الصفحة 226 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 226 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
فعاينت آحادا ولم أر كثرة | *** | وقد قلت فيما قلته الحقّ والصدقا |
ونظمت أبياتا من الشعر فيهما | *** | وما كان نطقي بل هما عينا النطقا |
سواسية أسنان مشط تراهم | *** | وهم في سفال جاوزوا الدوح والأفقا1 |
لهم حركات في سكون فصنعهم | *** | صنيع الذي من أجله أوجدوا الفرقا |
فيفعل بالشكل المعين وضعه | *** | لذاك تراه يحفظ الرتق والفتقا2
| وقال أيضا:
ريان فلكي عين الحق تحفظه | *** | وهو السفينة والأمواج والماء |
تجري بأعينه والعين واحدة | *** | ممن وقل لي إلى من فهي أسماء |
ما في الوجود سوى هذا وكان لنا | *** | في كل حادثة رمز وإيماء |
اللّه يحفظنا منه ويحفظه | *** | منا فتحن الأذلاء الأعزاء |
به اعتززنا كما بنا يعزّ وهل | *** | يحلّ رمزي إلا الواو والهاء |
مضى وجودي به عني فلست أنا | *** | ولست هن وهي أغراض وآراء |
قد قلت ذلك عن علم وعن ثقة | *** | بما أقول وراح اللام والياء |
فلا به كان كون لا ولا وله | *** | وعنه كان فأمراض وأدواء |
لذاك قيل بمعلول وعلة | *** | من أجل ذا ثم أسرار وأشياء3 |
ونحن نعلمها وهو العليم بها | *** | حين التوالد آباء وأبناء |
هو الشخيص الذي لا ريب يلحقنا | *** | فيه ونحن ظلالات وأفياء |
لولا السنا ما بدت منه الظلال ولا | *** | إليه يقبض فالأنوار آباء |
والشخص أم لها وعنه قد ظهرت | *** | وفيه كانت فإظهار وإخفاء | وقال أيضا:
إذا تجليت لي أنثى أهيم بها | *** | ولو تجليت لي في أقبح الصور |
لعاد قبح الذي جعلت مظهركم | *** | عندي وفي نظري من أحسن الصور |
تبارك اللّه في مجلاه نعرفه | *** | ولو جهلناه كنا منه في ضرر |
هو المشاهد في ذات وفي صفة | *** | في عالم الأمر والأفلاك والبشر |
به أراه وأصغي عند دعوته | *** | لأنه عين سمع الأذن والبصر |
1) الدوح: جمع الدوحة: الشجرة العظيمة. 2) الفتق: الشق. والرّتق: ضد الفتق.
3) العلة: قيل: هي كناية عن بعض ما لم يكن فكان. وقال ذو النون المصري: علة كل شيء صنعه، ولا علة لصنعه. والعلة تنبيه الحق لعبده بسبب أو بغير سبب.
- الديوان الكبير - الصفحة 226 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان