The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

الصفحة 270 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 270 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


لما اعتنى الرحمن بالمصطفى *** في كربه جادت له بالنفس
إذا تلوناها لخوف بنا *** بحكم إيمان تكن كالعس1
ما مثلها من آية آمنت *** نفوسنا إلا التي في عبس
قد جاءت الصّاخّة فاسمع لها *** فإنها عين غنى المبتئس2
قد أظهرت أحكامها عندنا *** في دارنا الدنيا فلم تبتئس
وليس كلّ الناس يدري بها *** إلا السليم العين غير الرئس
وقال أيضا:

إذا ما ذكرت اللّه في السرّ والجهر *** ليذكرني ربي بما كان من ذكري
لأنا نقلناه حديثا معنعنا *** وما زال ذاك النقل عنه على ذكري
فمن كونه كوني ومن عينه عيني *** ومن سرّه سرّي ومن جهره جهري3
ولست بغير لا ولا أنا عينه *** فمن أنا عرفني فإني لا أدري
فلو كنته عينا لما كنت جاهلا *** ولو لم أكنه لم يكن أمره أمري
فميزه عني الذي فيه من غنى *** وميزني عنه الذي بي من الفقر
وقال أيضا:

قد كنت عبدا والهوى حاكمي *** فاليوم أولى أن أسمى به
لأنني عبد لربّ يرى *** وما له في الخلق من مشبه
أصبحت منه فلكا حاويا *** يدور بالحكم على قطبه4
لأنه قال لنا مخبرا *** بأنه في العبد في قلبه
فمن يرد يشهد خلاقه *** شهوده المربوب من ربه5
فليقلب العين الذي قد بدا *** فإنه المشهود في قلبه6
سبحانه عزّ وعزت به *** أنفسنا والكلّ منه به
هو الذي يعبد في عرشه *** كمثل ما يعبد في تربه
يريد قوله7تعالى: وهُوَ اَللّهُ فِي اَلسَّماواتِ وفِي اَلْأَرْضِ ، وقوله8تعالى: وهُوَ اَلَّذِي فِي اَلسَّماءِ إِلهٌ وفِي اَلْأَرْضِ إِلهٌ .


1) العس: الذكر.

2) الصاخّة: القيامة.

3) الكون: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم.

4) قطب: عبارة عن رجل واحد هو موضع نظر اللّه تعالى من العالم في كل زمان.

5) الشهود: أن يرى حظوظ نفسه، وتقابله الغيبة.

6) المشهود: هو الكون.

7) سورة الأنعام، آية:3.

8) سورة الزخرف، آية:84.


- الديوان الكبير - الصفحة 270


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !