موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

18 - شرح تجلي السماع والنداء

 

 


18 - متن تجلي السماع والنداء

فتق الأسماع نداء الأمر فأدركت بالعرض نغمات الحبيب، فسمعت فطابت فتحركت عن وجدٍ صادقٍ فوجدت فحمدت فحصلت لطائف الأسرار وعوارف المعارف ولذات المشاهد والمواقف فرجت إلى وجودها فتصرفت على قدر شهودها .

18 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
 « قال إمامنا قدس الله سره في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذ معناه :
إنما قلنا في هذا التجلي  «فتق الأسماع نداء الأمر»  و قیدناه بالأمر، لكون الإنسان في بعد العدم والنداء إشارة على رأس البعد.

وإذا حصل التجلي في مرتبة ما وحصل الخطاب فيها، فهل ذلك نداء أمر أم كلام ؟ فيقال إن خطاب تلك النسبة الخاصة التي أعطت التجلي، إنما يكون كلاما لا نداء فإن حصل لها نداء في هذه الحضرة فإنما هو عن نسبة أخرى لم يظهر لها مرتبتها.

قال الشيخ : وهاهنا سؤال، وهو أنه إذا كانت في مرتبة تجل ما، ثم نوديت في تلك المرتبة بنداء منبعث من نسبة أخرى، فهل تشتغل بذلك عما هي فيه من مشاهدة التجلي الذي لها فيه الكلام والشهود؟
فيقال : لما كان الحق تعالى لا يشغله شأن عن شأن وفطر هذه اللطيفة على صورته، كان لها مضاهاة في هذا الوصف وكان عندها قبول لذلك النداء بحيث لا تشتغل بشأن النداء عن الكلام أو بشأن الشهود عن شأن آخر.
إذ حقيقتها قابلة لجميع الأشياء بذاتها، فلها نسب إلى جميع الأشياء . والله أعلم .

ثم قال الشيخ في أصله المشروح :  «فأدركت بالعرض نغمات الألحان والأصوات الحسان فحنت حنين الكئيب إلى حضرة الحبيب، فسمعت فطابت فتحركت عن وجد صادق فوجدت فخمدت، وحصلت لطایف الأسرار وعوارض المعارف ولذات المشاهد والمواقف، فرجعت إلى وجودها فتصرفت على قدر شهوده» .
قال إمامنا في شرحه : فلما فتق سمعها انبسط بالقوة على كل مسموع، على اختلاف ضروب المسموعات فلو كان السمع يدرك بذاته لكان يدرك أولا وأبدا .
فلما رأيناه لم يسمع إلا بعد التوجه الخاص إليه علمنا أن هذا الوصف، وكل وصف، استفاده من غيره وهو الحق سبحانه ومن هذا تظهر لك لطيفة  «كنت سمعه وبصره" .
ثم السماع على درجات : فالمتحقق بسماع نداء الحق هو الذي ينبسط على كل مسموع ولا يحجب عنه فهم شيء منها .

فهذا قد خرق حجاب الطبيعة وصار سمعه مطلقة . ومن لم يكن كذلك، وكان مقيدة بعالم الطبيعة، فمرتبته التقييد في هذه الصفة . "والله يقول الحق".

18 - شرح تجلي السماع والنداء

200 - النداء إنما يقع عن رأس البعد الإشارة . ولم كانت الأعيان الإنسانية في أدنى أغوار بعد العدم، لم يفتق أسماعها، التي قبلت الوجود أولا، إلا نداء الأمر بكلمة الحضرة .
ولذلك قال قدس سره : (فتق الأسماع نداء الأمر) أولا، بإفاضة الوجود عليها، ثم فتقها بنداء سبق العناية، عند عودتها إلى محتدها الأصلي، في التجلي القاضي بالرجوع إليه.
وربما أن يعطي التجلي سماع الكلام من حيثية نسبة خاصة ؛ ويعطي سماع النداء من حيثية نسبة أخرى، معلومة أو مجهولة .
فشأن الإنسان المفطور على الصورة سماع النداء والكلام مع بنسبتين مختلفتين، كشأن الحق الذي لا يشغله شأن عن شأن .
وكذا شأنه في شهود الحقائق، مع اختلاف نسبها .

ثم قال :

201 - (فأدركت بالعرض نغمات الألحان والأصوات الحسان) هذا، إذا انبسط سمعه، بظهوره في المحتد ذي المكانة الوسعی، على كل مسموع، وذلك هو السماع المطلق فالمسموعات على ضروب شتى ؛ والسماع بحسبها على درجات.

فإذن تعرض للمسموعات على اختلاف ضروبها نغمات الألحان والأصوات الحسان، كعروضها على أصوات الأوتار في مواقع النقرات فلولا وجود الفتق، بنداء الأمر أولا، لما اتصلت الأسماع في التجليات بالمسموعات أصلا قال قدس سره في بعض أماليه :  «لو كان السمع يدرك بذاته لكان يدرك أزلا وأبدا .
فلما رأيناه لم يسمع إلا بعد التوجه الخاص إلى المسموع، علمنا أن هذا الوصف وكل وصف إنما استفاده من غيره هو الحق تعالی . ومن هنا يظهر لك لطيفة "كنت سمعه وبصره". إلى هنا نص كلامه .

ثم قال :

202 - (فحنت) أي الأسماع بسماع نغمات الألحان، عند انبساطها على المسموعات الجمة، (حنين الكئيب) المحصور في مهواة البعد، (إلى حضرة الحبيب) فاستمرت على حنينه (فسمعت) الألحان على اختلاف ضروبها، (فطابت فتحركت) تحرك المجذوب إلى الجاذب، كحركة الإبريز في البوطقة على النار، عند قرب خلاصه من المعدن الغريب المخالط له ؛ وهي حركة دورية (عن وجد صادق) غير مشوب بالخلطات الطبيعية، كالنار الموقدة لتخليص الإبريز.

203 - (فوجدت) وطاشت وانغمرت في وجدها فغابت عن وجودها فغشيها الذهول ثم الذهول عن الذهول.
ثم استشعرت بنزل الكرامة الوارد عليها من أفق صحو المعلوم ؛ (فخمدت) عليها لفحات وجدها فأفاقت ( فحصلت ) بعد الإفاقة من نتائج الحال ما يشهد بصدق وجدها من (لطائف الأسرار) الشهودية، (وعوارف المعارف) الكشفية، (ولذات المشاهد) في أطوار الجمع والتفصيل والتجريد، (و) لذات (المواقف) وهي محل استواء محكمي ظاهر الوجود وباطنه؛ فهي قاضية بتحقيق الإشراف على الكمال الوسطي، فهي والمطلع والمشترف بمعنى واحد عرفة.

204 - (فرجعت) عن فرط الذهول الناشئ من مصادفة الوجد ( إلى وجودها ) بطلوع شارق الصحو المفيق، (فتصرفت) حالتئذ "حينئذ" بالتدبير الأعم أو الأخص، (علی قدر شهوده) فهو، قدس سره، في تحرير حكم هذا التجلي حمل حكم الكل الذي هو الإنسان على الجزء الذي هو السمع.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!