موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة العناصر وسلطان العالم العلوى على العالم السفلى وفى أى دورة كان وجود هذا العالم الإنسانى من دورات الفلك الأقصى وأيّة روحانية لنا
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 296 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ملكا فحفظه لملكه حفظه لبقاء اسم الملك عليه وإن كان كما قال فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فما جاء باسم الملك فإن أسماء الإضافة لا تكون إلا بالمضاف فكل سلطان لا ينظر في أحوال رعيته ولا يمشي بالعدل فيهم ولا يعاملهم بالإحسان الذي يليق بهم فقد عزل نفسه في نفس الأمر ويقول الفقهاء إن الحاكم إذا فسق أو جار فقد انعزل شرعا ولكن عندنا انعزل شرعا فيما فسق فيه خاصة لأنه ما حكم بما شرع له أن يحكم به فقد أثبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاة مع جورهم فقال عليه السلام فينا وفيهم فإن عدلوا فلكم ولهم وإن جاروا فلكم وعليهم ونهى أن نخرج يدا من طاعة وما خص بذلك واليا من وال فلذلك زدنا في عزله شرعا إنما ذلك فيما فسق فيه فالملك مأمور أن يحفظ نفسه من الخروج مما حد له من الأحكام في رعاياه وفي نفسه فإنه وال على نفسه كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإنسان راع على نفسه فما زاد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم إن لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا الحديث فمن لم يف لمن بايعه بما بايعه عليه فقد عزل نفسه وليس بملك وإن كان حاكما فما كل حاكم يكون سلطانا فإن السلطان من تكون له الحجة لا عليه ولهذا جعل الله الأفلاك تدور علينا كل يوم دورة لتنظر الولاة ما تدعو حاجة الخلق إليهم فيسدون الخلل وينفذون أحكام الله تعالى من كونه مريدا في خلقه لا من كونه آمرا فينفذون أحكامه التي أمرهم سبحانه أن ينفذوها فيهم وهو القضاء والقدر في أزمان مختلفة فكل شي‏ء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس وكل صغير وكبير مستطر في اللوح المحفوظ فما فيه إلا ما يقع ولا ينفذ هؤلاء الولاة في العالم إلا ما فيه والله على كل شي‏ء رقيب ومع هذا كله فإن الله له مع كل واحد من المملكة أمر خاص في نفسه يعلمه الولاة والحجاب والنقباء فهم لا يفقدون مشاهدة ذلك الوجه ذلك ليعلموا أن الله قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً وأنه رقيب على كل نفس بما كسبت وإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيط

[الملائكة المسخرة تحت أيدى الملائكة الولاة]

ولما جعل الله زمام هذه الأمور بأيدي هؤلاء الجماعة من الملائكة وأقعد من أقعد منهم في برجه ومسكنه الذي فيه تخت ملكه وأنزل من أنزل من الحجاب والنقباء إلى منازلهم في سماواتهم وجعل في كل سماء ملائكة مسخرة تحت أيدي هؤلاء الولاة وجعل تسخيرهم على طبقات فمنهم أهل العروج بالليل والنهار من الحق إلينا ومنا إلى الحق في كل صباح ومساء وما يقولون إلا خيرا في حقنا ومنهم المستغفرون لمن في الأرض ومنهم المستغفرون للمؤمنين لغلبة الغيرة الإلهية عليهم كما غلبت الرحمة على المستغفرين لِمَنْ في الْأَرْضِ ومنهم الموكلون بإيصال الشرائع ومنهم أيضا الموكلون باللمات ومنهم الموكلون بالإلهام وهم الموصلون العلوم إلى القلوب ومنهم الموكلون بالأرحام ومنهم الموكلون بتصوير ما يكون الله في الأرحام ومنهم الموكلون بنفخ الأرواح ومنهم الموكلون بالأرزاق ومنهم الموكلون بالأمطار ولذلك قالوا وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وما من حادث يحدث الله في العالم إلا وقد وكل الله بإجرائه ملائكة ولكن بأمر هؤلاء الولاة من الملائكة كما منهم أيضا الصافات والزاجرات والتاليات والمقسمات والمرسلات والناشرات والنازعات والناشطات والسابقات والسابحات والملقيات والمدبرات ومع هذا فما يزالون تحت سلطان هؤلاء الولاة إلا الأرواح المهيمة فهم خصائص الله ومن دونهم فإنهم ينفذون أوامر الله في خلقه ثم إن العامة ما تشاهد إلا منازلهم والخاصة يشهدونهم في منازلهم كما أيضا تشاهد العامة أجرام الكواكب ولا تشاهد أعيان الحجاب ولا النقباء

[الرقائق والمناسبات بين عالم العناصر والولاة في الأفلاك‏]

وجعل الله في العالم العنصري خلقا من جنسهم فمنهم الرسل والخلفاء والسلاطين والملوك وولاة أمور العالم وجعل الله بين أرواح هؤلاء الذين جعلهم الله ولاة في الأرض من أهلها بينهم وبين هؤلاء الولاة في الأفلاك مناسبات ورقائق تمتد إليهم من هؤلاء الولاة بالعدل مطهرة من الشوائب مقدسة عن العيوب فتقبل أرواح هؤلاء الولاة الأرضيين منهم بحسب استعداد أنهم فمن كان استعداده قويا حسنا قبل ذلك الأمر على صورته طاهرا مطهرا فكان والي عدل وإمام فضل ومن كان استعداده رديئا قبل ذلك الأمر الظاهر ورده إلى شكله من الرداءة والقبح فكان والي جور ونائب ظلم وبخل فلا يلومن إلا نفسه فقد أبنت لك سلطنة العالم العلوي على العالم السفلي وكيف رتب الله ملكه هذا الترتيب العجيب وما ذكرنا من ذلك إلا الأمهات لا غير يقول الله تعالى وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وقال يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ويكفي هذا القدر من هذا الباب والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وفي كتاب التنزلات الموصلية ذكرنا حديث هؤلاء الولاة والنواب والحجاب وما ولاهم الله عليه من التأثير في العالم العنصري‏


مخطوطة قونية
1191
1192
1193
1194
1195
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 296 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!