موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلى لأهل الذكر من الأسرار

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي)

والمتن للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

 

 


مطلب في بيان السفر

( فالواجب على كل عاقل ) ناصح لنفسه مشفق عليها ( أن يعلم أن السفر مبني على المشقة وشطف العيش ) بالطاء المهملة والشين المعجمة والفاء أي ضيق العيش ( والمحن ) جمع محنة وهي ما يمتحن به الإنسان من بلية ( والبلايا ) جمع بلاء ( وركوب الأخطار ) أي ارتكاب الأمور الهائلة التي تشرف بمن ارتكبها على الهلاك ( والأهوال ) جمع هول وهو الفزع ( العظام ) وإذا كان السفر على هذه الحالة.

( فمن المحال أن يصح فيه للمسافر نعيم أو أمان أو لذة فإن المياه ) جمع ماء ( مختلفة الطعم ) وهي في هذا السفر المعنوي عبارة عن العلوم المتعارضة مثل علم الوحدة والكثرة والجمع والتفرقة وكذلك ( الأهوية ) أيضا فإنها ( مختلفة التصريف ) وهي في هذا السفر عبارة عن النفحات المتعارضة مثل نفحات الجلال والجمال والكمال ( و ) مع هذا فإن ( طبع كل منهل يخالف طبع المنهل الآخر ) والمنهل: المورد، والمناهل: جمع منهل، وهي المنازل على طريق المسافر إذا كانت المياه مختلفة الطعم والأهوية مختلفة التصريف والمناهل مختلفة الطبع.

"***"

ويحتاج المسافر لما يصلح لتلقي كل عالم في منزله، فإنه عندهم صاحب ليلة أو ساعة وينصرف، فأنّى يعقل حلول الراحة فيمن هذه حالته.

وما أوردنا هذا ردّا على أهل النعيم في الدنيا، العاملين لها والمنكبين على جمع حطامها، فإن أهل هذا الفعل عندنا أقل وأحقر من أن نشتغل بهم، أو نلتفت إليهم، وإنما أوردناه تنبيها لمن استعجل للذة المشاهدة في غير موطنها الثابت، وحالة الفناء في غير منزلها، والاستهلاك في الحق بطريق المحق عن العالمين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( ويحتاج المسافر ) إذا كان عاقلا ناصحا لنفسه أن يعلم ما ينبغي له من الأطعمة والأشربة والأدوية الصالحة لكل ماء وهواء ومنهل حتى لا يسقم ولا يهلك في سفره لاختلاف الأهوية والمناهل والمياه الموجبة لانحراف المزاج وفساده، وينبغي له أن يستعدّ ( لما يصلح لتلقي كل عالم ) يمر به في سفره فإن كان ممن يلاقى بالهدايا والتدليل لاقاه بذلك، وإن كان ممن يقابل بالحرب والقتال قابله به، وإن كان ممن يقابل بالهيبة قابله بها، أو بالإنس قابله به، وأمثال ذلك ( في منزله ) أي في منزل ذلك العالم ويجوز أن يعود الضمير على المسافر، فيكون المراد أن المسافر يحتاج لتحصيل هذه الأمور في منزله قبل الشروع في السير ومفارقة المنزل، لأنه متمكن من ذلك في منزله، بخلاف منازل العوالم التي يمر عليها، لأنه لا يتمكن فيها من ذلك ( فإنه عندهم صاحب ليلة أو ساعة وينصرف ) فلا يتسع الوقت لتحصيل ذلك، والواجب عليه في ذلك الوقت اليسير الذي يكون فيه عندهم أن يعاملهم بما يستحقونه حتى يربح في سفره، فإذا صرفه في تحصيل ما يصلح للمعاملة لم يمكنه أداء ما يجب لهم عليه، فرحل عنهم وهو خاسر وإذا كانت حالة المسافر كما ذكرناه ( فأنّى يعقل حلول الراحة في من هذه حالته ).

( وما أوردنا هذا ) الذي أوردناه من حال السفر والمسافر ( ردّا على أهل النعيم ) الجسماني فقط ( في الدنيا العاملين لها ) لا للّه فهم عبيدها ( والمنكبون على جمع حطامها، فإن أهل هذا الفعل عندنا أقل وأحقر من أن نشتغل بهم أو نلتفت إليهم ) لأنهم محجوبون عن اللّه معرضون عنه متوجهون إلى غيره يحبون من لعنه ويوالون الذي أبعده ( وإنما أوردناه تنبيها لمن استعجل لذّة المشاهدة ).

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطلب في المشاهدة قال الشيخ رضي اللّه تعالى عنه المشاهدة عند الطائفة رؤية الأشياء بدلائل التوحيد ورؤيته في الأشياء، وحقيقتها اليقين من غير شك، فأما قولهم: «رؤية الأشياء بدلائل التوحيد» فإنهم يريدون أحدية كل موجود، فذلك عين الدليل على أحدية الحق، فهذا دليل على أحديته لا عينه، وأما إشاراتهم إلى رؤية الحق في الأشياء فهو الوجه الذي له سبحانه في كل شيء، وهو قوله: إِذا أَرَدْناهُ [ النّحل: الآية 40 ]

فذلك التوجه هو الوجه الذي له في الأشياء، فنفى الأثر فيه عن السبب إن كان أوجده عند سبب مخلوق، وأما قولهم: «حقيقة اليقين بلا شك ولا ارتياب» إذا لم تكن المشاهدة في حضرة التمثيل، كالتجلي الإلهي في الدار الآخرة الذي ينكرونه، فإذا تحول لهم في علامة يعرفونه بها أقروا به وعرفوه وهو عين الأول المنكر «1»، وهو هذا الآخر المعروف فما أقروا إلا بالعلامة لا به فما عرفوه إلا محصورا فما عرفوا الحق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( 1 ) يشير الشيخ الجيلي إلى الحديث الشريف الذي رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرويّة، ونص الحديث هو، عن أبي سعيد الخدري: أن ناسا في زمن رسول اللّه قالوا: يا رسول اللّه ! هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال رسول اللّه: «نعم». قال: «هل تضارّون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب ؟». قالوا: لا، يا رسول اللّه ! قال: «ما تضارّون في رؤية اللّه تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارّون في رؤية أحدهما. إذا كان يوم القيامة أذّن مؤذّن: ليتبع كل أمّة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد، كان يعبد غير اللّه سبحانه من الأصنام والأنصاب، إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللّه من برّ وفاجر، وغبّر أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنّا نعبد عزير ابن اللّه. فيقال: كذبتم ما اتخذ اللّه من صاحبة ولا ولد. فماذا تبغون ؟ قالوا: عطشنا. يا ربنا فاسقنا. فيشار إليهم: ألا تردّون ؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا. فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى. فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن اللّه المسيح. فيقال لهم: كذبتم. ما اتخذ اللّه من صاحبة ولا ولد. فيقال لهم: ماذا تبغون ؟ فيقولون: عطشنا. يا ربنا فاسقنا. قال فيشار إليهم: ألا تردّون ؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللّه تعالى من بر وفاجر، أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها. قال: فما تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد. قالوا: يا ربنا ! فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ باللّه منك، لا نشرك باللّه شيئا ( مرتين أو ثلاثا ) حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب. فيقول: هل بينكم وبينه آية -

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطلب الفرق بين المسامرة والرؤية ولهذا فرقنا نحن بين المشاهدة والرؤية، وقلنا في المشاهدة إنها شهود الشاهد الذي في القلب من الحق، وهو الذي قيّد بالعلامة، والرؤية ليست كذلك، ولهذا قال موسى عليه الصلاة والسلام: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [ الأعراف: الآية 143 ] ، وما قال:

أشهدني، فإنه مشهود له ما غاب عنه. انتهى كلام الشيخ رضي اللّه عنه. وفي طلب المشاهدة في الدنيا فقد استعجل المشاهدة ( في غير موطنها الثابت ) لها وهو الآخرة ( وحالة الفناء ) عطف على المشاهدة ( في غير منزلها ) الذي هو موطن الرؤية اعلم أن المراد من الفناء هنا هو الفناء الرابع والخامس والسادس والسابع لا غير، قال الشيخ رضي اللّه عنه.

مطلب في الفناء الرابع وأما النوع الرابع من الفناء فهو الفناء عن ذاتك، وتحقيق ذلك أن تعلم أن ذاتك مركبة من لطيف وكثيف، وأن لكل ذات منك حقيقة وأحوالا تخالف بها الأخرى، وأن لطيفتك متنوعة الصور مع الأوان في كل حال، وأن هيكلك ثابت على صورة واحدة وإن اختلفت عليه الأعراض، فإذا فنيت عن ذاتك بشهودك الذي هو ما شاهدت من الحق وغير الحق، ولا تغيب في هذه الحال عن شهود ذاتك فيه، فما أنت صاحب هذا الفناء، فإن لم تشهد ذاتك في هذا الشهود وشاهدت ما شاهدت، فأنت صاحب هذا النوع من الفناء، وإنما قلنا شاهدت ما شاهدت، ولم نخصص شهود الحق وحده، فإن صاحب هذا الفناء قد يكون مشهوده كونا من الأكوان، فإن شاهدت في هذا الفناء تنوع ذاتك اللطيفة ولم تشاهد معها سواها ففناؤك عنك بك لا بسواك، فأنت فان عن ذاتك، ولست بفان عن ذاتك فإنك لك بك مشهود من حيث لطيفتك وأنك لك بك مفقود من حيث هيكلك، فإن شاهدت مركبك في حال هذا الفناء فمشهودك خيال، ومثال ما هو عينك ولا غيرك بل حالك في هذا الفناء حال النائم صاحب الرؤية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فتعرفونه بها ؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق. فلا يبقى من كان يسجد للّه من تلقاء نفسه إلا أذن اللّه له بالسجود.

ولا يبقى من كان يسجد اتّقاء ورياء إلا جعل اللّه ظهره طبقة واحدة. كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه.

ثم يرفعون رؤوسهم، وقد تحوّل في صورته التي رأوه فيها أول مرة.

فقال: أنا ربكم.

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مطلب الفناء الخامس وأما النوع الخامس من الفناء وهو فناؤك عن كل العالم بشهودك الحق أو ذاتك، فإن تحققت من يشهد منك علمت أنك شاهدت ما شاهدته بعين حق، والحق لا يفنى بمشاهدة نفسه ولا العالم فلا تفنى في هذه الحال عن العالم، وإن لم تعلم من يشهد منك كنت صاحب هذا الحال وفنيت عن رؤية العالم بشهود الحق أو بشهود ذاتك، كما فنيت عن ذاتك بشهود الحق أو بشهود كون من الأكوان، فهذا النوع يقرب من النوع الرابع في الصورة، وإن كان يعطي من الفائدة ما لا يعطيه النوع الرابع المتقدم.

مطلب الفناء السادس وأما النوع السادس من الفناء فهو أن يفنى عن كل ما سوى اللّه باللّه ولا بدّ، وتفنى في هذا الفناء عن رؤيتك فلا تعلم أنك في حال شهود حق إذ لا عين لك مشهودة في هذا الحال، وهنا يطرأ غلط لبعض الناس من أهل هذا الشأن، وأبينه لك إن شاء اللّه حتى يتخلص لك المقام، وإن اللّه تعالى ألهمني بهذا البيان، وذلك أن صاحب هذا الحال إذا فني عن كل ما سوى اللّه تعالى بشهود اللّه فيما يقول فلا يخلو في شهوده ذلك إما أن يرى الحق في شؤونه، أو لا يراه في شؤونه فإنه لا يزال في شؤونه ولا غيبة له عن العالم ولا عن أثر فيه، فإن شاهده في شؤونه فما فنى عن كل ما سوى اللّه تعالى، وإن شاهده في غير شؤونه، بل في غناه عن العالم فهو صحيح الدعوى، فإن اللّه غني عن العالمين، وهذا المشهد كان للصديق الأكبر رضي اللّه تعالى عنه، فإنه قال: «ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّه قبله» فأثبت أنه رآه ولا شيء، ثم أقيم في مشهد آخر فرأى صدور الشيء عنه وقد كان لا يراه ولا شيء فجعل تلك الرؤية قبل هذا الشهود فقال: ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّه قبله، فقد أبنت لك عن الأمر على ما هو عليه.

وأما النوع السابع من الفناء فهو الفناء عن صفات الحق ونسبها، وذلك لا يكون إلا بشهود ظهور العالم عن الحق لعين هذا الشخص لذات الحق، ويفنيه لا لأمر زائد يعقل ولكن لا من كونه علة كما يراه بعض النّظّار، ولا يرى الكون معلولا وإنما يراه حقّا ظاهرا في عين مظهر بصورة استعداد ذلك المظهر في نفسه، فلا يرى

"***"

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للحق أثرا في الكون، فما يكون له دليل على ثبوت نسبة ولا صفة ولا نعت، فيفنيه هذا الشهود عن الأسماء والصفات والنعوت، بل إن حققه يرى أنه محل التأثير حيث أثر فيه استعداد الأعيان الثابتة من أعيان الممكنات، وأما قولهم الفناء عن الفناء فما هو نوع ثامن، وإنما هو الفاني إذا لم يعلم في فناه أنه فان، فذلك الفناء عن الفناء كصاحب الرؤيا الذي لا يعلم أنه نائم فهو حال تابع في كل نوع من أنواع الفناء، وحال الفناء لا ينال بتعمّل، أي: لا بقصد، وأدناه درجة حكمه في المتفكر فإذا استغرق الإنسان الفكر في أمر ما من أمور الدنيا أو في مسئلة من العلم فتحدثه ولا يسمعك وتكون بين يديه ولا يراك وترى في عينه جمودا في تلك الحالة، فإذا عثر على مطلوبه أو طرأ أمر يرده إلى إحساسه حينئذ يراك ويسمعك، فهذه أدنى درجاته في العالم، وسبب ذلك ضيق المحدث فإنه لا شيء أوسع من حقيقة الإنسان ولا شيء أضيق منها.

مطلب في اتّساع القلب وضيقه فأما اتّساع القلب فإنه لا يضيق عن شيء واحد، وأما ضيقه فإنه لا يسع خاطرين معا فإنه أحدي الذات فلا يقبل الكثرة، وهذه هي التي تسمى خلوة الحق، لا يفوز به إلا أخصّ أهل اللّه، وهو للعقول المنوّرة، والمحق يفوز به أهل الخصوص وهو للنفوس المنورة جعلنا اللّه ممن محق محقه فانفرد به حقه، وهذه التي تسمى خلوة الحق، فإنه لا يشهد ولا يرى وإن علمه بعض الناس فلا يكون مشهودا له، ومن هذه الحقيقة اتخذ أهل اللّه الخلوة للانفراد، لما رأوه تعالى اتخذها للانفراد بعبده، ولهذا لا يكون في الزمان إلا واحدا يسمى الغوث والقطب وهو الذي ينفرد به الحق ويخلو به دون خلقه، فإذا فارق هيكله انفرد بشخص آخر لا ينفرد بشخصين في زمان واحد، وهذه الخلوة الإلهية من علم الأسرار التي لا تزاع ولا تفشى. وما ذكرناها وسميناها إلا لتنبيه قلوب الغافلين عنها بل الجاهلين بها، فإني ما رأيت أحدا ذكرها قبلي ولا بلغني مع علمي بأن خاصة أهل اللّه بها عالمون، وذلك العبد عين اللّه في كل زمان لا ينظر الحق في زمانه إلا إليه، وهو الحجاب الأعلى والسر الأزهى والقوام الأبهى فتوحات في باب 355 في المحق، وقال في أول باب المحق: هو فناؤك في عينه، ومحق المحق ثبوتك في عينه، وأهل محق المحق يشهدون اللّه باللّه ويشهدون الكون بنفوسهم لا باللّه، فافهم فهو من حيث هذه الحقيقة


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!