موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


البيت الثاني من هذه القصيدة منقوش على مدخل الحجرة التي فيها مقام الشيخ محي الدين في مسجده في دمشق

ويُعدّ هذا النص بحقٍ أساساً لرؤية الشيخ الأكبر للعالم وأصله ومآله، فهو يرى أن كل شيء صدر من الرحمة ولا يكون مآله إلا إلى الرحمة. ومن هنا تنشأ مقولة الشيخ محي الدين حول إيمان فرعون الذي خالف فيه أكثر علماء المسلمين كما سنتحدث عنه في الفصل السابع والأخير.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ محي الدين يعتبر أنّ العرش، على أحد المعاني، هو المملكة ذاتها وليس فقط بمعنى السرير الذي يستوي عليه الملك،[1] وبالتالي فإنّ حملة العرش هم القائمون به فهم القوائم الأساسية التي تقوم عليها المملكة التي هي العالم الذي خلقه الله من أجلنا؛ ففي الحقيقة كلّ شخص منّا هو من حملة العرش ولكن تتفاوت المراتب والمهام تماماً كما أنّ كلّ ذرّة في البناء تحمله بقدر معيّن محدود ولكنّ الأعمدة الرئيسية هي التي تقوم بالعمل الأكبر، فحملة العرش الأساسيين هم ثمانية (يوم القيامة، كماقال الله تعالى في سورة ق [آية 17]، وهم اليوم أربعة، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم[2]) ذكرهم الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الباب الثالث عشر "في معرفة حملة العرش" وهم إسرافيل وآدم وميكائيل وإبراهيم وجبريل ومحمّد ورضوان ومالك عليهم السلام، فيكون ما عداهم من الأنبياء ثم الأولياء من حملة العرش أيضاً ولكن على مستوى آخر ومرتبة مختلفة، ثم ينزل عنهم صالح المؤمنين وغيرهم من عامة الناس.

ثم يشير الشيخ رضي الله عنه في البيت الثاني من هذه القصيدة إلى التدرّج الطبقي بين الأولياء؛ فمنهم الأقطاب والأوتاد والأبدال، كما فصّله في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات المكية. ثم يضيف الشيخ رضي الله عنه في البيت الثالث أن الزمان لا يسع إلا لواحد هو عينه! وهذه هي نظرية الجوهر الفرد التي يكاد يتفرّد فيها ابن العربي على الرغم من أن وحدة الوجود قد قال بها الكثير من العلماء والفلاسفة



[1] الفتوحات المكية: ج1ص146، 583.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص148، ج3ص184، وانظرأيضا في عقلة المستوفز: ص43-44.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!