موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

35 - شرح التجلي تجلي التسليم

 

 


35 - متن نص تجلي التسليم :

لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق فإن لهم القدم الكبير في الغيوب وإن كانوا غير عارفين وعلى غير بصيرة بذلك .

ولذلك يحكمون بالظنون وإن كانت علوماً في أنفسها حقاً وما بينهم وبين الأولياء أصحاب المجاهدات إذا اجتمعوا في الحكم إلا اختلاف الطريق .

وكان غاية أولئك الكشف فكان ما أتوا به علماً في نفسه علماً لهم فدعو إلى الله في ذلك الحكم على بصيرة .

قال عليه السلام في تلاوته القرآن : " أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي " [يوسف : 108] .

وهم أهل المجاهدات الذين اتبعوه في أفعاله أسوة واقتداء فأوصلهم ذلك الإتباع إلى البصيرة وكان غاية المجتهدين غلبة الظن .

فكان ما أتوا به علماً في نفسه ظناً لهم فدعوا إلى الله على بصيرة .

فلهم حظ في الغيوب مقرر ولهم شرع منزل " من حيث لا يعلمون " .

- 35 إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :

" قال الشيخ في نص هذا التجلي : "لا تعترضوا على المجتهدين. . من حيث لا يعلمون".

فسمعته يقول في أثناء الشرح، عند قوله : "فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب وإن كانوا على غير بصيرة".

ما هذا معناه : أي لكونهم يستنبطون الحكم على طريق غلبة الظن . وقد قرر الله تعالى حكمهم وثبته وجعله علما صحيحا في نفسه .

فهم وإن لم يقطعوا بأن ذلك الحكم مراد الله تعالی من دون جميع الأحكام التي تقبلها تلك المسألة، بل غلبوا ظنونهم به .

فإن الحق جعل ذلك حكمه وقرر تلك الغلبة الظنية . وأما العارفون فعلموا حكم الله تعالى على بصيرة، لكون الحق کشف لهم عن ذلك من اللوح المحفوظ، وعاينوا ذلك مثبوتة .

فأمر الولي أن لا ينكر على علماء الرسوم علمهم لكونهم لم يصلوا إلى هذ الكشف الذي لم ينل بالسعايات، إنما هو من مواهب الله تعالى، فلعلماء الرسوم حظ من الغيوب وشرع منزل من حيث لا يعلمون .

فعلماء الرسوم أقرب إلى الرسالة لأنهم أخذوا من الملك وحيه، من حيث ل يشعرون . وأخذ العارف من الحق سبحانه من غير واسطة، أو یکاشف بها في اللوح المحفوظ .

ولا يصح للعارف أن يتلقى حكما شرعية من الملك على الكشف، لكون هذه الرتبة رتبة الرسالة والنبوة فإن أخذ الولي الحكم عن الملك، كما يأخذه

الفقيه من وراء حجاب، فهو في ذلك الحكم كالفقيه . وهذه مسألة مفيدة" .

- 35 شرح تجلي التسليم

- 256 مقتضى هذا التجلي إذعان نفس العارف لتقليد المجتهدين وإن كان ما أتى به علما في نفس الأمر علما له ؛ وما أتي به المجتهد علما في نفس الأمر ظنا له .

فإن العارف إذا أخذ من الله بلا واسطة، أو شاهد ما ثبت في اللوح المحفوظ، لا جائز له أن يجعل ذلك شرعا مالم يأخذ من طريق النبوة .

ومأخذ المجتهد هو الوحي المنزل في نفس الأمر؛ فجاز له أن يأخذه شرعا له، فإنه أخذ من طريق النبوة .

فالمجتهد أقرب من الرسالة من العارف ؛ فإنه أخذ من النبوة بلا واسطة . والعارف أخذ من الله کشفة، أو من اللوح مطالعة ؛ ثم أخذ من النبوة بواسطة الحق واللوح على بصيرة من ربه .

وما أخذه العارف کشفا، لا جائز له أن يحكم به على نفسه وغيره . وما أخذه المجتهد من الوحي بلا واسطة من النبوة، جاز له أن يحكم به على نفسه وغيره . فإن ذلك أحكام تستفاد من الوحي استنباط، بلا واسطة، فعلى هذا لا بد للعارف أن يقلد المجتهد ولا يأبي عن تقليده .

ولذلك قال قدس سره :

-257 ( لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق) عم هو العلم في نفس الأمر، (فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب) فإنهم يطلعون على مراد الله، فيما أنزل وحية، وعلى مراد النبي فيما يشرع أمرا ونهي (وإن كانوا غير عارفين) في اطلاعهم (وعلى غير بصيرة بذلك) وكشف موصل إلى يقين، ولا تصادمه الشبه (ولذلك يحكمون بالظنون وإن كانت ظنونهم في نفس الأمر (علوما في أنفسها حقا. وما بينهم وبين الأولياء أصحاب المجاهدات إذ اجتمعوا في الحكم، إلا اختلاف الطريق، فكان غاية أولئك) الأولياء ( الكشف، فكان ما أتوا به علما في نفسه علما لهم ؛ فدعوا إلى الله في ذلك الحكم على بصيرة .

قال عليه السلام في تلاوته القرآن:" أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " [يوسف/108] وهم أهل المجاهدات الذين اتبعوه في أفعاله أسوة واقتداء ؛ فأوصلهم ذلك الاتباع إلى البصيرة .

وكان غاية المجتهدين غلبة الظن، فكان ما أتوا به علما في نفسه ظنا لهم ؛ فدعوا إلى الله تعالى على غير بصيرة .

فلهم حظ في الغيوب مقرر، ولهم شرع منزل) منه (من حيث لا يعلمون) .

.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!