الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف
36- القصيدة السادسة والثلاثين وهي أربعة أبيات من البحر الطويل
وقال رضي الله عنه:
1 | أَلَا يَا ثَرَى نَجْدٍ تَبَارَكْتَ مِنْ نَجْدِ، | *** | سَقَتْكَ سَحَابُ المُزْنِ جُوداً عَلى جُودِ |
2 | وَحَيَّاكَ مَنْ حَيَّاكَ خَمْسِينَ حِجَّة | *** | بِعَوْدٍ عَلَى بَدْءٍ، وَبَدْءٍ عَلَى عَوْدِ |
3 | قَطَعْتُ إِلَيْهَا كُلَّ قَفْرٍ وَمَهْمَهٍ | *** | عَلَى النَّاقَة الْكَوْمَاءِ وَالْجَمَلِ الْعَوْدِ |
4 | إِلَى أَنْ تَرَاءَى الْبَرْقُ مِنْ جَانِبِ الْحِمَى | *** | وَقَدْ زَادَنِي مَسْـرَاهُ وَجْداً عَلَى وَجْدِي |
شرح الأبيات الأربعة:
أراد بـ"ثرى نجد" مركبَ العقل، و("سحاب المزن" هي) سحائبُ المعارف تسقيه ("جوداً على جود"، أي) عِلما على علم، و"خمسين حجة" عمر المركب في هذا الوقت،و"التحية": سلام الحق عليه، مردَّدا بلطائف التحف، والإشارة (بقطعتُ) "إليها": للحضرة، و"القفر" و"المَهْمَه": الرياضة النفسية والمجاهدة البدنية، و"الناقة الكوماء": الشريعة، و"الجمل العَود": العقل المجرِّب، و"البرق": المطلوب، و"الغضا": الإشراق النوراني الذي لحجاب العزة الأحمى، و"مسراه": لَمَعَانه من جانب الكون، فإنّ السُّرى لا يكون إلا بالليل، والكون ليل.