موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر رويناه في مواقف يوم القيامة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة

حدثن يونس بن يحيى بمكة تجاه الكعبة المعظمة سنة تسع وتسعين وخمسمائة قال:

انا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، انا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر المعروف بابن الخياط المقرئ قال:

قرأ عليّ ابن سهل محمود بن عمر بن إسحاق العكبري، وأنا أسمع، قيل له:

حدثكم أبو بكر محمد بن الحسن النقاس، نبأ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الطبري البروزي، ثنا محمد بن حميد الرازي أبو عبد الله، نبأ سلمة بن صالح، انا القاسم بن الحكم، عن سلام الطويل، عن غياث بن المسيب، عن عبد الرحمن بن غنم، وزيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال:

كنت جالسا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعنده ابن عباس، وحوله عدة جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال علي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في القيامة لخمسين موقفا، كل موقف منها ألف سنة» .

فأول موقف، إذا خرج الناس من قبورهم، يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة، عراة حفاة جياع عطاشا، فمن خرج من قبره مؤمنا بربه، مؤمنا بنبيّه، مؤمنا بجنّته وناره، مؤمن بالبعث والقيامة، مؤمنا بالقضاء والقدر خيره وشره من الله، مصدّقا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه، نجا وفاز وغنم وسعد.

ومن شك في شيء من هذا بقي في جوعه وعطشه وغمّه وكربه ألف سنة، حتى يقضي الله فيه بم يشاء. ثم يساقون من ذلك المقام إلى المحشر، فيقفون على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران، في حر الشمس، والنار عن أيمانهم، والنار عن شمائلهم، والنار من بين أيديهم، والنار من خلفهم، والشمس من فوق رءوسهم، ولا ظل إلا ظل العرش.

فمن لقي الله تبارك وتعالى شاهدا له بالإخلاص، مقرّا بنبيّه صلى الله عليه وسلم، بريئ من الشرك ومن السحر، وبريئا من إهراق دماء المسلمين، ناصحا لله ورسوله، محبّ لمن أطاع الله ورسوله، مبغضا لمن عصى الله ورسوله، استظل تحت ظل عرش الرحمن عز و جل، ونجا من غمّه.

ومن حاد عن ذلك، ووقع في شيء من هذه الذنوب بكلمة واحدة، أو تغيّر قلبه، أو شك في شيء من دينه، بقي ألف سنة في الحر والهمّ والعذاب، حتى يقضي الله فيه بما يشاء. ثم تساق الخلق من النور إلى الظلمة فيقومون في تلك الظلمة ألف عام.

فمن لقي الله تبارك وتعالى لم يشرك به شيئا، ولم يدخل في قلبه شيء من النفاق، ولم يشكّ في شيء من أمر دينه، وأعطى الحق من نفسه، وقال الحق، وأنصف الناس من نفسه، و أطاع الله عز وجل في السر والعلانية، وقضى بقضاء الله، وقنع بما أعطاه الله، خرج من الظلمة إلى النور في مقدار طرفة عين مبيضّا وجهه، وقد نجا من الغموم كلها.

ومن خالف في شيء منها بقي في الغم والعذاب ألف سنة، ثم خرج منها مسودّا وجهه، وهو في مشيئة الله يفعل به ما يشاء. ثم يساق الخلق إلى سرادقات الحساب، وهو عشر سرادقات، يقفون في كل سرادق منها ألف سنة. فيسأل ابن آدم عند أول سرادق منها عن المحارم، فإن لم يكن وقع في شيء منها جاز إلى السرادق الثاني، فيسأل عن الأهواء، فإن كان نجا منها جاز إلى السرادق الثالث، فيسأل عن عقوق الوالدين، فإن لم يكن عاقّا جاز إلى السرادق الرابع، فيسأل عن حقوق من فوّض الله أمرهم إليه، وعن تعليمهم القرآن، وعن أمر دينهم وتأديبهم، فإن كان قد فعل جاز إلى السرادق الخامس، فيسأل عما ملكت يمينه، فإن كان محسنا إليهم جاز إلى السرادق السادس، فيسأل عن حق قرابته، فإن كان قد أدى حقوقهم جاز إلى السرادق السابع، فيسأل عن صلة الرحم، فإن كان وصولا

لرحمه جاز إلى السرادق الثامن، فيسأل عن الحسد، فإن كان لم يكن حاسدا جاز إلى السرادق التاسع، فيسأل عن المكر، فإن لم يكن مكر بأحد جاز إلى السرادق العاشر، فيسأل عن الخديعة، فإن لم يكن خدع أحدا نجا، فنزل في ظل عرش الله عز وجل، مقرّة عينه، فرحا قلبه، ضاحكا فاه. وإن كان قد وقع في شيء من هذه الخصال بقي في كل موقف منه ألف عام، جائعا، عطشا، باكيا، حزينا، مهموما مغموما، لا تنفعه شفاعة شافع. ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بأيمانهم وشمائلهم، فيحبسون عن ذلك في خمسة عشر موقفا:

كل موقف منها ألف سنة. فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات وما فرض الله عليهم في أموالهم، فمن أدّاها كاملة جاز إلى الموقف الثاني. فيسأل عن قول الحق والعفو عن الناس، فمن عفا عفي عنه، وجاز إلى الموقف الثالث. فيسأل عن الأمر بالمعروف، فإن كان أمر بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع. فيسأل عن النهي عن المنكر، فإن كان ناهي عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس. فيسأل عن حسن الخلق، فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس. فيسأل عن الحب في الله، والبغض في الله، فإن كان محبّا في الله، مبغضا في الله عز وجل جاز إلى الموقف السابع. فيسأل عن المال الحرام، فإن لم يكن أخذ شيئا جاز إلى الموقف الثامن. فيسأل عن شرب الخمر، فإن لم يكن شرب من الخمور شيئا جاز إلى الموقف التاسع. فيسأل عن الفروج الحرام، فإن لم يكن أتاها جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن قول الزور، فإن لم يكن قالها جاز إلى الموقف الحادي عشر. فيسأل عن الأيمان الكاذبة، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثاني عشر. فيسأل عن أكل الربا، فإن لم يكن أكله جاز إلى الموقف الثالث عشر. فيسأل عن قذف المحصنات، فإن لم يكن قذف المحصنات جاز إلى الموقف الرابع عشر. فيسأل عن شهادة الزور، فإن لم يكن شهدها جاز إلى الموقف الخامس عشر. فيسأل عن البهتان، فإن لم يكن بهت مسلما نزل تحت لواء الحمد، وأعطي كتابه بيمينه، ونجا من همّ الكتاب وهوله، و حوسب حسابا يسيرا.

وإن كان قد وقع في شيء من هذه الذنوب الكبائر، ثم خرج من الدنيا غير تائب من ذلك، بقي في كل موقف من هذه الخمسة عشر موقفا ألف سنة في الهمّ والغمّ والهول والحزن و الجوع والعطش، حتى يقضي الله عز وجل فيه بما يشاء.

ثم يقام الناس في قراءة كتبهم ألف عام، فمن كان سخيا قدّم ماله ليوم فقره وحاجته وفاقته، قرأ كتابه، وهوّن عليه قراءته وكسي من ثياب الجنة، وتوّج من تيجان الجنة، و أقعد تحت ظل العرش عز وجل آمنا مطمئنا.

وإن كان بخيلا لم يقدّم ماله ليوم فقره وفاقته، أعطي كتابه بشماله، و يقطع له من مقطعات النيران، ويقام على رءوس الخلائق ألف عام في الجوع والعطش و العري والهمّ والغم والحزن والفضيحة، حتى يقضي الله عز وجل فيه بما يشاء. ثم يحشر الناس إلى الميزان، فيقومون عند الميزان ألف عام، فمن رجح ميزانه بحسناته فاز و نجا في طرفة عين، ومن خفّ ميزانه من حسناته، وثقلت سيئاته، حبس عند الميزان ألف عام في الهمّ والغمّ والحزن والعذاب والجوع والعطش، حتى يقضي الله فيه بما يشاء.

ثم يدعى بالخلق إلى الموقف بين يدي الله تبارك وتعالى في اثني عشر موقفا، كل موقف منها مقدار ألف عام، فيسأل في أول موقف عن عتق الرقاب، فإن كان أعتق رقبة أعتق الله رقبته من النار وجاز إلى الموقف الثاني. فيسأل عن القرآن وحقه وقراءته، فإن أتى بذلك تاما جاز إلى الموقف الثالث. فيسأل عن الجهاد، فإن جاهد في سبيل الله محتسبا جاز إلى الموقف الرابع. فيسأل عن الغيبة، فإن لم يكن اغتاب جاز إلى الموقف الخامس.

فيسأل عن النميمة، فإن لم يكن نمّاما جاز إلى الموقف السادس. فيسأل عن الكذب، فإن لم يكن كذابا جاز إلى الموقف السابع. فيسأل عن طلب العلم، فإن كان طلب العلم وعمل به جاز إلى الموقف الثامن. فيسأل عن العجب، فإن لم يكن معجبا بنفسه في دينه أو دنياه أو في شيء من عمله جاز إلى الموقف التاسع. فيسأل عن الكبر، فإن لم يكن تكبّر على أحد جاز إلى الموقف العاشر. فيسأل عن القنوت من رحمة الله عز وجل، فإن لم يكن قنت من رحمة الله عز وجل جاز إلى الموقف الحادي عشر. فيسأل عن الأمن من مكر الله، فإن لم يكن آمن من مكر الله عز وجل جاز إلى الموقف الثاني عشر. فيسأل عن حق جاره، فإن كان أدى حق جاره أقيم بين يدي الله عز وجل قريرا عينه، فرحا قلبه، مبيضّ وجهه، كاسيا، ضاحكا، فرحا، مستبشرا. فيرحب به ربه تبارك وتعالى، ويبشّره برضاه عنه، فيفرح عند ذلك فرحا لا يعلمه أحد إلا الله عز وجل.

فإن لم يأت واحدة منهن تامة، ومات غير تائب، حبس عند كل موقف ألف عام، حتى يقضي الله عز و جل فيه بما يشاء.

ثم يؤمر بالخلائق إلى الصراط، وقد ضربت عليه الجسور على جهنم أرقّ من الشعرة، وأحدّ من السيف، وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام، ولهيب جهنم بجانبه يلتهب، وعليها حسك وكلاليب وخطاطيف. وهي سبع جسور يحشر العباد كلهم عليها، و على كل جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام: ألف عام صعود، وألف عام استواء، و ألف عام هبوط. وذلك قول الله عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ يعني على تلك

الجسور، وملائكة يرصدون الخلق عليها لتسأل العباد عن الإيمان بالله عز وجل، فإن جاء به مؤمنا مخلصا لا شك فيه ولا ريب ولا زيغ، جاز إلى الجسر الثاني. فيسأل عن الصلاة، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الثالث. فيسأل عن الزكاة، فإن جار بها تامة جاز إلى الجسر الرابع. فيسأل عن الصيام، فإن جاء به تام جاز إلى الجسر الخامس. فيسأل عن حجة الإسلام، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر السادس. فيسأل عن الطهر، فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر السابع. فيسأل عن المظالم، فإن لم يكن ظلم أحدا جاز إلى الجنة.

وإن كان قصّر في واحدة منهن جلس على كل جسر منها ألف سنة، حتى يقضي الله فيه بما يشاء.

فقال عبد الرحمن بن غنم: قال عبد الله بن مسعود: فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألسنا يا رسول الله نراك يوم القيامة في هذه المواطن كلها، ولا تغيب عنّا ولا نغيب عنك حتى يفترق الناس إلى الجنة وإلى النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشأن يومئذ أعظم من ذلك، والحوائج إلى الله عز وجل يومئذ أكثر من ذلك. ولكن إذا لم تروني في بعض هذه الحالات فأنا بين يدي الله عز وجل أشفع إلى الله عز وجل وأطلب، أو عند أبواب الجنة أستفتحها، فيفتح لي فأدخلها، فأبشّر خدمكم وغلمانكم وأزواجكم بأنكم على أثري، وآمرهم أن يعدّوا لكم فيستعدوا، فيا لها من بشارات ويا لها من أصوات الجواري، يدعو بعضها بعضا، و الغلمان يسعى بعضهم إلى بعض، والمجامير تسطع في كل ناحية، والأزواج على الأرائك ينظرون، والرجال والنساء يساقون إلى الجنة زمرة زمرة، وإلى الله يضحكون، و لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون. فهنيئا مريئا لعباد الله الصالحين، عباد رب العالمين. والذي نفس محمد بيده، إن الرجل منهم ليستقبله من حين يدخل الجنة من بين وليد ووليدة، وغلام وجارية، وقهرمان وملك من الملائكة، كلّ معه تحفة وطرفة وهدية يتحفونه بها، ويسعون حواليه، وبين يديه أكثر من ثلاثة آلاف كاللؤلؤ والمرجان، ويتلقاه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم فرس و نجيب من ياقوت أحمر وأصفر ومرجان. للخيل صهيل، وللإبل رغاء، ولا يعرقن، ول يرثن، ولا يبلن، ولا يمرضن ولا يهزلن، ولهن أجنحة إذا شاءوا طارت بهم في الجنة، وهنّ في السرعة أسرع من الطيور. وإن في الجنة طيورا لا تؤكل، لها رءوس مثل الجبال، أحسن ما خلق الله خلقا وريشا وأصواتا وكلاما، لكل طير منها سبعون جناحا في منكبه، وإن الطير الواحد منها ليظل الدنيا كلها بجناحه إذا نشره وبسطه، يكونون على غرفهم قياما صفوفا، يسبّحون الله عز وجل ويحمدونه، ويقدّسونه العزيز الجبار بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها، فيطرب أولياء الله بذلك طربا لم يطربوا قبله بشيء مما سمعوا، ما خلا كلام الرحمن الملك

الجبار، فإنه يسمعهم كلامه، ويكلمهم ويناديهم، ويقول لهم: سلام عليكم عبادي، ومرحبا بكم، حيّاكم الله، سلام عليكم من الرحمن الرحيم الحي القيوم. طبتم فادخلوها خالدين، طابت لكم الجنة، فطيّبوا أنفسكم بالنعيم المقيم، و الثواب من الكريم والخلود الدائم. أنتم المؤمنون الآمنون، وأنا الله المؤمن المهيمن، شققت لكم اسما من أسمائي، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون. أنتم أوليائي، و جيراني، وأصفيائي، وخاصتي، وأهل محبتي. وفي داري سلام عليكم يا معشر عبادي المسلمين. أنتم المسلمون، وأنا السّلام، وداري دار السلام. سأريكم وجهي، كم سمعتم كلامي، فإذا تجلّيت لكم وكشفت عن وجهي الحجب فاحمدوني، وادخلوا إلى داري غير محجوبين عني بسلام آمنين، فأقدموا عليّ، واجلسوا حولي حتى تنظروا إليّ و تروني من قريب، فأتحفكم بتحفتي، وأجيزكم بجوائزي، وأخصّكم بنوري، وأغشيكم بجمالي، وأهب لكم من ملكي، وأفاكهكم بضحكي، وأغلفكم بيدي، وأشممكم روحي.

أنا ربكم الذي كنتم تعبدوني ولم تروني، وتدعوني، وتحبوني، وتخافوني.

فو عزّتي، وجلالي وكبريائي، وعلوّي، وبهائي، وسنائي، إني عنكم راض، وأحبّ م تحبون، ولكم عندي ما تشتهي أنفسكم، وتلذّ أعينكم، ولكم عندي ما تدعون، وم شئتم، وكلما شئتم أشاء. فسلوني، ولا تختشوا، ولا تستحيوا، ولا تستوحشوا، وإني أنا الله، الجواد، الغني، المليء، الوفيّ الصادق.

وهذه داري وقد أسكنتموها، وجنّتي قد أبحتكموها، ونفسي قد أريتكموها. وهذه يدي ذات الندى والظلّ، مبسوطة ممتدة عليكم، لا أقبضها عنكم، وأنا أنظر إليكم، لا أصرف بصري عنكم، فاسألوني ما شئتم واشتهيتم، فقد آنستكم بنفسي، وأنا لكم جليس وأنيس. فلا حاجة ولا فاقة بعد هذا، ولا بؤس، ولا مسكنة، ولا ضعف، ولا هرم، ولا سخط، و لا حرج، ولا تحويل أبدا سرمدا. نعيمكم نعيم الأبد، وأنتم الآمنون، المقيمون، الماكثون، المكرمون، المنعمون. وأنتم السادة الأشراف الذين أطعتموني، واجتنبتم محارمي، فارفعوا إليّ حوائجكم أقضيها لكم، وكرامة، ونعمة» .

قال: «فيقولون: ربنا ما كان هذا أملنا، ولا أمنيتنا، ولكن حاجتنا إليك النظر إلى وجهك الكريم أبدا أبدا، ورضاء نفسك عنّا.

فيقول لهم العليّ الأعلى، مالك الملك، السخي الكريم، تبارك وتعالى: فهذا وجهي بارز إليكم أبدا سرمدا، فانظروا إليه، وأبشروا، فإن نفسي عنكم راضية، فتمتعوا، وقومو إلى أزواجكم فعانقوا وأنكحوا، وإلى ولائدكم ففاكهوا، وإلى غرفكم فادخلوا،

و إلى بساتينكم فتنزّهوا، وإلى دوابكم فاركبوا، وإلى فرشكم فاتكئوا، وإلى جواريكم و سراريكم في الجنان فاستأنسوا، وإلى هداياكم من ربكم فاقبلوا، وإلى كسوتكم فالبسوا، وإلى مجالسكم فتحدثوا. ثم قيلوا قائلة لا نوم فيها، ولا غائلة في ظلّ ظليل، وأمن مقيل، ومجاورة الجليل، ثم روحوا إلى نهر الكوثر والكافور والماء المطهّر والتسنيم والسلسبيل والزنجبيل، فاغتسلوا وتنعّموا، طوبى لكم وحسن مآب. ثم روحوا، فاتكئوا على الرفارف الخضر، والعبقري الحسان، والفرش المرفوعة، و الظلّ الممدود، والماء المسكوب، والفاكهة الكثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة» .

ثم تل رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ أَصْحابَ اَلْجَنَّةِ اَلْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وأَزْواجُهُمْ فِي ظِللٍ عَلَى اَلْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ ولَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ » .

ثم تل هذه الآية: أَصْحابُ اَلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً .


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!