موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة العناصر وسلطان العالم العلوى على العالم السفلى وفى أى دورة كان وجود هذا العالم الإنسانى من دورات الفلك الأقصى وأيّة روحانية لنا
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 295 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ملائكته ملكا آخر دونه في المرتبة سماه القلم وجعل منزلته دون النون واتخذه كاتبا فيعلمه الله سبحانه من علمه ما شاءه في خلقه بوساطة النون ولكن من العلم الإجمالي ومما يحوي عليه العلم الإجمالي علم التفصيل وهو من بعض علوم الإجمال لأن العلوم لها مراتب من جملتها علم التفصيل فما عند القلم الإلهي من مراتب العلوم المجملة إلا علم التفصيل مطلقا وبعض العلوم المفصلة لا غير واتخذ هذا الملك كاتب ديوانه وتجلى له من اسمه القادر فأمده من هذا التجلي الإلهي وجعل نظره إلى جهة عالم التدوين والتسطير فخلق له لوحا وأمره أن يكتب فيه جميع ما شاء سبحانه أن يجريه في خلقه إلى يوم القيامة خاصة وأنزله منه منزلة التلميذ من الأستاذ فتوجهت عليه هنا الإرادة الإلهية فخصصت له هذا القدر من العلوم المفصلة وله تجليان من الحق بلا واسطة وليس للنون سوى تجل واحد في مقام أشرف فإنه لا يدل تعدد التجليات ولا كثرتها على الأشرفية وإنما الأشرف من له المقام الأعم فأمر الله النون أن يمد القلم بثلاثمائة وستين علما من علوم الإجمال تحت كل علم تفاصيل ولكن معينة منحصرة لم يعطه غيرها يتضمن كل علم إجمالي من تلك العلوم ثلاثمائة وستين علما من علوم التفصيل فإذا ضربت ثلاثمائة وستين في مثلها فما خرج لك فهو مقدار علم الله تعالى في خلقه إلى يوم القيامة خاصة ليس عند اللوح من العلم الذي كتبه فيه هذا القلم أكثر من هذا لا يزيد ولا ينقص ولهذه الحقيقة الإلهية جعل الله الفلك الأقصى ثلاثمائة وستين درجة وكل درجة مجملة لما تحوي عليه من تفصيل الدقائق والثواني والثوالث إلى ما شاء الله سبحانه مما يظهره في خلقه إلى يوم القيامة وسمي هذا القلم الكاتب‏

[الملائكة المدبرة: الولاة الاثنا عشر لعالم الخلق‏]

ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر أن يولي على عالم الخلق اثني عشر واليا يكون مقرهم في الفلك الأقصى منا في بروج فقسم الفلك الأقصى اثني عشر قسما جعل كل قسم منها برجا لسكنى هؤلاء الولاة مثل أبراج سور المدينة فأنزلهم الله إليها فنزلوا فيها كل وال على تخت في برجه ورفع الله الحجاب الذي بينهم وبين اللوح المحفوظ فرأوا فيه مسطرا أسماءهم ومراتبهم وما شاء الحق أن يجريه على أيديهم في عالم الخلق إلى يوم القيامة فارتقم ذلك كله في نفوسهم وعلموه علما محفوظا لا يتبدل ولا يتغير ثم جعل الله لكل واحد من هؤلاء الولاة حاجبين ينفذان أوامرهم إلى نوابهم وجعل بين كل حاجبين سفيرا يمشي بينهما بما يلقى إليه كل واحد منهما وعين الله لهؤلاء الذين جعلهم الله حجابا لهؤلاء الولاة في الفلك الثاني منازل يسكنونها وأنزلهم إليها وهي الثمانية والعشرون منزلة التي تسمى المنازل التي ذكرها الله في كتابه فقال والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ يعني في سيره ينزل كل ليلة منزلة منها إلى أن ينتهي إلى آخرها ثم يدور دورة أخرى لِتَعْلَمُوا بسيره وسير الشمس فيها والخنس عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ وكُلَّ شَيْ‏ءٍ فصله الحق لنا تفصيلا فاسكن في هذه المنازل هذه الملائكة وهم حجاب أولئك الولاة الذين في الفلك الأقصى‏

[نقباء الولاة الاثنى عشر في السماوات السبع‏]

ثم إن الله تعالى أمر هؤلاء الولاة أن يجعلوا نوابا لهم ونقباء في السموات السبع في كل سماء نقيبا كالحاجب لهم ينظر في مصالح العالم العنصري بما يلقون إليهم هؤلاء الولاة ويأمرونهم به وهو قوله وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها فجعل الله أجسام هذه الكواكب النقباء أجساما نيرة مستديرة ونفخ فيها أرواحها وأنزلها في السموات السبع في كل سماء واحد منهم وقال لهم قد جعلتكم تستخرجون ما عند هؤلاء الاثني عشر واليا بوساطة الحجاب الذين هم ثمانية وعشرون كما يأخذ أولئك الولاة عن اللوح المحفوظ ثم جعل الله لكل نقيب من هؤلاء السبعة النقباء فلكا يسبح فيه هو له كالجواد للراكب وهكذا الحجاب لهم أفلاك يسبحون فيها إذ كان لهم التصرف في حوادث العالم والاستشراف عليه ولهم سدنة وأعوان يزيدون على الألف وأعطاهم الله مراكب سماها أفلاكا فهم أيضا يسبحون فيها وهي تدور بهم على المملكة في كل يوم مرة فلا يفوتهم من المملكة شي‏ء أصلا من ملك السموات والأرض فيدور الولاة وهؤلاء الحجاب والنقباء والسدنة كلهم في خدمة هؤلاء الولاة والكل مسخرون في حقنا إذ كنا المقصود من العالم قال تعالى وسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وأنزل الله في التوراة يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي‏

[الملك والملك والمملكة]

وهكذا ينبغي أن يكون الملك يستشرف كل يوم على أحوال أهل ملكه يقول تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ لأنه يَسْئَلُهُ من في السَّماواتِ والْأَرْضِ بلسان حال ولسان مقال ولا يَؤُدُهُ حفظ العالم وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فما له شغل إلا بها يقول تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ من السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ ولو لا وجود الملك ما سمي الملك‏


مخطوطة قونية
1187
1188
1189
1190
1191
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 295 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!