موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الاذكار

للشيخ الإمام الحافظ زكريا بن شرف الدين النووي

كتاب أذكار المرض والموت وما يتعلق بهما

 

 


بابُ اسْتحبابِ الإِكْثارِ من ذِكْرِ الموْت

1/344 روينا بالأسانيد الصحيحة في كتاب الترمذي وكتاب النسائي وكتاب ابن ماجه وغيرها، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏أكْثِرُوا ذِكْرَ هاذِمِ اللَّذَّاتِ‏"‏ يعني الموت، قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ (1)

بابُ اسْتحبابِ سؤالِ أهلِ المريضِ وأقَاربهِ عنه وجوابُ المَسْؤُول

1/345 روينا في صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه خرج من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس‏:‏ يا أبا حسن‏!‏ كيف أصبحَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ أصبحَ بحمد اللّه بَارئاً‏. (2)

بابُ ما يَقولُه المريضُ ويُقالُ عندَه ويُقرأ عليه وسؤالُه عن حالِه

1/346 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عائشة رضي اللّه عنها؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفّيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيها‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ‏}‏ و‏{‏قُلْ أعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ‏}‏ و‏{‏قُلْ أعُوذُ بِرَبّ النَّاس‏}‏ ثم يمسحُ بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعلُ ذلك ثلاثَ مرات، قالت عائشة‏:‏ فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به‏.‏ وفي رواية في الصحيح‏:‏أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي توفي فيه بالمعوّذات، قالت عائشة‏:‏ فلما ثَقُلَ كنتُ أنفثُ عليه بهنّ وأمسحُ بيد نفسه لبركتها، وفي رواية‏:‏ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفثُ‏.‏ قيل للزهري أحد رواة هذا الحديث‏:‏ كيف ينفث‏؟‏ فقال‏:‏ كان ينفثُ على يديه ثم يمسحُ بهما وجهه‏.‏

قلت‏:‏ وفي الباب الأحاديث التي تقدمت في باب ما يُقرأ على المعتوه، وهو قراءة الفاتحة وغيرها‏.‏ ‏(3)

2/347 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وغيرها، عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا اشتكى الإِنسان الشيء منه، أو كانت قرحة أو جرح قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبّابته بالأرض ثم رفعها وقال‏:‏ ‏"‏بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أرْضِنا بِرِيقَةِ بَعْضِنا يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنا بإذْنِ رَبِّنا‏"‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏تُرْبَةُ أرْضِنا وَرِيقَةُ بَعْضِنا‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ قال العلماء‏:‏ معنى بريقة بعضنا‏:‏ أي ببُصاقه، والمراد بُصاق بني آدم‏.‏ قال ابن فارس‏:‏ الريق ريق الإِنسان وغيره، وقد يؤنث فيقال ريقة‏.‏ وقال الجوهري في صحاحه‏:‏ الريقة أخصّ من الريق‏.‏ (4)

3/348 وروينا في صحيحيهما، عن عائشة رضي اللّه عنها؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يُعَوِّذُ بعضَ أهله يمسَحُ بيده اليمنى ويقول‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأسَ، اشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفاءَ إِلاَّ شِفاؤُكَ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً‏"‏ وفي رواية‏:‏ كان يرقي، يقول‏:‏ ‏"‏امْسَحِ الباسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفاءُ، لا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ أَنْتَ‏"‏‏.‏‏(5)

4/349 وروينا في صحيح البخاري عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال لثابت رحمه اللّه‏:‏ ألا أرقيك برُقْيَة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البأسِ، اشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شافِيَ إِلاَّ أَنْتَ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً‏"‏ قلت‏:‏ معنى لا يغادر‏:‏ أي لا يترك، والبأس‏:‏ الشدّة والمرض‏.‏ (6)

5/350 وروينا في صحيح مسلم رحمه اللّه، عن عثمان بن أبي العاصي رضي اللّه عنه أنه شكا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجعاً يجده في جسده، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏ضَعْ يَدَكَ على الَّذِي يألمُ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ ثَلاثاً، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ‏"‏‏.‏‏(7)

6/351 وروينا في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال‏:‏ عادني النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً‏"‏‏.‏(8)

7/352 وروينا في سنن أبي داود والترمذي بالإِسناد الصحيح، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مَنْ عادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أجَلُهُ فَقالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ‏:‏ أسألُ اللَّهَ العَظِيمَ رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ أنْ يَشْفِيكَ، إلاَّ عافاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى مِن ذلِك المَرَضِ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ وقال الحاكم أبو عبد اللّه في كتابه المستدرك على الصحيحين‏:‏ هذا حديث صحيح على شرط البخاري‏.‏ قلت‏:‏ يَشفيك بفتح أوله‏.‏ ‏(9)

8/353 وروينا في سنن أبي داود، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال‏:‏ قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذَا جاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضاً فَلْيَقُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكأ لَكَ عَدُوّاً، أوْ يَمْشي لَكَ إلى صَلاةٍ‏"‏ لم يضعفه أبو داود، قلت‏:‏ يَنكأ بفتح أوله وهمز آخره، ومعناه‏:‏ يؤلمه ويوجعه‏.‏ (10)

9/354 وروينا في كتاب الترمذي‏:‏ عن عليّ رضي اللّه عنه قال‏:‏ كنتُ شاكياً فمرَّ بي رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أقول‏:‏ اللَّهمّ إن كان أجلي قد حضرَ فأرحني، وإنْ كانَ متأخراً فارفعني، وإن كان بلاءً فصبِّرني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كَيْفَ قُلْتَ‏؟‏‏"‏ فأعاد عليه ما قاله، فضربه برجله وقال‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ عافِهِ أو اشْفِهِ ـ‏"‏ شك شعبة قال‏:‏ فما اشتكيتُ وجعي بعدُ‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ ‏(11)

10/355 وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه، عن أبي سعيد الخدريّ وأبي هريرة رضي اللّه عنهما أنهما شهدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏مَنْ قَالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، فَقالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ أنا وأنا أكْبَرُ؛ وَإذَا قالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ قالَ‏:‏ يَقُولُ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ أنا وَحْدِي لا شَرِيكَ لي؛ وَإذَا قالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، قال‏:‏ لا إلهَ إِلاَّ أنا لي المُلْكُ ولِي الحَمْدُ؛ وَ إِذَا قالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ، قالَ‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ أنا وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِي‏"‏ وكان يقول ‏"‏مَنْ قالَهَا في مَرَضِهِ ثُمَّ مَات لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ (12)

11/356 وروينا في صحيح مسلم وكتب الترمذي والنسائي وابن ماجه بالأسانيد الصحيحة، عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه؛أن جبريل أتى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا مُحَمَّدُ‏!‏ اشْتَكَيْتَ‏؟‏ قال‏:‏ نَعَمْ، قال‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أو عَيْنٍ حاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ أرْقِيكَ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ (13)

12/357 وروينا في صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن النبيّ دخل على أعرابيّ يعوده قال‏:‏ وكان النبيّ إذا دخل على مَن يعُودُه قال‏:‏ ‏"‏لا بأسَ طَهُورٌ إنْ شاءَ اللَّهُ‏"‏‏.‏‏(14)(‏ البخاري ‏(‏5656‏)‏

13/358 وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل على أعرابيّ يعودُه وهو محموم فقال‏:‏ ‏"‏كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ‏"‏‏.‏(15)

14/359 وروينا في كتاب الترمذي وابن السني، عن أبي أُمامة رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تمَامُ عِيادَةِ المَرِيضِ أنْ يَضَعَ أحَدُكُمْ يَدَهُ على جَبْهَتِهِ أوْ على يَدِهِ فَيَسألَهُ كَيْفَ هُوَ‏"‏ هذا لفظ الترمذي‏.‏ وفي رواية ابن السني ‏"‏مِنْ تَمَامِ العِيادَة أنْ تَضَعَ يَدَكَ على المَرِيضِ فَتَقُولَ‏:‏ كَيْفَ أَصْبَحْتَ أوْ كَيْفَ أَمْسَيْتَ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ ليس إسناده بذاك‏.‏ (16)

15/360 وروينا في كتاب ابن السني، عن سلمان رضي اللّه عنه قال‏:‏ عادني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا مريض، فقال‏:‏ ‏"‏يا سَلْمانُ‏!‏ شَفَى اللَّهُ سَقَمَكَ، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَعافاكَ فِي دِيْنِكَ وَجِسْمِكَ إلى مُدَّةِ أجَلِكَ‏"‏‏.‏‏(17)(‏ابن السني ‏(‏553‏)‏ ، وإسناده ضعيف، فيه أبو خالد‏:‏ عمرو بن خالد الواسطي، وهو ضعيف جدا‏.‏ انظر الفتوحات 4/71‏.‏‏)‏

16/361 وروينا فيه، عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال‏:‏ مرضت فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذني، فعّوذني يوماً، فقال‏:‏ ‏"‏بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُكَ باللّه الأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ مِنْ شَرّ ما تَجِدُ‏.‏ فلما استقلَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائماً قال‏:‏ يا عُثْمَانُ تَعَوَّذْ بِها فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِها‏"‏‏.‏‏(18)

بابُ استحباب وصيّة أهلِ المريضِ وَمَنْ يَخدمه بالإِحسانِ إِليه واحتمالِه والصبرِ على ما يَشُقُّ من أمْرِه وكذلك الوصيّة بمن قَرُبَ سببُ موته بحدٍّ أو قَصَاصٍ أو غيرهما‏.‏

1/362 روينا في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين رضي اللّه عنهما، أن امرأةً من جهينة أتت النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وهي حُبلى من الزنى، فقالت‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ أصبتُ حَدّاً فأقمْه عليَّ، فدعا نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وليَّها فقال‏:‏ ‏"‏أحْسِنْ إِلَيْها فإذَا وَضَعَتْ فائتني بِهَا‏"‏ ففعلَ، فأمرَ بها النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم فشُدَّتْ عليها ثيابُها، ثم أمرَ بها فرُجمتْ ثم صلَّى عليها‏.‏ ‏(1)

بابُ ما يقولُه مَنْ به صُداعٌ أو حُمَّى أو غيرهِما (2)‏(‏في ‏ج‏ ‏‏:‏ ‏أو نحوهما‏ ‏‏)‏ "‏(‏في ‏ج‏ ‏‏:‏ ‏أو نحوهما‏ ‏‏)‏ "‏(‏في ‏ج‏ ‏‏:‏ ‏أو نحوهما‏ ‏‏)‏ " من الأَوْجَاع

1/363 روينا في كتاب ابن السني، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلِّمهم من الأوجاع كلِّها ومن الحمّى أن يقول‏:‏ ‏"‏بِسْمِ اللَّهِ الكَبِيرِ، نَعُوذُ باللَّهِ العَظِيمِ منْ شَرّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمنْ شَرّ حَرّ النَّارِ‏"‏‏.‏‏(3)

وينبغي أن يَقرأ على نفسه الفاتحة، وقل هو اللّه أحد، والمعوّذتين وينفث في يديه كما سبق بيانه، وأن يدعو بدعاء الكرب الذي قدّمناه‏.‏

و‏"‏نعَّار‏"‏ من نَعَرَ العرق‏:‏ فار بالدم‏.‏

باب جواز قَوْل المريض‏:‏ أنا شديدُ الوجَع، أو مَوْعوكٌ، أو وَارأسَاهُ ونحو ذلك، وبيانُ أنه لا كراهة في ذلك إذا لم يكن شيءٌ من ذلك على سبيل التَّسَخُّطِ وإظهارِ الجَزَعِ

1/364 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‏:‏ دخلتُ على النبيّ وهو يُوعَكُ، فمسسْتُه فقلت‏:‏ إنك لتُوعك وعكاً شديداً، قال‏:‏ ‏"‏أجَلْ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ‏"‏‏.‏(4)

2/265 روينا في صحيحيهما، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال‏:‏ جاءني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعودُني من وَجَعٍ اشتدّ بي، فقلتُ‏:‏ بلغ بي ما ترى وأنا ذو مالٍ ولا يرثني إلا ابنتي‏.‏ وذكرَ الحديث‏.‏ (5)

3/366 وروينا في صحيح البخاري، عن القاسم بن محمد قال‏:‏ قالت عائشة رضي اللّه عنها‏:‏ وارأساه فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بَلْ أنا وارأساهُ‏"‏ وذكر الحديث‏.‏ هذا الحديث بهذا اللفظ مرسل (6)

بابُ كراهية تمنِّي الموت لضُرٍّ نزلَ بالإِنسان وجوازُه إذا خاف فتنةً في دينهِ

1/367 روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرّ أصَابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلاً فَلْيَقُلْ‏:‏ اللَّهُمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي‏"‏‏.‏(7)

قال العلماء من أصحابنا وغيرهم‏:‏ هذا إذا تمنى لضرّ ونحوه، فإن تمنى الموت خوفاً على دينه لفسادِ الزمان ونحو ذلك‏:‏ لم يكره‏.‏

بابُ استحبابِ دُعاءِ الإِنسانِ بأنْ يكونَ موتُه في البلدِ الشريف

1/368 روينا في صحيح البخاري، عَنْ أمِّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي اللّه عنهما قالت‏:‏ قال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ اللَّهمّ ارزقني شهادة في سبيلك، واجعلْ موتي في بلدِ رسولِك صلى اللّه عليه وسلم، فقلتُ‏:‏ أنَّى يكونُ هذا‏؟‏ قال‏:‏ يأتيني اللّه به إذا شاء‏. (8)

بابُ استحباب تَطْييبِ نفس (9)‏(‏في‏ ‏د‏ ‏‏:‏‏ ‏في تطييب النَّفْس‏ ‏‏( "‏(‏في‏ ‏د‏ ‏‏:‏‏ ‏في تطييب النَّفْس‏ ‏‏( "‏(‏في‏ ‏د‏ ‏‏:‏‏ ‏في تطييب النَّفْس‏ ‏‏( "‏ المريضِ

1/369 روينا في كتاب الترمذي وابن ماجه بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذَا دَخَلْتُمْ على مَرِيضٍ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ، فإنَّ ذلكَ لا يَرُدُّ شَيْئاً وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ‏"‏ ويغني عنه حديث ابن عباس السابق ‏(10)

بابُ الثَّناءِ على المريضِ بمحَاسِن أعمالِه ونحوها إذا رأى منه خوفاً ليذهبَ خوفُه ويُحَسِّن ظنَّه بربهِ سبحانَه وتعَالى

1/370 روينا في صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أنه قال لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حين طُعِنَ وكان يُجزِّعه‏:‏ يا أميرَ المؤمنين‏!‏ ولا كلّ ذلك، قد صحبتَ رسول اللّه فأحسنتَ صحبتَه، ثم فارقَكَ وهو عنك راضٍ، ثم صحبتَ أبا بكر فأحسنتَ صحبتَه، ثم فارقَكَ وهو عنك راضٍ، ثم صحبتَ المسلمين فأحسنتَ صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون‏.‏‏.‏ وذكر تمام الحديث‏.‏ وقال عمر رضي اللّه عنه‏:‏ ذلك مِنْ مَنِّ اللّه تعالى‏.‏

2/371 وروينا في صحيح مسلم، عن ابن شُماسة بضم الشين وفتحها قال‏:‏ حضرنا عمرو بن العاص رضي اللّه عنه، وهو في سِياقة الموت يَبكي طويلاً، وحوّل وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول‏:‏ يا أبتاه، أما بَشَّرَكَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكذا، أما بشِّرك رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكذا، فأقبلَ بوجهه فقال‏:‏ إنَّ أفضلَ ما نُعِدُّ شهادةَ أن لا إِلهَ إِلاَّ اللّه وأن محمداً رسولُ اللّه، ثم ذكرَ تمامَ الحديث‏. (11)

3/372 وروينا في صحيح البخاري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي اللّه عنهم؛أن عائشة رضي اللّه عنها اشتكت، فجاء ابن عباس رضي اللّه عنهما فقال‏:‏ يا أمّ المؤمنين‏!‏ تقدَمين على فَرْطِ صدق‏:‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأبي بكر رضي اللّه عنه‏.‏ ورواه البخاري أيضاً من رواية ابن أبي مُليكة أن ابن عباس استأذن على عائشة قبل موتها وهي مغلوبة، قالت‏:‏ أخشى أن يثني عليّ، فقيل‏:‏ ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من وجوه المسلمين، قالت‏:‏ ائذنوا له، قال‏:‏ كيف تجدينك‏؟‏ قالت‏:‏ بخير إن اتقيتُ، قال‏:‏ فأنت بخير إن شاء اللّه‏:‏ زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولم ينكح بِكراً غيرك ونزلَ عذرُك من السماء‏.‏ ‏(12)(‏مسلم ‏(‏121‏(‏ و‏ ‏سياقة الموت‏ ‏‏:‏ وقت حضور الأجَل، كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‏.‏‏)‏ ‏(‏البخاري ‏(‏3770‏(‏ و ‏(‏3771‏(‏ ‏.‏ و‏ ‏الفرط‏ المتقدم من كل شيء‏.‏‏)‏ "(‏مسلم ‏(‏121‏(‏ و‏ ‏سياقة الموت‏ ‏‏:‏ وقت حضور الأجَل، كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‏.‏‏)‏ ‏(‏البخاري ‏(‏3770‏(‏ و ‏(‏3771‏(‏ ‏.‏ و‏ ‏الفرط‏ المتقدم من كل شيء‏.‏‏)‏ "(‏مسلم ‏(‏121‏(‏ و‏ ‏سياقة الموت‏ ‏‏:‏ وقت حضور الأجَل، كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‏.‏‏)‏ ‏(‏البخاري ‏(‏3770‏(‏ و ‏(‏3771‏(‏ ‏.‏ و‏ ‏الفرط‏ المتقدم من كل شيء‏.‏‏)‏ "(‏مسلم ‏(‏121‏(‏ و‏ ‏سياقة الموت‏ ‏‏:‏ وقت حضور الأجَل، كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‏.‏‏)‏ ‏(‏البخاري ‏(‏3770‏(‏ و ‏(‏3771‏(‏ ‏.‏ و‏ ‏الفرط‏ المتقدم من كل شيء‏.‏‏)‏"(‏مسلم ‏(‏121‏(‏ و‏"‏سياقة الموت‏"‏‏:‏ وقت حضور الأجَل، كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‏.‏‏)‏ ‏(‏البخاري ‏(‏3770‏(‏ و ‏(‏3771‏(‏ ‏.‏ و‏"‏الفرط‏"‏ المتقدم من كل شيء‏.‏‏)‏

بابُ ما جَاءَ في تَشْهيةِ المريضِ

1/373 روينا في كتابي ابن ماجه وابن السني بإسناد ضعيف، عن أنس رضي اللّه عنه قال‏:‏ دخل النبيّ صلى اللّه عليه وسلم على رجلٍ يعودُه فقال ‏"‏هَلْ تَشْتَهِي شيئاً‏؟‏ تشتهي كَعْكاً‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم، فطلبه له‏. ‏(13)

2/374 وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه، عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه، قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ على الطَّعامِ والشَّرابِ، فإنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏ ‏(14)

بابُ طلبِ العوَّادِ الدُّعاء من المريضِ

1/375 روينا في سنن ابن ماجه وكتاب ابن السني بإسناد صحيح أو حسن، عن ميمون بن مهران، عن عمر رضي اللّه عنهما قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذَا دَخَلْتَ على مَرِيضٍ فَمُرْهُ فَلْيَدْعُ لَكَ، فإنَّ دُعَاءَهُ كَدُعاءِ المَلائِكَةِ‏"‏‏.‏ لكن ميمون بن مهران لم يدرك عمر‏.‏ (15)

بابُ وَعْظِ المريضِ بعدَ عافيتِه وتذكيره الوفاءَ بما عاهدَ اللّه تعالى عليه من التوبة وغيرِها

قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وَأوْفُوا بالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كانَ مَسْؤُولاً‏}‏الإِسراء‏:‏34 وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عاهَدُوا‏}‏ البقرة‏:‏177 الآية، والآيات في الباب كثيرة معروفة‏.‏

1/376 وروينا في كتاب ابن السني، عن خوّات بن جُبير رضي اللّه عنه، قال‏:‏ مرضتُ فعادَني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏صَحَّ الجِسْمُ يا خَوَّاتُ، قلت‏:‏ وجسمُك يا رسول اللّه‏!‏ قال‏:‏ فَفِ اللّه بِمَا وَعَدْتَهُ، فقلت‏:‏ ما وعدتُ اللّه عَزّ وجلَّ شيئاً، قال‏:‏ بَلى إنَّهُ ما منْ عَبْدٍ يَمْرَضُ إِلاَّ أحْدَثَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً، فَفِ اللّه بِمَا وَعَدْتَهُ‏"‏‏.‏(16)

بابُ ما يقولُه من أَيِسَ من حَياتِه

1/377 روينا في كتاب الترمذي وسنن ابن ماجه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‏:‏ رأيتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدحٌ فيه ماء، وهو يُدْخِلُ يدَه في القدح ثم يمسحُ وجهَه بالماء، ثم يقولُ‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ أعِنِّي على غَمَرَاتِ المَوْتِ وَسَكَرَاتِ المَوْتِ‏"‏‏.‏‏(17)(‏ الترمذي ‏(‏978‏(‏ ، وابن ماجه ‏(‏1623‏(‏ ، والنسائي في ‏اليوم والليلة‏ ‏(‏1093‏(‏ ، و‏ ‏غمرات الموت‏ ‏‏:‏ شدائده‏.‏ و‏ ‏سكرات الموت‏ ‏‏:‏ جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي‏.‏‏)‏ "(‏ الترمذي ‏(‏978‏(‏ ، وابن ماجه ‏(‏1623‏(‏ ، والنسائي في ‏اليوم والليلة‏ ‏(‏1093‏(‏ ، و‏ ‏غمرات الموت‏ ‏‏:‏ شدائده‏.‏ و‏ ‏سكرات الموت‏ ‏‏:‏ جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي‏.‏‏)‏ "(‏ الترمذي ‏(‏978‏(‏ ، وابن ماجه ‏(‏1623‏(‏ ، والنسائي في ‏اليوم والليلة‏ ‏(‏1093‏(‏ ، و‏ ‏غمرات الموت‏ ‏‏:‏ شدائده‏.‏ و‏ ‏سكرات الموت‏ ‏‏:‏ جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي‏.‏‏)‏ "(‏ الترمذي ‏(‏978‏(‏ ، وابن ماجه ‏(‏1623‏(‏ ، والنسائي في ‏اليوم والليلة‏ ‏(‏1093‏(‏ ، و‏ ‏غمرات الموت‏ ‏‏:‏ شدائده‏.‏ و‏ ‏سكرات الموت‏ ‏‏:‏ جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي‏.‏‏)‏"(‏ الترمذي ‏(‏978‏(‏ ، وابن ماجه ‏(‏1623‏(‏ ، والنسائي في ‏"‏اليوم والليلة‏"‏ ‏(‏1093‏(‏ ، و‏"‏غمرات الموت‏"‏‏:‏ شدائده‏.‏ و‏"‏سكرات الموت‏"‏‏:‏ جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي‏.‏‏)‏

3/378 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‏:‏ سمعتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وهو مستندٌ إليّ يقول‏:‏ ‏"‏اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وألحِقْني بالرَّفِيقِ الأعْلَى‏"‏‏.‏

ويستحبّ أن يكثرَ من القرآن والأذكار، ويُكره له الجزع ‏(18) وسوء الخلق، والشتم، والمخاصمة، والمنازعة في غير الأمور الدينية، ويُستحبّ أن يكونَ شاكراً للّه تعالى بقلبه ولسانه، ويستحضر في ذهنه أن هذا آخرُ أوقاتِه من الدنيا فيجتهدُ على ختمها بخير، ويبادر إلى أداء الحقوق إلى أهلها، من ردّ المظالم والودائع والعواري، واستحلال أهله‏:‏ من زوجته، ووالديه، وأولاده، وغلمانه، وجيرانه، وأصدقائه، وكل من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة، أو تعلّق في شيء‏.‏ وينبغي أن يوصيَ بأمورِ أولادِه إن لم يكن لهم جدٌّ يَصلحُ للولاية، ويُوصي بما لا يتمكن من فعله في الحال‏:‏ من قضاء بعض الديون ونحو ذلك‏.‏ وأن يكون حسنَ الظنّ باللّه سبحانه وتعالى أنه يرحمَه، ويستحضر في ذهنه أنه حقير في مخلوقات اللّه تعالى، وأن اللّه تعالى غنّي عن عذابه وعن طاعته، وأنه عبدُه، ولا يطلبُ العفوَ والإِحسان والصفح (19) والامتنان إلا منه‏.‏ ويستحبّ أن يكون مُتعاهداً نفسه بقراءة آياتٍ من القرآن العزيز في الرجاء، ويقرؤُها بصوت رقيق، أو يقرؤُها له غيره وهو يستمع‏.‏ وكذلك يستقرىءُ أحاديثَ الرجال وحكاياتِ الصالحين وآثارَهم عند الموت‏.‏ وأن يكونَ خيرُه مُتزايداً، ويحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسات، وغير ذلك من وظائف الدين، ويصبر على مشقة ذلك؛ وليحذرْ من التساهل في ذلك، فإن من أقبح القبائح أن يكونَ آخِرُ عهده من الدنيا التي هي مزرعة الآخرة التفريط فيما وجب عليه أو ندب إليه‏.‏ وينبغي له أن لا يقبل قول من يخذله عن شيء مما ذكرناه، فإن هذا مما يُبتلى به، وفاعل ذلك هو الصديق الجاهل العدوّ الخفيّ فلا يقبل تخذيله، وليجتهد في ختم عمره بأكمل الأحوال‏.‏ ويستحبّ أن يوصي أهله وأصحابه بالصبر عليه في مرضه، واحتمال ما يصدر منه، ويوصيهم أيضاً بالصبر على مصيبتهم به، ويجتهد في وصيتهم بترك البكاء عليه، ويقول لهم‏:‏ صحَّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكاءِ أهْلِهِ عَلَيْهِ ‏"‏ ‏(20)

ودلائل ما ذكرته في هذا الباب معروفة مشهورة حذفتها اختصاراً فإنها تحتمل كراريس‏.‏ وإذا حضره النزعُ فليكثرْ من قول‏:‏ لا إِلهَ إِلاَّ اللّه‏.‏ لتكون آخرَ كلامِه‏.‏ ‏(‏البخاري ‏(‏4440‏(‏ ، ومسلم ‏(‏2444‏(‏ ، والموطأ 1/238ـ239، والترمذي ‏(‏3490‏(‏ ، وهو في المسند 6/89‏.‏‏)‏">

3/379 فقد روينا في الحديث المشهور في سنن أبي داود وغيره، عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ مَنْ كَان آخِرَ كَلامِه لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ‏"‏ قال الحاكم أبو عبد اللّه في كتابه المستدرك على الصحيحين‏:‏ هذا حديث صحيح الإِسناد‏.‏ (21)

4/30 وروينا في صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وغيرهما، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لَقِّنُوا مَوْتاكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللّه‏"‏ قال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن صحيح‏.‏ ورويناه في صحيح مسلم أيضاً من رواية أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

قال العلماء‏:‏ فإن لم يقل هو ‏"‏لا إِله إِلاَّ اللّه‏"‏ لقَّنه مَنْ حضرَه، ويلقنه برفق مخافةَ أن يضجرَ فيردّها ‏(22) ، وإذا قالها مرّة لا يُعيدها عليه إلا أن يتكلم بكلام آخر‏.‏ قال أصحابنا‏:‏ ويستحبّ أن يكون الملقن غير وارثٍ متّهم، لئلا يُحْرِجَ الميتَ ويتَّهمه‏.‏

واعلم أن جماعة من أصحابنا قالوا‏:‏ نُلَقِّنُ ونقولُ (23)

لا إِله إلاَّ اللّه محمد رسول اللّه، واقتصر الجمهور على قول لا إِله إِلاَّ اللّه، وقد بسطتُ ذلك بدلائله وبيان قائليه في كتاب الجنائز من شرح المهذّب‏.‏

فائدة‏:‏

قال القرطبي ‏"‏صاحب كتاب المفهم شرح صحيح مسلم‏"‏‏:‏ في تشديد الموت على الأنبياء فائدتان‏:‏ إحداهما‏:‏ تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصاً ولا عذاباً، بل هو كما جاء ‏"‏إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل‏"‏‏.‏ والثانية‏:‏ أن يعرف الخلقُ مقدار ألم الموت، فقد يطلع الإِنسان على بعض الموتى ولا يرى عليه حركة ولا قلقاً ويرى سهولة خروج روحه، فيظن الأمر سهلاً ولا يعرفُ ما الميتُ فيه، فلما ذكرَ الأنبياءُ الصادقون شدّة الموت مع كرامتهم على اللّه سبحانه، قطعَ الخلقُ بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقاً؛ لإِخبار الصادق عنه ما خلا الشهيد قتيل الكفّار على ما ثبت في الحديث‏.‏ (24)

بابُ ما يقولُه بعد تَغميضِ الميّت

1/381 روينا في صحيح مسلم، عن أُمّ سلمة، واسمها هند رضي اللّه عنها، قالت‏:‏ دخلَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أبي سلمة وقد شَقَّ بصرُه، فأغمضَه ثم قال‏:‏ ‏"‏إن الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبعَهُ البَصَرُ، فَضجّ ناسٌ من أهلِه، فقال‏:‏ لا تَدْعُوا على أنْفُسكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ يُؤمِّنُونَ على ما تَقُولُونَ، ثم قال‏:‏ اللَّهُمّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَة، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيَّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنا وَلَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ، وَافْسحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ‏"‏ قلت‏:‏ قولها ‏"‏شقَّ بصرُه‏"‏ هو بفتح الشين، وبصرُه برفع الراء فاعل شقّ، هكذا الرواية فيه باتفاق الحفاظ وأهل الضبط‏.‏ قال صاحب الأفعال‏:‏ يُقال شقّ بصرُ الميت، شقّ الميتُ بصرَه‏:‏ إذا شخص‏.‏ ‏(25)

2/382 وروينا في سنن البيهقي بإسناد صحيح، عن بكر بن عبد اللّه التابعي الجليل قال‏:‏ إذا أغمضتَ الميّتَ فقل‏:‏ بسمِ اللّه، وعلى ملّةِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ وإذا حملته فقل‏:‏ بسم اللّه، ثم سبِّحْ ما دمتَ تحملُه‏.‏ ‏(26)



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!