موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


295. الموقف الخامس والتسعون بعد المائتين

قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾[النساء: 4/82].

اعلم: أنَّ كل كلام كان المتكلم به متكلماً بنفسه لا بربّه، ولا عن ربّه، عند نفسه. وإلاَّ فالحقيقة تعطي أن كلّ متكلم إنما يتكلّم بربّه. والفارق العمل والجهل، يوجد فيه الاختلاف الحقيقي والتناقض البيّن ولابدّ. فإذا كان المتكلّم بربّه، أو عن ربّه علماً، سواء أكان بواسطة مشهودة كما هو حال الأنبياء والرسل عليهم الصلاة و السلام فيما يوحى به إليهم، أو كان بواسطة غير مشهودة، أو من الوجه الخاص كبعض أحوال الأنبياء، وجميع أحوال الأولياء غالباً، فلا يوجد في كلامهم اختلاف حقيقي، ولا تناقض. وإن كان، فخلافه لفظي فيما يتكلّمون به من العلوم والمعارف والأسرار والإخبار عن الحق تعالى لا مطلق الكلام العادي. فإنَّ العصمة التي للأنبياء، والحفظ الذي للأولياء إنما هو فيما ذكرناه. وأمَّا الكلام العادي، فقد صحّ في صحيح مسلم (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ((إنما أنا بشر مثلكم، وإنَّ الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم، قال الله. فلست أكذب على الله)). وفي رواية أخرى: ((إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر مثلكم)).

وفي صحيح البخاري، عن علي (عليه السلام) إذا حدّثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلأن أخرّ من السماء إلى الأرض أهون عليّ من الكذب على رسول ا لله (صلى الله عليه وسلم) وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فا لحرب خدعة. وهكذا الأولياء رضوان الله عليهم فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنم امتازوا عن الِأولياء بالمنزلة الزلفى، والمرتبة العليا، مرتبة النبوة، وأم العلوم فقد يكون عند الولي من العلوم ماليس عند النبي تشريفاً لعلماء هذه الأمّة المحمدية لسيادة نبيها عليه الصلاة والسلام وشرفه على كلّ مخلوق، وقد ورد: ((علماء أمتي كأنبياء سائر الأمم)) وفي رواية أخرى: ((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)).

والمراد بالعلماء الأولياء، لا مطلق العلماء، ومن هذا الباب قول عبد القادر الجيلي (رضي الله عنه) عنه: ((معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب وأوتينا م لم تؤتوه)).. وقول أبي الغيث ابن جميل: «في هذه الأمرّة من لحقت رتبته رتبة الأنبياء لا في التشريع» ونقل عنه (رضي الله عنه) أنه قال في بعض كتبه: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنك أعطيت مالم تعط الأنبياء غيري. ويكفي في القضية شهادة الحق تعالى بأعلمية الخضر وهو ولي من موسى وهو نبي لاسيما ختم الولاية المحمدّية، ومظهر الصفة العلمية، والولاية الأحمدية، الممد لكلّ ولي نيابة عن محمد (صلى الله عليه وسلم) حتى للأنبياء من حيث ولايتهم، لا من حيث نبوتهم. ومعلوم أن الكامل من الأولياء له ثلاث أثواب: ثوب إيمان وهو أن يظهر التصديق بقول القائل، وثوب كفر وهو أن يستر ما عنده، وثوب نفاق وهو أن يظهر خلاف ما يُكنْ. وكلّ واحدة من هذه الثلاث مرتبطة بحقيقة إلهية، فابحث عنها. وإن أخبر الكامل بشيء من الكوائن واستقرب زمانه وما وقع، فذلك أن الكمّل ينظرون المعلومات في الحضرة المنزّهة عن التحديد في الزمان، المجردة عن الغواشي الغريبة، فعلمهم حضوري فلا يقدح ذلك في إخباراتهم عن الكوائن. قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً، وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾[المعارج: 70 /6 و 7].

وعليه فقول سيدنا (رضي الله عنه) في الباب السادس والأربعين وثلاثمائة: العالم اليوم كله نائم من ساعة مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرى نفسه حيث هو صورة محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى أن يبعث. ونحن بحمد الله في الثلث الآخر من هذه الليلة، التي العالم نائم فيها. ولما كان تجلّي الحق في الثلث الآخر من الليل، وكان تجلّيه يعطي الفوائد والعلوم والمعارف التامّة على أكمل وجوهها، لأنها عن تجلّ أقرب، لأنه تجلّ في السماء الدنيا، فكان علم آخر هذه الأمة أتم من علم وسطها وأوّلها بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أن قال: ((فلما وصلت زمان ثلث هذه الليلة، وهو الزمان الذي نحن فيه، إلى أن يطلع الفجر فجر القيامة و البعث، ويوم النشر و الحشر، تجلّى الحق تعالى في ثلث هذه الليلة، وهو زماننا، فأعطى من العلوم والأسرار والمعارف مالا تعطيه حروف الأخبار.. إلى أن قال: وبقي الفضل في العلم حيث أخذناه من تجلّي هذه الليلة المباركة، التي فاز بها أهل ثلثها، ممّا لا قدم للثلثين الماضيين من هذه الليلة فيها، ثم إن تجليه سبحانه في ثلث الليل من هذه الليالي الجزئية، التي يعطيها الجديدان في قوله:

((إنَّ ربنا ينزل كل ليلة في الثلث الآخر منها إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ حتى ينصدع الفجر)).

فقد شاركنا المتقدّمين في هذا النزول وما يعطيه، غير أنه تجلّ منقطع، وتجلي هذه الليلة التي نحن في الثلث الآخر منها، وهي من زمان موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة لم يشاركنا في هذا الثلث أحد المتقدمين. فإذا طلع فجرها، وهو فجر القيامة لم ينقطع التجلّي، بل اتصل لنا تجلّيه، فلم يزل بأعيننا، فنحن بين تجل دنيوي وأخراوي، وعامّ وخاصّ، غير منقطع ولا محجوب. وفي الليالي الزمانية يحجبه طلوع الفجر، فحزنا ما حازوه في هذه الليالي، وفزنا بما حصل لنا من تجلي ثلث هذه الليلة المباركة، التي لا نصيب لغير أهلها فيها، جبراً لقلوبهم، لما فقدوه من مشاهدة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ـ.

وقوله في الباب الثامن والأربعين وثلاثمائة: «ويوم شرع محمد إن كمل ليله ونهاره فهو من أيام الربّ وإن لم يكمل، وانقطع في أية ساعة انقطع فيه، فذلك مقداره، وهو من الاسم الخاذل، لأنَّ الخاذل والناصر ليس ليومهما مقدار معلوم عندنا، بل ميزانه عند الله، لا يعلمه إلاَّ هو. وحكمهما في كلِّ إنسان بقدر عمر ذلك الإنسان. وقدره في هذه الأمة بقدر بقائها في الدار الدنيا. وذلك بحسب نظره إلى نبيّها محمد (صلى الله عليه وسلم) فإن نظرت إليه كمل لها يوم الربّ، وإن أعرضت فلها ما انقضى من مدة يوم الربّ، ويرجع الحكم لاسم آخر، له عند الله يوم موقت لا يعلمه إلاَّ هو. ويوم هذه الأمّة متّصل بيوم الآخرة، ليس بينهما إلاَّ ليل البرزخ خاصّة، وفي فجر هذه الليلة تكون نفخة البعث».

لا منافاة بين الكلامين. لأنه لما كان العالم نائماً من ساعة موته (صلى الله عليه وسلم) إلى قيام الساعة، والنوم لا يكون غالباً إلاَّ ليلاً، وقد ورد في الصحيح: ((إنَّ الرب تعالى يتجلَّى في الثلث الأخير من كل ليلة زمانية. يقول هل من تائب؟........)). الحديث.

وكذلك المتوجّه بالصدق والإخلاص من أهل الثلث الآخر ليلاً أو نهاراً، من هذه الليلة، التي هي كناية عن المدّة الكائنة من موت (صلى الله عليه وسلم) إلى قيام الساعة، يحصل له ما يحصل للمتوجّه في الثلث الآخر الزماني. شبّه هذه المدة بالليلة الزمانية، وقسمها أثلاثاً: أول ووسط وآخر، والتقسيم حقيقة، إنما هو الأمة المحمّدية وفي المقامات الثلاثة التالية، على كل قسم من أقسام الأمة المحمّدية، والليلة أي المدة التي هي من ساعة موته (صلى الله عليه وسلم) إلى قيام الساعة إنم دخلها التقسيم أثلاثاً باعتبار تقسيم الأمة ومقاماتها الثلاثة. فما انقسمت هذه الليلة أثلاثاً قسمة حقيقية، كقسمة الليلة الزمانية الواردة في الحديث، وذلك بحسب الغالب على كل ثلث من خيار الأمّة المحمّدية، مع اشتراكهم في المقامات الثلاثة، ولكن الحكم للأغلب، فكان للثلث الأوّل غلبة مقام الإيمان،  وللثلث الوسط غلبة مقام العمل، وللثلث الآخر غلبة مقام العلم. فليس المراد بقوله: ونحن في الثلث الآخر من هذه الليلة أنه (رضي الله عنه) في الثلث الآخر باعتبار المدة الزمانية، التي بين موته (صلى الله عليه وسلم) وقيام الساعة، بل المراد بقوله أنه في الثلث الآخر، الذي انقسمت به الأمة المحمّدية، إلى كمال إيمان وعمل وعلم.

وقوله: ويوم أي مدة بقاء شرع محمد (صلى الله عليه وسلم) إن كمل ليله ونهاره الزمانين المحدودين بطلوع الشمس وغروبها، فهو أ ي يوم شرع محمد (صلى الله عليه وسلم) من أيام الربّ، وهو ألف سنة ممّا تعدون من أيامنا المعروفة عندنا. وإن لم يكمل يوم شرع محمد (صلى الله عليه وسلم) وانقطع عن كمال يوم الربّ، وهو ألف سنة، في أي ساعة انقطع فيه، أي في يوم الربّ، فذلك القدر والمدة التي أخذها من يوم الربّ مقداره، أي قدر مدة بقاء يوم شرع محمد (صلى الله عليه وسلم) ـ تحت حكم الرب وتدبيره، وهو أي الانقطاع عن كمال يوم الربّ، من حكم الاسم الإلهي الخاذل، وسلطانه، لأن الاسم الخاذل والناصر ليس ليومهما مقدار معلوم محدود بسنة أو ألف أو أقل أو أكثر. وحكم الخاذل والناصر في كلّ إنسان بقدر عمر ذلك الإنسان. فإذ انقطع عمر الإنسان وغيره حكم عليه سلطان الاسم الخاذل، وقدره أي العمر في هذه الأمة المحمدّية بقدر بقائها في الدار الدنيا، تحت حكم الاسم الربّ وسلطانه وتربيته. أو تحت حكم اسم آخر من الأسماء الإلهية وسلطانه بحسب نظرها إلى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وقيامها بشرعه، ولو بالبعض من البعض كمل لها يوم الربّ، وهو ألف سنة، ولابدّ. وتكون في هذه المدة تحت حكم الاسم الربّ وتدبيره. ثم تبتدئ في يوم آخر من أيام الربّ، أو من يوم اسم آخر من أيام الأسماء الإلهية. وليس في هذا تعرض لما يكون لهذه الأمة المحمّدية بعد كمال يوم الرب، هل تزيد يوماً أو أقلّ أو أكثر. وإن أعرضت عنه أي عن شرع نبيها وأهملته كله، فلها أَيْ الأمة المحمّدية، من تدبير الاسم الربّ وحكمه، ما انقضى من مدة يوم الربّ قلّ أو كثر. ويرجع الحكم والتدبير والسلطان لاسم آخر من الأسماء الإلهية غير الاسم الربّ، لهذا الاسم المجهول عند الله يوم موقت معلوم محدود، لا يعلمه إلاَّ هو، من حيث الولاية ومن حيث التوقيت، بخلاف الاسم الربّ فإنه تعالى أعلمنا أنّ يومه ألف سنة ممّا تعدُّون. ويوم هذه الأمة المحمّدية، أي مدة عمرها وبقائها في الدار الدنيا متّصل بيوم الآخرة وقيام الساعة. وليس بينهما، أي بين يوم هذه الأمة المحمّدية وبين يوم الآخرة وقيام الساعة إلاَّ ليل البرزخ، وهو الصور والناقور، الذي تجتمع إليه جميع الأرواح عند النفخة الأولى، وهي نفخة الصعق، وتبقى فيه إلى النفخة الثانية وهي نفخة البعث. وفي فجر هذه الليلة، وهي ليلة البرزخ تكون نفخة البعث، لأن البرزخ وإن كان له وجهان: وجه إلى الدنيا، ووجه إلى الآخرة، فهو إلى الدنيا أقرب. فانظر وتأمّل في هذا، فإنك لا تجد فيه تحديداً لمدة بقاء هذه الأمة، ولا لخراب الدنيا، وإنم فيه الإخبار أنَّ الأمة المحمّدية إذا نظرت إلى شرع نبيّها يكون الاسم الرب هو المتولّي أمرها بحكمه فيها، وسلطانه عليها، إلى أن يكمل يوم الرب. وإن أعرضت عن شرع نبيّها ساعة تركها الاسم الرب بعزله عن الحكم فيها والتدبير لها، وتولاها اسم آخر من الأسماء الإلهية له يوم معلوم عنده تعالى في أية ساعة أعرضت عن شرع نبيّها، والذي ذكره سيدنا، هو معنى الحديث الذي رواه جعفر بن عبد الواحد بلفظ: ((إن أحسنت أمّتي فبقاؤها يوم من أيام الآخرة، وذلك ألف سنة، وإن أساءت فنصف يوم)).

أخبر (صلى الله عليه وسلم) أنَّ أمته إن أحسنت باتباع شرعه والاستقامة عليه يكون لها يوم من أيام الآخرة، وهو ألف سنة، المسمّى بيوم الرب، فتكون تحت تدبير الاسم الرب وسلطانه، دون غيره من الأسماء الإلهية، وإن أساءت في أثناء يوم الرب فتكون لها خمسمائة سنة، ولابدَّ تحت حكم الربّ وتدبيره. وتخرج بعد ذلك من تدبير الاسم الربّ، وتدخل تحت حكم اسم غيره من الأسماء الإلهية، فما الحديث تصريح ولا ِإشارة إلى أنها تزيد على يوم الرب أو لا تزيد. وهو معنى الحديث الذي رواه الإمام أحمد بلفظ: ((إني لأرجو أن لا تعجز أمّتي عند ربّها أن يؤخرها نصف يوم)).

معناه أني أؤمل من ربّي أن يعطي القوّة لأمّتي على عمل الشريعة، فتكون بذلك عند ربّها، أي تحت تدبير الاسم الرب وحكمه، ويؤخّرها لذلك نصف يوم من أيام الرب، مع إمكان الزيادة على نصف يوم، والعنديّة هي المعيّة و المصاحبة، أخبرني بذلك شيخنا محي الدين (رضي الله عنه) فما دامت غير عاجزة عن حمل شرع نبيّها فهي عند ربها ومعه وتحت تصرفه وتدبيره. فإذا عجزت عن حمل شرع نبيها تولاّها اسم غير الرب. فما تكون مع الرب معية حكم وتدبير. وعلى كل حال، مدة بقاء هذه الأمة متّصل بالآخرة، طال الزمان أو قصر.

وكيف يفهم من الحديث الشريف ومن كلام سيدنا خلاف هذا الذي ذكرناه؟ وهو القائل في الباب الخامس: «فلابدَّ من كمال ألف سنة لهذه الأمة، وهي في أوّل دورة الميزان، ومدتها ستة آلاف سنة روحانية محقّقة؟». وقال في الباب التاسع: «وكان ينبغي على ما يزعم بعض الناس أن ينقضي التوالد من البشر بعد انقضاء سبعة آلاف سنة، ولم يقع الأمر على ذلك. فالتوالد إلى اليوم فينا، فتحقّق بهذا كم لآدم من السنين. وكم بقي إلى انقضاء الدنيا، وفناء البشر عن ظهرها، وانقلابهم إلى الدار الآخرة. وليس هذا بمذهب الراسخين في العلم، وإنما قال به شرذمة لا يُعتدُّ بها»، وقال في الباب الثاني عشر: «ولما كان ظهوره (صلى الله عليه وسلم) بالميزان وهو العدل في الكون، كان من حكم الآخرة، فإنَّ حركة الميزان متّصلة بالآخرة إلى دخول الجنة و النار» إلى أن قال «فكان وجود الزمان في الميزان العدل الروحاني، وفي الاسم الباطن لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ثم استدار بعد انقضاء الدورة التي هي ثمانية وسبعون ألف سنة، ثم ابتدأت دورة أخرى من الزمان بالاسم الظاهر، فظهر جسم محمد (صلى الله عليه وسلم) وظهرت شريعته». إلى أن قال: «وانتهت الدورة الزمانية إلى الميزان، لتكرار الدور؛ فظهر محمد (صلى الله عليه وسلم) »، وقال في باب آخر: «وجود الزمان بطالع الميزان، وقد انتهت الدورة إليه من أوّل مبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن اليوم في سلطانه»،  فتلخّص من هذا كله أنه (صلى الله عليه وسلم) في ظهر سلطان الميزان. وأن مدّة حكم الميزان وسلطانه ستة آلاف سنة محقّقة روحانية، ومعنى روحانيّة أن حكم الميزان داخل في كلّ شيء من المعقول ومحسوس. وأن حكم الميزان وسلطانه متّصل بالآخرة إلى دخول الجنة والنار. فلو حملنا الأوّلية في قوله: ظهر محمد (صلى الله عليه وسلم) في أول حكم الميزان، على ما قبل النصف الأول، والماضي من ظهور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجسمه الشريف إلى وقتنا، ألف وثلاثمائة وثلاث وأربعون سنة قمرية، وفرضنا ألف سنة من ستة آلاف، تكون معدودة من الآخرة. فانظر ماذا ترى بقي لهذه الأمة المحمّدية؟! والله أعلم وأحكم. وقد ورد هذا الوارد على روحي، وهي تعفر وجهها على العتبة الشريفة بالمدينة المنوّرة، وكان ذلك أول الليل. فحمدت الله وشكرته، وأحييت تلك الليلة إلى الصباح، ليلة دام تجليها فعظمت المنّة فيها وكشف لنا فيها أشياء كنا نعتقد خلافها.

والحمد لله رب العالمين.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!