موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[ مطلب في بيان عدم فتح باب عالم الملكوت إذا كان في القلب شهوة لعالم الملك ]

فإن باب الملكوت والمعارف من المحال أن يفتح وفي القلب شهوة من عالم الملك والملكوت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بعمره، وما عدا صاحب الساعات بل الآنات وهو معلول غير صحيح، وغايته أن من لا وقت له أعلمهم، وليس حكم البهيمية إلا الإبهام، وهو عين ما قلناه من عدم الشعور بالأمر، فمن أراد أن يلج باب الملكوت فليعرض عن جميع الشهوات الجسمانية الحيوانية.

مطلب في بيان عدم فتح باب عالم الملكوت إذا كان في القلب شهوة لعالم الملك ( فإن باب الملكوت والمعارف من المحال أن يفتح وفي القلب شهوة من عالم الملك ) بل ( والملكوت ) لأن الشهوة - كما قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه - إرادة طبيعية مقيدة، فلا تتعلق الشهوة إلا بميل أمر طبيعي، فإن وجد الإنسان ميلا إلى غير أمر طبيعي كميله إلى المعاني والأرواح العلوية والكمال ورؤية الحق والعلم به، فلا يخلو عند هذا الميل إما أن يميل إلى ذلك كله بطريق الإلتذاذ عن تخيل صوري، فذلك تعلق الشهوة وميلها لأجل الصورة، لأن الخيال إذا جسد ما ليس بذي صورة فذلك من فعل الطبيعة انتهى.

وعلى هذا فلا يصح لمن في قلبه شهوة من عالم الملكوت أن يلج بابه لأن الشهوة كما علمت طبيعية، وهي من خواص الأجسام اللازمة لها، فصاحب الشهوة من غلبت جسمانيته على روحانيته، ولا قدم لعالم الأجسام في عالم الملكوت، وإلا لا نقلبت الحقائق فلا يلج باب الملكوت من في قلبه شهوة، نعم يلجه صاحب الإرادة بل لا يلجه إلا هو لأن الإرادة.

كما قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه: الإرادة صفة إلهية روحانية طبيعية، وعلى هذا فإن تعلق الميل بما ليس بمادي من غير تخيل بل يبقى المعاني والأرواح والكمال الإلهي على حاله من التجرد والتنزيه، فذلك ميل الإرادة لا ميل الشهوة، لأن الشهوة لا مدخل لها في المعاني المجردة فالإرادة تتعلق بكل مراد للنفس وللعقل محبوبا كان ذلك المراد أو غير محبوب، والشهوة لا تتعلق إلا بما للنفس في نيله لذة خاصة ومحل الشهوة النفس الحيوانية ومحل الإرادة النفس الناطقة، هكذا قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه.

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!