موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة المنازلات الخطابية وهو من سر قوله عز وجل (وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا أو من وراء حجاب)
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 523 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

أخطئوا في تأويلهم فيما تلفظ به رسولهم إما فيما ترجمه عن الله وإما فيما شرع له أن يشرعه قولا وفعلا وليس في المنازل الإلهية كلها على كثرتها ما ذكرنا منها في هذا الكتاب وما لم نذكر من يعطي النصاف ويؤدي الحقوق ولا يترك عليه حجة لله ولا لخلقه فيوفي الربوبية حقها والعبودية حقها وما ثم إلا عبد ورب إلا هذا المنزل خاصة هكذا أعلمنا الله بما ألهمه أهل طريق الله الذي جرت به العادة أن يعلم الله منه ورثة أنبيائه وهو منزل غريب عجيب أوله يتضمن كله وكله يتضمن جميع المنازل كلها وما رأيت أحدا تحقق به سوى شخص واحد مكمل في ولايته لقيته بإشبيلية وصحبته وهو في هذا المنزل وما زال عليه إلى أن مات رحمه الله وغير هذا الشخص فما رأيته مع أني ما أعرف منزلا ولا نحلة ولا ملكة إلا رأيت قائلا بها ومعتقدا لها ومنصفا بها باعترافه من نفسه فما أحكي مذهبا ولا نحلة إلا عن أهلها القائلين بها وإن كنا قد علمناها من الله بطريق خاص ولكن لا بد أن يرينا الله قائلا بها لنعلم فضل الله علي وعنايته بي حتى أني أعلمت أن في العالم من يقول بانتهاء علم الله في خلقه وأن الممكنات متناهية وأن الأمر لا بد أن يلحق بالعدم والدثور ويبقي الحق حقا لنفسه ولا عالم فرأيت بمكة من يقول بهذا القول وصرح لي به معتقدا له من أهل السوس من بلاد الغرب الأقصى حج معنا وخدمنا وكان يصر على هذا المذهب حتى صرح به عندنا وما قدرت على رده عنه ولا أدري بعد فراقه إيانا هل رجع عن ذلك أو مات عليه وكان لديه علوم جمة وفضل إلا أنه لم يكن له دين وإنما كان يقيمه صورة عصمة لدمه هذا قوله لي ويعطيه مذهبه وليس في مراتب الجهل أعظم من هذا الجهل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر السابع والعشرون بانتهاء الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة وحَسْبُنَا الله ونِعْمَ الْوَكِيلُ‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

«الباب الرابع والثمانون وثلاثمائة في معرفة المنازلات الخطابية»

الفصل الخامس في المنازلات وهو من سر قوله عز وجل وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ وهو من الحضرة المحمدية

منازلات العلوم تبدي *** حقائق الحق والعباد

بلا تغال ولا مراء *** ولا جدال ولا عناد

فقل لعقلي أقصر فنقلي *** يهدي إلى الغي والرشاد

فكل ذكري إلى صلاح *** وبعض فكري إلى فساد

فانفع العلم علم فقري *** للسيد الواهب الجواد

[المنازلة فعل فاعلين وهي تنزل من اثنين كل واحد يطلب الآخر لينزل عليه‏]

اعلم أيدك الله وإيانا وأن المنازلة فعل فاعلين هنا وهي تنزل من اثنين كل واحد يطلب الآخر لينزل عليه أو به كيف شئت فقل فيجتمعان في الطريق في موضع معين فتسمى تلك منازلة لهذا الطلب من كل واحد وهذا النزول على الحقيقة من العبد صعود وإنما سميناه نزولا لكونه يطلب بذلك الصعود النزول بالحق قال تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فهو براقه الذي يسرى به إليه وينزل به عليه ويقول تعالى في حق نفسه على ما ذكره رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عنه فقال ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة

الحديث بطوله فوصفه بالنزول إلينا فهذا نزول حق لخلق ومنا نزول خلق لحق لأنه لا يتمكن لنا أن يكون لنا العلو والكبرياء والغني عنه فلنا صفة الصغار والفقر إليه وله صفة الغني والكبرياء

فكلنا إليه فقير *** وكلنا لديه صغير

وكلنا نراه سوانا *** وهو الغني عنا الكبير

إلا أنا فإني أراه *** عيني وإنني لخبير

وبعد أن علمت ذا قلت إني *** إلى غناه عبد فقير

وعلى الحقيقة فبنا ننزل عليه وبنا ينزل علينا ولو لا ذلك ما علمنا ما يقول في خطابه لنا فإنه الغني الحميد وعلى حقيقة الحقيقة فبه ننزل عليه وبه ينزل علينا وسواء كانت منازلة أو نزولا تاما فيكون المتكلم والسامع فهو يعلم ما يقول فإنه سمع من كان هذا مقامه فما سمع كلامه غيره ولما كان هو الأصل لم نكن إلا به فإن الفرع بصورة الأصل يخرج‏


مخطوطة قونية
8324
8325
8326
8327
8328
8329
8330
8331
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 523 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!