وما تسمى به الحقّ العليم سدى | *** | إلا من أجل الذي يعطيه من مدد |
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها | *** | مع الزمان ولكن لا إلى أمد |
لا بل إلى أبد الآباد جريتها | *** | هل في الزمان زمان فاعتبر تجد |
واللّه لو علمت نفسي بما سمحت | *** | من العلوم التي أعطتك في الرّفد |
بذاتها وهي لم تشعر بما وهبت | *** | من العطايا لماتت وهي لم تجد |
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا | *** | إن العطايا لمن لو شاء لم تفد |
هذا من الجهة المقصود جانبها | *** | كما الوفود لمن لو شاء لم يفد |
إن الورود الذي في الكون صورته | *** | من النفوس التي لو شاء لم ترد |
هذا هو الأدب المشروع ليس له | *** | إلاّ أداة امتناع الشيء لم يرد |
قد قلت فيه مقالا لست أنكره | *** | إذ النفوس عن التحقيق لم تحد |
إنّ العلوم التي التحقيق جاء بها | *** | هي العلوم التي تهدي إلى الرشد |
رشد المعارف لا رشد السعادة و | *** | الإيمان يسعد أهل الصّور والجسد |
فاحمد إلهك لا تحمد سواءه فما | *** | يعطي السعادة إلا حمده وقد |
لا تنكروا الطبع إن الطبع يغلبني | *** | والحقّ يغلبه إن كان ذا فند1 |
دين العجائز مأوانا ومذهبنا | *** | وهو الظهور به في كلّ معتقد2 |
به أدين فإنّ اللّه رجحه | *** | على التفكّر في كشف وفي سند |
في كلّ طالعة عليا ونازلة | *** | سفلى مع القول بالتوحيد للأحد |
سكّن إلهي روعاتي فإن لها | *** | ميلا شديدا إلى ما ليس مستندي |
إن الركون إلى الأدنى من السبب | *** | الأعلى تجد طعمه أحلى من الشّهد |
ولا أخص به أنثى ولا ذكرا | *** | ولا جهولا ولا من قال بالرصد |
بل حكمه لم يزل في كلّ طائفة | *** | من كلّ صاحب برهان ومعتقد |
لولا مسامحة الرحمن فيك لما | *** | رأيت شخصا سعيدا آخر الأبد |
هو الإله الذي عمت عوارفه | *** | لما سرى الجود في الأدنى وفي البعد |
ألا ترى الجود بالإيجاد عمّ فلم | *** | يظهر به أحد فضلا على أحد |
وقال أيضا:
1) الفند: الكذب.
2) دين العجائز: يريد الإيمان الفطري دون تفكّر وإعمال للعقل؛ بل عن طريق التسليم.