطا مع الحق في عموم أحواله.

دخلت عليه آخر زورة رأيته فيها (رحمه اللّه تعالى) ومعي جماعة فوجدناه قاعدا فسلمنا عليه وقد أراد بعض الجماعة أن يسأله فإذا به (رضي اللّه عنه) قد رفع رأسه وقال خذوا مسألة وقد رأيتك بها يا أبا بكر وأشار إلي لم أزل أتعجب من قول أبي العباس بن العريف حتى يفني من لم يكن ويبقي من لم يزل ونحن نعلم أن من لم يكن فاني ومن لم يزل باقيا فإيش قال أجيبوا ؟

فلم يكن في الجماعة من أجابه فعرض علي الجواب فحضرتني نفسي بعثوري على وجه المسألة دونهم فلم أتكلم فإني كنت شديد القهر لنفسي في الكلام وعرف مني الشيخ ذلك فلم يعد علي. وكان (رضي اللّه عنه) لا يتجرد لنوم في ثوب ولا يهتز في سماع فإذ سمع القرآن تقصف وتصدعت أركانه وصليت معه الصبح في دار وليي وصفيي أبي عبد اللّه الخياط المعروف بالعصاد وأخيه أبي العباس أحمد الحريري فقرأ الإمام عم يتساءلون فلما وصل إلى قوله تعالى: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً غبت عن قراءة الإمام وما سمعت شيئا ورأيت شيخنا أب جعفر المذكور وهو يقول المهاد العالم والأوتاد المؤمنون المهاد المؤمنون والأوتاد العارفون والمهاد العارفون والأوتاد النبيون، والمهاد النبيون، والأوتاد المرسلون فرددت إلي والإمام يقر، وقال صوابا ذلك اليوم الحق فلما فرغنا من الصلاة سألته فوجدته قد خطر له في تلك الآية ما شهدته واضجعه إنسان ليذبحه والسكين في يده والشيخ يمد له عنقه وهم به أصحابه ليأخذوه، فقال أتركوه يفعل ما يؤمر به فكان يأخذ السكين ليمر به على حلقومه فيحوله اللّه في يده حتى رمي به وترامى بين يديه تائبا ولولا التطويل لأظهرنا من أمره وأمر غيره ممن لم نذكره عجائب من إشاراته وما وقع بيننا وبينه من المسائل الإلهية في المواقف وغيرها ولنا فيه أبيات لا نذكرها الآن.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!