الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة منزل سبب وجود عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية |
الصفحة 664 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)لأخجله ومات بها عزاما *** وهيمه وتيمه هواها ولو أن الهلال يكون بدرا *** لأربعة وعشر ما تلاها ولو أن البحار تكون ماء *** فراتا لم يلذ به سواها ولو أن الأراضي ذات سطح *** لما قال المهيمن قد دحاها وأظهر فبه زينة كل شيء *** وأخفى حكمة فيه ثراها ولو أن الديار بها أنيس *** لكان أنيسها رب بناها ولكن لا يصح الأنس عندي *** بذات ما لها صفة تراها ولو أن العوالي في سفال *** لكان سفالها أعلى ذراها ولو أن الرواسي شامخات *** لكان شموخها ممن علاها ولكن الشموخ لها مقام *** به رب البرية قد حباها ولو أن الصحيفة قيدت من *** يقيدها لري وقد محاها ولو أن الجحيم تكون نارا *** بلا برد مشيت على هواها ولكن العذاب وجود ضد *** تراه النفس ذوقا في جناها ولو أن المحبة ذات شخص *** لا ضعف شوقها منها قواها ولو نظر المشرع حين تخلو *** بمن تهواه شرعا ما نهاها ولو أن السماء بلا نجوم *** لنورها قليل من سناها ولو أن الرياح جرت رخاء *** لزعزعها وأفقدها رخاها ولو أن المياه تغور غورا *** لاحيا العالمين ندا يداها ولو أن السحاب حمت حياها *** عن الكفار أغناهم حياها ولو أن الجبال تسير سيرا *** لكان سماؤها منها ثراها ولو أن العيون ترى سناها *** بلا حجب لحل بها عماها ولو أن الملوك تراك عينا *** إذا أقبلتم حلت حباها ولو نطق الكتاب بكل حمد *** على أحد من الدنيا عناها ولو أن المغير يغير صبحا *** عليها في الفلاة لما سباها ويثبت في مواقف مهلكات *** لقوتها إذا أمر دهاها لقد أقسمت بالسبع المثاني *** ومن سور الحروف بعين طاها لقد أبصرت عين الشمس تخفى *** عن الأبصار إذ تعطي نداها فتبصر جوها بيدي سحابا *** وتبصر أرضها تزهو رباها وتظهر حسنها لعمي عيون *** ويخفى طرفها عنا عناها ولما قيل قد رحلت وغابت *** وقد تركت خليفتها أخاها أجبت رسولها لما أتاني *** ليسأل أن تكلمني شفاها فقلت الستر أولى بي لأني *** رأيت فناء عيني في فناها فما رحلت لبغض كان منها *** ولكن كان عن حاد حداها إجابته لأمر واعتناء *** به جود المهيمن قد حذاها فصار الكل مفتقرا إليها *** وصار الكون يرغب في حداها |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |