موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الخواطر
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 564 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فما في الوجود سوى خاطر *** وما فيه رد ولا مدفع‏

تجدد أعياننا كلما *** تجدد أعراضنا فاسمعوا

فما ثم عين سوى واحد *** وآخر في أثره يتبع‏

[الخواطر لا إقامة لهم في قلب العبد إلا زمان مرورهم عليه‏]

اعلم أن لله سفراء إلى قلب عبده يسمون الخواطر لا إقامة لهم في قلب العبد إلا زمان مرورهم عليه فيؤدون ما أرسلوا به إليه من غير إقامة لأن الله خلقهم على صورة رسالة ما أرسلوا به فكل خاطر عينه عين رسالته فعند ما يقع عليه عين القلب فهمه فأما يعمل

بمقتضى ما أتاه به أو لا يعمل وجعل الله بينه وبين هذا القلب طرقا خمسة عليها تمشي هذه الخواطر إلى القلب وهذه الطرق أحدثها الله لما أحدث الشرائع فلو لا الشرائع ما أحدثها وجعلها كالهالة للقمر محيطة به فسمى الطريق الواحد وجوبا وفرضا وسمي الثاني ندبا والثالث حظرا والرابع كراهة والخامس إباحة وخلق الملك الموكل بالقلب يحفظه عن أمر الله بذلك وعين له من الطرق طريق الوجوب والندب وجعل في مقابلته شيطانا أقعده إلى جانبه عن غير أمر الله المشروع حسدا منه لما رأى من اعتناء الله بهذه النشأة الإنسانية دونه وشفوفه عليه وعلم ما يفضي إليه من السعادة إذا قام بحق ما شرع له من فعل وترك وجعل مثل ذلك على طريق الحظر والكراهة سواء وجعل على طريق الإباحة شيطانا لم يجعل هناك ملكا في مقابلته وجعل قوى النفس كلها وجبلتها مستفرغة لذلك الطريق وأمرها الله بحفظ ذاتها من ذلك الطريق من الشيطان وجعل الله في هذه النفس الإنسانية صفة القبول تقبل بها على كل من يقبل إليها وقبل إحداث الشرائع من آدم إلى زماننا إلى انقضاء الدنيا لم يكن ثم شي‏ء مما ذكرناه من ملك حافظ وشيطان منازع مناقض بل كان الأمر كما يؤول إليه عند ارتفاع الشرائع من الله إلى عبده ومن العبد إلى الله من غير تحجير ولا حكم من هذه الأحكام بل يتصرف بحسب ما تعطيه إرادته ومشيئته ثم خلق الله لهذه النفس الإنسانية صفة المراقبة لمن يرد من هذه الطرق عليها وأوحى إليها إلهاما أن بينه وبينها سفراء يأتون إليها من هذه الطرق ولا إقامة لهم عندها وقد أنشأنا ذواتهم من صورة رسالتهم حتى إذا رأيتهم علمت بالمشاهدة ما بعثهم الله به إليك فتيقظ ولا تغفل عنهم فإنهم يمرون بساحتك ولا يثبتون ويقول الحق قلت لهؤلاء السفرة إني أوجدت في هذا المرسل إليه صفتين صفة سميتها الغفلة وصفة سميتها اليقظة والانتباه فإن وجدتموه متصفا باليقظة فهو الغرض المقصود وإن وجدتموه متصفا بالغفلة فاقرعوا عليه بابه فإنه يتيقظ فإن لم يتيقظ فإنكم لا تفوتونه فإني جعلت له بصرا حديدا يدرك به صورتكم فيعلم ما بعثتكم به وإن لم يتيقظ لنقركم فاتركوه وتعالوا إلينا وقد ملك الله هذا الملك الموكل بالحفظ والقرين الملازم والنفس قوة التصور والتشكل لما يرون فيشكلون أمثاله حتى كأنه هو وليس هو وجعل هذه الأمثال في المرتبة الثانية فصاعدا في المراتب لا قدم لهم في المرتبة الأولى فالمرتبة الأولى لها الصدق ولا تخطئ فلا تعمل النفس بمقتضى ذلك الخاطر الأول فتخطئ ولا تكذب أبدا وأما التي على صورة الخواطر الأول فقد تصدق وتخطئ بحسب قوة التصوير وحفظ أجزاء الصورة وكذلك النظرة الأولى والحركة الأولى والسماع الأول وكل أول فهو إليه صادق فإذا أخطأ فليس بأول وإنما ذلك حكم الصورة التي وجدت في المرتبة الثانية وأكثر مراقبة الأمور الأول لا يكون إلا في أهل الزجر وقد رأيناه منهم وفي أهل الله خاصة فهو في أهل الله رتبة عاصمة وحافظة من الخطاء والكذب وهو في الزاجر قوة مراقبة وعلم وشهود واسم هذا الخاطر الأول عندهم الهاجس ونقر الخاطر والسبب الأول فما يمر من هؤلاء السفرة الكرام البررة على هذه الطرق المعينة لهذا القلب يلقي من هو عليه من ملك وشيطان ونفس فيأخذه من بادر إليه من هؤلاء بالتلقي فإن أخذه الملك وهو مما يقتضي وجود عمل سعادي أوحى إليه الملك في سره اعمل كذا وكذا فيقول له الشيطان لا تعمله وأخره إلى وقت كذا طمعا منه في إن لا يقع منه ما يؤدي إلى سعادته وهو ما يجده الإنسان من التردد في فعل الخير وتركه وفي فعل الشر وتركه وكذلك إذا جاءه على طريق الإباحة فذلك التردد في فعل المباح وتركه إنما هو بين النفس والشيطان لا بين الملك والشيطان فإن لمة الملك ولمة الشيطان المقابلة إنما تكون في الأربعة الطرق من الأحكام‏


مخطوطة قونية
5597
5598
5599
5600
5601
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 564 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!