موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

نظرية الجوهر الفرد:

مفهوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي للزمن والخلق في ستة أيّام

دراسة وتأليف: د. محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع باللغة الإنكليزية مخصص للدراسات حول نظرية الجوهر الفرد وازدواجية الزمان


الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية

فصول الكتاب ومحتوياته


هذا الكتاب مبنيٌّ على سبعة فصول بالإضافة إلى هذه المقدمة مع بعض الملحقات وخاتمة ومسرد للمراجع.

فالفصل الأوّل عبارة عن مقدمة سريعة إلى مواضيع علم الكون والزّمن وخلاصة تطوّر النظريّات المختلفة في الفيزياء الحديثة، ثمّ نبدأ بسرد الأفكار الفلسفية القديمة للزمن وهل هو خطي أم دوري، وهل هو كمية منفصلة أم كمية متصلة، وهل له وجود حقيقي أم وهمي، فنناقش آراء الفلاسفة الإغريق كأفلاطون وأرسطو، ثم ننتقل للفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سينا والكندي وغيرهم، ثم بعد ذلك نناقش آراء الفلاسفة الغربيين مثل كانت ولايبنتس.

وفي النظريّات العلمية الحديثة نناقش الرؤية التقليدية للزمن والعالَم في إطار نظريّة الجاذبية لنيوتن ثم في إطار النظريّة النسبية وميكانيك الكم، فنناقش نموذج الانفجار العظيم لخلق العالَم وتطوره بالإضافة إلى النظريّات الثانوية كنظريّة الحقول المكمّمة ونظريّة الأوتار الفائقة وغيرها.

وفي الفصل الثّاني نبدأُ بتفصيل الإطار العام لمفهوم ابن العربي للزمن والأيّام، حيث سنطرح المشكلات الرئيسية حتى نناقش أهمّها بالتفصيل في الفصولالتالية حيث سنجد أنَّ ابن العربي بشكل عام يعدّ الزّمن أمراً وهمياً ليس له وجود حقيقي؛ لا وجودٌمادّيٌّ ولا غير مادّيّ، بل هو أداة يستخدمها العقل حتى يصنّف الأحداث والحركات وفقه، ولكنّ الوجود الحقيقي هو فقط للجسم المتحرّك وليس للحركة ولا للزمان أو للمكان الذي تحدث فيه هذه الحركة. على الرغم من هذا، فهو ما يزال يعدّ الزّمن أحد المكوّنات الأربعة الرئيسية للوجود؛ الزّمان والمكان والعَرَض والجوهر الصوري.

وابن العربي يفرّق بين نوعين من الزّمن: الزّمن الطبيعي والزّمن فوق الطبيعي أو الزّمن الروحاني أو النفساني، وهو يُوضّحُ بأنّ كلاهما ينشآن من القوّتين اللتين تتميّز بهما النفس الكلّيّة: القوّة العمليّة والقوّة العلميّة على التوالي.

وبخصوص صفات الزّمن، مع أنه متوهّم، فالشيخ محي الدين يتكلم بشكل صريح عن الزّمن النسبيّ والدائري والدوري وغير المتجانس. ولكن الأهم من ذلك كله أنّه يعدّه مكمّماً، وإنّما بطريقة فريدة كما سنرى بالتفصيل، حيث يعدّ أنّ اليوم هو الحدّ الأدنى للزمن رغم أنّنا نقسّمه إلى ساعات ودقائق وثوان وأصغر من ذلك، وبالتالي نجد أنّ الشيخ محي الدين، كما هو الحال في القرآن الكريم، لا يهتم بالزّمن إلا من حيث ما هو ليل ونهار وأيّام ومضاعفاتها. فيعدّ الشيخ محي الدين أنّ كلّ فلك له يومه الخاص به، وكذلك ليله ونهاره، وهذه الأيّام تتراوح في الطول والقصر من اليوم المعتاد على الأرض إلى يوم الدّهر الذي هو دورة واحدة لا نهاية لها، وبينهما أيّام متفاوتة مثل يوم القمر الذي يساوي ثمانية وعشرين يوماً ويوم الشمس الذي يساوي ثلاثمائة وستين يوماً تماماً.

وفي الفصل الثّالث (وأيضاً في الفصل الرابع)، نُوضّحُ أهمِّية الأسبوع في عملية خلق الكون حيث يَعدّ ابن العربي أنّ الأسبوع، بدلاً من اليوم أو أيّ واحدة زمنية أخرى، هو الدورة الزّمنية البدائية الرئيسية في العالَم الذي يخلقه الله تعالى في ستة أيّام للمكان ويوم السبت للزمان، وذلك بشكل مستمرٍّ وفي كلّ آن.

وهذه الرؤيا البديعة تفرّد بها الشيخ محي الدين وكما ذكرنا لم تُدرس من قبله ولا من بعده حتى الآن. فالعالَم بالنسبة لابن العربي يخلقه الله تعالى في ستّة حركات أو أطوار من يوم الأحد إلى يوم الجمعة ثم يظهر للوجود في يوم السبت، فيتمّ الأسبوع، ثم يعيد اللهُ خلقه من جديد، وهكذا بشكلٍ مستمرٍّ ودائمٍ، ولو أعرض الله تعالى عن الخلق لحظة واحدة فنِي العالَم دفعة واحدة. ولكنّ هذا الأسبوع بالنسبة لنا هو لحظة واحدة لأننا جزءٌ من العالَم ولا ندرك نحن العالَمَ في مرحلة خلقه في المكان بل ندركه فقط بعد خلقه في الزّمان فنرى وجوداً مستمراً في حين إنّه في الحقيقة وجودٌ متواصلٌ ومتتالٍ. ولكن في الحقيقة إنّ هذا الأسبوع والأيّام السبعة التي يتمُّ فيها الخلق ليس هو نفسه الأسبوع المشهود الذي نعدّه ونعيشه، وإنما هو أسبوع آخر مثله ولكنه متوالج معه بطريقة معيّنة سنشرحها في الفصل الرابع.

فمن أجل توضيح هذه المفاهيم المختلفة والجديدة كان لا بدّ من إعادة صياغة مفهومنا العامّ عن الزّمن وجريانه والأيّام وأنواعها وعلاقتها ببعضها البعض. ففي الفصل الثالث درسنا أهميّة الأسبوع وأصله وسبب كونه سبعة أيّام، وفي الفصل الرابع درسنا الجريان الحقيقي للزمن وأنواع الأيّام الثلاثة: أيّام التكوير، أيّام السلخ، وأيّام الإيلاج.

على كل حال سوف نترك تفصيل هذه الأمور إلى وقتها داخل الكتاب إن شاء الله تعالى، ولكن نقول هنا: إنّه من خلال هذه النتائج البالغة الأهمية يكتسب الأسبوع لأوّل مرة في التاريخ معنى علمياً واضحاً، وكذلك لأوّل مرة يكتسب مفهوم الدمج بين المكان والزّمان معنىً فعلياً ملموساً وبعيداً عن العلاقات والمعادلات الرياضية البحتة.

من جهة أخرى، وبعد الدراسة الطويلة، وجدنا أن الأساس الذي يكمن وراء هذه الرؤية الفريدة للعالَم هو ما يُعرف بوحدة الوجود وهي النظريّة أو الرؤية الصوفية المثيرة للجدل، والتي يبدو أنّ القليل من الناس يُدركون أبعادها وأهميتها ويحسنون فهمها إلى حدّ ما، في حين إنّ أغلب الناس يسيئون فهمها ويعدّونها خروجاً على الدين الحنيف، وهي ليست كذلك. من أجل ذلك خصّصنا الفصل الخامس لدراسة العلاقة بين الوحدة والكثرة وكيفيّة تفسير الجريان الحقيقي للزمن على هذا الأساس، ولكنّنا سنخصّص إن شاء الله تعالى كتاباً خاصّاً لدراسة وحدة الوجود عند الشيخ محي الدين ابن العربي.

وهذه الفصول الخمسة التي ذكرناها قادتنا لطرح نموذج الجوهر الفرد الذي يبني عليه الشيخ محي الدين أساس رؤيته للخلق الجسماني والروحاني وعلاقته بالخالِق سبحانه، ولكننا أعَدنا صياغةَ هذا النموذج بما يتناسب مع المعلومات العلمية الحديثة والنظريّات المختلفة التي أثبتت جدارتها وكفاءتها رغم ما فيها من بعض الثغرات التي لا تزال مستعصية عن الحل؛ فقمنا بتفصيل هذا النموذج في الفصل السادس، ثم خصّصنا الفصل السابع والأخير لدراسة انعكاسات هذا النموذج على النظريّات العلمية في الفيزياء وعلم الكون وكيف أنّه يستطيع أن يحل الكثير من المعضلات القائمة في هذه النظريّات ويعطي معنىً أعمق للحقائق التي توصَّلت إليها.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!