موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

مواقع النجوم
ومطالع أهلة الأسرار والعلوم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصول الوصية السنية

 

 


فصل: الصحبة نتيجة البسط ولا يقوى عليها إلاّ الأقوياء من الرجال الذين لا تغرهم الأحوال وحدها أن لا يقبل من صاحبه إلاّ ما يقبل منه ربه تعالى فإن لم يفعل فقد خانه في الصحبة فإن شرطها النصيحة وأدبها كف جفاك عن خليلك وتحمل جفائه ولها مراتب بحسب الأحوال فإن كان فوقك ناصحيه بالحرمة وإن كان كفؤك فاصحبه بالوفاء وإن كان دونك فاصحبه بالرحمة وإن كان عالما فاصحبه بالخدمة والتعظيم وإن كان جاهلا فاصحبه بالسياسة وإن كان غنيا فاصحبه بالزهد وإن كان فقيرا فاصحبه بالجود وإن صاحبت صوفيا فاصحبه بالتسليم واعلم أن صحبة الجليل سبحانه وتعالى أولى من صحبة الخليل فإن الجليل يحفظك والخليل تحفظه الجليل يعطيك والخليل تعطيه الجليل يحملك والخليل تحمله الجليل يتولاك والخليل تتولاه الجليل يكون لك حيث تريد والخليل تكون له حيث يريد وعلامة من آثر صحبة مولاه أن لا يأنس بسواه وأن يقف عند ما أمره ونهاه وأن يعامل الخلق برحماه وأن يوالي من والاه ويعادي من عاداه ولو كان أبنه وأباه لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ الله ورَسُولَهُ ولَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ اَلْإِيمانَ وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ :

من صاحب الحق لا يبالي من ذلة المنع والسؤال

من طعم الهجر في هواه أذاقه لذة الوصال

فصل: من الحكمة توقير الكبير ورحمة الصغير ومخاطبة الناس باللين وإذ لقيت أحدا فالقه بالبشاشة وإن لم تقدر عليها فالقه بما تدوم عليه من الخير لا تتغير أحوالك في التقصير بطول المجالسة فيتغير عليك فربما يؤذيك فاحذر.

فصل: أنصت لحديث الجليس ما لم يكن هجرا فانصحه في الله تعالى إن علمت منه القبول بألطف النصح وإلاّ فاعتذر في الانفصال وإن كان ما جاء به حسنا فحسن الاستماع ولا تقطع عليه حديثه واشخص بالنظر إليه ما دام محدثا لك وإن كان ما يأتي به ليس بعظيم الفائدة فإن لكل أحد عند نفسه قدرا خرج عقلك بأدب كل زمان.

فصل: عليك بالتواضع واعلم أنه سر من أسرار الله تعالى المخزونة عنده الذي لا يهبه على الكمال إلاّ لنبي أو صديق فليس كل تواضع تواضعا وهو من أعلى مقامات الطريق وآخر مقام ينتهي إليه رجال الله وحقيقته العلم بعبودية النفس ولا يصح مع العبودية رئاسة أصلا لهذا قال شيخ المشايخ (رضي الله عنهم) آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرئاسة ولا تكون إلاّ مع الجهل وقال عيسى (ع) لأصحابه أين تنبت الحبة قالوا في الأرض فقال (ع) كذلك الحكمة لا تنبت إلاّ في قلب مثل الأرض يشير إلى التواضع إلى هذه الإشارة أشار سيد البشر (ص) بقوله ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه والينابيع لا تكون إلاّ في الأرض وهو موضع نبع الماء ولا تظن أن هذا التواضع الظاهر على أكثر الناس وعلى بعض الصالحين تواضع فليس بتواضع وإنما هو تملق لسبب غاب عنك وكل يتملق على قدر مطلوبه والمطلوب منه والتواضع شريف لا يتصور من كل أحد فأنه موقوف على صاحب التمكين في العلم والتحقق في التخلق.

فصل: وعليك بالزهد فإنها صفة شريفة إذا قامت بشخص على الكمال حالت بينه وبين رؤية الأكوان وشرطه أن لا يحن إلى ما زهد فيه وأدبه أن لا يذم المزهود فيه لكونه من جملة أفعال الله تعالى وليشغل نفسه عن زهده من أخله فإنه إذا اشتغل بذلك تولاه الله الحق بالحضور معه في بساط الأنس به في كل ما يطرأ من تفاصيل الكون وقد يختبر يوما ليعرف بمنة الله تعالى عليه في توليه إياه أخذه مما يتنافس فيه القلب المجوب ويأنس فإذا لم يلتفت لذلك الأمر العارض عرف حينئذ منة الله تعالى عليه وعنايته به فيزيد شكرا ورغبة عما زهد فيه.

فصل لا تلق: أحد إلاّ بما ينشطه إليك ووازنه في عقله تأمنه قال بعض الحكماء عاشروا الناس معاشرة إن متم بكوا عليكم وإن غبتم حنوا إليكم.

فصل: ليس في المذاهب أشرف من مذهبك لتعلقك بالله تعالى فلا تنتم لمذهب أحد سواه فإنه أشرف المذاهب وأستمر على حالتك وألزم الاعتدال فإنه طريق الرجال.

فصل: الوقت هدية الله إليك فخذ فائدته وهو راجع إليه راحل عنك فزينه بالتقوى والعمل الصالح وإلاّ كان حسرة عليك إذا فاز غيرك به فاسمع لا يحجبنك مدح المادح لك عن معرفتك لنفسك السياسة رأس الحكمة فالزمها.

فصل: لا تصاحب أحدا إلاّ من ترى معه الزيادة في دينك فإن نقص منه فاهرب منه كهروبك من الأسد بل أشد فإن الأسد يهدم دنياك فيعطيك الدرجات والقرين السوء يحرمك الدنيا والآخرة والورع في النطق من الحكمة وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم.

فصل: لا تجلس في طريق المسلمين فإن اضطررت وغلتيك النفس فغض البصر وأرشد الضال وأعن الضعيف وكف الأذى ورد السلام ولا تقعد وأنت تقابل بيت أخيك وتورع في مشيك على الطريق وقعودك وذلك أن لا تمسك من الطريق إلاّ قدر ذاتك ووسع على الناس طريقهم فإنه ليس لك إلاّ موضع قدميك إن كنت واقفا ولقد حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم أن بعض المتورعين أتى بقلتين فأوقفه بعض الناس في كلام طويل فأقعد القلتين على وجه رجليه.

فصل: احترام الشيوخ واجب واحترامهم أن لا يلبس ثيابهم ولا يقعد في مكانهم ولا ينكح المريد امرأة شيخه إن طلقها أو مات عنها ولا يرد في وجوههم كلاما ويبادر لامتثال ما يقولونه ومن احترامهم تعظيم من عظموه فعظم من عظمه شيخك وتلمذ له أن قدمه عليك وإن كنت أعلم منه فإن الشيخ أعلم بالمصلحة لك منك ولا يحجبنك ما ترى من نقصه عن تقديم الشيخ له عليك وتقريبه.

فصل: إذا رأيت المساجد فلا تأتها إلاّ بنية احترامها ورفعها وقدم اليمين في الدخول وأخر اليسار وقدم اليسار في الخروج واركع عند دخولك ركعتين وإن استطعت أن تكون أول داخل وآخر خارج فافعل وإذا سلمت فسلم على كل عبد صالح في السماء والأرض من ذلك المقام يرد عليك ولا تقل هجرا ولا فحشا ولا تدخلها للنوم ولا للراحة إن كان لك عوض منه فإن اتخذته بيتك وليس لك سواء فلا بأس.

فصل: كما يحرم عليك في صلاتك التوجه لغير القبلة إذا عرفتها وإن فعلت بطلت صلاتك كذلك يحرم عليك التوجه بقلبك لغير الله تعالى من دار وأهل ودكان ومال وكما يحرم عليك أن تتلوا غير كلام الله تعالى كذلك يحرم عليك أن تناجي في قلبك غيره أو تشاهد أمثال هذا فالزم الأدب فإنه لا يقبل لك من صلاتك إلاّ ما عقلت.

فصل: العاقل كلامه وراء قلبه فإذا أراد أن يتكلم به أمره على قلبه فينظر فيه فإذا كان له أمضاه وإن كان عليه أمسك والأحمق كلامه على طرف لسانه وعقله في حجره إذا قام سقط روي عن مالك بن أنس (رضي الله عنه) أنه قال عن عد كلامه من عمله قل كلامه التزم أربعة الدعاء للمسلمين بظهر الغيب وسلامة الصدر وخدمة الفقراء وكن مع كل أحد على نفسك.

فصل: الورع رأس الدين وهو من صفات المحققين قال بعض الصوفية ما رأيت علي أسهل من الورع كل ما حاك في نفسي تركته أشار إلى الزهد الإرادة ترك الإرادة رؤية التوكل نقص التسليم. . . السخي من تسخى بنفسه على العلم. . . النفس هدية العبد إلى الله تعالى:

من ظن أن طريق أرباب العلى قول فجهل حائل وتعذر

إن السبيل إلى الإله عناية منه بمن قد شاءه ويقدر

لا يرتضي تحقيقه ذو غيرة إلاّ إذا ضم السنابل يبدر

الحال يطلبه بسر مقامه فمن ادعاه فحاله لك يشهر

يتخيل المسكين أن علومها ما بين أوراق الكتاب تسطر

هيهات بل ما أودعوا في كتبهم إلاّ يسيرا من أمور تعسر

لا يقرأ الأقوام غير نفوسهم في حالهم مع ربهم هل تحضر

فترى الدخيل يقيس فيه برأيه ليقال هذا منهم فيكبر

وتناقضت أقواله إذ لم تكن عن حاله فيما تقدم تخبر

علم الطريقة لا ينال براحة ومقايس فاجهد لعلك تظفر

عزت علوم القوم عن إدراك من لم تعتريه صبابة ويخير

وتنفس مما يجن وأنه وجوي يزيد وعبرة لا تفتر

وبذلة وتوله في غيبه وتلذذ بمشاهد لا تظهر

وتيقظ عند الشهود وغيره أن قام شخص بالشريعة يسخر

وتخشع وتفجع وتسرع بتشرع لله لا يتغير

هذا مقام القوم أو حالاتهم ليسوا كمن قال الشريعة مزجر

ثم أدعى أن الحقيقة خالفت ما الشرع جاء به ولكن يستر

تبا لها من قالة من جاحد ويل له يوم الجحيم يسعر

أو من يشاهد في المساجد مطرق لقيال هذا عابد يتفكر

هذا امرؤ لا يستلذ براحة في نفسه إلاّ سويعة ينظر

لكنه من ذاك أسعد حاله وله النعيم أو الجهول يقطر


uvxYRtKsjkc

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!