موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل يجمع بين الأولياء والأعداء من الحضرة الحكمية ومقارعة عالم الغيب بعضهم مع بعض وهذا المنزل يتضمن ألف مقام محمدى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 482 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ألا إن أهل الله بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا *** كما إن أهل الشرك بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‏

فإن الذي أقصاه يمتاز بالسفلى *** وإن الذي أدناه قد فاز بالعليا

ألا تلحظن الركب أسفل منهم *** فكل فريق من مكانته أدنى‏

ولما رأينا أن الله قد اختص بالخمس في مثل هذا الموطن وفي قسمة هذا النوع الذي هو المغنم علمنا أن الله ما راعى من الأقسام التي تعتبر في العالم إلا مراعاة الجيش عند اللقاء من كونه عز وجل ملكا قاهرا حيث أثبت له أعداء ينازعونه وتقسيم الجيش عند اللقاء على خمسة أقسام قلب وهو موضع الإمام وهو الذي اصطفاه الله من نشأة عبده‏

حين قال وسعني قلب عبدي‏

وما بقي فميمنة وميسرة ومقدمة وساقة فلهذا كان الخمس لله والأربعة الأخماس الباقية لمن بقي فإن العدو الذي نصبه الله أخبر الله عنه أنه يأتي من بين أيدينا ومن خلفنا فنلقاه بالمقدمة والساقة وعن أيماننا فنلقاه بالميمنة وعن شمائلنا فنلقاه بالميسرة وليس للعدو غرض إلا في القلب ليزيل ملك الجيش من القلب ما له غرض إلا في هذا فذب الله عن قلب العبد الذي هو موضع نظره الذي وسعه بهؤلاء الذين رتبهم في هذه الأماكن التي يدخل العدو منها فعليه يقاتل هذا الجيش وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الذي يقاتل في سبيل الله هو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏

وهم الأعداء فهو يمدهم من القلب في الباطن وهم يذبون عنه من الظاهر من الجهات التي يطلب العدو والفرصة فيها فمن هنا كان له الخمس من المغنم الذي نص عليه أنه نصيبه لأنه ناصر المؤمنين على أعدائه والجيش ناصر دينه ذلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى‏ لَهُمْ فما لهم قلب ينصرهم‏

إن لله نصيبا وافرا *** هو خمس الفي‏ء من غير مزيد

فله القلب الذي يعمره *** وهو العرش الإلهي المجيد

والذي يبقى فقد قسمه *** اختصاصا منه في بعض العبيد

فالذي حاز الذي سطره *** قلمي فاز بما يعطي الوجود

فرسول أو ولي وارث *** ما له في علمنا غير الشهود

والذي يعلمه الله فما *** لي علم فيه إلا أن يجود

وفي هذا المنزل علم هل يتعلق العلم الواحد بجميع المعلومات أو لكل معلوم علم أو يختلف بالنسبة إلى العالم وما هو العلم هل هو ذات العالم أو صفة قائمة به أو نسبة ما هي ذات العالم ولا صفته وفيه علم ما يؤدي إليه المناسبات بين الأشياء من التألف والاجتماع وفيه علم من عمل بعملك فهو منك وفيه علم الاستناد وحماية المستند ومشاركته في المشقة وترك ما يرى تركه وإن كان محبوبا لك والايمان الذي لا يزلزله شي‏ء وفيه علم ما توجبه مكارم الأخلاق على من قامت به وعلم المقامات وما يختص بهذا المنزل منها وفيه علم الكثير والقليل ومن هو كثير بالقوة وكثير بالعدد وكذلك في القلة وفي علم فيه مزلة قدم وهو أنه يعطيك أن تكون مع كل من يريد منك أمر أما أن تكون له بما يريده منك وإنما هو مزلة قدم لاختلاف الأغراض وتقييد المؤمن بما قلده من الحكم الذي قيده وفيه علم ما ينبغي أن يستعد له مما لا يستعد له وفيه علم معاملة من تجهل أمره كيف تعامله وفيه علم يعلم به أنه ما يقابلك من العالم ولا من الحق إلا صفتك وفيه علم إلحاق الرءوس بالأذناب في الحكم وهو الحال الذي يستوي فيه الرئيس والمرءوس كالنوع الوسط الذي هو نوع لما فوقه وجنس لما تحته وفيه علم التحريش ثم التبري منه هل ينفع ذلك التبري أم لا ينفع وفيه علم إدراك الخيال في صورة المحسوس في اليقظة وما ثم شي‏ء محسوس مخيل من خارج ولا من داخل بل هو كالسراب تراه ماء وكالصغير في السراب تراه كبيرا وكالجبل الأبيض تراه على البعد أسود فهذا خارج عن الحس والخيال وفيه علم السبب الذي يدعو الإنسان إلى أن يدعو على نفسه بالهلاك ويطلب العلامة في نفسه بما يرديه وفيه علم ما يتوهم أنه قادر عليه وليس بقادر عليه ولما ذا يرجع الإعجاز هل يرجع لأمر لا يقدر مخلوق عليه أو لأمر كان يقدر عليه ثم صرف عنه وفبه علم ما تنتجه التقوى في المتقي وفيه علم الفرق بين الرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وبين المؤمنين وفيه علم ما يريده المخاطب من المخاطب إذا


مخطوطة قونية
8155
8156
8157
8158
8159
8160
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 482 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!