الصفحة 225 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 225 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
طلبت ذلول عزيزها لتزيله | *** | عن ظهرها كرما به فأجابا1 |
عن إذن خالقها دعته لنفسها | *** | فلذاك لبى طائعا وأنابا |
قد ألبسته من التراب لغيرة | *** | قامت بها حبا له جلبابا |
مما تحب مقامه في بطنها | *** | ألقت عليه جنادلا وترابا2 |
حتى يقيم بها إلى اليوم الذي | *** | يدعى ليحضر موقفا وحسابا |
فيفوز بالخير الأعم ويعتلي | *** | نحو الكثيب ليبصر الأحبابا | وقال أيضا:
الوهم يصلح ما الألباب تفسده | *** | في الحق لكنها ما لوهم تعبده |
العقل يحكم والأوهام تحكمه | *** | فيه فتضبطه ولا تحدّده |
وكيف يحكم عقل قاصرا حدث | *** | على مكوّنه والعجز مشهده |
تنوّع الذات بالأفكار إن لها | *** | مثل الهيولى ولكن لا تعدّده3 |
يرمي الإله بها من كان عنه به | *** | وليس يرمى به إلا ويقصده4 |
العقل بالنظر الفكريّ يمسكه | *** | والكشف يرسله ولا يقيده5 |
لو كان للعقل حكم في مكوّنه | *** | لما أتى شرعه وقتا يفنده | وقال أيضا:
وجودي وجود العارفين لأنهم | *** | كمثل الذي أشهدته أشهدوا حقا6 |
فعينهم عيني ولست سوى لهم | *** | ولو أطلقوا جمعا ولو أطلقوا فرقا7 |
وكونهم كون الإله كما أنا | *** | فقل إن تشا حقا وقل إن تشا خلقا |
كزيتونة قامت على ساق موجدي | *** | فما هي في غرب ولا رأت الشرقا8 |
تعالت عن الأرواح لا ميل عندها | *** | ويمطرها السحب الذي يخرج الودقا9 |
فمنها بدا إلى ساق حرّ كما بدت | *** | لعيني منها المطوقة الورقا10
|
1) ذلول: يريد الأرض. 2) الجنادل: الحجارة والواحد جندل.
3) الهيولى: في اللغة القطن، وفي اصطلاحه المادة التي صنع منها العالم.4) يقال: رماه فأقصده: قتله، أو أصابه فلم يخطئه.
5) الكشف: الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية.6) العارف: باصطلاحهم هو من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه.
7) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء.8) وصدى الآية: يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ سورة النور، آية:35.
9) الودق: المطر.10) ساق حر: ذكر القماري. المطوّقة الورقاء: الحمامة.
- الديوان الكبير - الصفحة 225 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان