اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[أن الأرواح النورية المسخرة تنزل على قلوب العارفين]
واعلم أن الأرواح النورية المسخرة لا المدبرة تنزل على قلوب العارفين كما قلناه بالأوامر والشئون الإلهية والخيرات بحسب ما يريده الحق بهذا العبد فترقيه بما نزلت به إليه ترقية وتخليصا إلى الحجاب الأقرب من الحجب البعيدة إلى أن يتولاه الله بارتفاع الوسائط غير إن هذا القلب إذا فارقته التنزلات الروحية التي يشترك فيها أهل هذه الطريقة والحكماء العاملون على تصفية النفوس وتخليصها من كدر الطبع وقبل أن يتولى الحق أمره بارتفاع الوسائط يمكث معرى عن الأمرين مثل الوقفة بين المقامين ومثل النومة العامة بين الحس والخيال وهو مقام الحيرة لهذا القلب فإن الذي كان يأنس إليه ويأخذ عنه قد فقده والذي يأتي إليه ما رآه بعد فيبقى حائرا ولقد أخبرني صاحبي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأنصاري القرطبي وفقه الله عن شيخنا أبي زكريا الحسنى ببجاية قال أخبرني غير واحد من أصحابه وممن حضر موته أن الشيخ خرج إلى الناس وكان في المسجد الجامع معتكفا في شهر رمضان وقد غير لباسه الذي كان عليه وقد ظهر فيه التغير فقال لهم ادعوا لي فإني قد فقدت الذي كان عندي ولم يكن بعد قد حصل له شيء مما يأتي وحار في أمره فطلب من الناس الدعاء له فإنه لم