موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل التجلى الصمدانى وأسراره من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 637 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ومرتبته فيكون تنزله على قلب لعبد من الغيب في الغيب من عين واحد إلى عين واحد لا يقبل التفصيل والقسم الآخر يكون تنزله على قلب العبد وهو مشغول في تدبير هيكله وطبيعته لا يأخذه عن ذلك وذلك الإنزال من عين جمع إلى عين جمع ليفصل ما نزل عليه لخلقه مما أجراه لله أو يحكيه حكى لنا عن جماعة منهم أبو البدر عن شيخنا عبد القادر رحمه الله أنه قال إن السنة تأتيني إذا دخلت فتخبرني بما يكون فيها ويحدث وكذلك الشهر والجمعة واليوم وكذلك كان الشيخ أبو يعزى أبو النور ببلاد المغرب كان إذا دخل رمضان جاءه يعلمه بما قبل فيه من العمل وممن قبل ويقبل وإنما قيدته هنا في حق شيخنا أبي يعزى برمضان لأن صاحبنا أبا زيد الرقراقي الأصولي أخبرني بشهادة هذا في شهر رمضان إذ كان هذا المخبر عنده في ذلك الوقت فرأى رمضان قد جاءه مخبرا بما ذكرناه فلا تعرف منازل الأكوان عند الله من طريق التعريف الإلهي والعناية بهذا المقرب إلا بتعريف الله عباده في أسرارهم بما يلقيه فيها من نفث روح في روع مثل ما كانت الملائكة تنزل على الأنبياء عليهم السلام بذلك‏

[إن مراتب الخلق متفاضلة]

واعلم أن المراتب التي يكون الخلق عليها متفاضلة في كل جنس فالرسل يفضل بعضهم بعضا والأنبياء يفضل بعضهم بعضا والمحققون يفضل بعضهم بعضا والعارفون يفضل بعضهم بعضا وهكذا إلى أصحاب الصنائع العملية فهذا المنزل يفضل غيره في التجليات الإلهية المشبه رؤيتها برؤية القمر والشمس بألفي تجل وثمان تجليات منطوية مندرجة في الألفين المذكورين غير أن هذه الثمانية لها خصوص وصف يظهر في تجلى المقامات الذي هو مائة وستة وستون تجليا فعند ذلك يظهر سلطان هذه الثمانية من التجليات ويعطي من المعارف ما شاء الله أن يعطي وأما الألفان فهي تجليات سريعة الزوال مكثها قليل ولا تعطي علما عاما وأما المائة والستة والستون فتعطي من العلوم العامة السارية في الموجودات وبقائها وما يكون عنها وبسببها علما عاما مجردا خالصا ثابتا لا يتزلزل ولا يشتبه وإن كان حكمه ينتقل منه وفيه ولا يخرج عنه واختلف أصحابنا هل ثم تجل في هذه التجليات يتصف بالنقص من حيث الصورة التي يتجلى فيها إذا كانت صورة طبيعية والطبائع رباعية فيكون التجلي الناقص في الصورة الطبيعية في وقت في العنصر الناري فيكون غير كامل في نفسه ولكن يعطي بحسب ما يعطيه عنصره لا يزيد عليه فإذا كان في تجل آخر انضاف إلى تلك الصورة العنصر الثاني إلى أن يكمل العناصر في أربع تجليات فيقع التجلي في العنصر الرابع بكمال الصورة الطبيعية على صورة مكملة فيلحق بإخوانه من التجليات والأمر عندنا ليس كذلك ولا يصح أن يكون هناك تجل ينقص أو يزيد وإنما هذا الشخص القائل بهذا ظهرت له حالته في عين التجلي فتخيل أن النقص في التجلي وكان النقص فيه ثم اتفق أنه لما تجلى له التجلي الثاني رأى تلك الصورة التي كان عليها في نفسه قد زاد فيها ما لم يكن والنقص والزيادة فيه فحكم على التجلي بذلك‏

[أن الأرواح النورية المسخرة تنزل على قلوب العارفين‏]

واعلم أن الأرواح النورية المسخرة لا المدبرة تنزل على قلوب العارفين كما قلناه بالأوامر والشئون الإلهية والخيرات بحسب ما يريده الحق بهذا العبد فترقيه بما نزلت به إليه ترقية وتخليصا إلى الحجاب الأقرب من الحجب البعيدة إلى أن يتولاه الله بارتفاع الوسائط غير إن هذا القلب إذا فارقته التنزلات الروحية التي يشترك فيها أهل هذه الطريقة والحكماء العاملون على تصفية النفوس وتخليصها من كدر الطبع وقبل أن يتولى الحق أمره بارتفاع الوسائط يمكث معرى عن الأمرين مثل الوقفة بين المقامين ومثل النومة العامة بين الحس والخيال وهو مقام الحيرة لهذا القلب فإن الذي كان يأنس إليه ويأخذ عنه قد فقده والذي يأتي إليه ما رآه بعد فيبقى حائرا ولقد أخبرني صاحبي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأنصاري القرطبي وفقه الله عن شيخنا أبي زكريا الحسنى ببجاية قال أخبرني غير واحد من أصحابه وممن حضر موته أن الشيخ خرج إلى الناس وكان في المسجد الجامع معتكفا في شهر رمضان وقد غير لباسه الذي كان عليه وقد ظهر فيه التغير فقال لهم ادعوا لي فإني قد فقدت الذي كان عندي ولم يكن بعد قد حصل له شي‏ء مما يأتي وحار في أمره فطلب من الناس الدعاء له فإنه لم يكن من أهل الأذواق الإلهية لغلبة الفقه عليه ما تخلص له الأمر ثم عاد إلى خلوته فأبطأ عليهم خروجه فدخلوا عليه فإذا هو مسجى قد فارق الدنيا فأشار إليهم بتغيير لباسه إن الذي كان يلبسه قد جرد عنه والحيرة والافتقار إلى دعاء الإخوان دلت على أنه ما كان الحق تولى أمره الذي أومأنا إليه ففرحت له بذلك لعل الله يكون قد تولاه قبل موته بلحظة فقبضه إليه وهو عنده وحال العارف في هذه الحيرة والوقفة التضرع‏


مخطوطة قونية
5895
5896
5897
5898
5899
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 637 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!