موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سبب وجود عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 663 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فللحاكم إن يفصل عليه الأمر لما فيه من الإجمال ليترتب الحكم على التعيين فيقول له حين أعطيته هذه الهدية ما ابتغيت بها هل ابتغيت بها جزاء من الجنة أو معاوضة في الدنيا أو ابتغيت بها وجه الله فإن قال الخصم ابتغيت بها الأجر في الآخرة من الجنة أو المعاوضة في الدنيا حكم على المعطي إياه برد عين ما أخذه منه إن كانت عينه باقية وإن كانت العين قد ذهبت حكم له بالقيمة على الخلاف في ذلك هل تعتبر القيمة في الشي‏ء في زمان العطاء أو في زمان القضاء وإن قال إنما أعطيتها ابتغاء وجه الله لم يحكم له بشي‏ء في ذلك وقال ليس بيد صاحبك ما قصدته بهديتك فمن وجه أثبته عوضا عنها فيما يظهر فإنه لم يصرح مالك بأكثر من هذا ومن وجه ينفي أن يكون عوضا فإنه لا يماثله في القدر شي‏ء من مخلوقاته والكل نعمته غير أنه المعاوضة على الله لهذا المعطي في الدار الآخرة مما يناسب هديته فإن زاد على ذلك فمن باب المنة وقد قيل‏

لكل شي‏ء إذا فارقته عوض *** وليس لله إن فارقت من عوض‏

والتحقيق في هذه المسألة أن الحق من حيث ذاته ووجوده لا يقاومه شي‏ء ولا يصح أن يراد ولا يطلب لذاته وإنما يطلب الطالب ويريد المريد معرفته أو مشاهدته أو رؤيته وهذا كله منه ليس هو عينه وإذا كان منه لا عينه فقد يصح أن يكون عوضا فيكون عمله في الدنيا الذي هو الحضور مع الله في‏

قوله اعبد الله كأنك تراه‏

فيكون هذا العمل جزاؤه عند الله رؤيته وهي أرفع المنازل فهي للحاضر هنا في عمله جزاء وهي لغير الحاضر زيادة ومنة فهو عند هذا ليس عوضا وهو عند الآخر عوض فيكون الحضور في الدنيا من الجود المطلق من عين المنة وتكون الرؤية من الجود المقيد جزاء بما أوجبه على نفسه فمن جوده شهدت جوده فما خرج عنه شي‏ء ولا أوجب مخلوق عليه شيئا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فإذا أعطى العبد ابتداء لغيره لا جزاء يستحقه ذلك الغير فيكون هذا المعطي لأجل ذلك الاستحقاق تحت قيد الحق فيكون عطاه مثل هذا لا عن استحقاق لا يطلب بذلك إلا وجه الله سواء طلبه بنيته أو لم يطلبه فإن حالة العطاء المبتدأ يعطي ذلك فإنه اتصف فيه بصفة الحق من الجود المطلق حيث لم يكن عطاؤه جزاء ولما كان حاله هذا فكما إن الله تعالى يطلب الجزاء على ما امتن به من النعم على عباده وهو الشكر عليها ومعرفة النعم منه ويجازي هو على ذلك الشكر وعلى تلك المعرفة كذلك يعطى هذا العبد المنعم على غيره ابتداء إطلاق لسان المنعم عليه بالشكر والثناء عليه ثم يتولى الله جزاءه به لا بالجنة حتى اتصف بهذا العطاء بصفته تعالى فهذا قد أبنت محتملات ما يتضمنه هذا المنزل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثالث والتسعون ومائتان في معرفة منزل سبب وجود عالم الشهادة وسبب ظهور عالم الغيب من الحضرة الموسوية»

إذا ما الشمس كان لها شعاع *** فذاك النور من قبلي أتاها

إذا ما الموت حل بكل نفس *** فذاك الموت من رب براها

إذا ما جنة المأوى تجلت *** مزينة إلينا في حلاها

نعمنا بالرياح لما حوته *** من الطيب الممسك في شذاها

وإن طمست نجوم في سماء *** فذاك الطمس أورثها زهاها

وإن دخلت نفوس في نفوس *** فإن دخولها فيها مناها

وعمار القفار لها شرود *** من الصيد الذي يفنى ذماها

ولو أن الرسول يرى نفوسا *** ترد رسالتيه لما أتاها

ولو عرضت عليه الحجب عما *** يجي‏ء به المنازع ما أباها

ولو أن الجواري سابحات *** إلى أمد لحقق منتهاها

ولو أن الليالي مرسلات *** غدائرها لما شقوا دجاها

ولو أن الصباح يرى وجوها *** منورة الجوانب من ضحاها


مخطوطة قونية
6007
6008
6009
6010
6011
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 663 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!