موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب إنشاء الدوائر والجداول

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهذه دوائر ما قرّرناه على التنزيه والتشبيه

 

 


الدائرة البيضاء الّتي بين الخطّين الأسودين المحيطة هي مثال الحضرة الإلهيّة على التنزيه ولمّا كانت محيطة بكلّ شيء قال اللّه تعالى "إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ".

وقال اللّه تعالى وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماًوالدائرة البيضاء الّتي في جوفها اللاصقة بها الّتي يشقّها الخطّ المستدير الأصغر هي دائرة الإنسان.

فمن الخطّ المستدير الأصغر إلى جهة الحضرة الإلهيّة هو مضاهاة الإنسان الحضرة الإلهيّة ومن الخطّ الأصغر إلى الدائرة الصغرى مضاهاة الإنسان عالم الكون والفصل الّذي وقع فيها على التربيع هو لتعداد العوالم على الجملة.

والدائرة الصغرى المخيطة بالمركز هي دائرة العالم الّذي الإنسان خليفة عليه وتحت تسخيره والخطوط الأربعة الخارجة من المركز إلى محيطها الفصول الّتي بين العوالم فتحقّق ذلك المثال تعثر على السرّ الّذي نصبناه.

واللّه المرشد لا ربّ سواه .باب الجدول الهيولانيّ وهي الدائرة المحيطة بالموجودات على الإطلاق من غير تقييد وهي الحاوية على جميع الحقائق المعلومة الموجودة والمعدومة واللامعدومة وفيها الحياة والمعقولة الّتي هي في القديم قديمة وفي المحدث حادثة وفيها العلميّة والإراديّة وهذا مثال صورتها لو كانت لها صورة ولكن لمّا كانت معقولة معلومة عندنا قدرنا .

على إبرازها في المثال ولكن مجملة فتكون نقطة الجوهر عبارة عن كلّ ذات قائمة بنفسها قديمة أو حادثة ويكون العرض منها عبارة عن كلّ ذات لا تقوم بنفسها فيدخل تحتها أجناس الأعراض من كون ولو وغير ذلك والصفات كالعلوم والقدر وغير ذلك .

وكذلك الزمان والمكان وسائر النّسب على حسب ما تراه إن شاء اللّه تعالى في هذه الدائرة وهي هذه الدائرة المذكورة.

اعلم أنّ هذا الجدول الهيولانيّ هو الحقيقة الّتي أو جد الحقّ من مادّته الموجودات العلويّات والسفليّات فهي الأمّ الجامعة لجميع الموجودات وهي معقولة في الذهن غير موجودة في العين وهو أن تكون لها صورة ذاتيّة لها لكنّها في الموجودات حقيقة من غير تبعيض ولا زيادة ولا نقص.

فوجودها عن بروز أعيان الموجودات قديمها وحديثها ولولا أعيان الموجودات م عقلناها ولولاها ما عقلنا حقائق الموجودات فوجودها موقوف على وجود الأشخاص والعلم بالأشخاص تفصيلا موقوف على العلم بها إن من لم يعرفها لم يفرق بين الموجودات.

وقال مثلا أنّ الجماد والملك والقديم شيء واحد إذ لا يعرف الحقائق ولا بما ذ تتميّز الموجودات بعضها من بعض فهي متقدّمة في العلم ظاهرة في الموجودات فإن أطلق عليها تأخّر فلتأخّر الوجود الشخصيّ لا لعينها.

فهي بالنظر إلى ذاتها كلّيّة معقولة لا تتّصف بالوجود ولا بالعدم وهي المادّة لجميع الموجودات فقد ظهرت بكمالها بظهور الموجودات وما بقي شيء يوجد بعد ولهذا قال الامام وليس في الإمكان أبدع من هذا العالم.

إذ لو كان وادّخره لكان بخلا يناقض الجود وعجزا ينافي القدرة ووصف الباري بهذ محال فالّذي يفضي إليه محال فلو وجد إلى هذا العالم عوالم إلى أبد لا يتناهى لكانت مثلا لهذا العالم، وأمّا أن يزيد عليه بحقيقة ليست في هذا العالم فلا سبيل إلى ذلك، وإذا لم تصحّ زيادة حقيقة فما في الإمكان أبدع منه وقد تقرّر هذا في أوّل الكتاب باب جدول الحضرة الإلهيّة من جهة الأسماء الحسني على ما ورد في الشرع المطهّر لا على ما يقتضيه الاستقصاء والحصر وهذه صورته .

اعلم وفّقك اللّه أنّ العالمين باللّه تعالى ما علموا منه إلّا وجوده وكونه قادرا عالما متكلّما مريدا حيّا قيّوما سميع بصيرا وما عرفوا سوى نفس الوجود.

وأنّه سبحانه لا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات لصفة هو في نفسه عليها يعقل وجودها ولا تعرف العبارة عنها ولهذا لا يجوز أن يقال فيه سبحانه ما هو إذ لا ماهيّة له ولا كيف هو.

إذ لا كيفيّة له وعلى التحقيق ما تعلّق علم العالمين به سبحانه إلّا تلويحا من حيث الوجود ، إن حقّقت النظر حتّى تقع الرؤية إن شاء اللّه تعالى حيث قدّرها تعالى بمزيد الكشف والوضوح.

فمن جهة أنّه لا إله إلّا اللّه قلنا عرفنا اللّه ومن جهة الحقيقة كعلمنا بأنّ الجوهر هو الّذي لا ينقسم المتحيّز القابل للأعراض قلنا لم نعرف ولهذا لا يجوز الفكرة في اللّه تعالى .

إذ لا يعقل له حقيقة فنخاف على المفكّر في ذاته من التمثيل والتشبيه فإنّه ل ينضبط ولا ينحصر ولا يدخل تحت الحدّ والوصف وإنّما الفكرة في أفعاله ومخلوقاته وهذه الأسماء الحسني الّتي سمّى بها نفسه توصيلا إليها في كتابه العزيز على لسان نبيّه الصادق فمنها ما يدلّ على ذاته تعالى .

وقد يدلّ مع ذلك على صفاته أو أفعاله أو عليهما معا ولكنّ دلالتها على الذات أظهر فما كان من الأسماء على هذا النحو جعلناه من أسماء الذات وإن كان كما ذكرناه يدلّ على بعض الصفات أو الأفعال أو عليهما معا.

وهكذا فعلنا في أسماء الصفات وفي أسماء الأفعال من جهة الأظهر لا أنّه ليس له مدخل في غير جدولها الّذي جعلناه لها كالربّ مثلا فانّ معناه الثابت فهو للذات ومعناه المصلح فهو من أسماء الأفعال.

وهو بمعني المالك فهو من أسماء الصفات واعلم أنّ هذه الأسماء التي جعلناها في هذا الجدول ما قصدنا بها حصر الأسماء ولا أنّه ليس ثمّ غيرها وإنّما سقناها بهذ الترتيب تنبيها على ما سنذكره إن شاء اللّه تعالى .

فمتى رأيت أسماء من أسمائه الحسني فالحقه بالأظهر فيه واكتبه في جدوله إذ الأسماء كثيرة جدّا من طريق الاختلاف الّذي حصل فيها.

وإنّما جعلنا هذا فتح باب لك إلى ما يصحّ عندك من الأسماء.

وفائدة هذا الجدول الّذي وضعناه لها أن يتخلّق العبد بهذه الأسماء حتّى يرجع منها حقائق يدّعى بها وينسب إليها من أوّلها إلى آخرها قال اللّه تعالى :إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ثمّ وصف لنا من خلقه عم فقال اللّه تعالى :" بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ " .

فإذا عرفت ما أردناه بهذا الجدول ورتّبناه علمت المتخلّق به إذا رأيت عليه في وقت ما اسما من الأسماء نسبته إلى ذلك الاسم وإلى تلك الحضرة في ذلك الوقت فتقول فلان الآن في حضرة الأفعال إن كان من أسماء الأفعال أو في حضرة الصفة الفلانيّة أو في حضرة الذات كيف شئت على حسب حضرة ذلك الاسم فإن كان الاسم فيه معاني الحضرات الثلث .

فتنظر إلى ما غلب عليه من تلك المعاني فتنسبه إليه وتلحقه بتلك الحضرة في الحال وإن كان من جهة المقام فوقها ولكن تحكم عليه بما هو في الحال غير أنّ المكمّل منّ لا يحجبه ذلك في حقّ هذا الشخص إذا كان أعلى من حاله.

فإنّه لا يخفى علينا من ينزل ذلك الاسم على ما يعطيه الوقت ممّن سلطانه ذلك الاسم وحاكم عليه وبهذا يفرق بينهما الكامل ..

منّا ومن دون هذا إنّما يحكم عليه في الحال بذلك الاسم لا يعرف غير ذلك فهذ فائدة هذا الجدول وبدأنا به في الموجودات إذ هو الأوّل الّذي لا أوّليّة له.

والأشياء كلّها معدومة ولهذا جعلناه على أثر الشكل الهيولانيّ ومعه لما كان مقارنا لها في الأزل من غير أن يكون لها وجود في عينها لكنّها معلومة له سبحانه يعلمها بحقيقة من حقائقها فهو يعلمها بها لا بغيرها إذ هي الشاملة للكلّ

وكان الحقّ أزلا لها ظاهرا وهي له باطن إذ هي صفة العلم وليس العلم بشيء غيره ولا هي العالم فإنّ العالم منها من باب العالميّة وليست منه لكنّها ظهرت فيه من باب الحقيقة ولهذا جعلنا وجود الحقّ يقابل ما يأتي بعد هذا من أكثر عوالم وجداولها وسقناه بالأسماء لأنّ مستند الأفعال إليها ولأنّ . الذات لا سبيل إلى تصويرها في الذهن ولا بدّ أن يحصل في النفس أمر يستند إليه فليكن الأسماء فلم يكن بدّ من ذكرها.

فهذا الجدول من باب الجوهر المذكور في الهيولى لا من غيره إذ الجوهر عبارة عن الأصل وأصل الأشياء كلّها وجود الحقّ تعالى إذ لو لم يكن هذا الأصل الإلهيّ موجود وهذه المادّة الهيولانيّة معقولة لما صحّ هذا الفرع المحدث الكائن بعد أن لم يكن ولما تصوّر فتحقّق ترشد إن شاء اللّه تعالى وهو المستعان.


r82A0QOne-Q

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!