موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الروح وهو الملقى إلى القلب علم الغيب على وجه مخصوص
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 569 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

من الزجر حيث ساق الإعلام بلفظة الإنزال فهو إعلام بزجر فإنه البشير النذير والبشارة لا تكون إلا عن إعلام فغلب في الإنزال الروحاني باب الزجر والخوف لما قام بالنفوس من الطمأنينة الموجبة إرسال الرسل ليعلموهم أنهم عن الدنيا إلى الآخرة منقلبون وإلى الله من نفوسهم راجعون وأما قولنا روح الياء فأردنا قوله ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي بياء الإضافة إلى نفسه ينبهه على مقام التشريف أي أنك شريف الأصل فلا تفعل إلا بحسب أصلك لا تفعل فعل الأراذل وروح الأمر قوله ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ أي من أين ظهر فقيل له قُلِ الرُّوحُ من أَمْرِ رَبِّي فما كان سؤالا عن الماهية كما زعم بعضهم فإنهم ما قالوا ما الروح وإن كان السؤال بهذه الصيغة محتملا ولكن قوي الوجه الذي ذهبنا إليه في السؤال ما جاء في الجواب من قوله من أَمْرِ رَبِّي ولم يقل هو كذا فعلوم الغيب تنزل بها الأرواح على قلوب العباد فمن عرفهم تلقاهم بالأدب وأخذ منهم بالأدب ومن لم يعرفهم أخذ علم الغيب ولا يدري ممن كالكهنة وأهل الزجر وأصحاب الخواطر وأهل الإلهام يجدون العلم بذلك في قلوبهم ولا يعرفون من جاءهم به وأهل الله يشاهدون تنزل الأرواح على قلوبهم ولا يرون الملك النازل إلا أن يكون المنزل عليه نبيا أو رسولا فالولي يشهد الملائكة ولكن لا يشهدها ملقية عليه أو يشهدون الإلقاء ويعلمون أنه من الملك من غير شهود فلا يجمع بين رؤية الملك والإلقاء منه إليه إلا نبي أو رسول وبهذا يفترق عند القوم وبتميز النبي من الولي أعني النبي صاحب الشرع المنزل وقد أغلق الله باب التنزل بالأحكام المشروعة وما أغلق باب التنزل بالعلم بها على قلوب أوليائه وأبقى لهم التنزل الروحاني بالعلم بها ليكونوا على بصيرة في دعائهم إلى الله بها كما كان من اتبعوه وهو الرسول ولذلك قال أَدْعُوا إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي فهو أخذ لا يتطرق إليه تهمة عندهم ولهذا قال القشيري في الثناء على علم أهل الله ما ظنك بعلم علم العلماء فيه تهمة لأن غيرهم من العلماء ما هم على بصيرة لا في الفروع ولا في الأصول أما في الفروع فللاحتمال في التأويل وأما في الأصول فلما يتطرق إلى الناظر صاحب الدليل إلى دليله من الدخل عليه فيه والشبه من نفسه أو من نفس غيره فيتهم دليله لهذا الدخل وقد كان يقطع به وأهل البصائر من الله لا يتصفون بهذا في علمهم وذلك العلم هو حق اليقين أي حق استقراره في القلب أن لا يزلزله شي‏ء عن مقره وهذا القدر كاف في علم الروح الملقي وأما كيفية الإلقاء فموقوفة على الذوق وهو الحال ولكن أعلمك أنه بالمناسبة لا بد أن يكون قلب الملقي إليه مستعدا لما يلقى إليه ولولاه ما كان القبول وليس الاستعداد في القبول وإنما ذلك اختصاص إلهي نعم قد تكون النفوس تمشي على الطريق الموصلة إلى الباب الذي يكون منه إذا فتح هذا الإلقاء الخاص وغيره فإذا وصلوا إلى هذا الباب وقفوا حتى يروا بما ذا يفتح في حقهم فإذا فتح خرج الأمر واحد العين وقبله من خلف الباب بقدر استعدادهم الذي لا تعمل لهم فيه بل اختص الله كل واحد باستعداد وهناك تتميز الطوائف والأتباع من غير الأتباع والأنبياء من الرسل والرسل من الأتباع المسلمين في العرف أولياء فيتخيل من لا علم له أن سلوكهم إلى الباب سبب به وقع الكسب لما حصل لهم عند الفتح ولو كان ذلك لتساوى الكل وما تساوى فما كان ذلك إلا بالاستعداد الذي هو غير مكتسب ومن هنا أخطأ من قال باكتساب النبوة من النظار ولا يقول باكتسابها إلا من يرى أنها ليست من الله وإنما هي فيض من العقل والأرواح العلوية على بعض النفوس المنعوتة بالصفاء والتخلص من أسباب الطبيعة فانتقش فيها صور ما في العالم لصفائها وصفاؤها مكتسب فما حصله صفاؤها فهو مكتسب وهذا غلط بل الصفاء صحيح ونقش صور ما في العالم صحيح في نفس من لها هذه الصفة من الاطلاع وكون هذا الشخص دون غيره من أهل الصفاء مثله رسولا ونبيا وصاحب تشريع دون غيره اختصاص إلهي ينقشه في نفسه ما في صور العالم فإن اللوح المحفوظ هو العام لما ذكرناه ففيه منقوش صورة الرسول ورسالته وصورة النبي‏

ونبوته وصورة الولي وولايته فإذا صفت النفس وانتقش فيها ما في اللوح لم يلزم أن يكون رسولا بل انتقش فيها من يكون رسولا وتميزت الأشياء عندها وهذا خلاف ما توهموه مما يحصل بصفاء النفوس فانتقشت فيها المراتب وأصحابها علوا وسفلا وأما حكم الاستعداد الذي يقبل الإلقاء بالمناسبة التي هي الحبل الإلهي الحاصل في القلب الموجود بالاستعداد إذا اتصل بحضرة الحق نزل الإلقاء عليه وهو الطريق فيتنور القلب بما حصل فيه من علم الغيب ولا سيما إذا


مخطوطة قونية
5617
5618
5619
5620
5621
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 569 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!