موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 ١  ٢  كتاب نقش الفصوص  ٢ 

للشيخ العلامة محيى الدين ابى عبد اللّه محمد

ابن على بن العربى رحمه اللّه

الطبعة الاولى بمطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية

حيدرآباد الدكن

صانها اللّه تعالى عن جميع البلايا و الآفات و الشرور و الفتن

سنة  ١٣۶٧  ه‍ سنة  ١٩۴٨  م

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

اللهم بارك علّى و تممه

فص- ١ -حكمة الهية فى كلمة آدمية-

اعلم ان الاسماء الحسنى تطلب بذواتها وجود العالم فاوجد اللّه العالم جسدا مسوى و جعل روحه آدم عليه السلام و اعنى بآدم وجود العالم الانسانى و علمه الاسماء كلها فان الروح هو مدبر البدن بما فيه من القوى و كذلك الاسماء للانسان الكامل بمنزلة القوى و لهذا يقال فى العالم انه الانسان الكبير و لكن بوجود الانسان فيه و كان الانسان مختصرا من الحضرة الالهية و لذلك خصه بالصورة فقال

ان اللّه خلق آدم على صورته و فى رواية على صورة الرحمن .

و جعله اللّه العين المقصودة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الانسانى و لهذا تخرب الدنيا بزواله و تنتقل العمارة الى

 ٢ الآخرة من اجله فهو الاول بالقصد و الآخر بالايجاد و الظاهر بالصورة و الباطن بالسورة اى المنزلة فهو عبد اللّه و رب بالنسبة للعالم ولد لك جعله خليفة و ابناءه خلفاء و لهذا ما ادعى احد من العالم الربوبية الا الانسان لما فيه من القوة و ما احكم احد من العالم مقام العبودية فى نفسها الا الانسان فعبد الحجارة و الجمادات التى هى انزل الموجودات فلا اعز من الانسان بربوبيته و لا اذل منه بعبوديته فان فهمت فقد ابنت لك عن المقصود بالانسان فانظر الى عزته بالاسماء الحسنى و طلبها اياه تعرف عزته و من ظهوره بها تعرف ذلته فافهم و من هنا تعلم انه نسخة من الصورتين الحق و العالم.

فص- ٢ -حكمة نفثية فى كلمة شيثية-

اعلم ان عطيات الحق على اقسام، منها انه يعطى لينعم خاصة من اسمه الوهاب و هى على قسمين هبة ذاتية و هبة اسمائية، فالذاتية لا تكون الا بتجل للاسماء و اما الاسمائية فتكون مع الحجاب و لا يقبل القابل هذه الأعطية الا بما هو عليه من الاستعداد و هو قوله (و أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) فمن ذلك الاستعداد قد يكون العطاء عن سؤال بالحال لابد منه او عن سؤال بالقول، و السؤال بالقول على قسمين، سؤال بالطبع، و سؤال امتثال للامر الالهى، و سؤال بما تقتضيه الحكمة و المعرفة لانه امير مالك يجب عليه ان يسعى فى ايصال كل ذى حق الى حقه مثل قوله، ان لأهلك عليك حقا و لنفسك و لعينك و لزورك،

 ٣ الحديث.

فص- ٣ -حكمة سبوحية فى كلمة نوحية-

التنزيه من المنزه تحديد للمنزه اذ قد ميزه عما لا يقبل التنزيه فالاطلاق لمن يجب له هذا الوصف تقييد فما ثم الا مقيد اعلاه باطلاقه.

و اعلم ان الحق الذى طلب من العباد أن يعرفوه هو ما جاءت به ألسنة الشرائع فى وصفه فلا يتعداه عقل قبل ورود الشرائع فالعلم به تنزيهه عن سمات الحدوث فالعارف صاحب معرفتين باللّه معرفة قبل ورود الشرائع و معرفة تلقاها من الشرائع و لكن شرطها ان يرد علم ما جاءت به الى اللّه فان كشف له عن العلم بذلك فذلك من باب العطاء الالهى الذاتى و قد تقدم فى شيث.

فص- ۴ -حكمة قدوسية فى كلمة ادريسية-

العلو علو ان علو مكان مثل قوله (اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ) و العما و السما و علو مكانه (كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ) و الناس بين علم و عمل فالعمل للمكان و العلم للمكانة، و اما علو المفاضلة فقوله (وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ) (وَ اَللّٰهُ مَعَكُمْ) فهذا راجع الى تجليه فى مظاهره فهو فى تجل ما اعلى منه فى تجل آخر مثل (كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  ١ ) و مثل (إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ) و مثل، جعت فلم تطعمنى.

فص- ۵ -حكمة مهيمنية فى كلمة ابراهيمية-

لا بد من

 ١ ) كذا فى الاصل.

 ۴ اثبات عين العبد و حينئذ يصح ان يكون الحق سمعه و بصره و لسانه و يده و رجله فعم قواه و جوارحه بهويته على المعنى الذى يليق به و هذه نتيجة حب النوافل و اما حب الفرائض فهو ان يسمع الحق بك و يبصربك و النوافل تسمع به و تبصر به فقدرك بالنوافل على قدر استعداد المحل و تدرك بالفرائض كل مدرك فافهم.

فص- ۶ -حكمة حقية فى كلمة اسحاقية-

اعلم ان حضرة الخيال هى الحضرة الجامعة الشاملة لكل شىء و غير شىء فلها على الكل حكم التصوير و هى كلها صدق-و تنقسم قسمين، قسم يطابق لما صورته الصورة من خارج و هو المعبر عنه بالكشف، و قسم غير مطابق و فيه يقع التعبير و الناس هنا على قسمين، عالم و متعلم، و العالم يصدق فى الرؤيا، و المتعلم يصدق الرؤيا حتى يعلمه الحق ما اراد بتلك الصورة التى حل له.

فص- ٧ -حكمة علية فى كلمة اسماعيلية-

وجود العالم الذى لم يكن ثم كان يستدعى نسبا كثيرة فى موجده او اسما ما شئت فقل لا بد من ذلك و بالمجموع يكون وجود العالم فالعالم موجود عن احدى الذات منسوب اليها احدية الكثرة من حيث الاسماء لان حقائق العالم تطلب ذلك منه ثم العالم ان لم يكن ممكنا فما هو قابل للوجود فما وجد العالم الا عن امرين، عن اقتدار الهى منسوب اليه ما ذكرناه، و عن قبول فان المحال لا يقبل التكوين

 ۵ و لهذا قال تعالى عند قوله (كُنْ) قال (فَيَكُونُ) فنسب الى العالم من حيث قبوله.

فص- ٨ -حكمة روحية فى كلمة يعقوبية-

الدين عند اللّه الاسلام و معناه الانقياد و من طلب منه امرا فانقاد الى الطالب فيما طلب فهو مسلم فافهم فانه نسرى  ١ و الدين دينان دين مامور به.

و هو ما جاءت به الرسل و دين معتبر و هو الابتداع الذى فيه تعظيم الحق فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان اللّه فقد افلج و الامر الالهى امران-امر بواسطة فما فيه من الامر الالهى الا صيغته واسطة و هو الذى لا يتصور مخالفته و بالواسطة قد يخالف و ليس و امر بلا المامور بلا واسطة و الا لكان خاصة لا الموجود.

فص- ٩ -حكمة نورية فى كلمة يوسفية-

النور يكشف و يكشف به و أتم الانوار و اعظمها نفوذ النور الذى يكشف به ما اراد اللّه بالصور المتجلية المرئية فى النوم و هو التعبير لان الصورة الواحدة تظهر له معان كثيرة مختلفة يراد منها فى حق صاحب الصورة معنى واحد فمن كشف بذلك النور فهو صاحب النور فان الواحد يؤذن فيحج و آخر يؤذن فيسرق و صورة الاذان واحدة و آخر يؤذن فيدعو الى اللّه على بصيرة و الآخر يؤذن فيدعو الى ضلالة.

فص- ١٠ -حكمة احدية فى كلمة هودية-

غايات الطرق كلها

 ١ ) كذا فى الاصل

 ۶ الى اللّه و اللّه غايتها فكلها صراط مستقيم لكن تعبدنا اللّه بالطريق الموصل الى سعادتنا خاصة و هو ما شرعه لنا فللأول (وسعت رحمته كل شىء) فالمآل الى السعادة حيث كان العبد و هو الوصول الى الملائم و من الناس من نال الرحمة من عين المنة و منهم من نالها من حيث الوجوب و نال سبب حصولها من عين المنة، و اما المتقى فله حالان حال يكون فيه وقاية للّه من المذام و حال يكون اللّه له وقاية فيه و هو معلوم.

فص- ١١ -حكمة فتوحية فى كلمة صالحية-

لما اعطت الحقائق ان النتيجة لا تكون الا عن الفردية و الثلاثة اول الافراد جعل اللّه ايجاد العالم عن نفسه و ارادته و قوله، و العين واحدة و النسب مختلفة، فقال (إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) و لا يحجبنك تركيب المقدمات فى النظر فى المعقولات فانها و ان كانت اربعة فهى ثلاثة لكون المفرد الواحد من الاربعة يتكرر فى المقدمتين فافهم فالتثليث معتبر فى الانتاج و العالم نتيجة بلا شك.

فص- ١٢ -حكمة قلبية فى كلمة شعيبية-

اعلم ان القلب و ان كان موجودا من رحمة فانه اوسع من رحمة اللّه لان اللّه اخبر أن قلب العبد وسعه و رحمته لا تسعه فانها لا يتعلق حكمها الا بالحوادث و هذه مسئلة عجيبة ان عقلت و اذا كان الحق كما ورد فى الصحيح

 ٧ يتحول فى الصور مع انه فى نفسه لا يتغير من حيث هو فالقلوب له كاشكال الاوعية للماء يشكل بشكلها مع كونه لا يتغير عن حقيقته فافهم أ لا ترى ان الحق كل يوم هو فى شان كذلك القلب يتقلب فى الخواطر و لذلك قال (إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ) و لم يقل، عقل، لأن العقل يتقيد بخلاف القلب فافهم.

فص-- ١٣ --حكمة ملكية فى كلمة لوطية-

قال اللّه تعالى (اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً) فالضعف الاول بلا خلاف ضعف المزاج فى العموم و الخصوص و القوة التى بعده قوة المزاج و ينضاف اليه فى الخصوص قوة الحال، و الضعف الثانى ضعف المزاج و ينضاف اليه فى الخصوص ضعف المعرفة اى المعرفة باللّه بضعفه حتى يلصقه بالتراب فلا يقدر على شىء فيصير فى نفسه عند نفسه كالصغير عند امه الرضيع و لذلك قال لوط (أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ) يريد القبيلة و

يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لرحم اللّه لوطا لقد كان يأوى الى ركن شديد ، يريد ضعف المعرفة فالركن الشديد هو الحق مدبره و مربيه.

فص-- ١۴ --حكمة قدرية فى كلمة عزيرية--

للّه الحجة البالغة على خلقه لانهم المعلومون و المعلوم يعطى العالم ما هو عليه فى نفسه و هو العلم و لا اثر للعلم فى المعلوم فما حكم على

 ٨ المعلوم الا به و اعلم ان كل رسول نبى و كل نبى ولى و كل رسول ولى.

فص- ١۵ -حكمة نبوية فى كلمة عيسوية-

من خصائص الروح انه ما يمر على شىء الا حيى ذلك الشيىء و لكن اذا حيى يكون تصرفه بحسب مزاجه و استعداده لا بحسب الروح فان الروح قدسى ألا ترى ان النفخ الالهى فى الاجسام المسواه مع نزاهته و علو حضرته كيف يكون تصرفه بقدر استعداد المنفوخ فيه ألا ترى السامرى لما عرف تأثير الارواح كيف قبض فخار العجل فذلك استعداد المزاج.

فص-- ١۶ --حكمة رحمانية فى كلمة سليمانية-

لما كانت له من حيث لا يشعر قالت بالقوة فى كتاب سليمان انه كِتٰابٌ كَرِيمٌ و ما ظهر آصف بالقوة على الاتيان بالعرش دون سليمان الا ليعلم الحق ان شرف سليمان عظيم اذ كان لمن هو حسنة من حسناته له هذا الاقتدار و لما قالت فى عرشها (كَأَنَّهُ هُوَ) عثور على علمها بتجديد الخلق فى كل زمان فأتت بكاف التشبيه و اراها صرح القوارير كأنه لجة و ما كان لجة كما ان العرش المر بى ليس عين العرش من حيث الصورة و الجوهر واحد و هذا سار فى العالم كله و الملك الذى لا ينبغى لأحد من بعده الظهور بالمجموع على طريق التصرف فيه تسخير الرياح تسخير الارواح النارية لانها ارواح فى رياح بغير حساب

 ٩ لست محاسبا عليها.

فص-- ١٧ --حكمة وجودية فى كلمة داودية-

وهب لداود فضلا معرفة به لا يقتضيها عمله فلو اقتضاها عمله لكانت جزاء، و وهب له فضلا سليمان عليه السلام فقال (وَ وَهَبْنٰا لِدٰاوُدَ سُلَيْمٰانَ) و بقى قوله (لَقَدْ آتَيْنٰا دٰاوُدَ مِنّٰا فَضْلاً) هل هذا العطاء جزاء او بمعنى الهبة و قال (وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ اَلشَّكُورُ) ببنية المبالغة ليعلم شكر التكليف و شكر التبرع فشكر التبرع

أ فلا أكون عبدا شكورا ، قول النبى عليه السلام و شكر التكليف ما وقع به الامر مثل و اشكروا اللّه و اُشْكُرُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ و بين الشكرين ما بين الشكورين لمن غفل عن اللّه، و داود منصوص على خلافته و الامامة و غيره ليس كذلك، و من اعطى الخلافة فقد اعطى التحكم و انتصرف فى العالم ترجيع الجبال معه بالتسبيح و الطير توذن بالموافقة فموافقة الانسان له اولى.

فص-- ١٨ --حكمة نفسية فى كلمة يونسية-

عادت بركته على قومه لأن اللّه اضافهم اليه و ذلك لغضبه فكيف لو كان فيه حاله حال الرضا فظن باللّه خيرا فنجاه من الغم وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ يعنى الصادقين فى احوالهم و من لطفه انبت عليه شجرة من يقطين اذ خرج كالفرخ فلو نزل عليه الذباب اذاه لما ساهمهم ادخل نفسه فيهم فعمت الرحمة جميعهم.

 ١٠ 

فص-- ١٩ --حكمة غيبية فى كلمة ايوبية-

لما لم يناقض الصبر الشكوى الى اللّه و لا قاوم الاقتدار الالهى لصبره و علم هذا منه اعطاه اللّه اهله و مثلهم معهم و ركض برجله عن امر ربه فازال بتلك الركضة آلامه و نبع الماء الذى هو سر الحياة السارية فى كل حى طبيعى فمن ماء خلق و به يرى فجعله رحمة له و ذكرى لنا و له و رفق به فيما نذره تعليما لنا ليتميز فى الموفين بالنذر و جعلت الكفارة فى امة محمد صلى اللّه عليه و سلم لسترهم عما يعرض لها من العقوبة فى الحنث و الكفارة عبادة و الامر بها امر بالحنث اذ رأى خيرا مما حلف عليه فراعى الايمان و ان كان فى معصيته فانه ذاكر للّه فيطلب العضو الذاكر نتيجة ذكره اياه و كونه فى معصية او طاعة حكم آخر لا يلزم الذاكر منه شىء.

فص-- ٢٠ --حكمة جلالية فى كلمة يحيوية-

انزله منزلته فى الاسماء فلم يجعل له من قبل سميا فبعد ذلك وقع الاقتداء به فى اسمه ليرجع اليه و آثرت فيه همة ابيه لما اشرب قلبه من مريم و كانت منقطعة من الرجال فجعله حصورا بهذا التخيل و الحكماء عثرت على مثل هذا فاذا جامع احد اهله فليخيل فى نفسه عند انزاله الماء افضل الموجودات فان الولد ياخذ من ذلك بحظ وافر إن لم ياخذ كله.

فص-- ٢١ --حكمة مالكية فى كلمة زكرياوية-

لما فاز

 ١١ زكريا برحمة الربوبية ستر نداءه ربه عن اسماع الحاضرين فناداه بسره فانتج من لم تجر العادة بانتاجه فان العقم مانع و لذلك قال الريح العقيم و فرق بينها و بين اللواقح و جعل اللّه يحيى ببركة دعائه وارث ما عنده فاشبه وارث جماعة من آل ابراهيم.

فص-- ٢٢ --حكمة ايناسية فى كلمة الياسية-

يقول احسن الخالقين و يقول اللّه (أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاٰ يَخْلُقُ) فخلق الناس التقدير و هذا الخلق الآخر الايجاد.

فص-- ٢٣ --حكمة احسانية فى كلمة لقمانية-

لما علم لقمان ان الشرك ظلم عظيم للشريك مع اللّه فهو من مظالم العباد و له الوصايا بالجناب الالهى وصايا المرسلين و شهد اللّه له بانه اتاه الحكمة فحكم بها نفسه و جوامع الخير.

فص-- ٢۴ --حكمة امامية فى كلمة هارونية-

هارون لموسى بمنزلة نواب محمد صلى اللّه عليه و سلم بعد انفصاله الى ربه فلينظر الوارث من ورث و فيما استنيب فتعينه صحة ميراثه ليقوم فيه مقام رب المال فمن كان على اخلاقه فى تصرفه كان كأنه هو.

فص-- ٢۵ --حكمة علوية فى كلمة موسوية-

سرت اليه حياة كل من قتله فرعون من اجله ففراره لما خاف انما كان لابقاء حياة المقتولين فكأنه فى حق الغير فاعطاه اللّه الرسالة و الكلام و الامامة التى هى الحكم كلمه اللّه فى غير حاجته لاستفراغ همه

 ١٢ فيها فعلمنا ان الجمعية مؤثرة و هو الفعل بالهمة و لما علم علم من علم مثل هذا ضلّ عن طريق هداه حين اهتدى غيره به فاقامه مقام القرآن فى المثل المضروب فقال (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ اَلْفٰاسِقِينَ) وهم الخارجون عن طريق الهدى الذى فيه.

فص-- ٢۶ --حكمة صمدية فى كلمة خالدية-

جعل آيته بعد انتقاله الى ربه فأضاع آلائه و اضاع قومه فأضاعوه و لهذا

قال صلى اللّه عليه و سلم فى ابنته مرحبا بابنته نبى اضاعه قومه و ما اضاعه الا بنوه حيث لم يتركوا الناس ينبشونه لما يطرأ على العرب من العار المعتاد.

فص-- ٢٧ --حكمة فردية فى كلمة محمدية-

معجزته القرآن و الجمعية اعجاز على امر واحد لما هو الانسان عليه من الحقائق المختلفة كالقرآن بالآيات المختلفة بما هو كلام اللّه مطلقا و بما هو كلام اللّه و حكاية اللّه فمن كونه كلام اللّه مطلقا هو معجز و هو الجمعية و على هذا يكون جمعية الهمة (وَ مٰا صٰاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) أى ما ستر عنه شىء (و لا بِضَنِينٍ) فما بخل بشىء مما هو لكم و لا بظنين اى ما يتهم فى انه بخل بشىء من اللّه هو لكم الخوف مع الضلال قال (مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَ مٰا غَوىٰ) اى ما خاف فى حيرته لانه من علم ان الغاية فى الحق هى الحيرة فقد اهتدى فهو صاحب هدى و بيان فى اثبات الحيرة.

و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و صحبه اجمعين و سلم  ١ .

 ١ ) بهامش صف-الحمد للّه بلغ مقابلة بحمد اللّه و توفيقه.

 


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!