موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الأشواق:[1]

هي بنت العراق بنت إمامي

وأنا ضدّها سليل يماني

وفي ذلك الكتاب يقول الشيخ الأكبر في شرحه لهذا البيت أن أهل اليمن يتميّزون بالإيمان والحكمة ورقّة الأفئدة، وذلك من "نَفَس الرحمن" وفي ذلك إشارة للحديث النبوي: "إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن".[2] وقد خصص الشيخ رضي الله عنه الباب التاسع والأربعين من الفتوحات المكية لهذا الحديث، لا سيما وأنه هو نفسه يُنسب للأنصار من جهة أمه كما سنرى في الفصل القادم، وقد كان الأنصار تنفيسا للشدة والضيق التي كان بهما النبي صلّى الله عليه وسلّم في بداية دعوته، فقبلوا دعوته ونصروه رضي الله عنهم أجمعين لما في نفوسهم من الرقة والحكمة والرحمة. وقد تأصّلت هذه النسبة في ابن العربي حتى إن الله تعالى جعله من حملة العرش وخصّه بأفضل القوائم وهي قائمة الرحمة كما يقول الشيخ في الباب الأحد والسبعين وثلاثمائة من الفتوحات: "ثم إنه تعالى خلق ملائكة من أنوار العرش يحفّون بالعرش وجعل فيما خلق من الملائكة أربع حملةٍ تحمل العرش من الأربع القوائم الذي هو العرش عليها، وكل قائمة مشتركة بين كل وجهين إلى حد كل نصف وجه، وجعل أركانه متفاضلة في الرتبة، فأنزلني في أفضلها من جملة حملته؛ فإن الله وإن خلق ملائكة العرش فإن له من الصنف الإنساني أيضاً صوراً تحمل العرش، الذي هو مستوى الرحمن، أنا منهم؛ والقائمة التي هي أفضل قوائمه هي لنا، وهي خزانة الرحمة، فجعلني رحيماً مطلقاً مع علمي بالشدائد، ولكن علمت أنه ما ثم شدة إلا وفيها رخاوة ولا عذابا إلا وفيه رحمةً ولا قبضاً إلا وفيه بسط ولا ضيقاً إلا وفيه سعة فعلمت الأمرين."[3]



[1] ترجمان الأشواق: ص84.

[2] أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة، انظر في: المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، للحافظ العراقي، بهامش كتاب الإحياء: إحياء علوم الدين، لأبي حامد بن محمد الغزالي، دار الفكر-بيروت، 1975، المجلد الأول، كتاب قواعد العقائد، رقم 2.

[3] الفتوحات المكية: ج3ص431.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!