موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 271 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 271 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


أشهدنا من ذاتنا ذاته *** وذاك في موقفنا الأنبه
لو أنه يدركه خلقه *** لكان مخلوقا وأعزز به
مذهبنا مذهب أمّ لنا *** مذهب ابن العم اذهب به
يريد بالأم عايشة رضي اللّه عنها، وإن خالفها في مدلول هذه الآية لأنه إنما يوافقها في حقيقة الإدراك لا في الرؤية.

و قال أيضا:
اللّه أعظم أن يدرى فيعتقدا *** مقيدا وهو بالإطلاق معروف
وهو الذي تدرك الأبصار في صور *** مشهودة فهو للأبصار مكشوف
فهو المقيّد والمحدود من صور *** وهو الذي هو بالتنزيه موصوف
لذاك نعلمه لذاك نجهله *** فالعجز في علمه عليه موقوف
إن قلت ذا قال حكم العقل ليس كذا *** فلا تقل ليس إن الأمر مصروف
وقل بليس فإنّ اللّه قال بها *** في آية وهو قول فيه تعريف
وقل بليس ولكن في أماكنها *** على الذي قاله ما فيه تحريف
في عين تنزيهه عين مسهبة *** والكل حقّ فإن الأمر تصريف
ما الحق خلق فيدريه خليقته *** ولا الخلائق حقّ فيه تكييف
إني وزنت لكم أعلام خالقكم *** وزنا وما فيه خسران وتطفيف1
إني نظمته لكم ما قال خالقكم *** والنظم تدريه موزون ومرصوف
وقال أيضا:

جلّ الإله فما تحصى معارفه *** ولا عوارفه ولا مواهبه
ولن يصاحبه من خلقه أحد *** لكنه اللّه في المشروع صاحبه
ومن يكون بهذا الوصف فارض به *** ربا فإنك بالبرهان كاسبه
واعلم بأنك مجبور على خطر *** في خرج ما أنت بالرحمن واهبه
فمن يوافقكم فأنت شاكره *** ومن يخالفكم فما تطالبه
لعلمكم أنه ما عنده خبر *** فاللّه طالبه ما أنت طالبه
لولا الوجود ولولا سرّ حكمته *** ما كان لي أمل فيمن أصاحبه
إني خصيص لما أوليه من كرم *** إني خسيس لجان إذ أعاقبه
العفو أولى بنا إن كنت ذا كرم *** فإنني عارف بمن أراقبه
الخلق من خلق أشفت مكانته *** ولا يجانبني إذا أجانبه


1) التطفيف: التنقيص.


- الديوان الكبير - الصفحة 271


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!