موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[مطلب في بيان الفرق بين كشف عالم الحس والخيال ]

وأما التفرقة بين الكشف الحسّي والخيالي، فنبينه لك، وذلك إذا رأيت صورة شخص، أو فعلا من أفعال الخلق أن تغلق عينيك، فإن بقي لك الكشف فهو في خيالك، وإن غاب عنك فإن الإدراك تعلق به في الموضع الذي رأيته فيه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطلب في بيان الفرق بين كشف عالم الحس والخيال ( وأما التفرقة بين الكشف الحسّي والخيالي ) الذي غلط فيه أكثر أهل الكشف الصوري ( فنبينه لك ) لأنه من الواجبات ( وذلك إذا رأيت صورة شخص أو فعلا من أفعال الخلق أن تغلق عينك، فإن بقي لك الكشف فهو في خيالك ) لأن الكشف الخيالي إنما هو بعين الخيال لا بالعين التي تدرك المحسوسات الحقيقية فلا يغيب ما يكشف بها عند غلق العين الظاهرة ( وإن غاب عنك فإن الإدراك تعلق به في الموضع الذي رأيته فيه ) لأنك ما أدركته إلا بالعين الظاهرة، وهي لا تدرك الأشياء إلا على ما هي عليه في أمكنتها، والعجب أن صاحب الكشف الحسي لا تحجبه الجدران السميكة الكثيفة عما خلفها، وإذا أغمض عينه حجبه جفنها وما ذلك إلا من رحمة اللّه حتى تكون له علامة يفرق بها بين الكشف الحسي والخيالي، كي لا يلتبس عليه الأمر فيقع في الحيرة في أول سلوكه فيؤديه ذلك إلى عدم الثقة بالطريق. واعلم أن جهال المتصوفة من أهل زماننا لا يقولون بالكشف الحسي ويزعمون أنه ما ثم إلا الكشف الخيالي وهو غلط صريح وما تقدم لك من كلام الشيخ رضي اللّه عنه في التفرقة بين الكشف الحسي والخيالي نص على وجود الكشف الحسي.

قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه: إن عالم الغيب يدرك بعين البصيرة، كما أن عالم الشهادة يدرك بعين البصر.

وكما أن البصر لا يدرك عالم الشهادة ما لم يرتفع عنه حجاب الظلمة أو ما أشبهه من الموانع، فإذا ارتفعت الموانع وانبسطت الأنوار على المحسوسات أدرك البصر المبصرات، فإدراكها مقرون بنور البصر ونور الشمس أو السراج وأشباههما من الأنوار، وكذلك عين البصيرة له حجاب وهو الريون والشهوات وملاحظات الأغيار إلى مثل هذا من الحجب، فتحول بينه وبين إدراك الملكوت أعني عالم الغيب، فإذا عمد الإنسان إلى مرآة قلبه وجلاها بأنواع الرياضات والمجاهدات حتى أزال عنها كل حجاب، واجتمع نورها مع النور الذي ينبسط على عالم الغيب وهو النور الذي يترائى به أهل الملكوت، وهو بمنزلة الشمس في المحسوسات، اجتمع عند ذلك نور البصيرة مع نور التمييز فكشف المغيبات على ما هي عليه، غير أن بينهما لطيفة معنى

ثم إذا لهيت عنه، واشتغلت بالذكر، انتقلت من الكشف الحسي إلى الكشف الخيالي فتنزل عليك المعاني العقلية في الصور الحسية، وهو تنزل صعب، فإن علم ما أريد بتلك الصورة، ولا يعرفها إلا نبي أو من شاء اللّه من الصديقين، فلا تشتغل به.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وذلك أن الحس تحجبه الجدران والبعد المفرط والقرب المفرط والأجسام الكثيفة الحائلة بينه وبين من يريد إدراكه، وهذا القصور عادة، وقد تنخرق لنبي أو ولي كقول النبي صلى اللّه عليه وسلم: «إني أراكم من وراء ظهري» «1». وفي الأولياء ابتداء المكاشفات لهم في أول سلوكهم، وأن المريد أول ما يكشف له عن المحسوسات فيرى رجلا مقبلا أو على حالة ما وبينهما البعد المفرط والأجسام الكثيفة بحيث أن يراه بمكة، أو يرى الكعبة وهو بأقصى المغرب، وهذا كثير عند المريدين في أول أحوالهم ذقت ذلك كله والحمد للّه.

( ثم إذا لهيت عنه ) أي عن الكشف الحسي ( واشتغلت بالذكر ) والتوجه ( انتقلت من الكشف الحسي إلى الكشف الخيالي ).

مطلب الكلام على الخيال ومراتبه ولقد توهم من لا خبرة له بطريق أهل اللّه أن أول ما يكشف للمريد عالم الخيال، ثم بعد ذلك يكشف له عن عالم الحس طرف عالم الخيال وأول ما يعبر السالك على عالم الحس ثم بعد ذلك يدخل إلى عالم الخيال وبعده إلى عالم الأرواح وبعده إلى عالم الصفات، واعلم أن الخيال عبارة عن مرتبة من مراتب الشعور تلطف الكثيف وتكثف اللطيف ولهذه المرتبة أربع مراتب.

المرتبة الأولى وهي الخيال المطلق وهي الخيال المطلق المعبّر عنه بالعماء، وهذه المرتبة تجعل اللطيف المطلق أعني الواجب سبحانه في مرتبتها كثيفا، لأنه يظهر فيها بصور الممكنات، وتجعل الكثيف المطلق أعني الممكن المعدوم لطيفا لأنه لا يظهر فيها بصورة الواجب وليس إلا الوجود، فالخيال المطلق برزخ بين اللطيف المطلق والكثيف المطلق، وأصل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( 1 ) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف، حديث رقم ( 718 ). ورواه أحمد في المسند عن أنس بن مالك حديث رقم ( 12017 ). ورواه غيرهما.

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخيال المنفصل الذي هو العماء نفس الرحمن لأن النفس إذا تكاثف ظهر العماء وهو عين النفس، وليس النفس بأمر زائد على الشعور الأول، فإن الحق قبل أن يتعلق علمه بذاته كانت جميع الحقائق الإلهية والكونية مستجنة في ذاته غير متميزة المراتب لا في العلم ولا في العين لكن لها صلاحية التميز فيها، فكانت لعدم هذا التعين في كرب وضيق وحصر لانعدام أعيانها واستهلاكها في الوحدة الذاتية، فلما تعلق العلم الذاتي الذي هو عين الذات من جميع الوجوه بالذات تميزت مراتب الحقائق المستجنة في عرصته وزال عنها ما كانت تجده من الكرب والضيق بسبب كمونها واستجنانها في وحدة الذات، وما تعلق هذا العلم بالذات إلا من حكم الرحمة التي هي عين الوجود الذي وسع كل شيء وهذا العلم هو المعبر عنه بنفس الرحمن الذي يأتي للكمل من قبل اليمن الذي هو عبارة عن الوجود البحت، فلما تميزت مراتب الحقائق الإلهية والكونية في عرصة العلم الذاتي وكان من جملتها حقيقة العلم كان تعلق هذا العلم الممتاز بالأعيان والمراتب المتميزة في عرصة العلم الذاتي المعبر عنها بالأعيان الثابتة عين وجود الأشياء في الخارج، وذلك العلم هو العماء الذي انفهقت فيه صور كل ما سوى اللّه تعالى، فكان كالهيولى لها فالعلم الأول هو نفس الرحمن لأنه نفّس عن الحقائق المستجنة ما كانت تجده من كرب الاستجنان، فلما تكاثف بامتيازه عن ذات اللطيف سبحانه كان عبارة عن العماء الذي وجد فيه العالم، وعلى هذا فالعلم الثاني لا يتعلق بما لا نهاية له لأن كل ما هو موجود في الخارج متناه وهو الذي يحدث تعلقه عند حدوث معلومه فيه، بخلاف العلم الأول فإنه لا يحدث له تعلق أصلا، ونسبة الكليات والجزئيات إليه على السواء، وكذا النسبة الزمانية وغيرها إليه على السواء، فافهم فإنه من لباب المعرفة.

المرتبة الثانية وهي الخيال المقيد هي الخيال المقيد والخيال المتصل، وهذه المرتبة تكثف اللطيف المقيد مثل العلم فإنه يظهر فيه بصورة اللبن، وتلطف الكثيف المقيد مثل المحسوسات فإنها تظهر فيها بصورة خيالية، ومنشأ هذه المرتبة هي القوة التي في البطن الأول من الدماغ، واعلم أنك إذا أخذت جميع الصور التي تظهر فيها جميع المحسوسات وغير المحسوسات في هذه المرتبة، ولا حظت أنها جملة من الصور الممتازة عن ما عداها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في حد ذاتها كامتياز الأربعة عن الثلاثة، ظهر لك عالم مستقل هو برزخ بين جميع المجردات والماديات في نفس الأمر مع قطع النظر عن القوة الدماغية وما فيها من الصور الخيالية، وقد يسمى بعض الكمل هذه المرتبة الثانية بالخيال المطلق والمنفصل.

المرتبة الثالثة وهي مرتبة الشعور هي مرتبة الشعور المشهودة في النوم، وسبب شهودها أن الإنسان لما تعطلت حواسه بواسطة النوم ارتقت نفسه عن عالم الحس إلى عالم الخيال المقيد، فشهدت من صوره في القوة الدماغية ما يناسب حالها ويناسب ما كانت عليه في يقظتها.

المرتبة الرابعة هي مرتبة الشعور بالصور التي تظهر فيها الأرواح بعد الموت.

الروح اعلم أن الروح لما كان من عالم المجردات لم يكن له ذوق ولا قدم في عالم الأجسام، فلما أهبط من عالمه إليه وتعلق بالهيكل وشهد ما هي الأجسام عليه وما تنتجه مما لم يشهده في عالمه تولع بعالم الأجسام وعشق الهيكل وأحبه محبة لا يتصور أعظم منها، وذلك لأنه هو الواسطة في شهوده لعالم الأجسام وتحصيل ما لا يحصل إلا منها، وإنما أحب الروح الظهور لأن الوجود الحق الساري في جميع الموجودات أحبه كما أخبر عن نفسه بقوله: «كنت كنزا مخفيّا» الحديث، ولما كانت محبة عالم الأجسام خصوصا الهيكل متمكنة من الروح وقد حكم سلطانها عليه بحيث ذهل عن نفسه ولم يثبت إلا الجسد كما هو رأي طائفة من الناس بل كما يذوقه جميع الناس إلا أهل الانسلاخ وأنشد لسان حاله: أنا من أهوى ومن أهوى أنا كان عند مفارقته لهيكله الذي استغرق شعوره فيه حالة تعلقه به لا يتصور إلا هو ولا يحصل في باله غيره، فكان لذلك يرى نفسه بعد الموت على صورة الهيكل ولا يقدر أن ينفك عنه لأنه لا يغفل عن ملاحظته طرفة عين ولو غفل عنه لما أدرك ذاته إلا مجردة، فملاحظة الكمل اختيارية، ولهذا تقول ساداتنا: إن الكمل لا تتقيد في برازخها، وملاحظة العوام اضطرارية، وللكلام على هذه المرتبة مجال رحب إن

وإن سيقت لك مشروبات، فاشرب الماء منها، فإن لم يكن فيها ماء، فاشرب اللبن، وإن جمعت لك، فاجمع بين الماء واللبن، وكذلك العسل اشربه. وإياك أن تشرب الخمر إلا أن يكون ممزوجا بماء المطر، فإن كان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اشتغلنا به فات المقصود، ومن دقق النظر فيما أوردناه علم أن هذه المرتبة عين المرتبة الثالثة من وجه وغيرها من وجه، وأنا ما عرفنا جميع المراتب إلا من المرتبة الثالثة، وأن المرتبة الثانية هي مصدر الثالثة والرابعة، وإذا علمت حقيقة عالم الخيال ومراتبه، علمت أن صاحب الكشف الخيالي الذي تنزل عليه المعاني العقلية في الصور الحسية، ما يشهد إلا صور عالم الخيال المقيد الذي هو المرتبة الثانية في القوة الخيالية التي هي في البطن الأول من دماغه وهي المرتبة الثالثة، فصور المعاني التي هي في المرتبة الثانية تنزل منها إلى المرتبة الثالثة،

وإن شئت قلت: إن المعاني تنزل من العالم العقلي في صورة المرتبة الثانية إلى المرتبة الثالثة وإلى هذا أشار الشيخ رضي اللّه تعالى عنه بقوله: ( فتنزل عليك المعاني العقلية ) مثل العلم المطلق وعلم الشرائع والدين ( في الصور الحسية ) مثل الماء واللبن والقيد ( وهو تنزّل ) الاطلاع على حقيقته ( صعب ) في غاية الصعوبة ( فإن علم ما أريد بتلك الصورة ) الظاهرة في عالم الخيال عند المكاشف لا يحصل لكل أحد ولا يطلع على التعبير به إلا الكمل ( ولا يعرفها ) أي الصور أنها صور ماذا ولماذا نزلت ( إلا نبي ) قد أعلمه اللّه مراده فيها بالوحي أو الإلهام ( أو من شاء اللّه ) أن يعلم ذلك ( من الصديقين ) الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورتبتهم تلي رتبة النبوة وإذا حصل لك هذا التنزل ( فلا تشتغل به ) عن التوجه والمراقبة فيفوتك المطلوب.

( وإن سيقت لك ) في هذا الكشف ( مشروبات فاشرب الماء منها ) فإنه صورة العلم المطلق ( فإن لم يكن فيها ماء فاشرب اللبن ) تصب الفطرة كما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين عرج به إلى السماء فإن اللبن صورة علم الشرائع ( وإن جمعت لك ) المشروبات ( فاجمع بين الماء واللبن ) لأن ذلك صورة الاشتراك بين سائر العلوم والعلم المشروع ونسبة كل واحد منها إليه ونسبته إلى كل واحد منها ( وكذلك العسل اشربه ) فإنه صورة العلوم الشرعية الحكمية والنواميس التي وضعتها الحكماء والرهبانية المبتدعة ابتغاء مرضات اللّه ( وإياك أن تشرب الخمر ) بلا مزج فتضل به فإنه صورة علم الأحوال ( إلا أن يكون ممزوجا بماء المطر ) الذي هو صورة العلم الوهبي فترشد به لأن الأحوال إذا تعرّت عن العلوم الوهبية التي لا خطأ فيها ضل صاحبها ( فإن كان

ممزوجا بماء الأنهار، أو العيون فلا سبيل إلى شربه.

واشتغل بالذكر حتى يرفع عنك عالم الخيال، ويتجلى لك عالم المعاني المجردة عن المادة، واشتغل بالذكر حتى يتجلى لك مذكورك.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخمر ممزوجا بماء الأنهار أو العيون ) الذي هو صورة علم الطبيعة ( فلا سبيل إلى شربه ) فإنه يؤدي إلى الزندقة والإلحاد وفساد الاعتقاد، وكذلك إذا كان ممزوجا بماء الجب الذي هو صورة العلم الفكري، فإن الأحوال إذا خالطها الفكر كثر الخطأ وقلّت الإصابة، واشرب ماء العيون والأنهار بلا مزج، وكذلك إذا مزج بماء المطر واللبن، ولا تشربه إذا مزج بماء الجب أو العسل، ولا تشرب ماء الجب إلا إذا مزج بماء المطر أو اللبن، واعلم أن الماء الخالص من وجه هو صورة العلم العقيم الذي لا ينتج أبدا وهو علم الذات، فإن كان ممزوجا أو خالصا بعد المزج بماء طرأ عليه من التردد في أطوار الاستحالات فإنه ينتج، فإن كان ممتزجا أنتج العلم بالصفات وإن كان خالصا بعد المزج أنتج العلم بالإعادة والنشأة الآخرة، وتميز طبقات ذلك العالم كل طبقة على انفرادها مخلصة من المزج والتداخل، فلا يظهر الشقي بصورة السعيد وهو قوله تعالى: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ( 59 ) [ يس: الآية 59 ] وفي الجملة فلا يظهر أحد بصورة غيره كما هو في الدنيا. وإن مزج بماء الأنهار والعيون بعد أن خلص أنتج العلم بتنزل المعاني الروحانية المنشأة من القوالب الجسمانية والملائكة المخلوقة من الأنفاس، ومن قولي اعلم إلى ههنا بعض من عبارة الشيخ رضي اللّه تعالى عنه وبعضه عبارتي فلا يشتبه عليك، وإنما نبّهت على هذا حتى يعلم الناظر في هذا الكتاب أني ما أنقل كلام أحد بوجه يتوهم منه أنه كلامي كما هو دأب بعض الناس، بل كل كلام أنقله عن أحد أميزه عن كلامي وأنسبه إليه وكلاما لم أتعرض له فهو كلامي للّه الحمد والمنة وإياك يا أخي أن تتقيد بالكشف الخيالي بل أعرض عنه وتوجه إلى اللّه تعالى.

( واشتغل بالذكر حتى يرفع عنك عالم الخيال ويتجلى لك عالم المعاني المجردة عن المادة ) وتصل إلى العالم العقلي بانسلاخك عن هيكلك وصعودك إلى عالم الأرواح ورقيك عن عالم الأجسام والجسمانيات ( واشتغل بالذكر حتى ) ترتقي عن عالم الأرواح المجردات وتنسلخ من تعينك الروحي كما انسلخت من تعينك الجسمي وتصل إلى عالم الصفات ( ويتجلى لك مذكورك ) خلف حجب الصفات.

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!