الصفحة 102 - قال يفرّق بين الأسماء الإلهية
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 102 - قال يفرّق بين الأسماء الإلهية
يمشي به آمنا فالعلم محفظة | *** | لمن يحصله من وقعة الغرر1
| وقال أيضا:
عجبت لإنسان يراحم رحمانا | *** | فأوسع أهل الأرض روحا وريحانا |
فقام له الإيمان بالغيب ناصحا | *** | فأرسل دمع العين للغيب طوفانا |
فعارضه علم الحقائق مفصحا | *** | بصورة من سوّاه أصبح رحمانا |
وأنزله في الأرض وجها خليفة | *** | على الملأ الأعلى وسمّاه إنسانا |
فلم يك هذا منه دعوى أتى بها | *** | ولكنه بالحال كوّن محانا |
وشرفه بالشحّ إذ كان مانعا | *** | فكان النقصان فضلا ما وإحسانا |
فلو لم يكن في الكون نقص محقّق | *** | لكان أخيّ النقص يخسر ميزانا |
ولم يك مخلوقا على الصورة التي | *** | أقام بها عند التنازع برهانا |
فمن كان بالنقصان أصل كماله | *** | فلا بد أن يعطيك ربحا وخسرانا |
إذا كان بالنقصان عين كماله | *** | فأصبح كالميزان بالحمد ملآنا |
فإن عموم الحمد ليس كبيرة | *** | من أذكاره في كلّ شيء وإن هانا |
فما هان في الأذكار إلا لعزّة | *** | يميل بها عنهم مكانا وإمكانا |
وآخر دعوانا أن الحمد فاستمع | *** | وما ثمّ قول بعد آخر دعوانا |
إذا جاءت الأذكار للعدل تبتغي | *** | مفاضلة يأتين رجلا وركبانا |
فيظهر فضل الحمد إذ كنّ سوقة | *** | وكان وجود الحمد فيهنّ سلطانا |
تأمل فإني أعلم الخلق بالذي | *** | أتيت به علما صحيحا وإيمانا |
وقال أيضا يفرّق بين الأسماء الإلهية من كونه متكلما وبين ما بأيدينا من الأسماء الحسنى وهي أسماء أسمائه الحسنى:
أسماء أسمائه الحسنى التي تبدى | *** | هي الكثيرة بالأوثار والعدد |
وما بأسمائه الحسنى التي خفيت | *** | عن العقول سوى حقيقة الأحد |
وإنّ أسماءه الحسنى التي بقيت | *** | لنا وإن جهلت من أعظم العدد |
ولا ظهور لها فإنها نسب | *** | فكيف أجعلها في الدفع معتمدي |
والناس في غفلة عما ذكرت لهم | *** | فيها وعن سبل التحقيق في حيد |
فليس يفقدها وليس يوجدها | *** | والفقد والوجد في سلم وفي لدد2 |
فليت شعري إذا مرّ الزمان بها | *** | هل يبقى للكون من خلد ومن أبد |
وكيف يبقى ولا دور يعدّ به | *** | والدهر يعرف بالأدوار والمدد |
1) الغرر: الهلاك. 2) اللّدد: الخصومة.
- الديوان الكبير - الصفحة 102 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان