موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

 

 


35- القصيدة الخامسة والثلاثين وهي ثلاثة أبيات من البحر الطويل

وقال رضي الله عنه:

1

ثَلَاثُ بُدُورِ مَا بَرَزْنَ بِزِينَة

***

خَرَجْنَ إِلَى التَّنْعِيمِ مُعْتَجِرَاتِ

2

حَسَـرْنَ عَنَ امْثَالِ الشُّمُوسِ إِضَاءَة

***

وَلَبَّيْنَ بِالْإِهْلَالِ مُعْتَمِرَاتِ

3

وَأَقْبَلْنَ يَمْشِينَ الرُّوَيْدَا كَمِثْلِ مَ

***

تَمْشِـي الْقَطَا فِي أَلْحُفِ الْحَبَرَاتِ

شرح الأبيات الثلاثة:

يقول: خرجن من حضرة الربوبية والملكية والألوهية ثلاثة أسماء مقدسة يطلبن ظهور آثارهن الذي به نعيمهُن، فكنّى عنه بـ"التنعيم"، وخرجن "معتجرات"، من أجل أنوارهن، لئلا يُدرك من ليس له قوة النظر إليها في طريقها فيهلك، فلما أردن زيارة القلب المهيأ لقبولها حسرن عن وجوههن فبدت أنوارهن، ولبَّين رافعين أصواتَهن للّه تعالى بما يستحق له، "معتمرات"، يقول: زائرات، وأقبلن يطلبن هذا القلب الكريم ليشرِّفْنَه بزيارتهن.

وقوله: "في ألحف الحَبَرات"، يعني عليهم من زينة الأسماء التوابع، والذين هم كالسدنة لهذه الأسماء، كما يقول: لا يكون مريداً إلا عالِما، ولا عالِما إل حيًّا، فصار كونه حيا مهيمِناً على كونه عالِماً ومريداً، وهكذا كلُّ أمر يتوقف وجوده على وجود أمرٍ آخر، فالأمر المتوقف عليه مهيمنٌ على من توقَّف وجودُهُ عليه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!