موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 176 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الحفظ فلذا قال السائل هل على غيرها يعني الخمس قال لا إلا أن تطوع وجمع له في الصلاة بين الجهر والسر أعني في القراءة وجمع له أيضا بين القول والفعل والحال وإلهيات في الحركات من قيام وركوع وسجود وجلوس وأثنى على من أتى بهن لم يضيع من حقهن شيئا بالدوام عليها والخشوع فيها وأعطاها الليل والنهار حتى يعم الزمان بركتها وقد بينا من أسرارها ما شاء الله في باب الصلاة من هذا الكتاب وكذلك بينا أيضا من شأنها في كتاب التنزلات الموصلية لنا ثم إن الله شرع طهارة لها مائية وترابية فإن النش‏ء الإنساني لم يكن إلا من تراب كآدم وماء كبني آدم فقال خَلَقَكُمْ من تُرابٍ ومن ماءٍ ومن طِينٍ وهو خلط الماء بالتراب فجعل الطهارة للصلاة بما منه خلقنا فطهارتنا منا من ماء وهو الوضوء وتراب وهو التيمم فنحن نور على نور بحمد الله وما كتب الله هذه الصلاة إلا على المؤمنين وليس المؤمن سوى المصدق بأحدية الكثرة الإلهية لما هي عليه من الأسماء الحسنى والأحكام المختلفة من حيث إن كل اسم إلهي يدل على الذات وعلى معنى ما هو المعنى الآخر الذي يدل عليه الاسم الآخر فله أحدية العين فهو مؤمن أيضا بأحدية العين كما هو مؤمن بأحدية الكثرة فمن لم يكن له هذا الايمان وإلا فليس هو المؤمن الذي كتب الله عليه هذه الصلاة وإنما كتبها على المؤمن دون العالم لعموم الايمان فإن المؤمن هو عين المقلد لأنه المصدق بالخبر لما تعطيه حقيقة الخبر من الاحتمال فأبقى الخبر على أصله فالعالم من علمه بالأمور على ما هي عليه أن لا يزيل الخبر عن احتماله بالنظر إلى ذات الخبر فهو عالم بصدق هذا الخبر المعين لأن الخبر وإن اقتضت ذاته الاحتمال فإنه لا بد أن يكون في نفسه موصوفا بأحد الاحتمالين إما صدق وإما كذب ولا يعرف ما هو عليه من هذين الوصفين إلا بدليل فهذا هو حظ العالم فقد صدق به العالم أنه صدق لا كذب أعني هذا الخبر المعين وقلده في هذا التصديق المؤمن فالمؤمن العالم قام له دليل العلم على إن المخبر صادق وأن هذا الخبر المعين صدق فهو مؤمن بلا شك وأعطى العالم نفسه الأمان أن ينقلب العلم جهلا وصدق المقلد العالم فيما أخبره به من صدق هذا الخبر فاشترك الكل في نعت الايمان فلو كتبها الله على العلماء دون المؤمنين لما وجبت على المقلدين والعلماء لهم صفة الايمان فكتب على الوصف العام ولو لا الحق تعالى ما نزل إلى عباده ما وصفهم تعالى بالعلم به ولا بالإيمان فهم أحق بالعلم به من علمه به فإن علم الخلق به علم اضطرار وافتقار ذاتي لما تعطيه ذات الممكن من الاستناد إلى المرجح فبنزوله إلينا عرفناه فهو يظهر بنا ولا يتمكن لنا أن نظهر به فيجمع سبحانه بين نعت السادات والعباد ولا يتمكن للعباد أن يكونوا أربابا في أنفسهم وإن ظهروا بنعوت سيدهم وإنما كلامنا في نفس الأمر لا فيما يجدونه في أوقات فما هو له تعالى فمعلوم من القسمة وما هو للعبد فمعلوم وما وقع فيه الاشتراك فما هو لله فهو لله في عين الاشتراك وما هو للعبد فهو للعبد في عين الاشتراك فهو في نفس الأمر معين وإن وقع الاشتراك فليس إلا في الألفاظ الدالة على الاشتراك وأما في نفس الأمر فلا اشتراك بوجه من الوجوه فإن كل واحد على نصيبه المعين له وإن لم يكن الأمر كذلك اختلطت الحقائق وإِنَّ كَثِيراً من الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقَلِيلٌ ما هُمْ وقليل أيضا ما هم فكل مصل أدى صلاته لوقتها ولم يطلع ولا أنتج له معرفة بسر

القدر الذي قد أومأنا إليه في هذا الكتاب في مواضع كثيرة مختلفة بطرائق عجيبة فما صلى الصلاة لوقتها وذلك أن الله ما شرع هذه العبادات لإقامة نشأة صورتها الظاهرة بل لما تدل عليه وتعطيه من جانب الحق من المعرفة به وإن لم تكن الصورة قد نفخ القائل فيها روحا تحيي به ولا ينفخ فيها روحا إلا بإذن ربه كما قال وإِذْ تَخْلُقُ من الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فقد شارك كل مصور وما تعلق به ذم كما تعلق بالمصورين فإنه ما صوره عليه السلام إلا بإذن الله ثم قال فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ الله فزال‏

من هيأة الطائر وعاد طائرا فكذلك عمل العبد إذا عمله بالإيمان من حيث إن الحق أمره بذلك العمل فقد أذن له في إنشاء تلك الصورة فقد شارك المنافق كما شارك المصورين من خلق من الطين كهيئة الطير فإن المنافق ما أذن الله له أن ينشئ صورة العمل على ذلك الحد وما أمر الله بإنشاء صور الأعمال إلا للمؤمنين فلما وقع الاشتراك في ظاهر الصورة بين المؤمن والمنافق نفخ المؤمن بإيمانه فيها روحا فعادت‏


مخطوطة قونية
9243
9244
9245
9246
9247
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 176 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!