موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


[ مطلب في وجوب طلب العلم ]

فأول ما يجب عليك، طلب العلم الذي تقيم به طهارتك وصلاتك وصيامك وتقواك، وما يفرض عليك طلبه خاصة لا تزيد على ذلك شيئا، وهو أول باب السلوك، ثم العمل به.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فائدة تعود منه على حيوان تجلب بذلك المنفعة له أو دفع مضرة عنه، وكذلك لا تستشل حجرا عن موضعه عبثا والجامع من هذا كله أن لا ترسل شيئا من حواسك عبثا، هذا شرط لا بد منه فمهما زال انحل النظام، ثم معرفة الذنوب صغيرها وكبيرها خفيها وجليها وانسحاب التوبة عليها ورد المظالم المقدور على ردها من عرض ومال لا من دم، وتطهير عالمك الباطن من كل مذموم شرعا وعرضا وطبعا، وتقيده عن الجولان في مراتب الكون وتفريغه عن الفكر فإن الفكر آخر شيء في هذا الاستعداد في جميع الخلوات لا يصح به أبدا ولا تظهر لصاحبها ثمرة صحيحة إلا بحكم الاتفاق، فاللّه اللّه احفظ نفسك منه، وكذلك حديث النفس وتصريفاتها في مراتب الكون لا تساعدها على ذلك فإنه تمريج وتخليط، وأما قدر ما تلبس من الثياب فهو ما يكون به بدنك معتدلا وليكن من وجه لا يريبك مثل الأكل سواء، وليكن عندك حفاظ نقي يباشر عورتك تغسله في أكثر الأوقات، ولا سبيل إلى الاظطجاع ولا إلى النوم إلا عن غلبة.

وقال رضي اللّه تعالى عنه في تحديد الخلوة بالزمان: وما حد من حد الخلوات بالزمان إلا على حسب ما وجد، فأخباره عن وجوده صحيح وهو مخطىء في طرد الحد الزماني فإن الأمزجة تختلف وفراغ قلوب الخلق من الأكوان ليس على مرتبة واحدة وإنما هو على قدر الباعث والطبع المساعد، فقد يفتح لواحد في يومين عين ما يفتح لآخر في شهرين ولآخر في سنتين ولا يفتح لآخر أبدا، وقد يؤهل للّه لقاء والتنزيل وآخر لكشف الحقائق وآخر ما يتعدى به الخيال والمنال وكل له مقام معلوم وحد مرسوم تقتضيه جبلته، فالحد الزماني في الخلوة لا يتصور.

انتهى ما نقلته عن الشيخ رضي اللّه تعالى عنه. واعلم أنك إذا أردت الدخول في الخلوة أنه يجب عليك تحصيل العلم المتعلق بالعبادات حتى تقيمها على أحسن الوجوه فإنها هي الأصل والعمدة في هذا الطريق وإلى هذا أشار الشيخ بقوله.

مطلب في وجوب طلب العلم ( فأول ما يجب عليك ) أيها الطالب للسلوك ( طلب العلم ) الذي طلبه فريضة على كل مسلم وهو العلم ( الذي تقيم به طهارتك ) الظاهرة والباطنة ( وصلاتك ) الجسمية

"***"


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!